حياة الظلام.. بين الغواية والهداية!
بقلم : سامي فريد
القصة كتبها محمد كامل حسن المحامي.. وتدور كلها حول الهداية من ناحية.. والصراع الأبدي بينها وبين الغواية من ناحية أخرى.. فللخير ناسه والمدافعون عنه كما للشر أهله من الشياطين والشر الذين يسعون في الأرض فسادا .
والحكاية هنا هى حكاية أحمد علوي (محسن سرحان) الولد المدلل تدلله أمه لكنه ينجح في كلية الحقوق ليتخرج محاميا يسعى أبوه الموظف على علوي إلى الحاقه للتدريب بمكتب عبدالقادر بك الشرقاوي المحامي الكبير، لكن أحمد وقد وهبه الله نعمة الكتابة لا يحب مهنة المحاماة ويستمر في كتابة الروايات والمسرحيات، ويبدأ في النجاح عندما تنشر له إحدى المجلات الأدبية أعماله فيبدأ في إهمال أعمال المكتب.
ويشكو بعض العملاء من إهماله ثم تزيد الطامة عندما يبدأ زميله الفاشل محمود (أنور وجدي) سليل الأسرة الثرية في غوياته ليذهب معه إلى الكباريهات ليعيش حياة أبناء الذوات ويدمن السهر والخمر ويهمل عمله لدرجة أن يسافر إلى الإسكندرية مع زهيرة هانم (ميمي شكيب) صديقة سليمان بك (فؤاد شفيق) الذي يعدي أمام الناس أنه عملها.
ويشكو المحامي الكبير لعلوي أفندي والد أحمد إهمال ابنه لدرجة أن النقابة قد قررت طرده منها ويسأل الأب عن مبلغ الـ 60 جنيها حقه في إحدي القضايا وكان قد سلمها لابنه أحمد لكن الأب لم يتسلمها أو أن أحمد قد صرفها على زهيرة.
ويواجه الأب ابنه ليعود إلى صوابه خصوصا بعد أن رفض الزواج من جارتهم راوية (روحية خالد) بعد أن تعرف على أكثر من فنانة وارتست في حياة الملاهي التي يعيشها الآن.
ويقرر الأب طرد الابن الفاشل الذي لطخ سمعة الوالد وسمعة مكتب المحامي الكبير وعند عودة سليمان بك من الخارج يخرج أحمد علوي من بيت زهير هانم ليذهب للإقامة في إحدى اللوكاندات الفقيرة التي لا يستطيع حتى مجرد دفع إيجارها فيطرد منها أيضا ليعود إلى بيت أمه الست خديجة (فردوس محمد) ليكسر دولابها ويسرق مصوغاتها وتضبطه الأم التي تعود من الخارج فرحة بعودة ابنها إلى البيت فتفاجأ بالمصوغات بين يديه وتسأله لماذا لم يطلبها منها إذ كانت سوف تعطيه عن طيب خاطر بدلا من سرقتها.
ولا تكف الأم عن سؤال الأب أن يسامح ابنه ويدعو الله له بالهداية. وتحاول أمه تفعل شيئا ليعود إلى أمه التي كادت الصدمة أن تقتلها فسقطت مريضة. وتسأل راوية عن عنوان أحمد في المجلة فيعطوها رقم تليفون اللوكاندة التي تخبرها بأنه قد غادرها إلى بيت زهيرة هانم، وهناك تواجه راوية زهيرة هانم التي تطردها. وفي المجلة يأمر رئيس التحرير بعدم نشر أي أعمال لأحمد علوي بعد أن تراجع مستواه لكن المسرحية التي كان قد شرع في كتابتها بعنوان (زهيرة) كما عاشها هو تحقق نجاحا كبيرا على المسرح لواقعيتها.
وتموت الأم ويكتشف سليمان بك وجود صورة أحمد علوي في بيت زهيرة هانم فيضحك ساخراً عندما يجد أمامه أحمد علوي ويقول أنها رفعت صورته هو لتضع صورة أحمد علوي مكانه كما سترفع صورة أحمد علوي غيرها مكانها. ويطرده أبوه من بيته فيقرر الانتحار في النيل، لكن صورة أمه تمنعه من الانتحار فيذهب إلى المسرح ليرى نجاحه الذي لم يعد نجاحه فيهيم على وجهه حتى تصدمه سيارة محمود صديقه الفاشل الذي يراه أحمد شيطانا أفسد عليه حياته بعد أن دعاه ليتزوج احدى الأجنبيات حتى يمكن من إقامتها من أجل عشيقها الذي يخشى على نفسه من سطوة أسرته ويرفض أحمد ويطرد محمد صديقه الفاشل ثم يصاب بالجنون ويدخل المستشفى وتدعو له راوية بالشفاء.
ويزوره والده في المستشفى حتى يقرر الطبيب خروجه وتعطيه راوية المصحف الذهبي الصغير الخاص بأمه والتي أعطته لراوية قبل وفاتها.. وتسمع صورة المقرئ يردد كلام الله (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) فيعود إليه رشده. ويخرج من المستشفى إنسانا جديداً ليبدأ من جديد حياة أخرى تليق بإنسان عرف الشر فترة في حياته ثم أدرك الخير فاختاره طريقا له ليستأنف من جديد حياته الجديدة مع من تبقى له من أسرته..
الفيلم انتجته شركة مصر للتمثيل والسينما من بطولة (ميمي شكيب، محسن سرحان، روحية خالد، فردوس محمد، لولا صدقي، أنور وجدي، منسى فهمي، محمد الكحلاوي، ثريا حلمي، وإدمون تديما)، وكتب له السيناريو وأخرجه أحمد بدرحان في بداية أربعينيات القرن الماضي.