كواليس فيلم (إعدام قاضي) الذي صنع نجومية جالا فهمي
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
هذا الأسبوع فى باب (سيلفي النجوم) سنتوقف عند كواليس واحد من أهم الأفلام السياسية التى قدمتها السينما المصرية فى فترة التسعينات وهو فيلم (إعدام القاضي) الذي عرض عام 1990، وقام ببطولته مجموعة كبيرة من نجومنا الكبار يأتي في مقدمتهم غول التمثيل (يحيي الفخراني) والنجم المبدع (عزت العلايلي)، والنجمة التى ابتعدت عن الأضواء (جالا فهمي) الذي يعتبر هذا الفيلم أول بطولاتها السينمائية.
الفيلم قصة وإخراج أشرف فهمي، سيناريو وحوار عادل أمين (المحامي)، إنتاج ماجدة حميدة، وشارك فى بطولته كوكبة من النجوم منهم (كمال حسين، أحمد غانم، عادل هاشم، عطية عويس، سميرة عبدالعزيز، رجاء صادق، والطفلة سوزان جميل، والطفل مصطفى فهمي).
والصورة التى أمامنا الأن تجمع بين المخرج (أشرف فهمي، ويحيي الفخراني، ووحيد فريد، وجالا فهمي)، والفيلم يتعرض لمذبحة القضاة التى بدأها المخرج نادر جلال عام 1977 بفيلمه (إمرأة من زجاج)، ويدين (إعدام قاضي) الفترة الناصرية، وتدور أحداثه حول القاضي رفعت (عادل هاشم) الذي ينظر في قضية هامة للغاية عام 1968، يحدث فيها تدخل وتطاول أمني شديد فيقرر الحكم فيها حسب القانون.
تتدخل الجهات الأمنية المتمثلة في رفيق الحناوي (عزت العلايلي) ويرتب عمليه لقتله قبل الحكم بغقتحام شقته مع عدد من رجاله الذين حملوا القاضي ورموا به من الشرفة أمام ابنته وزوجته، ويبدو فى هذه العملية كأنه انتحر، يسافر (رفيق الحناوي) للخارج، وبعد عشرين عاما يعود إلى مصر كرجل أعمال بمشاريع استثمارية بمساعدة عادل (يحيى الفخراني)، وتظهرعلا (جالا فهمي) ابنة القاضي، وقد صارت محامية تسعى إلى الانتقام من الرجل الذي رمى بأبيها من الشرفة مما أصاب أمها بالشلل.
يحاول الفيلم أن يؤكد أن الأحداث حقيقية وأن هذا القاضي الذي رموا به من شرفته ليس سوى واحد من رجال شرفاء عديدين تخلصت منهم السلطات السياسية عقب النكسة.