كتب : مروان محمد
تفاعل الجمهور على مدار 9 حلقات من النكد المتواصل والمآسي الإنسانية الغارقة في التراجيديا السوداء التي تعرضت لها (منى) التي جسدت دورها النجمة (ريهام عبد الغفور) عازفة على أوتار واقعية حزينة طوال الوقت، ما جعل كثير من الجمهور الذي شاهد المسلسل يعبرون عن سعادتهم بالنهاية السعيدة في الحلقة العاشرة ، مؤكدين أنهم تحملوا 9 حلقات من الحزن حتى تأتي الحلقة الأخيرة بالفرح، بعد أن وقفت (منى) بطلة القصة على أقدامها من جديد و رفضت العودة لزوجها رغم أنه عاد إليها نادما، لكنها فضلت أن تبدأ عملها وأسست مشروعها، مؤكدة أن الحياة تحتمل فرصة جديدة مع رجل جديد يحبها ويقدرها.
اقتربت (ريهام عبد الغفور) في تلك الحلقات من ملامح الشخصية الظاهرية بشكل لافت للنظر إلى حد كبير، وتفاعلنا معها على المستوى الإنساني جراء براعتها في اللعب على أوتار المشاعر الإنسانية لشخصية (منى) الزوجة المخدوعة والمقهورة، وجسدت الصدمات التي تعرضت لها بحرفية عالية جدا واستغنت عن (الميكاب) في كثر من المشاهد إلى درجة أن أبكتنا كثيرا جراء الظلم وجبروت زواج أناني (أحمد)، الذي لعب دوره (مصطفى درويش) ببراعة تعتمد معتمدا على البساطة في التعبير ببرود قاتل مصحوب بابتسامة فيها قدر من الدهاء والادعاء والتلاعب بألفاظ على سبيل الخديعة باجترار نوع من العاطفة المزيفة التي اعتادتها (منى) في محاولاته للاقتراب منها في كل مرة يلتقيها بعد طلاقه منها.
يذكر أن قصة (ربع قيراط) تأليف أمين جمال وإخراج أحمد حسن، وبطولة (ريهام عبد الغفور، مصطفى درويش، نادية رشاد، محمد الصاوي، محمد على رزق، سناء يوسف، إبراهيم السمان، عصام السقا ورضوى جودة، وهى الحكاية السابعة من مسلسل (إلا أنا) الذي عُرض منه 6 حكايات قبله، هى “بنات موسى – سنين وعدت – أمل حياتي – أمر شخصي – ضي القمر – لازم أعيش)، وكلها عبارة عن دراما مستوحاة من قصص حياتية، وترجع فكرتها للكاتب يسرى الفخرانى، والمسلسل أيضا عبارة عن مجموعة من القصص المستقلة، كل قصة منها تدور فى 10 حلقات، وتسرد تلك القصص وقائع وأحداث حقيقية فى معظمها تتعرض لموضوعات تهم المجتمع بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة.
حلقات المسلسل العشرة احتوت على أكثر من (ماستر سين) من خلال أداء فطري ناعم مشحون بعواطف حقيقية للنجمة المتألقة (ريهام عبد العفور)، لكن يظل مشهد لقائها مع (مصطفى درويش) الذي ذهب لتسليمها فلوس النفقة الشهرية، وفي محاولة أخيرة من جانبه لتصفية المواقف المعلقة بينهما في بداية الحلقة التاسعة هو أقوى مشاهد الـ (ماستر سين) في حلقات المسلسل، وقد جاء على النحو التالي:
يدق جرس الباب فتذهب منى لتفتحه، وهى في طريقها تقول: ثانية واحدة .. جايه أهوه .. مين؟
تفتح الباب على طليقها أحمد شاخصا أمامه و يقول : ازيك يامنى؟
منى ترد بانكسار: الحمد لله!.
أحمد بابتسامة خنوع وتراجع : دي فلوس النفقة الشهرية.
منى بصوت مجروح : شكرا
أحمد : مش حتقوليلي اتفضل حتى؟.
تنظر إليه باندهاش ثم تقول : اتفضل.
يدخل أحمد ملاحظا التغيرات التي طرأت على الشقة متسائلا: أمال العيال فين؟
منى ترد عليه : عند تيتة.
يجلس أحمد مبديا إعجابه بالشقة قائلا : طول عمر ذوقك حلو!!
منى دون أن تنظر في وجهه : شكرا.
أحمد : مش كفاية بقى يا منى ؟ .. كفاية بقى خلينا نرجع لبعض تاني.. ياستي مش علشان خاطري علشان خاطر عيالنا .. يامنى أنا باحبك؟
منى : عيالنا .. انته لو كنت فكرت في عيالنا ثانية واحدة مكنتش عملت اللي عملته ده!!
أحمد : أنا عارف إني جيت عليكي كتير وانني زعلتك وعارف انك حتسمحيني .. حتسمحيني علشان بتحبيني وأنا كمان باحبك .. يامنى أنا عمري ما تخيلت إني أنيمك يوم واحد زعلانة .. أي والله!!.
منى : زعلانة .. لا أنا مش بس زعلانة .. أنا زعلانة ومقهور على كل السنين اللي قضيهتا معاك .. على كل تضحية ضحيتها علشان البيت ده .. اللي انته جيت في ثانية وهديته .. انته أناني أوي يا أحمد .. طول عمرك بتفكر في نفسك وبس .. ايه اللي يبسطك انته .. ايه اللي يريحك انته .. عمرك فكرت فيا أنا .. في الست اللي ضحت بكل حاجة عشان انته تنجح وتكبر وتبقى الراجل اللي الستات تطمع فيه .. مكنتش فالح بس غير انك تضحك عليا بكلمتين وأنا زي العبيطة أصدقهم .. انتي السند .. انتي الضهر .. الضهر ده اللي انته عريته.
ثم تضع رأسها في الأرض معبرة عن استيائها لوجوده قائلة : انته عارف أنا لما قلتلك ان مش عايزه أشوفك تاني كنت خايفة أوي أضعف وأعيط وتشوفني ضعيفة زي العادة .. بس لأ .. أنا بقيت من غيرك أقوى بكتير!!!.
أحمد : طب اديني فرصة واحدة .. فرصة واحدة بس يامنى .. أقدر أعوضك عن كل اللي فات، وحارجعلك حقك .. بعدها بقى ياستي اللي تشوفيه ينفع نرجع لبعض ولا لأ؟.
منى : أنا مش عايزه منك حاجة .. مش عايزه حاجة خالص .. أنا حتى الفلوس دي لو مكنتش محتجاها عشان العيال مكنتش خدتها.
ثم تنهى منى المشهد قائلا في أسى وحزن : نصيحة لوجه الله : كفاية ظلم قوي!!!.