* قل ليالي الأوبرا الجميلة ولا تقل مهرجان الموسيقى العربية
* أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وفايزة، ووردة، ونجاة، ومحمد قنديل، وعبدالحليم حافظ ليسوا فى حاجة لتعريف الجمهور بأغنياتهم!.
*عندما غنت أنغام في الماضي دور(قد ما أحبك زعلان منك) لمحمد عثمان أحيت هذا العمل النادر.
* لولا غناء (سعاد محمد) لدور (أنا هويت) لم يكن حد سمع عن هذه التحفة الفنية لسيد درويش.
كتب : أحمد السماحي
بعد عشرة ليال من الغناء الجميل الذي يؤكد ريادة مصر المبدعة، وفي ظل ظروف استثنائيه مررنا بها هى انتشار فيروس كورونا، أسدل الستار منذ أيام قليلة على فعاليات الدورة 29 لـ (مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية)، الذى نظمته دار الأوبرا المصرية، وعقد فى الفترة من (1 إلى 10 نوفمبر) الجاري، وأقيمت كل الحفلات في الهواء الطلق وعلى مسرح النافورة بدار الأوبرا، ومن الأشياء الإيجابية فى دورة هذا العام هو إقامة المهرجان في ميعاده مع تقليص يومين من أيامه، وتضمن المهرجان 28 حفل على مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، بمشاركة 93 فنان من 5 دول، إلى جانب تكريم 12 شخصية أثرت في الساحة الفنية.
ورغم كثرة عدد المشاركين ورغم جمال أصواتهم، وعذوبة شدوهم، لكنهم لم يقدموا جديدا لافتا لانتباه المستمعين! فكل مطرب من المشاركين غني أغنياته الخاصة مع أغنية لـ (أم كلثوم، أومحمد عبدالوهاب، أوعبدالحليم حافظ) أوغيرهم وكان الله بالسر عليم!، والملاحظة الجديرة بالانتباه هى تكرار أسماء المطربين المشاركين في دورات المهرجان كل عام مع تبديل إسمين أو ثلاثة فقط، علما بأنه معروف أن أي مهرجان محترم لايكرر أسماء المشاركين كل عام، وتجد أعوام طويلة بين أول وآخر مشاركة لأي مطرب تصل إلى عشر سنوات، وهذا يعطي للمهرجان تجدد وحيوية.
سبوبة المهرجان
لكن فى مهرجان الموسيقى العربية ــ ونظرا للمصالح ــ عادي جدا تجد أي مطرب قد شارك فى دورات كثيرة ومتوالية، إلى حد أن بعضهم أصبح المهرجان بالنسبة له هو (سبوبة) كل عام التى ينتظرها!، دون تجديد الدماء الغنائية، وربما يرجع ذلك لوجود قيادات بعينها في مناصبها لمدة تقترب من الثلاثين عاما حيث تتحكم في الاختيارات وتفرض ذوقها الخاص، فضلا عن مجاملة صارخة لبعض الأسماء!، وهذا أدى إلى التكرار والملل، وأدي إلى عدم الاستعانة بأسماء نجوم كبار فى العالم العربي مازلوا في قمة عطائهم الفني، فلم يفاجئنا المهرجان بنجوم كبار مثلا من السودان أو الخليج أو الجزائر أو المغرب أو اليمن أو غيرهم من الدول المحرومة من المشاركة في المهرجان لجهل إدارة المهرجان والمسئولين عنه!.
والحقيقة أنه يجب أن يترك المهرجان اسمه العريق ويقام تحت إسم آخر هو (ليال الأوبرا الجميلة)، وذلك بعد أن فقد هويته الموسيقية، لأن ما يقدم فيه غناء حديث جميل لمجموعة من كبار مطربي مصر والعالم العربي المشهود لأصواتهم بالجمال والعذوبة، لكنه لا ينتمي لفكرة وهوية (مهرجان الموسيقى العربية) الذى أقامته وزارة الثقافة بغرض تنويري وتثقيفي، ألا وهو إلقاء الضوء على أساطين الطرب فى مصر والعالم العربي القدامي مثل (سلامه حجازي، الشيخ، عبده الحامولي، محمد عثمان، داوود حسني، إبراهيم القباني، درويش الحريري، محمد المسلوب، يوسف المنيلاوي، سيد درويش، الشيخ العفريت) وغيرهم، بحناجر مصرية وعربية عذبة الصوت تعيد تقديم هذا التراث بشكل معاصر كما فعلت فى المهرجان المبدعة (أنغام) عندما أعادت دور (قد ما أحبك زعلان منك) لمحمد عثمان بتوزيع جديد فحقق الدور نجاحا فاق كل خيال، وكما فعل مطربنا الكبير (علي الحجار) عندما أعاد بعض أدوار وتواشيح قديمة في كثير من حفلاته القديمة، وكذلك صباح فخري ولطفي بوشناق.
دورة باسم سلامه حجازي
نتمنى من المسئولين عن المهرجان تخصيص دورات كاملة تقتصر كل واحدة على أحد أعمال تلك الرموز المصرية، أو أحد الرموز العربية، ولدينا المئات على مستوى العالم العربي الذين يستحقون أن تحمل دورة (مهرجان الموسيقى العربية) اسمه ويغني كل مطرب من الذين يشاركون فى المهرجان أغنية أو اثنين له، وإذا رفض أي مطرب الغناء يوجد غيره! ويحرم من المشاركة في الوقوف على خشبة دار الأوبرا.
افتراض تخيلي
وعلينا أن نتخيل دورة لـ (سلامه حجازي) ومجموعة من المطربين المشاركين مثل (هاني شاكر، علي الحجار، محمد الحلو، مدحت صالح، أصالة، أنغام، أمال ماهر، لطفي بوشناق، وائل جسار، مروان خوري، صابر الرباعي) وغيرهم يغنون أغنيتين أو أكثر لهذا العملاق أو غيره، بدلا من الغناء (لأم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وفايزة، ووردة، ونجاة، ومحمد قنديل، وعبدالحليم حافظ)، لأن كل هؤلاء العظماء المعاصرين أغنياتهم موجودة وتبث باستمرار بأصواتهم من خلال الإذاعة المصرية، وبالتالي ليسوا فى حاجة لتعريف الجمهور بهم، خاصة أن المطربين يختارون الأغنيات المشهورة لهولاء العظماء، ولا يختارون الأغنيات المنسية، واتحدى أن يكون أي مطرب من الذين شاركوا هذا العام قدم أغنية مجهولة أو منسية لعمالقة الطرب المعاصرين، فكلهم يقدمون ما تبثه الإذاعة بإستمرار، ويخشون الاقتراب من الأغنيات المجهولة لأنهم بالتأكيد لا يعرفون غير ما يسمعون!
أيها السادة المسئولين فى دار الأوبرا، أساطين الغناء القدامى الذين لا نسمع لهم شيئا في أي مكان، وأصبحوا في طي النسيان هم الذين يحتاجون معرفة الناس بتراثهم الأصيل، وبهذا يكون للمهرجان دور تثقيفي وتنويري، وأعتقد أن هذا هو دور وزارة الثقافة، ولنا فى غناء المطربة الكبيرة (سعاد محمد) لدور (أنا هويت وانتهيت) للشيخ سيد درويش، توزيع الموسيقار اللبناني (توفيق الباشا) عبرة وعظة، فلولا إعادة توزيع هذا الدور من جديد فى بداية السبعينات ما سمع أحد به، لأن النسخة الموجودة بصوت (سيد درويش) سيئة للغاية.
الفرق الموسيقية
من الأشياء الإيجابية التى لفتت نظري فى حفلات هذا العام هو وجود مجموعة متميزة ورائعة من قادة الفرق الموسيقية الذين بذلوا مجهودا رائعا فى مصاحبة المطرب الذي يقودونه وكانت قيادة بعضهم سبب نجاح الحفلات، مثل (سليم سحاب، صلاح غباشي، عبدالحميد عبدالغفار، عادل عايش، هاني فرحات، أحمد عاطف، مصطفى حلمي،أحمد عامر،فاروق البابلي، محمد الموجي، حازم القصبجي، علاء عبدالسلام، إيهاب عبدالغفار).
تحيا الموسيقى العربية
أيضا من الأشياء الإيجابية أهداء المهرجان أوبريت (تحيا الموسيقي العربية) كلمات الشاعر المبدع (هاني عبد الكريم)، وألحان الموسيقار المتميز (زياد الطويل)، وتوزيع (يحيى الموجي) لمجموعة المكرمين، وقام بغناء الأوبريت (نادية مصطفى، أحمد إبراهيم، سوما، أحمد عفت، إيمان عبد الغني، آيات فاروق، غادة آدم، ياسر سليمان، سارة سحاب، أميرة أحمد، مي حسن)، وتم تقديمها تحت قيادة المايسترو سليم سحاب، وجاء الأوبريت متميزا جدا من حيث الكلمات واللحن والتوزيع، ويعتبر من النقط المضيئة في هذه الدورة.
المشاركون
جدير بالذكر أن الدورة الـ29 شارك فيها كثير من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي منهم (هاني شاكر،علي الحجار، نادية مصطفى، محمد الحلو، وائل جسار، عاصي الحلاني، صابر الرباعي، أحمد إبراهيم، خالد سليم، ريهام عبدالحكيم، مي فاروق، إيمان عبدالغني، آيات فاروق، محمد الشرنوبى، هُمام إبراهيم، حنان ماضى، سوما، فرح الموجي، صابرين النجيلى، حسام حسنى، محمد الحلو، مروه حمدى، محمد الخولى، ياسر سعيد، مصطفى سعد، امير الرفاعى، ولاء طلبه، احمد سعد، خالد سليم، فرح الموجى، محمد شوقى، أحمد نافع، سامح منير، أحمد عصام، أميرة سعيد، حسناء، رحاب مطاوع، أيمن مصطفى، محمد متولى، وائل ابو الفتوح، شروق شريف، السيد وهب الله، أشرف وليد، كنزى، ، عصام محمود، حنان عصام، أحمد صبرى، خالد عبد الغفار، عفاف رضا، سارة ذكى، سعيد عثمان، يحيى عبد الحليم، إسماعيل صادق).
التكريم
كرم المهرجان عددا من الشخصيات الفنية المهمة التى أثرت في الحياة الغنائية وإكتشاف عدد من المطربين، ومن هؤلاء المكرمين الموسيقار( محمد سلطان، وحلمى بكر، وجمال سلامة، وفريق الأصدقاء، منى عبد الغنى، وحنان، وعلاء عبدالخالق) والأخير اعتذر بسبب ظروف خاصة به، كما تم تكريم الموسيقار يحيى مهدى، محمد قطب، عازف الكمان محمود عثمان، عازف الناي محمد عبدالنبي، الباحثة ماجدة عبدالسميع، المطرب ماهر العطار، فنان الخط العربى مصطفى عمرى، الشاعر بخيت بيومى).