* قبلة النجم الوسيم لماجدة أثناء الخطوبة سارعت بزواجهما!
* هذه هى نصيحة رشدي أباظة وصلاح ذوالفقار للوجه الجديد
* فى (الحقيقة العارية) كادت ماجدة أن تموت لكن أنقذها فارسها الوسيم
* يوم العرض الخاص لأول أفلامه نزلت دموع إيهاب نافع
* فى جلسة حميمية قال لها أنتي كل نساء العالم لكنها رفضت!
* بسبب تدخلها فى حياته وغيرتها وعشقها للفن حدث الطلاق
كتب : أحمد السماحي
كان قلب إيهاب نافع قبل معرفته بماجدة يستضيف الحسناوات والشقراوات دون قيد أو شرط، ففي كل حدوتة حب كان يكتشف أن امرأته التى في أحضانه ليست سوى (دوبليرة) غير موهوبة لفتاة أحلامه التى تلاعب خياله وتهدهده منذ طفولته المبكره، لكن كل هذا تغير تماما عندما أحب عذراء الشاشة ماجدة!.
فى الحلقة الماضية توقفنا عند بداية معرفتهما على يد المخرج الكبير (عزالدين ذوالفقار) وكيف تسلل الحب إلى قلب عذراء الشاشة والطيار الوسيم، وكيف أقنعه ابن خاله النجم (صلاح ذوالفقار) بترك الجيش والطيران والعمل في الفن، وفى هذه الحلقة نستكمل قصة (غرام ماجدة وإيهاب نافع) وسر إنطفأها وإخماد نار الحب سريعا.
خطوبة عذراء السينما
بعد حفل (آل ذوالفقار) لإبن عمتهم (إيهاب نافع) لتقديمه للوسط الفني بمساعدة (ماجدة) يومها وقع فيلمه الأول (الحقيقة العارية)، وفى اليوم التالي جمع لقاء بين النجمة الشابة والنجم الجديد للاتفاق على فيلمهما الأول معا، ودب الخوف فى قلب نجمة مصر الشهيرة عندما نظرت في عينيه لأول مرة، أحست بنداء ساحر يرجوها من بين أهدابه بأن تقترب، لكنها خشيت أن تحترق، فهى الملكة المتوجة على عرش السينما المصرية، وعذراء الشاشة، وهوأول رجل دق أبواب هذا القلب المحصن بدقة بعد خطوبتين خاضتهما ورجعت منهما مكسورة القلب، وتسألت بينها وبين نفسها كيف تستسلم للحب بهذه السهولة؟!
فالحب لم يكن غريبا عنها تسمعه في روايات صديقاتها، وجسدته كثيرا فى أدوارها، ورأته أكثر في أفلام السينما، وتعيشه في الروايات الرومانسية، وأغنيات أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، لكنها كانت تخشاه.
إيهاب يحكى همومه
مع تكرار اللقاءات بينهما لعمل بروفات على فيلم (الحقيقة العارية) حكى لها قصة حياته، وسر انفصاله عن زوجته الأولى، ومدى إعجابه بها، ولأول مرة تشعر بخفقان قلبها ودقاته هزتها بشدة، لكن جاءها شعور عجيب هذا الذي يجتاحها كلما لمحت (إيهاب)، شعور هو مزيج من الغيظ، والإعجاب، والخوف، والاطمئنان، إنها تتخيله أحيانا كالقيد الحديدي يطوف بها حتى يتمكن من معصميها وقدميها ليقيدها إليه، ويغتصب منها حريتها، وتتخيله أحيانا صدرا رحيما قويا تستطيع أن تحتمي به من همومها ومن أفكارها السود التى تعصف بها، وبقدر ما كانت تتجاهل صورته وهى تلح على ذهنها وتقتحم عليها خيالها، بقدر ما كانت تحرص على أن تراه كل يوم، وقررا أن يعلنان خطبتهما.
القبلة الأولى
لم يعد (إيهاب وماجدة) يطيقان البعاد، اتفقا على الزواج، لكن كان عليهما أن ينتهيا قبل الزواج من تأسيس شقة الزوجية، لهذا استمرت خطوبتهما شهرين، كان أثنائها يجهزان أيضا فيلمهما الأول معا (الحقيقة العارية)، وفى أحد الأيام خرجا معا لنزهة بالسيارة، وفوجئت ماجدة، بـ (إيهاب) يقترب منها أكثر ولا يتكلم إنما ينظر إليها صامتا وفي عينيه بريق وعلى شفتيه ابتسامة عابثة، وقد مد ذراعه ووضعها فوق حافة مسند المقعد ويكاد يسقطها فوق كتفيها، وإذا بيده فوق رأسها، وقام بتقبيلها قبلة طويلة، وقد انتفضت عروقها وارتعشت من النشوة كأنما أصابتها حمى، بينما أصابعه تجذب خصلات شعرها في قسوة عابثة كأنها أصابع فنان مجنون تعبث بأوتار قيثارة في لحن أنغامه صراخ.
رأت (ماجدة) كل ذلك فى لمحة واحدة وكأنها منومة مغناطيسيا، فأعادت رأسها إلى الأمام وقد صعد الدم إلى وجنتيها حتى كاد ينبثق منهما وتهدجت أنفاسها حتى كادت رئتاها تنخلعان فى صدرها، وكانت المرة الأولى التى تذوق فيها قبلة حية بعدما جسدتها، لكن قبلة السينما باردة جافة أشبه بالورد الصناعي، ليس فيها حرارة لكن القبلة التى ذاقتها حالا مليئة بالحرارة والنشوة.
حيرة وقلق
عندما رجعت منزلها سلمت على أسرتها جميعا، والكل ينظر إليها فى دهشة! ولا تدري لماذا تصرفت هكذا يجوز لأنها شعرت بالذنب عندما تركت (إيهاب) يقبلها!، ثم دخلت (ماجدة)غرفتها وتقلبت على فراشها قلقة، عيناها ساهدة هجرها النوم، وساوس كثيرة ملأتها، هواجس دقت لها ناقوس الخطر إلى أين هى ذاهبة؟!
الزواج السعيد
بعد تفكير من (إيهاب وماجدة) قررا الزواج، وأقاما حفلا كبيرا في فندق (الهيلتون) حضره معظم العاملين في الوسط الفني، وبعد أيام من شهر العسل، سافر (إيهاب) إلى أسوان بناء على نصيحة (رشدي أباظة وصلاح ذوالفقار) لمعايشة المهندسين، حيث كان دوره فى فيلم (الحقيقة العارية) هو دور مهندس فى السد العالي، وبالفعل ذهب إلى منطقة السد العالي وكان تحت الإنشاء وقتها، وأقام مع المهندسين وسكن فى غرفة واحدة مع مهندس اسمه (أحمد مصطفى) لمدة أسبوع حتى يعتاد العمل معهم ليكون أدائه طبيعيا في الفيلم.
ينقذ ماجدة من الموت
بعد أن حضرت أسرة الفيلم المكونة من المخرج (عاطف سالم) والأبطال (ماجدة، وعبدالمنعم إبراهيم) وغيرهم إلى أسوان، ترك النجم الشاب سكنه مع زميله المهندس الشاب، وسكن مع زوجته الفنانة (ماجدة) فى أحد فنادق أسوان، وأثناء ذلك كادت (ماجدة) أن تلقي حتفها! فأثناء تصوير الفيلم والكاميرا (دايره) كانت النجمة الشابة أو عروس السينما تقف قرب رافعة الرمال التى كادت أن تفرغ حمولتها فوقها، فألقى (إيهاب) نفسه عليها، وأنقذها وقد صور (عاطف سالم) المشهد كاملا وطبع ضمن أحداث الفيلم.
مرت أيام التصوير بين أسوان والأسكندرية والقاهرة سعيدة جدا، ما كان ينغص على (إيهاب) فرحته بعمله الجديد هو تدخل زوجته النجمة الشهيرة المستمر فى طريقة تمثيله، حتى أن المخرج (عاطف سالم) صرخ فيها يوما قائلا: سيبيه يا ماجدة يمثل بطريقته، لأن تدخلك المستمر سوف يجعله يؤدي الدور بطريقتك أنت.!
هجرة الرسول
عرض فيلم (الحقيقة العارية) وحقق نجاحا كبيرا حتى أن (إيهاب) نزلت دموعه ليلة العرض الخاص نظرا للاستقبال الحار والتشجيع الذي لقيه من الجمهور، وفى الأيام التالية لعرض الفيلم استقطب مشاهدة جماهيرية ضخمة، وكتابات نقدية هامة، وأثناء ذلك اتفق معه المنتج والموزع (رافائيل جبور) على فيلم (هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم)، وتوالت أفلامه فقدم بعيدا عن (ماجدة)، مثل فيلمي (للرجال فقط) مع (سعاد حسني، ونادية لطفي، وحسن يوسف)، و(شيئ فى حياتي) مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه.
ماجدة : لست كل نساء العالم
فى جلسة دافئة وحميمية بينهما ذات يوم كانت (ماجدة) فى نهاية حملها، ودار بينها وبين زوجها الوسيم حوار فيه الثقة والشكوك، الفرحة والدمعة، حرارة اللقاء ومرارة الفراق….
ماجدة : أنت ملأت حياتي.
إيهاب: وحياتي كانت فارغة قبلك.
ماجدة: ولكني أخاف عليك من أي إمرأة فى الوجود.
إيهاب : أنت كل نساء العالم فى واحدة.
ماجدة : وهذا ما يخيفني أكثر، كلماتك مؤثرة، ولكنها خادعة.
إيهاب : ولماذا لا تصدقين؟
ماجدة : لأنني لست كل نساء العالم فى واحدة!
إيهاب : هكذاك أراك.
ماجدة : بعين عطشى دائما!
إيهاب : ارتوت.
ماجدة : كاذب!
إيهاب : أتخيل وأحلم وأرتوى ولا أكذب.
ولادة غادة
رغم السعادة التى كانت تغمر حياة النجمين الشابين خاصة مع إنجاب ابنتهما (غادة) عام 1964 ، لكن دب الخلاف بينهما بسبب تدخل النجمة الشهيرة فى حياة زوجها النجم الوسيم، كما هبت رياح الغيرة على منزل الزوجية السعيد والصغير، خاصة بعد أن حقق النجم الجديد شهرة واسعة، وأصبح فارس أحلام الفتيات، ونجم النساء المفضل.
فى هذه الفترة قام النجمين ببطولة فيلم (القبلة الأخيرة) بمشاركة (رشدي أباظة، عزيزة حلمي، عبدالمنعم إبراهيم، نجوى سالم، نظيم شعراوي)، وأثناء ذلك حدث خلافات بين (إيهاب) وبعض رؤسائه فى مهنته الأصلية كطيار، مما جعل الطيار الشاب يترك مصر مهاجرا إلى بيروت!.
خلافات سياسية
لم يستطع (إيهاب) العودة إلى مصر بسبب الخلافات السياسية بينه وبين بعض زملائه المسئولين فى الجيش فعاش في بيروت فترة، وظلت (ماجدة) في القاهرة، وقد رفضت الذهاب والعيش معه فى بيروت، وفضلت الأضواء والشهرة، ولم يكن ذلك مناسبا لهما.
النهاية السعيدة
أثناء ذلك ذهبت (ماجدة) فى زيارة سريعة إلى بيروت وأثناء حضورهما حفل، وخلال رقصة (تانجو) جمعتهما سويا! قال لها: ما رأيك أن تعيشي معي هنا ومعنا ابنتنا غادة.
ماجدة : ليس من حقك أن تقيد حريتي.
إيهاب : حريتك كإنسانة مكفولة.
ماجدة : كذب أنت تريد أن تحرمني من فني وجمهوري وأصدقائي.
إيهاب : تعال عيشي هنا ومثلي وأنتجي وتنقلي بين مصر ولبنان.
ماجدة : وأهلي.
إيهاب : الا تحتاجين رجل بجوارك.
ماجدة : فني هو رجلي.
إيهاب محاولا استفزازها : آسف نسيت أنني أتحدث إلى رجل.
ماجدة : أنوثتي لا خلاف عليها.
إيهاب : لا أعرف أنثى لها شارب وذقن.
ماجدة : بغير شارب وذقن لي كل الحقوق.
إيهاب : حقوق المرأة لا الرجل.
ماجدة : وما الفرق؟
إيهاب : هو الفرق بين المرأة والرجل.
ماجدة : وهل أنا رجل؟
إيهاب : رجل سيئ السمعة بأصدقاء السوء تسمعين كلامهم.
ماجدة : أنت تريد أن تهدر مكانتى ونجوميتي فى المجتمع.
إيهاب : بل أريد أن أنقذ مكانتك كأنثى!
ماجدة : خلاص نطلق.
إيهاب : أنت طالق!
نطق إيهاب الكلمة مع توقف الموسيقى، وفى اليوم التالي كانت ماجدة في القاهرة تمثل فى ستديو (الأهرام) أحد أفلامها، وبعد شهور من الطلاق الشفهي فك الحصار عن (إيهاب) فرجع إلى القاهرة، واستدعى المأذون وقام بتطليق النجمة الوحيدة التى دخلت حياته.!
الغيرة ليست السبب فى الطلاق
بعد سنوات قالت ماجدة فى مذكراتها: أنا من صمم على الانفصال لأنه كان دائم السفر بجانب عمله كطيار قبل اندماجه في عالم الفن، وأنا كأي زوجة تريد زوجها بجانبها وإن احتاجت له تجده بجوارها، والكثير من الناس فسر انفصالنا وقتها بسبب غيرتي الشديدة عليه لوسامته الشديدة، وهذا غير صحيح بالمرة فأنا لدي من الثقة والاعتزاز بنفسي ما يحول دون ذلك.
بكاء إيهاب
تتذكر ماجدة لحظة الطلاق على يد المأذون وتصفها بأنها صعبة ومريرة، حتى لو كانت برغبة طرفَيها، فبكى (إيهاب) بحرقة وهو يقبِّل ابنتهما عندما أمسكت بملابسه وهو يغادر الشقة حاملا حقائبه، وبعد ذلك عانى إيهاب نفسيا بعض الوقت وجلس في أحد المستشفيات، وعانت هى الأخرى، لكن علاقتهما لم تنقطع، بل قدما معا فيلم (النداهة)، وكانت حياة إيهاب بعد الطلاق غير مستقرة، فكان ضائعا وغير صائبا في قرارته، فتزوج إحدى عشرة مرة، وجميعها تجارب قصيرة، تعرض في كثير منها إلى الابتزاز.