سعاد حسني سبب ابتعاد سميرة أحمد عن أدوار الشر!
كتب : أحمد السماحي
هادئة ونقية كالماء العذب، نسجت لنا أعمالا تحولت مع الأيام إلى علامات بارزة فى تاريخ السينما المصرية، ولمست قلوبنا عندما لعبت على الوتر الحساس واختارت موضوعات أعمالها السينمائية والتليفزيونية من قلب المجتمع المصري، تمتلك صوتا خاصا جدا، وطريقة نطقها بالكلمات تتحول بين شفاهها إلى نغم هامس أو إلى صرخة طافحة بالغضب.
تعلمت من (حسن الامام) الصدق في أداء الدور مهما كان قصيرا، ومنحها (عز الدين ذوالفقار) بطولتها الأولى فى (أغلى من عينيه)، وحصلت على جائزة التمثيل الأولى من وزير الثقافة والأعلام عبدالقادر حاتم بسبب (الخرساء)، وقدم لها عاطف سالم أحلى أفلامها (أم العروسة، خان الخليلي، السيرك)، وخلدها حسام الدين مصطفى في (الشيماء)، وراهن علي موهبتها كمال عطية فى (قنديل أم هاشم).
إنها النجمة الكبيرة المبدعة (سميرة أحمد) التى نحتفل اليوم بعيد ميلادها، والتى شاهدنا أفلامها ونحن نسبح فى أثواب براءتنا وصورت لنا فيها مثالية الحب وقدسية العطاء، ونقاء السريرة، وكانت صادقة فى كل ما قدمت، أعمالها مثل العطور المعتقة التى تعانق الخلايا الحية في الإنسان، وتزداد جمالا وقيمة بمرور الزمن، من منا ينسى أفلامها (ريا وسكينة، قرية العشاق، من القاتل، زنوبة، حب وإعدام، رحلة غرامية، الشيطانة الصغيرة، سامحني، إسماعيل ياسين في دمشق، هل أقتل زوجي، سجن العذارى، آخر من يعلم، لن أعود، البنات والصيف، جسر الخالدين، شاطئ الحب،غراميات امرأة، السابحة في النار، الخرساء، صراع الأبطال، السيرك، عالم عيال عيال، إمرأة مطلقة) وغيرها من الروائع .
فى رائعتها (الخرساء) أعطت لعينيها أمواجا من الحزن والشجن، كما جعلت من صمتها أنغاما موسيقية عذبة تنشدها وتنثرها ولا تنطقها، وقدمت فى هذا الدور دليلا جديدا ومدهشا على تمكنها وقدراتها التمثيلية الفائقة، حتى أن المخرج العالمي الأميركي (أندرومورتن) الذي أخرج فيلم (وإسلاماه) قال إن أدائها للدور أفضل من الممثلة (جين وايمان) التي لعبت الدور نفسه في الفيلم الأميركي.
ودعت أدوار الشر بسبب سعاد حسني!، حيث قامت في فيلم (غراميات امرأة) سنة 1960 بشخصية فتاة شريرة تحركها نوزاع الشر طول الوقت وتهاجم وتضرب سعاد حسني!، وبعد هذا الفيلم قررت ألا تعود إلى هذه النوعية مرة أخرى، حيث لاحظت أن الناس لم يميزوا بين التمثيل والحقيقة، وبلغ من فرط تصديقهم أنهم كانوا يقولون لها إنهم لا يحبونها فى أدوار الشر، ومنذ ذلك الحين قررت ألا تنحرف نحو الشر أبدا على الشاشة.
وفي فيلم (إمرأة مطلقة) تعاطفنا مع شخصية (زينب) التى أبكتنا بعد أن وقفت بجوار زوجها، وقابل الحب والوفاء بالنكران وقلة الأصل، وقام بتطليقها والزواج من فتاة أصغر منها.
لم يقتصر دور النجمة سميرة أحمد على التمثيل فقط، ولكنها غامرت بفلوسها وقامت بإنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية والتليفزيونية الهامة التى تحمل رسائل للمجتمع، وتعاونت في بعض منها مع كبار نجوم الأدب، من بين الأفلام التي أنتجتها (عالم عيال عيال، أذكياء لكن أغبياء، البريء، البحث عن سيد مرزوق، امرأتان ورجل، الفاس فى الراس)، وفى مجال التليفزيون (الحب الضائع، المعذبون فى الأرض، غدا تتفتح الزهور، بيتنا الصغير) وغيرها.
وفى عيد ميلادها نطرح مع عشاق فنها سؤال كيف تجلس هذه الفنانة الكبيرة في بيتها وهى التى لم تقدم على مدى مشوارها ما يجرح أو يشوه المجتمع، ولكنها قدمت كل ما هو جميل ورائع؟!، وتزداد حيرتنا عندما نعلم أن لديها مسلسل (بالحب هنعدي) تأليف الكاتب المبدع (يوسف معاطي) جاهز لدوران الكاميرا، ولا يجد الجهة المنتجة لهذا العمل؟!.
نرجو من الجهات المنتجة التى تتحكم فى الإنتاج فى مصر أن تفرج عن مسلسل (بالحب هنعدي) حتى نستمتع بفن هذه الجوهرة الأصيلة، خاصة أن طلتها وحشتنا جميعا.
سميرة أحمد أكدت لـ (شهريار النجوم) أنها لا تحتفل بعيد ميلادها، ولا تحب الاحتفال بهذا اليوم على مدى مشوارها، لكن ابنتها (جليلة) تتذكره جيدا وهى التى تقول لها كل سنة وأنتي طيبة يا ماما، وأحيانا بعض النجوم يتذكرونه ويتصلون بها يهنئونها.