كريم عفيفي .. كوميديان موهوب بالسليقة
كتبت : مروان محمد
الممثل الكوميدي يقدم جهدا استثنائيا في أدائه الأدوار الكوميدي، ولهذا يرى فرويد: أن الممثل الذي يقدم لنا عرضا مسرحيا هزليا مقارنة مع أنفسنا أنه يقدم جهداً كبيراً من خلال وظائف الجسم، وأن هذا الجهد يجعلنا متَمتعين ومسرورين وهذا هو التفوق الذي يشعر به الممثل الكوميدي، تماما كما يشعر به ضيفنا في باب (نجوم على الطريق)، والذي برع في الكوميديا منذ ظهوره في على الساحة الفنية من خلاله تواجده في فريق “مسرح مصر”، حيث كون قاعدة جماهيرية من مختلف الأعمار، وأبهر المشاهدين في عدد ما الأعمال الدرامية التليفزيونية ليثبت من خلالها أنه ممثل قادر على تجسيد جميع الأدوار حتى بعيداً عن الكوميديا.
إنه الفنان الشاب “كريم عفيفي” الذي يمتلك ملامح مضحكة ولديه مؤهلات السحر والجاذبية في الأداء العذب كوميديا، حيث يستخدم تكنيك خاص به في أدائه لإثارة الضحك، فضلا عن اعتماده أسباب الضحك في أشكال تجنح نحو الكوميديا الراقية التي يغلب عليها الطابع الجاد، وذلك نظرا لامتلاكه مواقف تمثيلية خفيفة، تنشط في استخدام المرح، والتهريج، والتناقضات في الموقف واللفظ والحركات البدنية الهزلية، والمصادفات غير المعقولة، وكذلك الشخصيات التي لا يحكمها قانون الاحتمال والممكن وهدفها الأساسي هو التسلية والترفيه، بعيدا عن أسوأ أنواع الكوميديا تلك التي لا تضحك بقدر ما تبعث على التقزز عن طريق إطلاق (الإفيهات) السخيفة أو (القلش) الخارج عن حدود اللياقة والآداب العامة.
و”كريم عفيفي” كما يبدو لي لديه يقين راسخ بأنه إذا افترضنا أن لعمل كوميدي ما رسالة فكرية هامة، لكن أحداثه وشخصياته لا تضحك، فإنه سيفشل حتما، فقد نجح (موليير وبومارشيه وماريفو) وخلدت أعمالهم ليس لأنها تحتوي رسائل اجتماعية ناقدة، ولكن لأنها تضحك، فالعمل الكوميدي الناجح، سواء كان رواية أم مسرحية أم فيلما أم مسلسلا تلفزيونيا، فهو في النهاية يحترم قيم معظم المشاهدين، ويتجنب جعل (السماجة) دافعا للإضحاك، لأنها إذا أضحكت فإنما هى تضحك شريحة ضيقة من المشاهدين، وليس الغالبية العظمى من الناس.
مفارقة غريبة في اسمه هى التي دفعته منذ الصغر كي يكون ممثلا كوميديا وربما كان ذلك دون إدراك منه منذ طفولته، فقد ظل يتساءل وهو طفل صغير بطريقة ساخرة: لماذا اسم عفيفى بالعائلة، واكتشف عندما وصل للسن المناسب لمعرفة السبب أن المشكلة في تكرار اسم الأب كثيرا، فهو تراث تم توارثه من جيل إلى جيل، بمعنى أن أخوه اسمه عفيفي، وعند إنجاب طفله الأول سماه محمد عفيفى، وهكذا يتكرر الاسم، ولهذا كان عند تسميته بـ (كريم) شيئا غير عادي في العائلة، ومن المفارقات الأخرى في حياته أنه دخل جامعة حكومية عادية رغم حبه للتمثيل، فقد التحق بكلية التجارة وكان مشواره الفني من خلال مسارح تلك الكلية، ومن هنا بدأت الطموحات لدخوله والعمل بالغناء، والتمثيل، والتأليف والإخراج، ليصبح فنان متعدد المواهب .
كانت أول مسرحية له مع النجمة (نيكول سابا)، وقد ساهم في ترشيحه الفنان خالد جلال، وهى مسرحية (SMS)، ثم شارك بمسرحية (هاملت) في عام 2010، واستمر بالتمثيل من وقتها على المسرح، ومن حسن حظه أن كتب له القدر مرة ثانية التمثيل على المسرح عندما تم ضمه لفريق التمثيل مع الفنان (أشرف عبد الباقي) في مسرح تياترو مصر ، ومسرح مصر حاليا، وقد تميز في تلك العروض التي قدما على هذه الخشبة بحضوره وخفة دمه وطريقته المميزة التى لفتت الانتباه له، حتى استطاع أن يحفر اسمه في قلوب وعقول المشاهدين.
أول ظهورتليفزيوني لـ (كريم عفيفي) كان عام 2010 في المسلسل الكوميدي (الكبير أوي)، وكان دوراً بسيطا كوميديا، ثم استمر بالظهور في بعد الأدوار الصغيرة في عدد من المسرحيات، لكن بداية تعرف الجمهور عليه فعليا عام 2013 في (تياترو مصر)، وهو نوع جديد من المسارح، يدور بشكل حلقات كل أسبوع، تكون لها مضمون وقصة وموضوع مختلف كل مرة، عرض لأول مرة على قناة الحياة، بطولة النجم المعروف أشرف عبد الباقي ومجموعة كبيرة من الممثلين الشباب الذين أصبحوا نجوماً حاليا، منهم (محمد أنور وعلي ربيع وحمدي المرغني ودينا محسن الشهيرة بويزو،إسراء عبد الفتاح، إبرام سمير، وكريم عفيفي بالطبع).
في أغسطس 2015 تم تغير اسم فرقة (تياترو مصر) إلى (مسرح مصر)، بعدما تركوا قناة (الحياة)، وبدأ عرض المسرحيات في قناة (إم بي سي مصر)، وذلك منذ الموسم الثالث، وبنفس المجموعة، بل زاد بها العديد من الممثلين الشباب الذين أعجبوا بفكرة الفرقة، وقدموا العديد من المسرحيات الكوميدية ذات المواضيع الهامة التي يتم مناقشتها بشكل كوميدي بسيط، من إخراج نادر صلاح الدين وسعيد حامد، وتأليف نادر صلاح الدين، أصبح لهذا العمل جمهور كبير أكثر مما توقع النقاد .
استمر (كريم عفيفي) في العمل الفني خاصة بعدما حصل على شهرة كبيرة، فمثلا شارك أحمد مكي في مسلسله (الكبير أوي) لعدة مواسم، وبدأ المنتجين والمخرجين يطلبونه في الأعمال التلفزيونية والسينمائية أيضا، ومنها مسلسل (لهفة) عام 2015، ومسلسل (أنا وبابا وماما)، ومسلسل (بنات سوبر مان)، وأهمها دور قام به خلال تلك الفترة (جمال) في مسلسل (رمضان كريم) عام 2017، والذي يدور داخل حارة شعبية وكيف أن العادات والتقاليد تجعل البعض يتبرأ من الأهل والمكان الذي ينتمي له .
أول فيلم بطولة لـ (كريم) كان عام 2016، هو فيلم (أوشن 14)، و الذي ضم أكبر عدد من نجوم مسرح مصر منهم (مصطفى خاطر ومحمد أنور وعمر مصطفى متولي)، ومجموعة أخرى من الفنانين المصرين المعروفين منهم (نرمين ماهر وأحمد شيبة وكولوديا حنا)، وكانت تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب قرروا تكوين عصابة إجرامية، ثم يحدث لهم الكثير من المواقف التي تعطل سرقتهم لمجوهرات الفنانة أحلام، ومن جانب آخر يوجد النقيب الذي يحاول القبض على تلك العصابة .
عام 2017م شارك (عفيفي) في البطولة السينمائية الثانية له (خير وبركة) مع أبطال مسرح مصر وغيرهم، تم عرض الفيلم في 30 أغسطس سنة 2017م، ويحكي قصته عن شقيقين يحاولان العيش والبحث عن فرصة عمل، بعدما كانت والدتهما تعمل من أجلهم، وأرادوا أن يعوضوها عن هذا التعب، لكنهم يواجهان العديد من المواقف الكوميدية والعراقيل التي تمنع حصولهم على وظيفة جيدة، شاركه البطولة كل من (علي ربيع، محمد عبد الرحمن، تارا عماد، مي سليم، محمد ثروت، بيومي فؤاد) .
تزوج (كريم عفيفي) في حفل عائلي بين الأقارب والأصدقاء من كل العائلتين ، حضر الزفاف الفنان أشرف عبد الباقي ومعه صحبة من فناني مسرح مصر، لأنهم أسرة وفريق واحد، دائما يشاركون أفراح بعضهم وأحزنهم أيضا، هذا ما بث فيهم روح الفريق الواحد خاصة من جانب (أشرف عبد الباقي)، الذي أصبح أبا لكل فرد يعمل بالمسرح، ثم خاض (كريم) تجربة ناجحة في مسلسل (ولد الغلابة)، وذلك بتعاونه مع فريق عمل كله بذل مجهوداً كبيراً ليخرج العمل بطريقة تنال إعجاب الجمهور، فقد كانت كل عوامل النجاح متوافرة مثل وجود نجم كبير مثل (أحمد السقا)، والمخرج الكبير محمد سامي وشركة إنتاج كبيرة مثل شركة الصباح، وبسبب هذه العوامل خرج عمل قوي ومتميز.
جدير بالذكر أن (كريم عفيفي) سيشارك في مسلسل (نجيب زاهي زركش) في موسم رمضان القادم 2021 مع النجم الكبير الفنان (يحيي الفخرانى) ليعود به للدراما بعد غياب لمدة عامين، و هو مسلسل درامى اجتماعى يناقش قضية العلاقة بين الأبناء و الاباء و جحود الأبناء مع آبائهم ، كما يعمل حاليا على تحضير مسلسل جديد من نوعية المسلسلات ذات 45 و هو بعنوان (4 ايام و 3 ليالي)، وأيضا يجهز لفيلم سينمائى جديد بعنوان (مطبعة هرم)، و يجسد خلاله دور شاب اسمه (يحيى)، و هو شاب عنده إعاقة في أحد أجزاء جسمه، ولكنه يتحدى تلك الإعاقة و هو دور جديد و مختلف عليه، ويشاركه في بطولة الفيلم كلا (من مصطفى خاطر و حمدى الميرغنى و خالد الصاوى و بيومى فؤاد، و محمد ثروت، و صبرى فواز وأسماء أبو اليزيد).
الفنان الشاب (كريم عفيفي) لفت الأنظار إليه منذ إطلالته الأولى سواء على شاشة التليفزيون أو خشبة المسرح التي يتألق عليها الآن يوميا من خلال مسرحية (علاء الدين) مع النجم الكبير (أحمد عز) وقد لاحظت أنه يمتلك طاقة كوميدية هائلة ترشحه لأعمال كبيرة في قلب الدراما التليفزيونية التي لم تتعافى بعد من الهزل الكوميدي الذي لايليق بالمجتمع المصري والعربي، وذلك لو انتبه له المخرجون والمنتجون، ولهذا نلفت النظر إليه مع خالص تمنياتنا له بالتوفيق.