ننشر لأول مرة صور مسرح إسماعيل ياسين وسر غضبه!
كتب : أحمد السماحي
نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاد نجم الكوميديا الكبير (إسماعيل ياسين) الذي عرف اليتم منذ طفولته، وعاش حياة بائسة حرم فيها من حنان الأب، وحتى جدته التى عاش معها لم تكن تعطف عليه بالقدر الذي يعوضه عن اليتم الذي ذاقه مبكرا، لهذا أعطى إسماعيل ياسين جزءا كبيرا من اهتمامه لأسرته، وخاصة لإبنه (ياسين) الذي أقام له مدينة ملاهي في الدور الأرضى بمنزله، كانت مليئة بالألعاب، وفى كل مرة يختفى “إسماعيل” يبحثون عنه يجدونه يلعب داخلها، وكأنه يستعيد طفولته من جديد التي حُرم منها، وكان يغنى لنجله أغنية حبا فيه ويرددها له تقول “لا جدودى زى جدودكم ولا ابنى ياسين زى ولادكم”.
قررنا هذا الأسبوع في باب (صورة وذكرى) أن نحتفل بعيد ميلاده بمجموعة صور نادرة له على خشبة المسرح تنشر لأول مرة من ثلاث مسرحيات هى (كناس في جاردن سيتي، روحي فيك،عقول الستات)، وقد عرفنا على هذه المسرحيات الكاتب الكبير (أحمد الأبياري) نجل أسطورة الكتابة المسرحية والسينمائية والغنائية (أبوالسعود الأبياري) الذي كتب لإسماعيل ياسين كل مسرحياته.
حيث قدم إسماعيل ياسين للمسرح الكوميدي حوالي 60 مسرحية كتبها كلها صديقه (أبوالسعود الأبياري) الذي كان يكتب ثلاث وأربع مسرحيات فى كل موسم لفرقة إسماعيل ياسين، فضلا عن ما يكتبه من أفلام وأغنيات، وساعد الأبياري فى ذلك – كما يقول الناقد السينمائي محمد عبدالفتاح – ذكاؤه الحاد الذي يستطيع به تمصير أي نص أجنبي إلى نص مسرحي يحمل الروح والطابع المصري، كما يقول إسماعيل ياسين نفسه فى مجلة الكواكب عام 1964 حيث يقول : ميزة أبو السعود الأبياري أنه (يلف) أي مسرحية فى قالب مصري صميم وجميل جدا، وهذه ميزة لا يضارعها فيها أحد حتى الآن.
عام 1965 تحدث إسماعيل ياسين إلى محرر مجلة (صباح الخير) فكتب المحرر: انفجر إسماعيل ياسين غاضبا يحكي مشكلته وكلمات المرارة والغضب تنهمر من الفم الذي أطلق مئات النكت ويقول: (هو فيه إسماعيل ياسين تاني عشان يحاربوني، أنا رفعت قضية على التليفزيون بأطالب بمائة ألف جنية حقي في المسرحيات التى سجلوها ثم باعوها إلى البلاد العربية، باعوا الدقيقة بـ 13 جنية ونصف، وقد باعوا لي 51 مسرحية، التى سجلها التليفزيون لي، ولم يحاول أن يعرض أي مسرحية منها، ليه بيعاملوني كده وهو أنا من الإسكيمو؟!، يكفي أننى بقالي سنتين قاعد في بيتي وما اشتغلتش في السينما)، بهذه الحدة والمرارة القاسية تحدث إسماعيل ياسين عن مسرحياته التى سجلها التليفزيون ولم يعرضها ولم يعطيه حقه فيها.
جدير بالذكر أن (عبدالقادر حاتم) وزير الثقافة والإرشاد القومي حاول مساعدة الفرقة، فقام بإصدر أوامره بتصوير مسرحيات إسماعيل ياسين، وقاموا بالفعل بتصويرها لكنهم لم يعطوه حقه.