بقلم الدكتور : مصطفى فهمى
رؤية سينمائية إجتماعية، عنوانها الإنسانية، بطلتها المرأة، قدمها المخرج السورى الفلسطينى الأصل (صالح شويش)، البالغ من العمر 28 عاما فى فيلمه (هيل) الحاصل على جائزة مهرجان الجامعات بألمانيا، و المخرج الأرمينى أرتورو سايان البالغ من العمر 36 عاما فى فيلم (ساجا).
فصالح ربط بين أهمية دور المرأة والقهوة العربى (هيل) فى مجتمعنا، بسرد سينمائى اعتمد على الرمز لإمرأة تجلس فى حديقة، تحيطها الأشجار بأوراقها الخضراء والزهور بلونها الأحمر، لتصنع القهوة بطريقة توضح حالة العشق بين لمسات المرأة لحبات البن عبرت عنها موسيقى العود العربية بنغماته الشرقية مع أداء صوتى لرجل كأنه شبح قادم من عالم غير مرئى، يلخص وضع القهوة والمرأة فى المجتمع العربى والربط بينهما قائلا (فى كل شئ تكون وتكون،فى كل حياة تكون وتكون،تجول بنظرها وتغيير ما حولها).. لنعرف أن المرأة فى مجتمعاتنا الشرقية لا تقل أهمية عن القهوة العربية التى نعشقها فى جميع الأوقات، ولا نغفل تواجدها فى جميع المناسبات، ليلقى صالح الضوء على جمال المرأة العربية المميز فى الطباع والشخصية على مستوى الشكل والروح، مركزا على تفاصيل الجسد،
ليؤكد حرفته كمخرج ودقته فى توظيف عناصر الصورة السينمائية.
تناول (أرتورو) المرأة فى علاقتها بالرجل لإبراز الصراع فى العلاقات العاطفية والزوجية، وذلك برؤية مزجت بين تكنيك السينما والمسرح فى الإخراج، والتعبير عن حالتهما بالأداء الجسدى، لتكون لغة الجسد بديل للغة الحوار، مع توظف ألوان الإضاءة وزوايها على جسد الممثلين، وتجسد ذلك في دقة اختيار زوايا التصوير والمونتاج والمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية من خلال العود المتواجد دائما بالخلفية للتعبير عن الألم النفسى.
ليعبرا الفيلمين عن ثقافتين مختلفتين فى تناول وضع المرأة، ليتشابه شاويش وسايان فكريا و يختلفا فنيا، كما يوضح تجربته مع الفيلم التجريبى قائلا: لا يمكن أن يكون هذ النوع من الأفلام سلعة، لأنه عبارة عن حالة فنية بحتة، لذلك ليس لها جمهور كبير،لأنها تجذب مجموعة معينة لصعوبتها باعتمادها على أساليب وأشكال مغايرة للسينما التقليدية، لذلك لا يمكن تصنفيها ضمن قالب معين،لأنها فى حالة بحث دائم عن الأشكال الجديدة والتعبير بطرق مختلفة.
ومتعتى كمخرج تأتى عندما أجد واحدا من الجمهور يعبر عن إثارته فكريا، وهى حالة مفقودة فى السينما الروائية الطويلة التى تصنع حالة خمول للعقل، لكن السينما التجربيبة لا يمكن توقعها، لأنها تتجاوز الأطر الفنية والفكرية.
أما (أرتورو) فيقول عن تجربته: الأفلام التجريبية تتيح للمخرج التعبير عن رؤيته الفكرية والفنية بأساليب مختلفة عن السينما التقليدية فيكتشف نفسه ويتطور، لذلك صناعتى لفيلم تجريبى تصنع لى حالة من الاستمتاع.
اتجاه سينمائى التمرد قاعدته والتمييز يفرض وجوده عالميا، بقيادة شباب السينمائيين لابتكار أشكال سينمائية جديدة وفريدة، كما فعل شاويش باعتماده على البناء الهندسى فى رؤيته السينمائية متأثرا بدراسته للهندسة فى سوريا قبل سفره إلى ألمانيا ودراسة السينما التجريبية عام2012، كما تأثر سايان بدراسته للإخراج والتمثيل المسرحى فى أرمينيا قبل سفره أيضا لدراسة هذا الإتجاه السينمائى.
لتصبح السينما التجريبية بداية ثورة سينمائية لأشكال جديدة تصوغ نفسها فى الربع الأول من القرن الـ 21.