باقة ورد فى ذكرى ميلاد “طيب القلب”عبدالمجيد عبدالله
كتبت : سما أحمد
الفن اختيار، ونحن لا نستطيع أن نمنح إعجابنا أوتقديرنا لفنان إلا إذا أدركنا بحس فطري نوعية اختياراته، فكل فنان يتعامل مع ابداعه طبقا لفلسفته الخاصة، وقانونه الذي يسنه لنفسه وبكامل إرادته، فالبعض يرى الفن أكل عيش فيرضخ أمام تبعاته ولا يفكر في نوعية وهدف أي عمل يقدمه أو يعرض عليه، والبعض الآخر يراه جزءا لا يتجزأ من شخصيته فيسعى لتقديم فن يعبر عنه، ويتلاءم مع موهبته ويحقق أحلامه، ولا يتناقض مع فطرته السليمة وضميره الحي.
ومن النوع الأخير المطرب السعودي “عبدالمجيد عبدالله” الذي نحتفل اليوم بعيد ميلاده، متمنيين له السعادة والهناء بقدر ما أسعدنا من خلال ألبوماته الغنائية التى تغنت للحب بأجمل ألحانه، والتى تخطت الـ 30 ألبوم غنائي، وفى كل هذه الألبومات أكد “عبدالله” أن الحب سيظل باقة الوردِ الوحيدة التي لا تذبل في هذا العالم، ولو حاولت الحروب والإرهاب والخلافات تشويهها فستبقى كما عهدها الناس، طاهرة نقيّة كجدول ماء، وهادئة كنسمة عِطر.
يؤمن مطربنا السعودي بأن الفن لا يكون صادقا وحقيقيا إلا إذا كان نابعا من الأحاسيس، أفكاره مرتبة ولا يجيد فن الثرثرة، ويبحث في القراءة عما يشكل له بعداً روحياً يتأسس مع نمو موهبته الفنية.
من خلال ألبوماته الـ 30 كان يتنقل من ألبوم لآخر كفراشة على الياسمين الدمشقي تسحب الرحيق منه لتنشره على شكل عسل موسيقي طيبة المذاق على آذان الجمهور ليغني “ياطيب القلب”، أو”رهيب” أو “سيد أهلي” أو “الصبر مفتاح الفرج”، أو “ميلاد حبي” أو “طائر الأشجان” أو “ارجع بالسلامة”، أو”زمان الصبا”، أو”رد السلام”، أو”ساكن القلب” أو غيرها من الأغنيات التى سكنت قلوبنا لم ترحها حتى الآن.
جدير بالذكر أن بداية عبدالمجيد عبدالله كانت وهو صبي صغير لم يبلغ بعد الثالثة عشر من عمره، كانت البداية حين اكتشف موهبته في الموسيقى والنشاط المسرحي أستاذه “إبراهيم سلطان”، فذهب معه إلى الإذاعة بجدة وغنى فيها لأول مره في حياته عدة أغانٍ منها لـ”عبدالحليم حافظ” و”شريفة فاضل” التى كانت أغنياتها منتشرة جدا فى منتصف السبعينات، بعدها تعرف على أستاذه الأول “سامي إحسان” الذي شجعه ووقف معه، وأخذه معه في رحله فنيه إلى القاهرة من أجل تسجيل بعض التسجيلات وذلك في عام 1979 م وكانت هذه المرة الأولى التي يسافر فيها “عبد المجيد عبد الله” خارج المملكة، وفى القاهرة سجل من ألحان أستاذه “سامي إحسان” عدة أغنيات خاصة به هى “الصبر مفتاح الفرج، وبارق الثغر” والأغنيتان من كلمات إبراهيم خفاجي، و”إيش علينا” كلمات “طلال سريحانى”، و”شفتك وفي عيونك حزن” كلمات “محمد الفيصل”.
وتوالت الأغنيات التى تعاون فيها مع أساطين الأغنية الخليجية مثل “طلال مداح، عمر كدرس سراج عمر، مدني عبادى، سامي إحسان، خالد الشيخ، صالح الشهري، ممدوح سيف، سهم” وغيرهم.
أما أبرز الشعراء الذين تعامل معهم “عبد المجيد عبدالله” خلال مشواره الفنى نذكر منهم “إبراهيم خفاجي، بدر بن عبد المحسن، عبد الرحمن
حجازي، محمد بن عبد الله الفيصل آل سعود، ياسين سمكري، نجيـب بطيش، ساري ،محمد القرني، سعود بن عبد الله، خالد الفيصل، سعود سالم، أسير الشوق، أحمد الصانع” وغيرهم.
وحملت ألبوماته عناوين مميزة جدا مثل ” سيد أهلي، سعيد الحظ قلبي، وفر عتابك لنفسك، يا شمس نورني، غزيل صابني بحيرة، تخيل، سافر بالسلامة، طائر الأشجان، على نيتي، آن الأوان، كيف أسيبك، خفيف الدم، موت وميلاد، رد السلام، رهيب، جده حبيبي، يا طيب القلب، قلة، إنسان أكثر، فراغ العاطفة، ألف مرة، ولو يوم أحد، أشياء تسوى”.
وبهذه المناسبة ننشر عدة صور لأغلفة ألبومته ومنها صورة تحمل ذكرى خاصة لعبد المجيد عبد الله مع الملحن الكبير سامي إحسان تصدرت غلاف أول ألبوماته، وفي هذه المناسبة نطالب مطربنا صاحب الحنجرة الرومانسية والصوت الحنون المليئ بالرقة والعذوبة عدم الابتعاد كثيرا عن الفن والغناء، لأننا فى هذا الزمن الضنين بالمواهب الحقيقية فى كافة المجالات محتاجين لأمثله من المطربيين الذين يغنون أرقى كلمات الحب والعاطفة، وأسمى المعاني، وأعذب الألحان.