محمد أمين .. المطرب الذي تزوج فاتنات السينما
* عشقي لصوت “محمد عبدالوهاب” جعلني أشتري أسطوانة أغنيته “يا ترى يا نسمة” رغم إننا لم نكن نملك “فونوغراف”
* أقراص الأسبرين كانت سبب إعجاب “عبدالوهاب” بصوتي!
* والدي صفعني عندما علم أنني أنوي الاشتغال في الفن
* مديحة يسري كانت من أجمل نساء العالم وتزوجتها بطلب من أم كلثوم
* تزوجت كامليا لمدة سنتين ورشدي أباظة كان سبب طلاقنا
كتب : أحمد السماحي
محمد أمين هو الصوت المغرد الذي لمع بقوة فى عصر الأصوات الذهبية التى توهجت فى تاريخ الغناء العربي، غنى ونجح فى عصر “أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، أسمهان، صالح عبدالحي، فتحية أحمد، فريد الأطرش، نجاة علي، أحمد عبدالقادر، محمد عبدالمطلب” وغيرهم من أساطين النغم.
هو مطرب لم يقدر له أن يضع قدرات صوته وشطارة أدائه فى المكان الذي يؤهله للوصول إلى الأسماع بشكل أكبر وأوسع، وربما كان السبب في ذلك يرجع إلى مرضه بالربو فى بداية الخمسينات، مما أثر على مشواره الفني.
كان المطرب الراحل “محمد أمين” يتميز بصوت حالم رومانسي، يجيد الغناء فى سلاسة وامتياز وفى المناطق المتوسطة من طبقات الصوت، ودرجة صوته فى العلو تنتمي إلى درجات الخفوت وليس درجات الجهارة، قدم للسينما الغنائية 14 فيلما غنائيا، وأسس شركة إنتاج وأنتج بالفعل مجموعة من الأفلام السينمائية، كما قدم عشرات الأغنيات.
ولقد أسعدني الحظ واقتربت من هذا الرجل العظيم، والفنان الخلوق، وأجريت معه أكثر من حديث صحفي سواء لجريدة “الحياة اللندنية” أو مجلة “الأهرام العربي”، وهى الحوارات الوحيدة لهذا المطرب، لهذا يتداولها عشاق الطرب على صفحات منتدى “سماعي”، ووجدت بحكم قربي منه أنه يتميز بالطيبة والوداعة، والرضا والقناعة، محب للبعد عن الصراعات ومعتز بكرامته الفنية والشخصية.
هذا الأسبوع قررنا فى “مظاليم الفن” التوقف عند هذا المطرب، وسنتركه هو الذي سيحكي لنا بصوته مشواره الفني لأنه أصدق من يتكلم عن نفسه:
عبدالوهاب سبب عشقي للفن
الموسيقار “محمد عبدالوهاب”، هو سبب حبي وعشقي للفن، حتي إنه عندما طرحت أسطوانته التى تحمل أغنية “يا تري يا نسمة” في الأسواق اشتريتها رغم إننا لم نكن نملك فونوغراف!، وكنت أستمع إليها يوميا أكثر من مرة عند جار لنا إلي أن كسرت، فحزنت جدا.
أقراص الأسبرين
عملت في الفن بالمصادفة، ففي عام1937 كنت أعمل في ستديو مصر كمهندس كهرباء، وفي هذا الوقت كان المخرج “عبدالفتاح حسن” يقوم بعمل فيلم قصير عن “أقراص الأسبرين” فطلبت منه أن أغني من خلال هذا الفيلم، وعندما استمع إلي صوتي، رحب وانتشر الخبر بين العاملين في الاستديو حتي وصل إلي الموسيقار “محمد عبدالوهاب”، الذي كان يمثل في الاستوديو المجاور لنا فيلم “يحيا الحب” مع “ليلي مراد”، وطلب أن يراني فذهبت إليه سعيدا.
وعندما استمع إلي صوتي طلب مني أن أترك وظيفتي وأعمل لديه سكرتيرا، لكن بعد أن يشاهد والدي، فسعدت جدا بهذا، وأخبرت والدي الذي ذهب إليه، وعرض عليه “عبدالوهاب” أن أعمل معه، وقال له إن صوت “أمين” – إسمي قبل أن أضيف إليه إسم محمد – جميل وسوف أدربه علي الغناء الصحيح ليحترف الفن، وجاء والدي إلي البيت غاضبا وقال لي تحب تعمل كمهندس أم كمطرب؟ فقلت له مطربا، فصفعني صفعة قوية وقال لي: هو أنا ربيتك وعلمتك حتي تطلع مغني!، وغضب مني لفترة طويلة حتي تدخلت والدتي وأقنعته بالموافقة علي احترافي الغناء وبدأ المشوار.
عبدالوهاب علمني الموسيقى
لم أدرس الموسيقى دراسة متخصصة، لكن بحكم وجودي يوميا مع أستاذي “محمد عبدالوهاب” فعلمني الموسيقي، بالإضافة إلي أنني كنت أعزف كمنجة منذ كنت طالبا في مدرسة عابدين الابتدائية.
نور العيون
وعن أول أغنية فى مشواره قال لي: الأغنية التي مازالت عالقة في أذهان الجمهور حتي الآن وهي “نور العيون يا شاغلني”، كلمات حسين السيد، ولهذه الأغنية قصة، فبعد عملي مع الموسيقار “محمد عبدالوهاب” وعرض فيلم “الأسبرين” ذاعت شهرتي في الوسط الفني، فطلب مني المخرج “نيازي مصطفي” عام1941 أن ألحن لزوجته الفنانة “كوكا” أغنية لتغنيها في فيلمها الجديد “مصنع الزوجات” ورحبت بهذا جدا، وفي هذا الوقت كان يتم تسجيل الأغاني في باريس أو لندن.
لكن لظروف الحرب سافرنا لتسجيل أغنيات فيلم “يوم سعيد” لأستاذي “عبدالوهاب” في أثينا، وانتهزت فترة وجودي هناك وسجلت أغنيتي “نور العيون” علي اسطوانة، وما إن طرحت في الأسواق حتي تفوقت علي كل أغنيات الموسم، وكانت أغنية “يا جارة الوادي” تحقق أعلي رقم في
التوزيع فجاءت نور العيون وحققت ضعفها!، وحقيقي لا أجد سبب لهذا النجاح الساحق إلا توفيق ربنا بالإضافة إلي الحظ، ومالك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب.
يا مراكبي
وقد كنت المطرب الوحيد الذي سمح له ” عبدالوهاب” أن أشترك معه فى فيلم حيث أحب في عام1942 أن يخلد علاقتنا!، فطلب من المخرج “محمد كريم” في فيلم “ممنوع الحب” أن يضيف مشهدا لأغني من خلاله، واستجاب كريم وغنيت أغنية “يا مركبي” من ألحاني.
مديحة أجمل إمرأة على مستوى العالم
فى فيلم “ممنوع الحب” ظهرت ” مديحة يسري” في لقطة في أغنية “بلاش تبوسني” في عينيه، وتوطدت علاقتي بها وكان الكل يحسدني علي حبها لي لأنها كانت جميلة جدا، حتي أن مجلة “التايم” الشهيرة اختارتها في الأربعينيات ضمن أجمل عشر نساء في العالم، وكانت نظرة من مديحة لأي رجل تجعله في حالة هذيان، وكان الأمير “علي خان”
ابن “الأغاخان” يصر كلما جاء إلي القاهرة علي أن يري “مديحة” ليستمتع بجمالها الآخاذ.
أم كلثوم سبب زواجي
في27 سبتمبر عام1942 وأثناء احتفالي بعيد ميلادي في منزل “مصطفي القشاش” رئيس تحرير مجلة “الصباح”، حضرت “أم كلثوم وزينب صدقي ومديحة”، وسألتنا “أم كلثوم” بطريقتها الطريفة قصة حبكما تملأ البلد لماذا لا تتزوجان؟! فضحكنا وبالفعل تم زواجنا بعدها بفترة قليلة، واستمر5 سنوات، أسسنا خلال هذه الفترة شركة إنتاج أنتجنا من خلالها مجموعة من الأفلام مثل “أحلام الحب، غرام بدوية، الجنس اللطيف”.
ملحوظة: لفت نظري إنه طوال الحوار عن مديحة يسري كانت تدمع عيناه أكثر من مرة.
أحمد سالم سبب الطلاق
وعن أسباب طلاقه من “مديحة يسري” رغم الحب الواضح
من كلامه قال: استمعت إلي مكالمة هاتفية بينها وبين الفنان “أحمد سالم” كان يشكو لها مني فلم تجب بكلمات ترضيني كزوج، بالإضافة إلي وجود معجبين لها ومعجبات لي، واهتمامي بالخيل خلق سوء تفاهم بيننا فحدث الانفصال، لكن رغم هذا الانفصال الذي يزيد علي50 عاما إلا أن علاقتنا حتي الآن جيدة وبيننا اتصالات هاتفية حتي اليوم.
تحية كاريوكا
قدمت مع “تحية هانم كاريوكا” ثلاثة أفلام هى “نجف، يحيا الفن، أحب الرقص” وكانت من أعظم الفنانات اللاتي عرفتهن، ولها شخصية قوية وتتمتع بشهامة بنات البلد، وفي فيلم “أحب الرقص” غنيت لها “ظلموني العوازل في حبك ياوله” ورددها معي الشارع المصري كله! عيبها الوحيد عدم الالتزام في العمل.
تزوجت كاميليا
شاركت الفنانة “كاميليا” عام1949 بطولة فيلم “الستات كده”، وتزوجتها فى هذه الفترة، وزواجي من “كاميليا” له قصة فبعد طلاقي من “مديحة يسري” وزواجها من الفنان “أحمد سالم”، ساءت حالتي النفسية جدا، وفي هذا الوقت تعرفت علي الفنانة “كاميليا” وكانت فاتنة السينما وعملنا معا فيلم “الستات كده”، وأثناء تصويرنا لهذا الفيلم تزوجنا عرفيا، خوفا من الملك “فاروق” الذي كان يحب “كاميليا” جدا، واستمر زواجنا عاما ونصف العام ثم انفصلنا.
رشدي أباظة وراء الطلاق
كان “رشدي أباظة” وراء انفصالنا وليس الملك “فاروق”، فأثناء زواجنا عرض عليها المخرج الإيطالي “فيرنتشو” الذي كان يقيم في القاهرة بطولة فيلم “إمرأة من نار” أمام “رشدي أباظة” وبعد انتهاء تصوير الفيلم دعا “رشدي” أسرة الفيلم علي العشاء، فاشترط على “كاميليا “عدم التأخير عن الساعة العاشرة مساء، لكنها رجعت إلي البيت في الثالثة صباحا سكرانة فطردتها وألقيت بملابسها في الشارع.
والحقيقة أن كاميليا كانت تتميز بالطيبة الشديدة لدرجة السذاجة، بالإضافة إلي الدلع فقد كانت دلوعة جدا، والحقيقة أنني تزوجتها عندا في أحمد سالم لأنه خطف مني “مديحة يسري” وتزوجها!، فأحببت أن أرسل إليه رسالة أقول له فيها إذا كنت خطفت مني أشهر سمراء في مصر، فأنا قد تزوجت أشهر شقراء!
الفنانة هدى شمس الدين
بعد انفصالي عن “كاميليا” ارتبطت بالزواج من الفنانة الراقصة “هدي شمس الدين” التي سبق أن تعرفت عليها أثناء تقديمها لتابلوهات راقصة في بعض الأفلام التي قدمتها مثل “عشرة بلدي وأحب الرقص” ولحنت لها مقطوعات موسيقية، وبعد زواجي منها أنتجت لها فيلم “بيني وبينك” وشاركها البطولة “كمال الشناوي”.
وبصراحة كانت “هدي” أفضل زوجة تزوجتها، وكانت علي خلق كبير لكن غيرتي عليها كانت سبب انفصالنا، بعدها ارتبطت بسيدة كريمة ربة منزل وأنجبت منها ابنتي الوحيدة.
14 فيلما غنائيا
قدمت للسينما الغنائية 14 فيلما غنائيا أحبهم إلى قلبي أحلام الحب لأنه نجح بقوة واستمر عرضه ثلاثة أشهر، وكان أول إنتاج بيني وبين زوجتي الفنانة “مديحة يسري” يليه فيلم “حب من السماء” الذي شاركتني بطولته المطربة “نجاة علي”، وقدمت من خلاله ألحانا جميلة، بالإضافة إلي أكثر من دويتو بيني وبين “نجاة”، وربح استديو مصر من خلاله كثيرا.
أحب أغنياتي
قدمت حوالي 100 أغنية من أحبهم إلى قلبي “نور العيون يا شاغلني، ما رمانا الهوا، أول بوسة، علي قدك، أحلام الحب، بحب جديد، حبيبي إنت حبي، اللي جرالي، وظلموني العوازل”، وكل أغنياتي كانت من ألحاني لأنني كنت أثق في نفسي بقوة، بالإضافة إلي نجاح ألحاني وانتشارها بين الناس.
سر الاعتزال
نظرا لظروفي الصحية حيث أصبت بحساسية في صدري ـ ربو ـ ولم يكن الطب تقدم فابتعدت عن الفن مجبرا، وأصابتني حالة من الاكتئاب بعد توقفي عن الغناء وأنا في ريعان شبابي، وظهر”عبدالحليم حافظ” وأحدث دويا هائلا، وعندما اجتزت أزمتي الصحية، وأحببت العودة وجدته ملء الساحة الفنية مع مجموعة من الملحنين الممتازين مثل “كمال الطويل، محمد الموجي، منير مراد، بليغ حمدي، محمد سلطان، عبدالعظيم محمد” فآثرت الانسحاب خاصة أن ظروفي المادية كانت جيدة، بالإضافة إلي أن سنوات الابتعاد أفقدتني جمهوري.
وبعد اعتزالي اشتريت قطعة أرض مع شقيقي وأقمنا عليها فيلتين وكازينو وأطلقنا عليها “عش البلبل”.
المنافسة بين نجوم الأربعينات
كانت موجودة لكنها منافسة شريفة وشيك والحب يجمع الكل، كان الوسط الفني محترما جدا، والكل يعمل من أجل الفن فقط، وأن يسعد جمهوره، فمثلا نجحت أغنيتي “ظلموني العوازل في حبك يا وله”، فقدم “عبدالغني السيد” أغنيته الشهيرة “وله يا وله”.
وسأذكر لك واقعة ظريفة تؤكد كلامي في فترة اندفاعي وعشقي لـ”عبدالوهاب” فى نهاية الثلاثينات سألني صحفي في مجلة “روز اليوسف” هل استمعت إلي أغنية “أم كلثوم” الجديدة؟ فقلت له أنا لا أستمع إلا للموسيقار “محمد عبدالوهاب”، وعندما قرأ “عبدالوهاب” الحوار اتصل بي وقال لي: ما ذكرته خطأ كبيرا يا “محمد” لابد أن تستمع إلي “أم كلثوم” لأنها فنانة كبيرة وصوت لن يجود الزمان بمثله، هذه الواقعة حدثت في ذروة المنافسة بين “عبدالوهاب وأم كلثوم”.
سرعشقه للخيول
“فريد الأطرش” هو السبب في هذا العشق، حيث كان يصطحبني معه أثناء زيارته للإسطبل الخاص به، ومن كثرة زياراتي معه عشقت الخيل، واشتريت مجموعة من الخيول، ووجدت هواية الخيل مسلية جدا، وحاليا أقتني مجموعة من الخيول النادرة، وأسافر سنويا إلي باريس في بداية شهر أكتوبر لحضور أكبر سباق خيل في العالم بدعوة من الحكومة الفرنسية.
كوكب الشرق أم كلثوم
فى فترة من الفترات كانت تربطني صداقة وطيدة بكوكب الشرق أم كلثوم، خاصة بعد زواجي من السيدة “مديحة يسري” وكانت تأتي إلينا باستمرار لعلاقتها الوطيدة بها، وبعد طلاقنا انقطعت عن زيارتي.
وفي منتصف الستينيات زارتني بصحبة “عبدالوهاب” الذي قال لي إن السيدة “أم كلثوم” تمر بحالة ضيق وزهق، وأحببت أن أخرجها من هذه الحالة، فعرضت عليها أن تأتي إليك فرحبت بذلك، وبعد أن تمشيا معا في القرية رجعا إلي الفيلا وطلب عبدالوهاب مني العود وإخلاء الفيلا من الشغالين وبدأ يدندن وأم كلثوم معه بلحن دارت الأيام.
صداقته لوديع الصافي
ترجع صداقتي معه إلي عام1946، حيث عرفني عليه الصحفي والكاتب “سعيد فريحه” في إحدي السهرات، وفي هذا الوقت كان الصافي شابا صغيرا وصوته في عنفوانه وبهرني بإمكاناته الصوتية المذهلة، لدرجة إنني شربت زجاجة ويسكي كاملة، وسهرت أسمعه حتي الصباح وتوطدت علاقتي معه حتي اليوم وكلما جاء إلي القاهرة يزورني.
رأيه فى الأصوات الجديدة
أستمع بشكل يومي إلي “أم كلثوم، عبدالوهاب، فيروز، وديع الصافي”، ومن الجيل الحالي إلي “هاني شاكر، علي الحجار، محمد الحلو، محمد ثروت، مدحت صالح”، وأعجبت بهم جد، لكنهم للأسف انحرفوا وقدموا الأغنيات السريعة التي لا تتناسب مع إمكاناتهم الصوتية.
ومن الأصوات العربية أحب “عبدالكريم عبدالقادر ــ الصوت الجريح، وعبدالله الرويشيد، وسعدون جابر”، وأحب الأخير أكثر من حبي لـ “كاظم الساهر”، ويعجبني أيضا الشاب الحليوة “راغب علامه”، وإذا بالمصادفة وجدت مطربا غير هؤلاء أغلق الإذاعة أو التليفزيون على الفور لأنني لا أحب الإزعاج وما يحدث اليوم ليس فنا إطلاقا لكنه إزعاج شديد.
الفيديو كليب
قلة أدب! .. ولم يكن يخطر في بالنا في يوم من الأيام أن يحدث كل هذا الانهيار للأغنية العربية، خاصة المصرية، ومعظم الأصوات التي تقدم أغنيات الفيديو كليب لا يصلحون للغناء حتي في الحمام والتكنولوجيا الحديثة هى التي أسهمت في نجاحهم وانتشارهم.
…………………………………………………………………………………………..
لينك المطرب “محمد أمين” عبارة عن مقطفات يتحدث فيها عن زواجه من كاميليا: