نيكول سابا : الكاجوال يناسب شخصيتي أكثر
كتبت شهرزاد سليمان
في حياتها الفنية تذهب النجمة “نيكول سابا” دوما نحو مناطق جديدة من النضج الفني عبر تجسيد مختلف، من فيلم إلى فيلم ومن مسلسل لآخر، ربما لأن لديها أدراك كامل بفطرتها في التمثيل استنادا إلى قاعدة “أن حب الشخصية في العمل من جانب الممثل يحقق – التقمص أو الاندماج – بين نفس الممثل والشخصية التي يمثلها”، وهو ما يقودها بالضرورة إلى التمييز بين ماهو عرضي غير هام، وبين ما هو يشكل جوهر الانسان ذاته، تماما كما وضح في أدائها لشخصية “ياسمين” في مسلسل “نصيبي وقسمتك” خاصة في الحلقات الثلاثة التي حملت عنوان “7 الصبح” والذي تفتح لنا من خلالهم دولاب ملابسها التي ارتدتها خلال هذا المسلسل.
بداية تؤكد نيكول أنها تميل إلى اقتناء الملابس الكجوال أكثر من الفساتين باعتبار أنها تناسب شخصيتها المتحررة، وهو ما أكدته من خلال أداء شخصية ياسمين أمام “آدم” الذي لعب دوره النجم هاني سلامة في “7 الصبح” فقد قالت أن ملابسها التي تجنح في معظمها نحو “الكاجوال” هى ساعدتها أن تتحرك بحرية كاملة في أداء الشخصية التي ترى أنها ليست مجرد كيان فيزيقي ملموس ومرئي، بل هى استجابات متصلة ومتتابعة لحالات وجدانية تمر بها، و”نيكول” من جانبها اتخذت من تلك الحالات الوجدانية التي أدتها بين الحين والآخر نقاط انطلاق لأداء الشخصية عن طريق ارتداء ملابس خفيفة تميل إلى القطنية، ما جعلها تستطيع أن تتخيل وتتصور وتتقمص حالات وجدانية متكررة ومتعددة، الأمر الذي جعلها أن تلم بالعواطف والمواقف والدوافع الإنسانية، حتى تمكنت من القيام بدورها بشكل جيد.
الألوان الفاتحة أكثر تناسب قدرتها – على حد قولها – على التعبير عن العواطف والدوافع الإنسانية على نحو صحيح، ولعله يبدو ملحوظا أيضا في أدائها أن الصوت والجسد كانا في حالة صفاء وتركيز ويقظة، تحققت لهما الحرية الكاملة في التعبير والتخلص من الجهد العضلي بقدر الإمكان، فنما الشعور الداخلي وعبر عن نفسه بالصوت والجسد معا وإيقاعاته وألفاظه، وبكلمات خارجة من بين الشفتين بكل ما يعتمل داخل الشخصية من انفعالات وأفكار، فكان الشعور الداخلي متوحدا مع الحركة الخارجية و”الملابس والأكسسوارات والميكاب البسيط” ليمتزجوا جميعا معا في وحدة عضوية متكاملة ، فجاءت شخصية “ياسمين” تلقائية وطبيعية ومقنعة أيضا.
لكن كيف لعبت الملابس والأكسسوارت والميكاب في نجاح دور في مسلسل “نثيني وقسمتك – حلقات 7 الصبح” ؟، هذا ما توضحه نيكول على النحو التالي:
الطاقم الأول : كان عبارة عن جاكيت أسود من الصوف الخفيف مختلطا بالقطن ليعطيه قدرا من النعومة بحيث يبدو مريحا في الحركة، وتحته بلوزة بيضاء يتوسطها وجه إمراءة غجرية تبدو معبرة عن قود وصلابة الشخصية، وفي الأسفل تنورة حمراء تدل على الانطلاق وسخونة أجواء العمل كمديرة مكتب لرجل الأعمال “فارس” الذي جسد شخصيته “محمد رياض” ذئب النساء الذي كان يركز دوما بالثناء على ملابسها وشياكتها واكسسوارتها ومكياجها اللافت للانتباه.
الطاقم الثاني : عبارة عن كاب باللون الأحمر من القطن الخالص وتحت بلوزة سوداء وبنطلون “استريتش” بنفس اللون والقماش، وهو مناسب تماما لأجواء البيت في لحظة نقاش حول ملابسها الساخنة مع زوجها “آدم” الذي أبدى نوعا من الغيرة نظرا لملابسها المتحررة تارة، وتارة أخرى جراء بقائها لفترات طويلة مع “فارس” في مكتبه.
الطاقم الثالث : روب في صورة جاكيت طويل باللون الرمادي وتحته تيشيرت طويلة باللون الأسود وكليهما من القطن الناعم تغطي على شورت بنفس اللون، وهى تعمدت لبس هذا الطاقم قبل أن تذهب لزوجها “آدم” في غرفة نومها قبل أن يعاتبها على عدم ردها على تليفونه لأنها كانت في اجتماع مع “فارس”، ما جعله يفقد أعصابه ويقوم بتحطيم موبايله، لكنها بدلالها ومكياجها البسيط للغاية استطاعت امتصاص غضبه فور الجلوس بجواره والدخول في حضن عميق أزال غيوم ذلك اليوم.
الطاقم الثالث : الأبيض والأسود يلعبان دوريهما في جلب الأجواء الدافئة عبر روب مخطط بألوان “زيبرا” ما يشير إلى وحشية اللحظة التي ستحدث بعد قليل في غرفة النوم، وتحت الروب قميص من القطن باللون الأسود كامتداد طبيعي لألوان الروب، وفي حالة من النشوة اقتربت من “آدم” الذي جذبه شوق جارف لزوجته الغائبة الحاضرة في حياته المضطربة، و التي جعلته يضعف أمام حب قديم لـ “ريهام حجاج” حيث رق له للحظات، وعلى أثر ذلك ذهب إلى إحدى النساء الغاويات وكان على وشك الوقوع في براثن الخيانة، لكنه تذكر حبه لزوجته “ياسمين” فتراجع على الفور.
الطاقم الرابع : جاكيت بلون الأحمر الماجنتا – أصل اللون الأحمر – وهو لون صارخ خاصة إذا ما كان تحته بلوزة سوداء تصل للرقبة وعليها تطريز خاص باللون الأبيض، فضلا عن تنورة سوداء قصيرة تكمل مواطن الإثارة في القد الرشيق، وهو ما يشير لأناقة تدفع بالضرورة إلى غيرة “آدم” الذي واجهها على باب البيت معلقا على ملابسها تلك، لتقف هى حائرة من أمرها لا تسطيع الرد بشكل عقلاني أو منطقي يقنعه، وهذا الطاقم تحديدا تسبب في أزمة عاصفة في علاقتهما التي كانت على وشك الانهيار.
الطاقم الرابع: هو بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير في علاقة زوجية وضعت طوال الوقت على المحك، وهو فستان السهرة الوحيد من قماش الستان، والذي ارتدته “ياسمين” بعد مواعدة من “فارس” على سهرة مع بعض أصدقائه بإحدى “الديسكوهات”، لكنه خطط للانفراد بها وأجبرها بالفعل على الرقص معه، بينما كان “آدم” موجودا في نفس المكان ولاحظ محاولاته لاستمالتها، وحينما أجبرها على الشرب والرقص أكثر شعرت بغبن تجاهه وانتهازه الفرصة للإيقاع بها، وعلى أثر انتباهها تركته وذهبت إلى الفندق وأنهت إقامتها لتعود لأحضان “آدم”.
الطاقم الخامس: كاجوال خالص عبارة عن تيشيرت أسود وشورت من نفس اللون من القطن الخفيف، وقد تعمدت أن يكون الكاجوال سيد الموقف مع اكسسوار خفيف عبارة عن سلسلة على الرقبة، وبدلال الأنثى الفاتنة وهى مصحوبة بضمير الندم اقتربت من “آدم” في سريره على غفله لتفاجئه بوجودها، ودون التحدث بكلمة واحدة غرقا الاثنان في أحضان دافئة وكليهما مشغول في خياله بتلك المواقف السابقة التي كادت تفسد علاقة الحب بينهما، لكن الله سلم في النهاية وعادت المياه لمجاريها من جديد.