رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

لماذا ينتحر مانحُ البسمة والقيمة والأمل؟!

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي

قبل أن أبدأ موضوع مقالي لهذا الأسبوع ، لي رجاءٌ شديدُ الأهمية والذي أناشد الجميع بتنفيذه على الفور دون تأخر ، وأرجو أن تدعوا كل من تعرفون لتنفيذ هذه الوصية النفيسة للغاية ، وهي ألا تبخلوا بإظهار حبكم واعتزازكم ودعمكم لكل شخص قريب منكم أولاً بأول دون تأخير أو تأجيل ، فمشاعر حبكم إن وصلت لهذا الشخص فإنها تمثل درعاً قوياً يقيه مما قد لا تعلمونه ، فلولا عدم إدراك النجم العالمي الرائع “روبين ويليامز” Robin Williams لكم الحب والاعتزاز والدعم من الناس وممن حوله لما استسلم لمشاعر اليأس والإحباط وقسوة المرض الذي تمكن منه في شهوره الأخيرة قبل الانتحار. إن شعورك بحب أحدهم في قلبك واعتزازه بشخصك ودعمه لقدراتك وإيمانه بك وثناءه على ما فعلت وما تفعل هو حائط السد والصد ضد هجمات اللحظات السوداء في مسارك ، وهو القيمة التي تشكل الدافع والحافز لك لتقاوم وتحاول تجاوز كل العوائق التي تعترض حياتك ، لأنك سترى بوضوح أن هناك من يستحق منك ألا تيأس. ولذا فإنني أرجوكم وبشدة أن تنصتوا جيداً لصوت أحبائكم وأن تظهروا لهم مشاعر الحب والاعتزاز والدعم المستمر دون ملل ، حتى لا تندموا وقت لا ينفع الندم.

الانتحار بوجهٍ عام دون تصنيف “من هو المنتحر” هو حالة تستحق الاهتمام العام والدراسة ، دراسة فكرية بسيطة من الجميع (من كل من ينتمي إلى الجنس البشري) ، ودراسة مهنية متخصصة من أصحاب العلم والمعرفة والخبرة في مجال الطب العقلي والنفسي والسلوكي ، أما عندما يأتي الانتحار من فنان ناجح ونجم مشهور فإن واجب دراسة هذه الحالة لا ينبغي أن يقتصر فقط على العلماء والأطباء المتخصصين بل تصبح الدراسة واجبة أيضاً على كل العاملين في المجال الفني ، فهل يحدث ذلك؟ وإن حدث فهل هى دراسة تفضي إلى توصيات ما واتخاذ إجراءات وقائية مبكرة من شأنها القضاء على (أو على الأقل تقليص نسبة) حدوثها في المستقبلين القريب والبعيد؟! الأمثلة حول الانتحار كثيرة بين المشاهير وبين عموم الناس ولكني لست بصدد ذكرها ورصدها هنا.

ربما نستطيع ببساطة وسهولة استيعاب سبب انتحار القائد الألماني “أدولف هتلر” مع نهاية الحرب العالمية الثانية في أبريل من عام 1945 بعدما لحقت به الهزيمة الكبرى وانهارت كل طموحاته الاستعمارية مع دخول الجيش الأحمر الروسي (جيش ستالين) إلى مدينة برلين وسيطرته الكاملة عليها ، لكن لا يمكننا أن نفهم بنفس القدر من البساطة والسهولة القصص المتباينة حول انتحار الصحفي والكاتب والروائي الأمريكي العالمي “إرنست همنجواي” الحاصل على جائزة نوبل في الآدب عام 1954 عن قصته القصيرة “العجوز والبحر” The Old Man and the Sea ، وهو الذي وُجد ميتاً في الصباح المبكر جداً من يوم 2 يوليو عام 1961 بفعل طلق ناري من مسدسه داخل منزله ، والذي استيقظت زوجته على سماع صوت الطلق الناري ، وقالت لاحقاً للشرطة “قد لا يكون انتحاراً ، وربما حدث بالخطأ أثناء تنظيفه لمسدسه” ، بينما أكد عددٌ من جيرانه أنه بدا في الأيام القليلة الماضية مكتئباً ومحبطاً خاصة بعد خروجه من فترة علاج لمدة شهرين بمستشفى “مَيوكلينيك” بسبب ارتفاع ضغط الدم وتليف مزمن ومتقدم المراحل بالكبد ، والأمر العجيب أن والد “همنجواي” كان طبيباً ناجحاً وانتحر بمسدسه عام 1928 ، وقد اقتنعت زوجته بعد شهرين من موته بأن الأمر كانت انتحاراً متعمداً ، ولكن يبقى من الصعب تحديد الأسباب التي دفعته لقتل نفسه ، وقد نعاه آنذاك الرئيس الأمريكي “جون كينيدي” واصفاً “إرنست همنجواي” بأنه واحدٌ من أعظم المؤلفين في أمريكا ، وواحدٌ من أعظم المواطنين على مستوى العالم.

لقد لفتت ظاهرة الانتحار انتباهي منذ أن كنت في مرحلة نشاطي في المسرح الجامعي ، حيث كنت أقرأ مسرحيات وأعمال روائية لكتاب محليين وكتاب عالميين ، ولم يمر موضوع انتحار إرنست همنجواي على عقلي مرور الكرام بل استوقفني وجعلني أفكر وأسعى بكل طرق البحث الممكنة آنذاك لفهم الحقيقة ومعرفة الأسباب التي تدفع شخص ما للانتحار ، هل ضاق بالعيش لضيقه؟ أم ضاق بالعيش لسعته؟ أم أن هناك جذور وأسباب أخرى لهذا الأمر؟! وإن كان يصعب علينا معرفة دافع انتحار شخص ما بدقة بعدما انتحر بالفعل ، فهل هناك ما يمكننا فعله لمنع أو تقليص نسبة حدوث الانتحارات بين البشر؟ هل إظهار مشاعر الحب والاعتزاز والدعم المستمر كفيلة بإدحاض فكرة اليأس والانتحار عند شخصٍ ما؟ وما هو الشيء الذي تعلمته أنا شخصياً من دراستي وبحثي حول هذا الأمر؟ وكيف سعيت بعد ذلك لخلق برنامج وقائي مبكر يمكن تطبيقه على أرض الواقع والذي من شأنه العمل على ثبات وتحسين صحة الحالة النفسية والمعنوية عند الإنسان بوجه عام والفنان بوجهٍ خاص ، وتحصينه المبكر ضد كل ما قد يدفعه لإيذاء نفسه سواء بالانتحار أو بما هو ادناه من فعل أو سلوك؟

منذ أن فكرت في تبني واطلاق مشروع إف فايف F5 لاكتشاف وتدريب وتشغيل المواهب والمتميزين بجميع محافظات مصر مع بداية عام 2018 ، استدعيت اثنين من أساتذة الصحة النفسية والطب النفسي الإكينيكي العظماء بجامعة القاهرة وهما: الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عسل والأستاذ الدكتور أحمد الباسوسي ، ودعوتهما لاحتساء “فنجان القهوة” بمكتبي ، وعندما تحدثت إليهما حول أسباب ودوافع وأهداف رغبتي في حصول المواهب الجديدة في التمثيل والغناء على قدر مناسب من المحاضرات المعرفية والجلسات التطبيقية لتحسين الصحة النفسية والسلوكية وتقوية الروح المعنوية والتمسك بالأمل والحلم عند كل موهوب دون السماح لليأس أو الإحباط بملامسة وجدانهم الإنساني أو الفني ، تعجب الأستاذان من طريقة تفكيري لكنهما أثنيا عليها وأخبراني بأنني أول من يفكر في هذا الأمر بهذا الشكل ويقدمه بالفعل مع مواهب جديدة يبدأون طريقهم المهني في مجال التمثيل والغناء ، وتم التوافق بيني وبين الأستاذين الجليلين حول الرؤية وخطة البرنامج النظري والعملي من أجل تحقيق أهدافه في تثبيت احترام الذات Self-Esteem والثقة بالنفس Self-Confidence وخطوات الحماية من الإحباط لمن يتأخرون في تحقيق طموحاتهم الفنية والمهنية ، وكيفية الحماية من الهوس والغرور والانفلات الأخلاقي والخلل النفسي المستقبلي لمن سيدركون النجاح والشهرة في وقتٍ قصير (أثر المال الكثير والشهرة السريعة على أصحابها “الغير محصنين نفسياً” وإحداث هزة داخلية تؤدي إلى خلل وعدم اتزان نفسي، كما حدث لبعض النجوم الحديثين في مصر وأحدهم كان النجم والموهوب الحقيقي “محمد رمضان” الذي ظهرت موهبته لأول مرة معي في مكتبي بعمارات العبور عام 2005 ، والذي راح بعد نجاحه وشهرته الكبيرة يمدح نفسه في أغنيات تقول : أنا الكينج ، أنا نمبر 1 Number One) ، وكذلك حماية مواهب التمثيل من التأثر نفسياً بالسلب من أدوار شخصيات معقدة أو مضطربة نفسياً قد يؤدونها بأحد الأعمال الدرامية في مستقبلهم المهني (كما حدث للنجم العالمي “دانيال داي لويس” بعد فيلم Phantom Thread في 2017) ، وكذلك حماية مواهب الغناء من إصابتهم بأي خلل نفسي جراء آدائهم لأغنية شجن حزينة على شاكلة “قارئة الفنجان” و “لست أدري .. لا أعلم من أين جئت” للراحل عبد الحليم حافظ. وعليه ، وإلى جانب محاضرات التنمية البشرية وفن الإتيكيت والورش التدريبية المتخصصة حسب الموهبة ، أصبحت الحادية عشر صباحاً من كل يوم سبت هو موعد محاضرات وجلسات الأستاذين الجليلين في الصحة العقلية والنفسية والسلوكية مع عدد لا يتعدى 8 أفراد من المواهب الجديدة في التمثيل والغناء منذ أكثر من عام داخل قاعة محاضرات إف فايف ، حتى تم مؤخراً تعليق الخدمة مؤقتاً بسبب جائحة كورونا الحالية. وفي باديء الأمر ، ورغم أنني أقدم هذه الخدمة للمواهب الجديدة “الحقيقية” مجاناً (دون مقابل من أي نوع) داخل مؤسسة إف فايف ، كان الموهوبون الجدد يتعجبون من فكرة تقديم هذه الخدمة في مسيرتهم التدريبة ، وبعد تجربتهم فيها لمدة ثلاثة أشهر فقط جاءتني ردودهم لتؤكد نجاح هذا البرنامج في رفع حالة احترامهم لذاتهم ولموهبتهم وثقتهم بأنفسهم وثقتهم فيما وهبهم الله من مهارات فنية وكذلك ساعدهم على حسم مصدر تقييم أنفسهم وقدراتهم من خلال إيمانهم الداخلي بما يملكون وبما يبذلون من جهد وتحصيل معرفي دون التأثر بالعوامل الخارجية المحيطة بهم ، فإن كانت إيجابية لا ينبغي أن تغيرهم أو تدفعهم إلى الفرحة بأنفسهم أو الغرور بل عليهم دائماً العودة إلى داخلهم الإنساني والوجداني والفني المتزن ، والذي يمكنه حمايتهم من الانزلاق إلى هذا الشعور المدمر ، وإن كانت سلبية فلا ينبغي أن يُفقدهم ذلك ثقتهم بأنفسهم وموهبتهم الحقيقية وألا تجعلهم تلك السلبيات يهجرون أحلامهم دون نضالٍ حقيقي عماده الإيمان بما لديهم من موهبة ، ولا أن يفقدوا يقينهم في عدل الله وبأنه سبحانه لن يضيع أجرهم إن أحسنوا وأتقنوا ما يفعلون.    

روبن ويليامز مع إبنته زيلدا وولديه زاك و كودي وزوجته السابقة مارشا ويليامز

روبن ويليامز .. انتحار صريح لفنان جريح!

خلافاً عن الدموع التي تترقرق في عيني كلما شاهدت له فيلماً من بعد رحيله ، فإنني قد بكيت على النجم “روبن ويليامز” مرتين كبيرتين ، الأولى كانت فور علمي بخبر انتحاره في شهر أغسطس من عام 2014 ، والثانية عندما اخترته ليكون موضوع مقالي لهذا الأسبوع ،، وكيف لا أبكي فناناً منحني بأعماله المتنوعة البسمة والضحك دونما أي إسفاف أو استخفاف بعقلي؟ ، وكيف لا أبكي فناناً أدخل البهجة إلى قلبي وجعلني أتمسك بما أؤمن به ولو اعترض عليه الكون بأسره؟ ، لقد استحق مني بما قدمه لي من أعمال رائعة أن ألقبه بـ “مانح البسمة والقيمة والأمل”.

في الحادي عشر من أغسطس عام 2014 انتحر النجم العالمي “روبن ويليامز” بشنق نفسه بحبل معلق في غرفته بمنزله. وقد وجدوا سكيناً بنفس الغرفة ووجدوا آثار جروح بيده تثبت أن محاولات منه لقطع أوردته قد حدثت قبل اتخاذه قرار الانتحار شنقاً ، وكان الفنان “روبن ويليامز” قد قام من تلقاء نفسه بزيارة لأحد المستشفيات في منتصف عام 2014 ليعرف سبب بعض الاضطرابات الحركية اللا إرادية التي بدأت تظهر عليه ، وقد تم تشخيص حالته آنذاك بأنها حالة “باركنسون” Parkinson’s disease ، وهي حالة مرضية تسبب اضطرابات طويلة الأمد في الجهاز العصبي المركزي الذي يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الحركي. ولكنهم لم يكتشفوا حالته المرضية الحقيقية إلا بعد وفاته من خلال فحص جزء من خلاياه العصبية بالمخ ، وإذا بهم يكتشفون أنه مرض خطير يُدعى Lewy Body Dementia وهو مرض خرف عقلي جسماني يؤدي إلى سوء تنظيم وظائف الجسم من خلال خلل بالجهاز العصبي اللا إرادي ، ويسبب اضطرابات في حركة الجسم يصعب التحكم بها ، ويتسبب كذلك في إحداث هلوسة بصرية ومشاكل معرفية وتشتيت الانتباه وصعوبة شديدة في النوم ، كما يؤدي إلى حالة من الإحباط واليأس ، والسبب العضوي الظاهر والمثبت لهذا المرض هو ترسب نوع من البروتين (يُدعى أجسام لِوِي Lewy Bodies) في الخلايا العصبية الدماغية المسئولة عن التفكير والذاكرة والحركة. وتقول دراسات المعهد الوطني الأمريكي للصحة وكذلك تقارير رسمية من مركز أبحاث “مَيوكلينيك” الأمريكي بأن الشخص المصاب بهذا المرض يعيش لفترة لا تزيد عن ثماني سنوات من تاريخ إصابته به.

من الجدير بالذكر أن “ويليامز” قد عانى طويلاً من حالة إحباط قبل إصابته (أو تشخيصه) بمرضه الأخير.

تصريحات أبناء “روبن ويليامز” في اليوم التالي لرحيله:

إبنه الأكبر “زاك ويليامز”: بالأمس ، فقدت والدي وأعز صديق لي ، وقد أصبح العالم أكثر رمادية ، أعدك يا أبي بأني سأحمل قلبك معي كل يوم ، وسأسعى لإضفاء البهجة والفرحة على العالم كما سعيت وفعلت ، وأود أن أطلب من الذين يحبونه حول العالم أن يتذكروه دائماً بلطفه وسخائه.

إبنته “زيلدا ويليامز”: كان آخر يوم لي معه هو عيد ميلاده ، وسأكون ممتنة إلى الأبد لأنني قضيت أنا وأخوتي هذا الوقت معه في تبادل الهدايا والضحك ، كان إنساناً دافئاً على الدوام حتى في أحلك لحظاته ، وعلى الرغم من أنني لن أفهم أبداً كيف يمكن أن يكون محبوباً بهذا العمق من كل الناس ولماذا لم يرَ قلبه كل هذا الحب ليساعده في البقاء معنا ومع الناس! ، لدينا شعور براحة طفيفة لأن حزننا وخسارتنا يشاركنا فيهما الملايين ، وقد عرض كثيرٌ من الناس المساعدة في تخفيف الحزن والألم عنا ، شكرا لكم جميعاً على ذلك.

إبنه الأصغر “كودي ويليامز”: لا توجد كلمات قوية بما يكفي لوصف حبي واحترامي لوالدي ، لكني أؤكد بأن عالمي لن يكون بدونه كما كان به ، سوف أفتقده كثيراً ، وعزائي أني سآخذه معي في كل مكان أذهب إليه لبقية حياتي ، وسوف أتطلع دوماً إلى اللحظة التي أراه فيها مرة أخرى.

أهم أعمال الفنان الراحل روبن ويليامز

كان آخر ما تم عرضه من أعمال سينمائية للراحل “روبن ويليامز” هو فيلم Night at the Museum: Secret of the Tomb مع النجم الكوميدي “بن ستيلر” والنجم المصري العالمي “رامي مالك” وهو الفيلم الأخير لروبن ويليامز وقد تم عرضه في دور السينما خلال شهر ديسمبر من عام 2014 .

بدأ روبن ويليامز حياته المهنية بالعمل كممثل ارتجال Improvisation كوميدي في نوادي ليلية ، وقد تم اكتشاف موهبته من خلال تلك العروض التي كانت تجلب له جمهوراً كبيراً ، ومن هناك إلى التلفزيون الأمريكي في حلقات المسلسل الشهير Happy Days الذي بدأ في 1974 ، وكان هذا المسلسل التلفزيوني بمثابة البوابة الرئيسية لدخول “ويليامز” عالم السينما.

روبن ويليامز مع بن ستيلر ورامي مالك في آخر جزء من سلسلة Night at the Museum عام 2014
روبن ويليامز في فيلم Bicentennial Man عام 1999

في التسعينات تألق “روبن ويليامز” وأصبح بطلاً بالنسبة لأطفال العالم من خلال أدواره الرائعة في أفلام رائعة مثل فيلم Hook (عام 1991) – آداؤه الصوتي الرائع في فيلم Aladdin (عام 1992) – فيلم The Last Rainforest FernGully: (عام 1992) – فيلم Mrs. Doubtfire (عام 1993) – فيلم Jumanji (عام 1995) – فيلم Flubber (عام 1997) – فيلم Bicentennial Man (عام 1999).

سنمر في السطور القادمة على بعض أفضل الأعمال من قائمة “روبين ويليامز” السينمائية الثرية.

روبن ويليامز في فيلم Good Morning, Vietnam عام 1987
روبن ويليامز في فيلم Dead Poets Society عام 1989

في عام 1987 يقدم روبن وليامز شخصية “أدريان” في فيلم Good Morning, Vietnam وهو المذيع الكوميدي لمحطة الراديو الجديدة التي أسسها الجيش الأمريكي في فيتنام بغرض تقديم الترفيه لجنود الجيش الأمريكي هناك ، ويصبح شهيراً ومحبوباً بين كل جنود الجيش الأمريكي ، ولكنه يبدأ في اكتشاف بعض الأكاذيب من القيادات العليا حول تلك الحرب وأهدافها والكذب حول ما يحدث على أرض المعركة ، وكان ذلك من خلال مقابلاته خارج البث الإذاعي مع الفيتناميين وخاصة الفتيات. ترشح “روبن ويليامز” عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وترشح كذلك لجائزة BAFTA البريطانية كأفضل ممثل ، وفاز عن نفس الفيلم بجائزتين هما : جولدن جلوب كأفضل ممثل ، وجائزة “أميريكان كوميدي” American Comedy Awards كأفضل ممثل كوميدي. تكلف إنتاج هذا الفيلم 13 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر عالمياً حوالي 124 مليون دولار.

في عام 1989 يقدم “ويليامز” دوراً رائعاً في فيلم Dead Poets Society حيث يجسد شخصية المدرس والأستاذ الملهم والقدوة الذي يولي اهتماماً كبيراً بطلابه ويعلمهم كيف يكونون قادرين على التفكير بأنفسهم وأن يتشاركوا آراءهم ، ويحفزهم على ضرورة رؤية الأشياء بطرق غير نمطية ، لأنه يرى أن التدريس يجب أن يكون أكثر انفتاحاً وخارج إطار قيوده التقليدية. ترشح “ويليامز” عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وترشح هذا الفيلم في مجمله لأربع جوائز أوسكار فاز منها بواحدة كأفضل سيناريو للسيناريست “توم شولمان” وكان من بين الترشيحات أوسكار أفضل إخراج لمخرج الفيلم “بيتر وير” ، وترشح “روبن ويليامز” عن نفس الفيلم أيضاً لجائزتي أفضل ممثل من جولدن جلوب و BAFTA البريطانية. تكلف هذا الفيلم حوالي 16 مليون دولار وجمع عالمياً ما يقترب من رُبع مليار دولار.

روبن ويليامز مع روبرت دي نيرو في فيلم Awakenings عام 1990

في عام 1990 يشارك “روبن ويليامز” النجم الكبير “روبرت دي نيرو” بطولة فيلم Awakenings الذي ترشح عنه “دي نيرو” لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وترشح عنه “ويليامز” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل. تكلف إنتاج هذا الفيلم حوالي 31 مليون دولار وجمع من تذاكر دور العرض داخل أمريكا حوالي 52 مليون دولار.

في عام 1991 يجسد “ويليامز” شخصية “باري” في فيلم The Fisher King وهو رجل فقير بلا مأوى ، قُتلت زوجته ضمن مجموعة من ضحايا “لوكاس” (النجم جيف بريدجز) ، و”باري” يعاني من خلل واضطراب ذهني ويعيش حياته باحثاً عما يُدعى “الكأس المقدسة” . ترشح “ويليامز” عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وفاز عن نفس الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل. تكلف هذا الفيلم حوالي 24 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر داخل أمريكا حوالي 42 مليون دولار.

روبن ويليامز في فيلم The Fisher King عام 1991
روبن ويليامز في فيلم Mrs. Doubtfire عام 1993

في عام 1993 يقدم “ويليامز” واحداً من أفضل وأمتع أدواره على الإطلاق في الفيلم الاجتماعي الكوميدي الشهير Mrs. Doubtfire مع النجمة “سالي فيلد” والنجم المشهور بشخصية جيمس بوند “بيرس بروزنان” ، ويلعب “ويليامز” شخصية الرجل المُطلق حديثاً “دانيال هيلارد” بناءً على رغبة زوجته وأم أولاده ” ميراندا (سالي فيلد) ، والذي يضع خطة مفصلة ليتمكن من رؤية أبنائه والتعايش معهم بخدعة ، حيث يرتدي زي امرأة بريطانية كبيرة السن ويقنع “ميراندا” بتوظيفه كمربية وراعية للأولاد. والسؤال متى وكيف سينكشف أمر السيدة Doubtfire ليظهر “دانيال” الزوج والأب؟ ومن سيكشف أمره أولاً: أبناؤه أم أم أبنائه “ميراندا” ؟ ، فاز “ويليامز” عن هذا الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل رئيسي ، كما فاز العمل بجائزة جولدن جلوب كأفضل فيلم كوميدي ، وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار كأفضل ماكياج. تكلف إنتاج هذا الفيلم 25 مليون دولار وجمع عالمياً ما يقرب من 450 مليون دولار.

روبن ويليامز مع مات ديمون في فيلم Good Will Hunting عام 1997
روبن ويليامز في فيلم Patch Adams عام 1998
روبن ويليامز مع آل باتشينو في فيلم Insomnia عام 2002
روبن ويليامز مع النجم جاك نيكلسون في حفل الأوسكار عام 1998

في عام 1997 يقدم روبن ويليامز واحداً من أفضل أدواره في فيلم Good Will Hunting الذي كتبه ومثل فيه كل من النجمين “مات ديمون” و “بِن أفليك” ، ويلعب فيه “ويليامز” دور أستاذ الطب النفسي الذي يساعد الشاب العبقري “ويل” (مات ديمون) على تجاوز محنته النفسية طويلة الأمد منذ الطفولة ومساعدته على اتخاذ القرارات الصحيحة لمستقبله الإنساني والمهني. ترشح هذا الفيلم لتسع جوائز أوسكار ، فاز منها بجائزتين ، الأولى كانت من نصيب “روبن ويليامز” كأفضل ممثل في دور مساعد ، والثانية كأفضل سيناريو من نصيب “مات ديمون و بِن أفليك” وفازا عن نفس الفيلم بجائزة أفضل سيناريو من جولدن جلوب ، كما كان من بين ترشيحات الأوسكار جائزة أفضل ممثل رئيسي للنجم والممثل الصاعد آنذاك “مات ديمون” ، وترشح كل من “روبن ويليامز” و “مات ديمون” لجائزة جولدن جلوب ، الأول كأفضل ممثل مساعد والثاني كأفضل ممثل رئيسي. تكلف إنتاج هذا الفيلم 10 مليون دولار وجمع عالمياً ما يزيد عن 225 مليون دولار.

في عام 1998 يجسد “ويليامز” دور شخصية حقيقية من أحداث حقيقية في فيلم Patch Adams الطبيب صاحب الفكر والرؤية الإبداعية في التعامل مع المرضى والذي يعارضه في ذلك معظم أساتذته وزملاؤه.

وتحكي القصة الحقيقية عن شخص يُدعى “باتش آدامز” قرر بعد مواجهة الاكتئاب في مستشفى للأمراض العقلية أن يصبح طبيباً فالتحق بجامعة فرجينيا الطبية ولكنه يشعر بخيبة أمل من المنظور الفكري بشأن رعاية المرضى وكيفية التعامل معهم ، ويتمكن “آدامز” بمساعدة صديق ثري من فتح عيادة طبية خاصة للمرضى الذين ليس لديهم تأمين. ترشح روبن ويليامز عن هذا الفيلم لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل ، وقد ترشح الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل موسيقى تصويرية. تكلف إنتاج هذا الفيلم 90 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 200 مليون دولار.

في عام 2002 يقدم “روبن ويليامز” شخصية جديدة تماماً عليه مع النجم الكبير “آل باتشينو” والنجمة “هيلاري سوانك” في فيلم Insomnia وتدور القصة حول محقق شرطة مخضرم يُدعى “ويل دورمَر” (آل باتشينو) يتم إرساله إلى بلدة صغيرة بولاية ألاسكا الأمريكية لمهمة التحقيق في مقتل فتاة في سن المراهقة ، وتتصاعد الأحداث في لعبة نفسية (كما لعبة القط والفأر) تحدث مع محقق الشرطة “دورمَر”” من قِبل المشتبه الأول في قتل الفتاة “والتر فينش” (روبن ويليامز) ، وهو الذي يزلزل حياة “دورمَر” ويهدد استقراره بشكل خطير. تكلف إنتاج هذا الفيلم 46 مليون دولار وجمع عالمياً حوالي 115 مليون دولار.

Dr.TarekOraby@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.