كان .. الغائب الحاضر
بقلم : فراس نعناع
ألغي مهرجان (كان) في دورتة الـ ٧٣ – ٢٠٢٠ بسبب جائحة كورونا ، وكان السينمائيون ومتابعي المهرجان بانتظار أن تعلن إدارة المهرجان استمرار عقد المهرجان أو الغاءه.
وتاريخياً الغي المهرجان أكثر من مرة ، حيث انطلقت دورته الأولى في سبتمبر ١٩٣٩، وفي يومه الثالث نشبت معركة بين فرنسا وبريطانيا من جهة وبين ألمانيا من جهة أخرى . حيث تأجل المهرجان نظراً لوقوع الحرب التي تطورت وعرفت “بالحرب العالمية الثانية”، والتي انتهت أواخر عام ١٩٤٥.
عاد المهرجان من جديد سنة ١٩٤٦، والذي يعتبر تاريخه أو انطلاقته الحقيقية، ثم توقف عام ١٩٤٨و ١٩٥٠ لظروف مالية، ومن ثم تجاوز محنته المالية وعاد للانطلاق من جديد، لكنه توقف أيضا سنة ١٩٦٨ إثر ثورة الشباب في فرنسا ، ثم عاد في السنة التالية ، حيث استمر بالانعقاد دون انقطاع حتى دورته السابقة.
يتميز مهرجان (كان) بخاصية تختلف عن معظم المهرجانات السينمائية كبرلين وفينيسا وغيرهم ، يعقد في مايو من كل عام، حيث الجو المتوسطي الدافيء لجنوب فرنسا والريفيرا، تتسابق حسناوات العالم إليه ، كما يتوافد أثرياء العالم ، والعرب لديهم حصة من التواجد ولو إن لم يحضروا السينما في صالات كان. بل يتواعدون لعقد صفقاتهم ، والحسناوات تحوم حولهم ، ويتجمع السينمائيين من كل دول العالم مشاركين بأفلامهم أو لحضور تلك الأفلام ، كما تعج الصالات والمقاهي بالنقاد وعاشقي السينما ، ويذهب عدد قليل من العرب لحضور فعاليات المهرجان.
تتنوع جوائز المهرجان
– جائزة السعفة الذهبية ، وتمنح لأفضل فيلم
– جائزة لجنة التحكيم ، وتمنح للفيلم الذي حاز على اغلبية رأي النقاد
– جائزة الإخراج وتمنح لأفضل مخرج
– جائزة السيناريو وتمنح لأفضل سيناريو
– جائزة أفضل ممثل
– جائزة أفضل ممثلة
– جائزة الفيلم القصير
وتتجاوز الجوائز عشرين جائزة في بعض دورات المهرجان ، حيث يقدم سنويا أكثر من ألف فيلم للمهرجان ، وهنالك لجان خاصة لمشاهدة تلك الأفلام، تقوم بمشاهدتها وفرزها ، للوصول للعدد المطلوب للدخول في المنافسة . وبالتزامن مع إقامة المهرجان تُجرى فعاليات موازية من النشاطات والفعاليات السينمائية مثل :
– أسبوع النقاد.
– سوق الفيلم والتي تعنى بتسويق المنتجين والموزعين لأفلامهم.
– الأفلام القصيرة والتي تعرض الأفلام القصيرة من دول العالم.
– سينما العالم وتعرض فيها أفلام من دول غير معروفة بنشاطها السينمائي المميز ولكن لها جمهورها الخاص، بالإضافة الى العديد من الأنشطة والفعاليات.
وكان قد حصل على جائزة السعفة الذهبية العديد من المخرجين المعلمين مثل “روسليني” عن رائعتة (روما مدينة مفتوحة) ١٩٤٦ والمعلم “فلليني”١٩٦٠ عن “لا دولشي فيتا” وسكورسيزي ١٩٧٦ عن سائق التاكسي، وكوبولا مرتين عن فيلمه القيامة الآن والمحادثة١٩٧٤. والياباني كوروساوا عن فيلمه “كاجيموشا سنة ١٩٨٠
كما قدم مهرجان كان أسماء لم تكن معروفة ونافست وحازت أفلامهم على السعفة الذهبية مثل “اليوغسلافي أمير كوستوريتسا” الذي فاز مرتين بالسعفة الذهبية١٩٨٥- أبي في رحلة عمل وتحت الأرض ١٩٩٥. كما عرفنا على المخرج الإيراني “عباس كيارستمي الذي فاز سنة ١٩٩٧ بفيلمه “طعم الكرز” بالسعفة الذهبية، والإخوة دردان من بلجيكا مرتين عن روزيتا ١٩٩٩والطفل ٢٠٠٥، أما بالنسبة للعرب فقد فاز الجزائري “محمد الأخضر حامينا سنة ١٩٧٥ بالسعفة الذهبية عن فيلمه “سنين الجمر” والتونسي الفرنسي “عبداللطيف كشيش” بالسعفة الذهبية عن فيلمه “أديل” سنة ٢٠١٣.
تسابق في العام الفائت ١٩ فيلما على السعفة الذهبية، وترأس المخرج المكسيكي “إليخاندور غونزالث اينياريتو ” لجنة التحكيم . والذي فاز بها الكوري الجنوبي “بونج جونغ هو” عن فيلم طفيلي . وقد حصل على جائزة “الاوسكار” أيضا ويعتبر حصوله على اوسكار أفضل فيلم إنجازا للسينما الكورية ، بل إنجازا في تاريخ جائزة الأوسكار والتي تأسست عام ١٩٢٧ من القرن الماضي . ومن حسن الحظ حضرت والعديد من جمهور وضيوف مهرجان الجونة الفيلم في دورته الثالثة، حيث عرض خارج المسابقة الرسمية في ٢٣و ٢٤ سبتمبر من العام الماضي ٢٠١٩.
ومن جهة أخرى، قدم الفلسطيني إيليا سليمان فيلمه “لابد أنها الجنة”، كما كرم المهرجان الممثل الفرنسي “آلان ديلون” عن مجمل أعماله التي تجاوزت الـ ٨٠ فيلما.
ألغي مهرجان كان أو تأجل . غاب هذا العام ولكنه باق.. وسيستمر ويعود صناع وعشاق السينما ألى حلمهم وعرض أفلامهم.