خسارة قوي السقا
بقلم : محمد شمروخ
ما الذي جعلنى أصدم في الفنان أحمد السقا عندما أفزعني في برنامج باسمه لا يمكن لى إلا أن أنسبه إلى برامج الهيافة الرمضانية التى يصرون على وصم لياليه الصافية بها؟!
وأنا لا أعرف السقا شخصيا ولا تصادف أن التقيت به ولكن رصيده عندى كمشاهد ومتابع هو رصيد من التقدير الشديد “للأسف كان عاليا جدا حتى هذا البرنامج”
لكنى مازلت مراهنا نفسي على أن السقا كإنسان وكفنان ليس بهذه الصورة “الهزلية” فهو رغم خفة ظله الملازمة لشخصيته في التمثيل وفي الحقيقية – حسب ما رواه لي أشخاص قريبون منه – إلا أنه لا يمكن أن أقبل – منه أو عليه – أن يظهر بهذه الخفة في برنامج أراه لم يكن أبدا مناسبا لشخصيته ولا أدائه الفنى ولا رصيده السابق ولا تقدير جمهوره له.
ولست معترضا على نوعية هذه البرامج “الخفيفة” وهناك نجوم “نقدرهم” تخصصوا فيها سواء من المذيعين أو الممثلين، لكن لكل مجال ما يناسبه من الفنانين والجمهور ولكن في هذا البرنامج جاءت شخصية السقا متنافرة تماما مع هذه الهيافة التى هي أساس ومقصد هذه النوعية من البرامج والشركات التى تنتجها.
ففي الوقت الذي انتظرت فيه في هذا الرمضان أن يخرج علينا السقا بعمل ينسينا خطيئة مسلسل “ولد الغلابة” في رمضان السابق عليه، فإذا به يحل علينا ضيفا يوميا وإن كان مع شخصية مشهورة بتقديم هذه النوعية ومناسبة تماما لها ولا تتنافر مع طبيعتها، لكن السقا أصر على أن يحترف الهزل طوال ثلاثين ليلة وكأنه يريد منا أن ننسى ما حدث من ولد الغلابة.
والحقيقة أن خطيئة “ولد الغلابة” ليس للسقا ذنب كبير فيها، فقد أدى دوره باقتدار نعرفه عنه ولكن ما الحيلة مع تحكم الإنتاج في كل شيء حتى أنه أفسد المادة الخام الجيدة التى كان من الممكن أن يكون عليها المسلسل الذي أضاعه ما يتسبب في ضياع كل مسلسلات رمضان بسبب المط والتطويل حتى يلحقوا بالحلقة الثلاثين لكي لا يمل المشاهد المنبهر بالسقا وشركائه، فتم إدخال مشاهد عنف وإثارة وغموض كلها كانت فوق “الأوفر” لكن المحصلة جاءت مشوهة تماما كنظارة الأستاذ عيسى الملحومة بشريط البلاستر والتى بقيت هى وحدها علامة هزيلة وهزلية لتجربة درامية فاشلة لا يمكن الآن أن تغامر بأن تستعيد مشاهدة حلقة منها لو فكرت قناة تلفزيونية في إعادتها مرة أخرى!.
لكن في هذا الرمضان إذا بولد الناس الغلابة يتحول إلى “ولد ناس روش” في حركاته وقفشاته، ليقع في الخطيئة نفسها بالاستسلام لانتهازية الإنتاج – الإعلانى هذه المرة- لحصد مكاسب ضخمة من بريق اسمه في برنامج اقترن أيضا بالغلب تحت عنوان “إغلب السقا!!!!!!!!”.
“وكأن الغلب مكتوب علينا يا سقا!”
“يا خسارة يا سقا.. بجد خسارة.. يا ترى ازاي عرفوا يضحكوا عليك ويقنعوك بالابتعاد عن بلاتوهات الدراما إلى استديوهات الروشنة والدلع المرئ؟!”.
أتراهم أغروك بالمكسب السريع الذي ربما يزيد بكثير عن مكسب مسلسل جديد مع التخلص من قرف الحفظ والتعديل واختيار المشاركين من الممثلين والممثلات ومواعيد وتأجيل وتعطيل وفلان تعبان وعلانة قرفانه وترتان عنده ارتباطات تانية؟!.
أما أن الشغل مع رزان له طعم آخر؟!.. ضحك ولعب ودلع وهزار ولا حوجة لللت والعجن مع المؤلفين والمخرجين والسيناريستيين.. هى كلها ساعة ولا أكتر في كل حلقة والناس تتبسط وتهز كروشها بعد الفطار.. وهاها.. شفت فلان مع السقا عملوا إيه؟!.
يا سيدى وحق النعمة ما معترض على البرامج ولا إنك تعمل برامج، لكن أنت نجم لك سماتك الخاصة التى أقنعت بها جمهورك، في الحركات والانفعالات والقفشات والرآكشنات وإن كنت مصر على الروشنة، فاطمئن.. أنت بالفعل روش لكن بروح شخصيتك التى كنت تغلبها بها لا أن تتغلب منها يا ولد الغلابة!.
وإن كان ولابد، فكاد ممكن تكون ضيفا لحلقة من البرنامج وساعتها كانت ممكن تعدى، بل وربما تترك أثرا طيبا لدى جمهورك الذي أظنه على استعداد لتحمل هذه الخطيئة الغلباوية، فجمهورك سبق أن غفر لك مشاهد عنف وشخصيات لم يغفرها لغيرك من فرط إعجابه بك!.
أنت نجم كبير لك مجالك التى أقنعت جمهورك بها.. ألم تر كيف كان تأثير دقائق معدودات ظهرت فيها في آخر مسلسل الاختيار وكيف فرح جمهورك بهذا الدور المشرف؟!
ضع هذا المشهد في كفة مقابل 30 برنامج من برامج الهيافة في الكفة الأخرى ثم أنظر.. أين المكسب وأين الخسارة!
فهل أدركت يا “أبو ياسين” بعد هذا السؤل الأخير.. ما هو حجم خسارتنا فيك؟!