كتب : شهريار النجوم
إنه ليس فى حاجة إلى كلمة عابرة، فأعماله الفنية العديدة أفضل من يتحدث عنه، فالكلام عند الراحل “حسن حسني” لم يكن بضاعة ولا يقاس بالأمتار، الكلام كرة، ككرة الباسكت، يجب أن تتحرك باستمرار، فإذا تلكأت احتسبت “فاول” ، لهذا لم تكن تجده على صفحات الجرائد، ولا أمام كاميرات البرامج، فكان ضيفا عزيزا جدا على كل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، لهذا يعتبر حديثه الطويل مع الناقد السينمائي “طارق الشناوي” فى كتابه “المشخصاتي” من الأحاديث الهامة، لهذا توقفنا عند بعض مما جاء فيه، فضلا عن بعض أحاديثه القليلة في بعض البرامج التليفزيونية، فإليكم بعض أرائه الفنية والشخصية…
* عندما تعرض على شخصية فنية لتجسيدها، أراها بعين الممثل الذي بداخلي، وليس بعين الكوميديان، أقرأها كممثل ثم بعد ذلك تخرج الشخصية مثلما تكون، كوميدى، تراجيدى، إنسان شرير، طيب، أجعل الشخصية هى التى تقودنى، وأترك نفسى لها تماما، أنا لا أفرض “حسن حسنى” على الشخصية بل أتركها هى التى تفرض نفسها على “حسن حسنى”، وأحيانا أفيق ليلا من نومى أذاكر عندما أكون غير متأكد من وجود الشخصية معى، فى البداية يصحبنى القلق والتوتر حتى أمسك مفاتيح الشخصية بيدى.
وليس معنى أنني صنفت ككوميدان، يبقى لازم أضحك لأ، يوجد زملاء لنا يفعلون ذلك ويكون دمهم ثقيل جدا، مثلا شخصية جادة فى تكوينها الدرامى لو أضفت لها تفاصيل كوميدية ستجرح الشخصية، أنا ممثل وأتعامل مع أى عمل فنى بهذا المنظور.
* على مدى مشواري عمري ما اشترطت كتابة إسمي بطريقة معينة، لكن توجد ناس معقدة جدا يكتبوها فى العقد، أنا أقول دائما شغلى هو الذى يصل للجمهور هم من يقيموننى، إنما إذا وضعوا اسمى هنا أو هناك أو لم يضعوا اسمى، لا يعنى لى أى شىء، لأن فى النهاية الناس هى التى تحدد مع نزول التترات مواقع النجوم.
* لا أشاهد أيا من أفلامي على الإطلاق، لأني لا أحبها، ولم أحضر أي عروض لأفلامي، فأنا أعلم ما الذي أديته في المشاهد، ولو شعرت إني “عكيت” في مشهد ما أثناء التمثيل، أطالب بإعادته دون أن أشاهده.
* شعرت بالندم لمشاركتي في بعض الأفلام التي قدمتها، ولقد قبلت أعمالا كثيرة بسبب حاجتي للمال، ولرفضي الجلوس في المنزل بلا عمل.
* أعشق المسرح، فله رهبته وهيبته، وبفضل هذا العشق كانت أي طاقة سلبية تتحول إلى إيجابية.
* فيلم “ليلة سقوط بغداد” أحد أكثر الأفلام عبقرية في السينما المصرية، وتنبأ بأشياء كثيرة تحدث الآن على أرض الواقع، كما أنه تضمن معانى عميقة لابد أن نتعلم منها.
* أنا أفضل للفنان أن يبتعد عن السياسة ويكتفى فقط بما يقدمه للجمهور، من الممكن فى إطار العمل الفنى أن تطرح رأيا ولكنه لا يضعك تحت طائلة المساءلة السياسية.
* أحب أدوار “الكاركتر” لأنها تعطيك فرصة فى التمثيل أكثر من أدوار “الجان” أو الفتى الأول.
* أشعر بالموهبة الفنية لمن يقف أمامي وألمسها من أعماقى وأساعد من لديه موهبة وأعطيه الفرصة حين يكون معى فى عمل مشترك خاصة المسرح.
* طوال مشواري لم يخن توقعى لنجاح أو فشل نجم، نصحت “محمد سعد” مثلا في آخر ثلاثة أو أربعة أفلام قلت له : ده سيئ بلاش يا “محمد”، لكنه كان يصر فاشتغلت معه خوفا على زعله، ويسقط الفيلم فعلا كما توقعت، أو لم يلق النجاح المنتظر، ولقد عملت مع”سعد” كل أفلامه تقريبا إلا آخر فيلمين، لأننى رأيته “راكب الزحليقة ونازل”، وما سمعش الكلام رغم إن موهبة “سعد” الكبيرة والعميقة، ولا يزال أمامه الكثير، لو قرر تغيير منهجه وقدم الجديد والمختلف وهو يستطيع ذلك ببساطة لو لديه إرادة.
* أتذكر أن الفنان “رامز جلال” فى أول أفلامه كبطل “أحلام الفتى الطائش” جاء لى بيتي وبكى حتى أشاركه البطولة، وبالفعل نجح أول فيلم له وعملت معه ثلاثة أفلام أخرى، و”رامز” يستطيع أن يقدم الكثير، لكن انشغاله بالبرنامج الرمضانى الذى يقدمه لعب دورا عكسيا فى مشواره، لكنه يستطيع أن يحقق نجاحا أكبر كبطل كوميدى.
* سر إستمرار نجومية النجم “أحمد حلمي” بعيدا عن زملائه “محمد سعد ومحمد هنيدي، وأحمد آدم” هو ذكاء “حلمى”، فهو فنان زكى جدا، يعرف جيدا يختار الدور الذى يليق له، وعندما يختار فيلم يعلم جيدا هو بيقدم إيه “فاهم” .
* محمد عادل إمام بحكم الجينات تخرج منه أشياء مثل أبيه تذكرك بالنجم “عادل إمام” لكنه لا يقلده، أرى أنه يحاول أن يتخذ سكة غير سكة والده، وهذا ما سيمنحه نجاحا ووجودا خاصا فى الدائرة الفنية.
* أعيش اليوم وأنا أحلم ولا أزال بأدوار قادمة، حتى إننى أحيانا أخشى أن يقطع الخط الفاصل بين الواقع والحلم، فى كل الأحوال لدى قناعة أننى قدمت فى حياتى ما كنت أعتقد أنه الصواب، أخطأت قطعا فأنا إنسان يخطئ ويصيب، ولكنى موقن أننى لم أتعمد ذلك، ولهذا أنام ليلا وأنا مستريح!!
* لا أحب موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فقد موتتني وكتبت شهادة وفاتي 4 مرات وأكثر من مرة كنت أقرأ شائعة أني توفيت.