“صراخ زاهر وروسية رمضان” أفسدا الحلقة 13 من “البرنس”
كتب الناقد المجهول
كلنا نذكر جيدا كيف ملأ الحسد قلوب إخوة يوسف، فأظلمت وقست قلوبهم تلك حتى استطاعوا أن يجتمعوا على إلقاء أخيهم في الجُب، ويالها من لحظة سوداء لو استحضرناها كما حدثت، وكيف حدثت؟ وكيف لا يرق قلب واحد منهم وهو يشارك في هذا الفعل المشين، وهلا تحركت نفس الأخ الذي اقترح أن يجعلوه في غياهب الجُب بدلًا من قتله؟، وهل لان قلب أحدهم لصراخه واستغاثته؟، بالطبع لم يحدث كل ذلك على المستوى الإنساني، تماما كما حدث على المستوى الدرامي مع إخوة “رضوان البرنس” في الحلقة 13 من المسلسل الذي يستعرض صراعا مريرا على الميراث بين سبعة أشقاء.
فقد اجتمع الإخوة الستة “فتحي، ياسر، عبد المحسن، عبير، عادل، نورا” ومعهم زوج أختهم “رأفت” على تلفيق قضية سرقة بالإكراه والتهديد بمسدس لـ “فدوى” الزوجة الثانية لفتحي في إطار تدبير شرك محبك يكبل “رضوان”، ويلقي به في غياهب السجن على غرار ما فعل إخوة يوسف بإلقاه في غياهب الجب، وكان الأداء بارعا من كل الأشقاء في مواجهة النيابة، حيث استطاعوا رسم ملامح الحزن والأسى مصحوبة بدموع التماسيح على وجوههم في وجود الأخ الضحية الذي لم ينطق ببنت شفة، ودون حياء ذهبوا في غيهم فى سرد تفاصيل المؤامرة الشريرة بأعصاب باردة ما أدى إلى حبس رضوان أربعة أيام على زمة التحقيق.
و تبدو حقيقة براعة المخرج محمد سامي في إدارة المشاهد المتتالية في إطار سرد أكثر براعة من جانبه على مستوى السيناريو، وكانت حركة الكاميرا رائعة في التصوير من زاوية واحدة، وذلك بعمل “Focus” على الوجوه في لحظات الاستجواب ، ونجح الممثلون جميعا في التعبير عن غضبهم وحقدهم الدفين تجاه “رضوان” وكانت الموسيقى التصويرية لـ “عادل حقي” معبرة بشكل مواز لحركة الكاميرا وهى تستعرض وجوه الأخوة ذاهلة تدل على احترافية الأداء، خاصة “أحمد داش وريم سامي” اللذين رسما على وجهيهما شعور صادق بالندم ،وذلك عندما خرج “رضوان” من مكتب النيابة بخطى متثاقلة، بينما جاء عزف الناي كمقدمة تراجيدية رائعة لتمهد لصوت “أحمد سعد” الحزين قائلا:
بقى دولا من دمي
كانوا أغلى ناسي وكل همي
اللي عشانهم أموت
بقى دولا من دمي
دولا اللي لو يوم قالوا آه
أسمعها من غير صوت
نفس الجدور بس الفروع اتفرقت
بقى بينها سور
جفت قلوب كانت في يوم
تملى البحور
لو سامعني يا ابويا محتاجلك تقول
ازاي زرعت في أرضي خير
وسبت أرض اخواتي بور
كل ذلك مضي في السياق الدرامي العام مشحونا بجرعة تراجيدية غاية في الإتقان من جانب كل أفراد فريق العمل، حتى جاءت لحظة إفساد المخرج لجماليات الحلقة 13 على مستوى الشكل والمضمون، عندما صراخ “فتحي – أحمد زاهر” بأعلى صوته في مبالغة زائدة عن الحد قائلا : “رضوان” وصعد بخطى متسارعة درج السلم ليقف أمامه شامتا ومهددا إياه بأن هذه أول قطرة في بحر الانتقام الذي ينويه هو وباقي الأخوة في الأيام القادم، فما كان من “رضوان” إلا أن زايد عليه في المبالغة وناوله “روسية” موجعة ومزلزلة كيانه وهو يتراجع مع سيل جارف من القذف والسب المتبادل بينهما.
هذا المشهد الانفعالي الزائد عن الحدود المطلوبة دراميا أثار حفيظة كثير من المشاهدين الذين تفاعلوا مع الحلقة، ومن ثم ذهبوا في وصلات من الهمز واللمز على مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة واضحة إلى أن “صراخ زاهر وروسية رمضان” لايجوزان (دراميا أو قانونيا) خاصة أن هذا حدث في سراي النيابة، وعلى مرأى ومسمع من أفراد الشرطة الذين دفع أحمد زاهر بأحدهم بعد تلقيه روسية رمضان، والمسكين لا ذنب له سوى إنه كان يسنده خوفا من أن يتهاوى على الأرض، وقد بالغ بعض رواد “تويتر” في توقعاتهم لما يمكن أن تسير عليه الأحداث في المستقبل، قائلين “مش ممكن رمضان يتحمل كل تلك الحلقات دون استعراض عضلاته، وأضافوا : يبدو أن الحلقات القادمة ستشهد انقلابا في الأحداث على مستوى ممارسة أقصى درجات العنف من جانب “رمضان” الذي اعتاد ألا يستمر أداءه هادئا ناعما كل تلك الفترة دون إضافة التوابل الحارقة الخاصة بأدائه المحبب له دائما.