نكشف لأول مرة عن المحذوف من قصيدة “متى ستعرف كم أهواك” لنزار قباني ونجاة
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها .
كتبت : صبا أحمد
هذا الأسبوع بمناسبة احتفالنا بذكرى رحيل شاعرنا الكبير “نزار قباني” الـ 22 قررنا أن نتوقف عند واحدة من أرق قصائدة وهى “إلى رجل” التى تم تغيير اسمها إلى “متى ستعرف كم أهواك” عندما لحنها الموسيقار “محمد عبدالوهاب” وقامت بغنائها السيدة ” نجاة” يوم الأحد 12 أغسطس 1973 كما كتبت “رحاب خالد” فى كتابها عن القيثارة الحزينة.
وهذه القصيدة كانت قصيدة المصالحة بين “نزار قباني” و”نجاة” بعد أن اختطف “عبدالحليم حافظ” منها قصيدة ” رسالة من تحت الماء” مما جعل “نزار قباني” يتعاطف مع صديقته “شعاع الشمس” كما أطلق عليها، فيهديها قصيدته الجميلة “متى ستعرف كما أهواك يا رجلا”، وسعدت المطربة الرقيقة بالقصيدة وأعطتها لأستاذها “عبدالوهاب” ليلحنها، وبالفعل يلحن موسيقار الأجيال القصيدة.
وباللهفة والدفء اللذين استقبل بهما الجمهور “أيظن” و”ماذا أقول له”، استقبل قصيدة “نزار” الثالثة “إلى حبيبي أو متى ستعرف” وكان ذلك فى حفلة بسينما قصر النيل يوم الخميس 28 يونيو 1973، بعد ذلك غنتها فى الحفلة السنوية للنادي الأهلي، الأحد 12 أغسطس 1973، يومها فؤجئت نجاة برئيس النادي الفريق “عبدالمحسن مرتجى” يحتفل معها بعيد ميلادها فيهديها “تورتة” بها شمعة واحدة أطفأتها على المسرح مع خمسة عشر ألف متفرج، وتحقق القصيدة نجاحا كبيرا، مما جعل منتج فيلم “جفت الدموع”، “حلمي رفله” يشترط وجودها في الفيلم فترحب “نجاة” بهذا الشرط، ويحقق الفيلم ناجحا كبيرا بسبب “إرجع إلي”!.
وقد حذف الموسيقار “محمد عبدالوهاب” بعض الأبيات من القصيدة بموافقة الشاعر الكبير “نزار قباني”، مثل عنوان القصيدة “إلى رجل”، أصبح “متى ستعرف كم أهواك” أو “إرجع إلي”، وتم تغيير كلمة “يا رجلا” فى البيت الأول الذي تقول فيه ” متى ستعرف كم أهواك يا رجلا”، إلى “متى ستعرف كم أهواك يا أملا”، وتم تغيير كلمة “يا من يدخن في صمت” إلى “يا من يفكر في صمت”، أما الأبيات التى حذفت من القصيدة فستجدونها مكتوبة باللون الأحمر، وإليكم القصيدة كاملة….
متى ستعرف كم أهواك يا أملا “رجلا”
أبيع من أجله الدنيا وما فيها
يا من تحديت في حبي له
مدنا بحالها وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأشجـار أحكيها
أنا أحبك فوق الماء أنقشها
وللعناقيد والأقـداح أسقيها
أنا أحبك يا سيفا أسال دمي
يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها
يا من يفكر “يدخن” في صمت
ويتركني في البحر أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب غارقـة
والموج يمضغ آمالي ويرميها
إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا
ما زال يقتل أحلامي ويحييها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيبا سترسلها
وأسعدتني ورودا سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي أين ألقيها
ارجع إلي فإن الأرض واقفة كأنما
الأرض فرت من ثوانيها
إرجع فبعدك لا عقد أعلقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن صباي لمن جمالي لمن شال
الحرير لمن ضفائري منذ أعـوام أربيها
إرجع كما أنت صحوا كنت
أم مطرا فما حياتي أنا إن لم تكن فيها”.