* المطرب المصري أحمد عبدالقادر صاحب الأغنية الشهيرة “وحوي يا وحوي” أول من غني لنزار قباني في زيارة له لسوريا!
* قصيدة ” ترووون ضيعتنا” المجهولة أول عناق بين الأخوين رحباني والشاعر
* عبدالوهاب يشيد بقصيدة “بيت الحبيبة” توزيع إندريا رايدر، والتى أذيعت لأول مرة من الإذاعة المصرية،غناء السوري “نجيب السراج”
* أم كلثوم ترفض “أغضب” فتغنيها مطربة المغرب الأولى بهيجة أدريس، ومطربة العراق “أنوار عبدالوهاب”، وأخيرا “أصالة”
* المطرب المغربي “عبدالوهاب الدوكالي” يعيد غناء “وشاية” بعد جارة القمر، ويعتقد أنه أول من قدمها
* الرئيس الليبي معمر القذافي يخطف “الهرم الرابع” من العندليب الأسمر، ويعطيها لمطرب ليبيا الأول “محمد حسن”!
* عبدالحليم ينتقم من نزار ويؤجل إطلاق “رسالة من تحت الماء”، والشاعر يغضب، والموجي، يبيعها لنجاة!، ودافئة الصوت تلجأ للقضاء!
* عفاف راضي تغني ” أحبك جدا” بلحن “بليغ حمدي” قبل “ماجدة الرومي” بثلاثين عاما
* نزار يطلب من الموسيقار “محمد سلطان” أن يلحن قصيدة “رسالة من إمرأة”
* السورية رباالجمال تغني ” لماذا” بلحن “سعيد قطب” قبل المطربة المصرية”غادة رجب” بعشرسنوات.
* طلال مداح يسبق الساهر في تلحين وغناء “إني خيرتك فإختاري” لكنها تظل أسيرة الإذاعة السعودية فقط.
* ماجدة الرومي تكتب اسمها بأحرف من نور بتوقيع نزار قباني
* كاظم الساهر ينشر قصائده بعد ابتعاد الساحة الغنائية سنوات عن غناء القصائد، ويهدي بعضها لغادة ولطيفة.
* عاصي الحلاني يفشل في غناء “القرار” فيهجر القصائد للأبد
* صراع ثلاث مطربات علي “حبلى”، والقصيدة تتسب في نسب الطفلة “لينا” إبنة هند الحناوي إلى والدها الفنان أحمد الفيشاوي
نجح نزار قباني كشاعر بقوة وسط المثقفين وعشاق الشعر، لكنه أصبح نجما له شهرة نجوم الفن الكبار حين عرفت أشعاره الجميلة المتميزة بلغتها، والجديدة بموضوعاتها، والجريئة بأفكارها طريقها إلى أجمل الأصوات العربية، وساهم بقصائده فى إضافة قاموس لغوي جديد للأغنية العربية، معانيه ليست كالمعاني التي ألفها الجمهورعند شعراء الأغنية الآخرين وإن كانت لاتلغيها أوتقصيها، وكلماته ليست كالكلمات التى أعتاد عليها.
وطوال مشواره لم يكتب قصيدة لتغني عبر صوت مطرب أو مطربة، كان يبدع فقط، رغم علمه أن القصيدة المغناة هى الأبقي والأسرع في الوصول إلي الملايين، حيث كان يرى أن شاعرا كبيرا مثل “أحمد شوقي”، قام عبدالوهاب بتخليد أشعاره بوضعها فى كل الآذان وعلى كل الشفاه، حين قام بتلحين بعضها وغنائها أيضا، كذلك “أم كلثوم” فيما بعد، حيث استفاد “شوقي” من الغناء كوسيلة ناجحة في أيصال أشعاره الى الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، وبالمقابل استفاد الفن الغنائي العربي من قصائد عملاق الشعر.
ملف أعده : أحمد السماحي
واليوم ونحن نعيش ذكراه الـ 22 حيث رحل عن عالما في 30 أبريل 1998 نكشفق لاول مرة كيف سعد “نزار قباني” كثيرا عندما اكتشف أشعاره الموسيقار الكبير “محمد عبدالوهاب” في بداية الستينات ولحن له قصيدته الرائعة “أيظن” التي غنتها مطربتنا العظيمة “نجاة الصغيرة”، الطريف أنه أثناء عملي على هذا الملف الغنائي، أكتشفت وبسبب ثورة التكنولوجيا المتمثلة في الإنترنت أن كثير من قصائد هذا الشاعر الخالد لحنت أكثر من مرة في عدة دول عربية، حتى أن قصيدة “القدس” لحنت بخمس ألحان مختلفة في عدة دول عربية، كما نكشف عن جوانب أخرى في شخصية الشاعر الكبير الراحل، والذي مازال يحيى بيننا بأشعارة العاطفية والإنسانية والوطنية.
البداية مع مطرب ” وحوي يا وحوي”
قد لا يعلم كثيرمن القراء أن بداية تلحين قصائد “نزار قباني” كانت فى بداية الخمسينات، وبالتحديد عام 1953 على يد المطرب والملحن المصري الشهير “أحمد عبدالقادر” صاحب الأغنية الشهيرة “وحوي يا وحوي”، يحكى مطربنا الكبير فى حديث إذاعي له لإذاعة “صوت العرب” أنه كان في زيارة لسوريا، ونالت المدينة الجميلة إعجابه، وبدأ يتنقل بين مقاهيها وشوارعها، وفى كل مكان يجلس فيه كان يسمع اسم شاعر شاب، مرة تأتي سيرته بالإيجاب، ومرة بالسلب.
وعرف أن هذا الشاعر اسمه “نزار قباني”، وله ثلاث دواوين هى “قالت لي السمراء” و”طفولة نهد” و” أنت لي”، هذا الجدل الحواري استفزه للتعرف على هذا الشاعر من خلال قراءة أعماله، فأشترى الدواوين الثلاثة، ونالت إعجابه جدا، ووقع إختياره على قصيدة ” كيف كان” فقام بتلحينها، وسجلها لاذاعة دمشق، واذيعت عبر أثيرها لأول مرة يوم الجمعة في الخامس والعشرين من يناير 1953 ويقول مطلعها:
“تساءلت في حنان، عن حبنا كيف كان؟
وكيف نحن استحلنا، حرائقا في ثوان
صرنا ضياء وصرنا، فى دوزنات الكمان…”
وعندما رجع للقاهرة قام بغناء القصيدة فى إذاعة القاهرة، لكنها لم تحقق النجاح المرجومنها لقلة عدة مرات إذاعتها، وإنشغال الشعب المصري بمتابعة ثورته الجديدة ثورة يوليو! .
قصيدة مجهولة بصوت فيروز
في بداية الخمسينات كان “الأخوين رحباني” يخطوان أولى خطواتهما في عالم التلحين ومعهما المطربة الجديدة “فيروز”، وكان من الطبيعي أن تتجه أنظارهما للشاعرالسوري الشاب، التى تتميز كلاماته بطعماً مختلفاً عما كانت تلتقطه أذناهما، وتتميزقصائده بالروح التقدمية مثل موسيقاهما، فكانت بداية تعاونهماعام 1954في قصيدة نادرة غير موجودة على مواقع الأنترنت بعنوان “أنت لي” عنوان ديوانه الثالث، التى يقول في مطلعها:
” يَرْوُونَ في ضَيْعتِنَا .. أنتِ التي أُرَجِّحُ
شائعةٌ أنا لها مُصَفِّقٌ . مُسَبِّحُ
وأَدَعيها بفمٍ مَزَّقَهُ التَبَجُّحُ
ياسَعْدَها روايةً ألهو بها وأمْرَحُ”
وفى نهاية عام 1955وبداية عام 1956كان تعاونهما الثاني من خلال قصيدة ” وشاية” التى يقول مطلعها:
“أأنت الذي ياحبيبي
نقلت لزرق العصافيرأخبارنا؟
فجاءت جموعا جموعا تدق
مناقيرها الحمر شباكنا
وتغرق مضجعنا زقزقاتٍ
وتغمربالقش ابوابنا”
هاتين القصيدتين لم تحققا الإنتشار المطلوب ولا النجاح الجماهيري، نظرا لحداثة ألحانهما، مماجعل المطرب المغربي الشهير”عبدالوهاب الدوكالي “يغني قصيدة ” وشاية” في بداية الستينات من تلحين الملحن المغربي “عبدالرحيم السقاط”، ويتحدث عنها في بعض وسائل الأعلام بسعادة، إعتقادا منه إنها تقدم لأول مرة، لأنه لم يكن يعلم ان السيدة “فيروز” سبقته في غنائها.
عبدالوهاب يشيد “ببيت الحبيبة”
على عكس القصيدة الأولى التى لحنت وإذيعت في سوريا لأول مرة من خلال صوت مطرب مصري، جاءت قصيدة “يا بيتها” تلحين وغناء المطرب السوري الراحل “نجيب السراج”، وتوزيع “اندريارايدر”، لتذاع لأول مرة في إذاعة القاهرة، حيث سجلت وإذيعت في زيارة لـ”السراج” للقاهرة، وعن ظروف تلحينه هذه القصيدة يقول ملحنها ومطربها فى حوار منشور له على الإنترنت، لحنت هذه القصيدة في عام 1957 وأخذها “نزار”معه إلى الصين، وكان عندما يلتقي مع أي إذاعة يقول بكل فخر أن لحن هذه القصيدة لملحن سوري شاب اسمه “السراج”، وكانت القصيدة تحمل اسم “يابيتها”، وبعد الاتفاق معه أسميناها “بيت الحبيبة” وقدأعجب بالاسم.
وفي عام 1958 التقيت فى القاهرة مع الموسيقار “محمدعبدالوهاب” الذى دعاني الى بيته، وقال لي أسمعني ماجديدك “باللهجة المصرية”، فأخذت عودي وأديت هذه القصيدة فبدت علامات الدهشة والفرح على وجهه وأعجب بتلحين وتوزيع القصيدة خصوصاً أداء البيت الذي يقول “وبلادي آبائي مغمسة بالميجانا والأوف والليا”.
ووجد أن صياغة هذا الشطر وحده تحتاج الى جهود وخبرة وخصوصاً عندما تغنى في أوزانها وفي الطريقة نفسها في الأغاني الشعبية، وقال لي حرفياً: كيف استطعت أن تشك ثلاثة ألحان في سيخ واحد؟، فقلت له من دون تفكير هذامستوحى من جمال بلادي، فرد قائلاً: إن جوابك أحلى من سؤالي، وقد لقبني بعد ذلك عندما زرت مصرللمرة الثانية “عبدالوهاب سورية”.
وقال لي “نزارقباني” بعد ذلك: “أن هذه القصيدة كانت سلوتي في الغربة”، والنجاح الفني الذى حققته هذه القصيدة وتشجيع “نزار قباني” لي جعلني ألحن له قصيدة أخرى بعنوان “العيون الفيروزية”، ولكن للأسف لم تسجل في التلفزيون السوري بل سجلت في تلفزيون الكويت.
قنبلة “أيظن”
تعرف “عبدالوهاب” على “نزار قباني” في السهرات التى كان يقيمها الكاتب “توفيق الحكيم” فى منتصف الأربعينات أثناء عمل الشاب الدمشقي فى السفارة السورية في مصر، لكنه كان ينظر إليه على انه شاب موهوب لكن أشعاره غارقة في الحب والجنس ولا تصلح للغناء فى مجتمعاتنا العربية المحافظة، لكن قصيدة “بيت الحبيبة” لفتت انتباه “عبدالوهاب” إلى المعاني الجميلة والجديدة في أشعار “نزار”، لهذا ما إن قرأ قصيدة ” أيظن” فى جريدة الجمهورية، حتى سارع بتلحينها، وكان نجاحها مثل القنبلة التى انفجر شذاها فى عالم الغناء المصري والعربي، وكانت جوازالسفرالفعلي للشاعر “نزارقباني” إلى وجدان المستمع العربي.
بهيجة أدريس تغني “كلمات”
بعد هذه القصائد الخمس، خاصة مع النجاح المدوي لقصيدة ” أيظن” انطلق الملحنون العرب الى عالم “نزارقباني” الشعري يلحنون أجمل قصائده خاصة أن قصائده لقيت رواجاً كبيراً حتى بين الناس الذين لم يهتموا يوما بالشعروالأدب، هذا الانفتاح تكرس في أداء المطربة المغربية “بهيجة إدريس” لقصيدة “كلمات” التي لحنها زوجها الملحن “عبدالرحمن الكردودي” عام 1963، وتشاء الصدف أن تكون هذه القصيدة هى الباب الذى يفتح على مصراعيه لنجومية المطربة اللبنانية “ماجدة الرومي” في بداية التسعينات، حيث أعادت غناء القصيدة بلحن الموسيقار اللبناني “إحسان المنذر”، ولقيت نجاحاً كبيراً، وحققت شهرة واسعة، وتعتبرأيضاً من أجمل أغنيات الفنانة اللبنانية.
أم كلثوم ترفض ” إغضب”
بعد النجاح الكبير الذى حققته قصيدة “أيظن” حاول نزار أن تعناق كلماته حنجرة سيدة الغناء العربي “أم كلثوم”، وعرض عليها بالفعل ولأول مرة وعلى غير طبيعته، قصيدة “أغضب”، لكن “ثومه” لم تتفق مع مفهوم الحب في معاني القصيدة، وقد أفصحت عن ذلك لنزار، قائلة له: “قصيدتك يا أستاذ “نزار” رائعة ولا اعتراض عليها من الناحية الجمالية والتعبيرية، ولكني لا ألتقي مع مفهومك للحب الذي تصوره قصيدتك فكيف أقول لحبيبي “إغضب كماتشاء وارحل كما تشاء”، وتقبل الشاعر رأى كوكب الشرق، وزاد احترامه الكبير لها لكونها فنانة وفية لمبادئها، وأنها تتعامل بجدية مع الكلمة كما اللحن والأداء.
إغضب وثلاث ألحان عربية
الطريف أن هذه القصيدة لحنت بعد ذلك ثلاث مرات في ثلاث دول عربية مختلفة الأولى كانت عام 1965 عندما لحنها الملحن المغربي الكبيرعبداللطيف السحنوني، وغنتها مطربة المغرب الأولى في هذا الوقت “بهيجة إدريس”، والمرة الثانية عام 1970حيث قام المطرب والملحن العراقي الشهير “جعفر حسن” بتلحينها، وسجلت عام 1972 بصوت المطربة العراقية “أنوارعبدالوهاب”، كماغناها جعفر حسن نفسه في عدة مناسبات، وكانت المرة الثالثة في نهاية التسعينات حيث قام الموسيقار الكبير “حلمي بكر” بتلحينها للمطربة “أصالة”، فحققت من خلالها شهرة كبيرة.
ماذا أقول له
كانت تجربة “نجاة” الأولى مع “نزار” ناجحة بكل المقاييس، لهذا أحبت عام 1961 أن تعيد التجربة مرة ثانية من خلال قصيدة جديدة للشاعر أعطاها لها أثناء زيارته لمصر، كانت القصيدة الجديدة بعنوان ” ماذا أقول له”، وسعدت دافئة الصوت بالكنز الجديد الذى أهداه لها الشاعر الشاب، وعرضت القصيدة على الموسيقار “محمد عبدالوهاب” الذى وافق على تلحينها، لكنه طلب منها التمهل وعدم التسرع بغناء هذه القصيدة، حتى لا تتخصص في لون واحد من الغناء مع شاعر واحد، كما أن “أيظن” مازالت ناجحة بقوة، وتذاع يوميا أكثر من مرة على كل محطات الإذاعة.
ووافقت التلميذة أستاذها في الرأي، وأثناء ذلك لحن لها أغنية جديدة باللهجة العامية من كلمات الشاعر “حسين السيد” بعنوان “ساكن قصادي”، وبالفعل غنت المطربة الأغنية بإحساس عال، فنالت إستحسان وإعجاب الجمهور، ونافست قصيدة “أيظن” في كل الحفلات، وانشغلت “نجاة” بأغنيات أخرى مع ملحنيين آخرين غير الموسيقار الكبير، وفي عام 1965 تذكرت قصيدة نزار “ماذا أقول” فطلبت من عبدالوهاب إخراجها من محبسها، وبالفعل خرجت القصيدة للنور، وحققت بها نجاة نجاحا جديدا يضاف لنجاحاتها السابقة.
لا تسألوني وفيروز
في هذه الفترة منتصف الستينات يكرر” الأخوين رحباني” تجربة التلحين مع “نزار قباني” للمرة الثالثة فيقع إختيارهما على قصيدة “لا تسألوني ما اسمه حبيبي” لتلحينها، وبالفعل ينجحان في تلحين هذه القصيدة التى غنتها “فيروز”بشفافية كبيرة، مما جعل محطات الإذاعات العربية يتنقلونها ويذيعونها بصفة مستمرة، نجاح القصيدة الكبير جعل الكثيرين يعتقدون أنها اللقاء الأول بين فيروز وشاعر الحب والثورة.
نزار في المغرب
ومع نهاية الستينات بدأت قصائد أخرى لـ”نزار” تأخذ انتشارها الى المستمع العربي، وأصبح اسم الشاعر تميمة نجاح لكل صوت يبحث عن نفسه، وفي هذا الوقت قام الملحن المغربي “عبدالرحيم السقاط” بعد نجاح تجربته فى تلحين “وشاية” لـ “الدوكالي”، بتلحين أكثر من قصيدة، منها قصيدتين للمطرب المغربي الكبير “عبدالهادي بلخياط” وهى “خبر”، و”الهاتف”، كما لحن للمطرب “عبدالمنعم الجامعي” قصيدة ” لاتحبيني”.
نجاح “السقاط” فى تلحين قصائد “نزار” شجع زملائه على التعاون مع الشاعر، فلحن الموسيقار الكبير “عبدالسلام عامر” أو” سنباطي المغرب” قصيدة “مكابرة” التى قام بغنائها المطرب “المعطي بنقاسم”، ولحن وغنى “عبدالواحد بن يوسف” قصيدتين هما “صباحك سكر”و”ربيع الحب”، وقام الملحن “عبدالحق ليلاني” بتلحين قصيدتين “بعدالعاصفة “و”حبيبتي” غناء”عبداللطيف بن الشريف” .
إلاأنه هذه القصائد وكما يقول الباحث المغربي”عبدالقادرالغزاوي” في كتابه عن الأغنية المغربية لم تنل نصيبها من الانتشار والشهرة، فبقيت في عداد المنسيات.
أصبح عندي الآن بندقية
كانت نكسة يونيو 1967 سببا في لقاء كلمات الشاعر العربي الكبير مع صوت كوكب الشرق “أم كلثوم”، ففي هذا الوقت اندلعت شرارة الثورة الفلسطينية، وكانت هذه الثورة الفلسطينية الأولى أول بارقة أمل، وأول ضوء فجرفي ليل الهزيمة الأسود الطويل، وظهرت إلى الوجود منظمة التحرير الفلسطينية، فبدأت رحلة الكفاح الطويلة، كانت الثورة الفلسطينية شيئا مشعا في سماء الأمة العربية، فأكدت أن الروح ما زالت فى الجسد العربي، وأن الأمة العربية لم تتحول إلى جثة هامدة كما أراد الأعداء، وبما أن هذه الثورة تفجرت عقب الهزيمة مباشرة، فقد رأى فيها “نزار” ضوءا منيرا فى نفق طويل مظلم، فأمسك بقلمه، وكتب على أوراقه قصيدة أعطاها اسم “طريق واحد” اشتهرت بإسم “أصبح عندى الآن بندقية”، قرأتها “أم كلثوم” فرحبت عام 1968 بغنائها بألحان “محمد عبدالوهاب”، بعد أن قام بتوزيعها الموسيقار “اندريا رايدر”.
سجلت كوكب الشرق الأغنية، وعلى الفور تم بثها، فكانت كما نشيد الجنود وهم في طريقهم إلى جبهات القتال، وبهذه القصيدة، وغيرها أسفر نزار عن وجهة الحقيقي، وجه المقاتل الذى ايقظته صدمة الهزيمة المرة على واقع أكثر مرارة.
رسالة إلى الزعيم
على الرغم مما أثارته قصيدة “هوامش على دفتر النكسة” من أثار، ومن قطيعة مع النظام المصري، ومن إغضاب للرئيس “جمال عبدالناصر”، استجاب “نزار” لنصيحة الكاتب “رجاء النقاش” فكتب رسالة مطولة إلى “عبدالناصر” مؤرخة بتاريخ 30 أكتوبر 1967 شارحا الموقف والقضية والمشاعر، شاكيا موقف السلطات المصرية منه مختتما رسالته بقوله “لا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزفه، والمجروح على جرحه”، وتأثر “عبدالناصر” بالرسالة وطلب السماح والعفو عن الشاعر السوري.
ولم ينس “نزار” هذا الموقف للزعيم الخالد، فحين تم قضاء الله ورحل “عبدالناصر” كتب أكثر من قصيدة في رثائه، إحدى هذه القصائد وهى “رسالة إلى الزعيم”، نالت إعجاب “أم كلثوم ” التى كانت خارج البلاد تستعد لتقديم حفل في موسكو، فتماسكت واتصلت بالشاعر الكبير، والموسيقار العظيم “رياض السنباطي” واتفقت معهم علي تقديم هذا العمل .
وبعد عودتها لمصر تلقفت أم كلثوم القصيدة وهى تبكي بحرقة وعدلت وغيرت بعض الكلمات بسرعة، ووضعتها بين يدى “السنباطي” الذي لحنها في وقت قياسي، وفي الليل ذهبت “أم كلثوم” إلي الإذاعة وهي ملفوفة بالسواد وسجلت القصيدة التي لم تطبع علي اسطوانات إلا من عامين فقط، وأذيعت مرة واحدة فقط .
وبعد انتهاء أم كلثوم من الغناء انهارت في الاستديو ووقعت من فوق الكرسي، حيث كانت تغني والدموع تتساقط علي وجنتيها، ومن يستمع إلي تسجيل القصيدة النادرة سيلاحظ هذا، وعادت إلي منزلها وارتدت السواد وحبست نفسها في البدروم حدادا علي “جمال عبدالناصر”، وأعلنت لأسرتها نيتها اعتزال الغناء، لكن بعد أيام من هذا الحبس الانفرادي وعندما علمت السيدة تحية زوجة عبدالناصر بحكاية حبس أم كلثوم وقراراعتزالها اتصلت بها في التليفون وقالت لها: إننا خسرنا جمال عبدالناصر، ولا نريد خسارتك أنت أيضا، إذا كنت تحبين جمال حقيقي فأخرجي من حبسك وغني لأنه كان معجبا بصوتك وقد كان.
حليم والهرم الرابع
لم يكن “عبدالحليم حافظ” بعيدا عن هذا الحدث الجلل، لهذا كان حريصا أن يغني لرحيل الرجل الذي سانده من بداياته، وكان بالنسبة له أبوه الروحي فطلب من الشاعر نزار قباني قصيدته “الهرم الرابع” التى تتغني بالزعيم الخالد والتى أحب أن تكون بداية التعاون بينه وبين الشاعركان مطلع القصيدة يقول:
“السيد نام…..
السيد نام كنوم السفير العائد من إحدي الغزوات
السيد يرقد مثل الطفل الغافي في حضن الغابات
السيد نام وكيف أصدق أن الهرم الرابع مات”
وبكي عبدالحليم وهو يسمع نهاية القصيدة من “نزار قباني” وأصيب بدوار، ومن شدة الإعياء والبكاء وقع مغشيا عليه، وحضر الطبيب المعالج واشترط عليه أن يستريح في السرير لمدة شهرين لأنه مصاب بالصفرة، وأثناء ذلك أعطي العندليب القصيدة لصديقه الموسيقار “محمد الموجي” الذي بدأ يلحنها، ونشرخبرعن بدء تلحين الموجي لقصيدة “الهرم الرابع”، فلفتت أنتباه الرئيس الليبي “معمر القذافي” الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالزعيم “جمال عبدالناصر”، فأسرع بطلب القصيدة من “نزار قباني” وإعطائها للمطرب الليبي “محمد حسن” الذي قام بتلحينها وغنائها، وبعد أن أفاق “عبدالحليم” من مرضه كان الرئيس “محمد أنور السادات” تولي حكم البلاد، وكان صعبا أن يقدم أغنية تمتدح رئيس راحل في ظل وجود رئيس جديد.
عفاف راضي ” أحبك جدا”
ومع بداية السبعينات وبالتحديد عام 1973 طرقت المطربة الرقيقة “عفاف راضي” باب “نزار قباني” مع الموسيقار العبقري “بليغ حمدي” من خلال قصيدة “أحبك جدا” التى سجلت يوم 29 سبتمبر عام 1973 ، أي قبل حرب أكتوبر بحوالي أسبوع، وأذيعت القصيدة عدة مرات تعد على أصابع اليد الواحدة، وقامت حرب أكتوبر فلم يلتفت أحد إلى القصيدة، ولم تحقق أي نجاح رغم جمال كلماتها وعذوبة لحنها، وأداء “عفاف راضي” الراقي الحساس، عدم نجاح القصيدة شجع المطربة ماجدة الرومي لإعادة تقديمها بلحن “مروان خوري” عام 2003 .
معركة حليم ونجاة بسبب “رسالة من تحت الماء”
في بداية السبعينات أعجب “عبدالحليم حافظ” بقصيدة “رسالة من تحت الماء”، وطلبها من “نزار قباني”، لتكون باكورة التعاون بينهما، ورحب الشاعر بقوة، خاصة وأن القصيدة من أحب القصائد إلى قلبه، و”حليم ” مطرب ذو شعبيه طاغية، لكن لم ينس العندليب الأسمر لـ”نزار” أنه أعطى قصيدة “الهرم الرابع” للمطرب الليبي “محمد حسن”، فرغم إعجابه بقصيدة “رسالة من تحت الماء”، لكنه أدخلها ثلاجة التآجيلات لسنوات، مما جعل شاعرنا الكبير يغضب ويقول لمجلة “الشبكة اللبنانية”: ” لماذا لم يغن عبدالحليم قصيدتي حتى الآن؟!، إذا كانت القصيدة ستظل حبيسة الأدراج فأنا أرفض ذلك، فشعري لا يسكن ولا يقيم في الأدراج، بل يسكن ويقيم على الشفاه وداخل القلوب”.
وأثناء ذلك تزور المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة لبنان حيث يقيم “نزار”، وتقول له: “إنها أعجبت بالقصيدة وأشترتها من ملحنها “محمد الموجي”، وستغنيها قريبا”، ويسعد الشاعر بهذا الكلام، لكن ما أن ينشر خبر غناء نجاة للقصيدة في المجلات والصحف حتى يجن جنون “عبدالحليم”، ويفتح النار على “نجاة والموجي”، ويتدخل أولاد الحلال ويصلحون بين “الموجي وعبدالحليم”، فيعيد الموجي لنجاة المبلغ الذى أخذه منها.
ويتصل حليم بالشاعر ويطمئنه بأنه سيغني قصيدته في أقرب حفلة، ويعتبر المطرب الذكي ما حدث دعاية لأغنيته الجديدة، وفي حفل عيد الربيع يطلق “رسالة من تحت الماء”، وتحقق القصيدة نجاحا ساحقا، فيدخل اسم “نزار قباني “لكل الكفور والنجوع في مصر والعالم العربي نظرا لجماهيرية العندليب، وترفع “نجاة” قضية ضد “عبدالحليم” وتكسبها، ولكن لأنها بطبيعتها لا تطيق المعارك، ولا تتقن استخدام أسلحتها، ولا تدخل في خصومه إلا تمسكا بحقها، فيتدخل صديقها الموسيقار “كمال الطويل” ويصلح بينها وبين “عبدالحليم” فتتنازل عن القضية.
نزار يصالح ” شعاع الشمس”
صراع “عبدالحليم” مع “نجاة” على ” رسالة من تحت الماء” جعل “نزار قباني” يتعاطف مع صديقته “شعاع الشمس” كما أطلق عليها، فيهديها قصيدته الجميلة “متى ستعرف كما أهواك يا رجلا”، وسعدت المطربة الرقيقة بالقصيدة وأعطتها لأستاذها عبدالوهاب ليلحنها، وبالفعل يلحن موسيقار الأجيال القصيدة.
وباللهفة والدفء اللذين استقبل بهما الجمهور “أيظن” و”ماذا أقول له”، استقبل قصيدة نزار الثالثة “إلى حبيبي .. أو متى ستعرف” وكان ذلك فى حفلة بسينما قصر النيل يوم الخميس 28 يونيو 1973، بعد ذلك غنتها فى الحفلة السنوية للنادي الأهلي، الأحد 12 أغسطس 1973، يومها فؤجئت نجاة برئيس النادي الفريق “عبدالمحسن مرتجى” يحتفل معها بعيد ميلادها فيهديها “تورتة” بها شمعة واحدة أطفأتها على المسرح مع خمسة عشر ألف متفرج، وتحقق القصيدة نجاحا كبيرا، مما جعل منتج فيلم “جفت الدموع” حلمي رفله يشترط وجودها في الفيلم فترحب “نجاة” بهذا الشرط، ويحقق الفيلم ناجحا كبيرا بسبب “إرجع إلي”!.
سر فشل طلال مداح مع نزار
الغريب أن تنال هذه القصيدة في نفس العام إعجاب المطرب السعودي الصاعد للنجومية بصاروخ “طلال مداح” فيقوم بتلحينها وغنائها، لكن القصيدة لم تحقق أي نجاح يذكر جماهيريا، نظر لاقتصار إذاعتها على الإذاعة السعودية فقط، وعندما علم المطرب السعودي بأن الموسيقار “محمد عبدالوهاب” لحن القصيدة وقامت بغنائها نجاة، لم يجرأ أن يهدي أغنيته الجديدة إلى أي إذاعة عربية، خوفا من غضب أستاذه الموسيقار “محمد عبدالوهاب” الذى أحتضنه في بداياته الأولى ولحن له قصيدة من أجمل ما غنى “طلال مداح”.
الطريف أن “طلال” لم يكن محظوظا مع “نزار”، ففي بداية الثمانينات قام أيضا بتلحين وغناء قصيدة “إنى خيرتك فإختاري”، لكنها أيضا ظلت حبيسة ادراج الإذاعة السعودية ولم يسمع بها أحد غير عشاق المطرب السعودي.
“رسالة من إمرأة”لفايزة أحمد
رغم أن قصائد “نزار” المغناة كانت مهددة طوال الوقت بتحمل تبعات مواقفه السياسية، ومن وقت إلى آخر تتلقى الإذاعة فى مصر أو العالم العربي تعليمات بمنع أغانيه، بسبب قصيدة سياسية أو تصريح غير دبلوماسي، إلا أن قوة أشعاره جعلته قبلة لكل الملحنيين، من هؤلاء الموسيقار “محمد سلطان” الذى أعجب في منتصف السبعينات بقصيدة “رسالة من إمرأة” وقام بتلحينها لزوجته المطربة “فايزة أحمد”، ونالت القصيدة إعجاب الجميع، ومازالت من أرق وأجمل ما غنت كروان الشرق.
الحكيم ينقل رسالة “قارئة الفنجان” للعندليب.
أغرى النجاح الساحق لقصيدة “رسالة من تحت الماء” العندليب الأسمر لمعاودة تجربة التعاون مع “نزار” مرة ثانية من خلال قصيدة “قارئة الفنجان” التى وقع اختياره عليها عام 1974، لكن ما حدث في القصيدة الأولى حدث في الثانية، حيث أختلف “الموجي” مع “عبدالحليم” بسبب أصدقاء السوء، فنامت الأغنية في درج “عبدالحليم” شهورا، ثم سنوات، فغضب “نزار” جدا، وعندما التقى في لندن الإذاعي “وجدي الحكيم”، وأجرى معه حوارا مطولا، تكلم فيه عن قصيدته “قارئة الفنجان”، وألقاها شعرا بصوته، ثم كتب رسالة عتاب المحب إلى العندليب.
ونقل “وجدي” الرسالة إلى “حليم”، ثم حقق خبطة اذاعية حين آتى بـ”عبدالحليم” إلى الإذاعة، وجعله يتصل بـ”نزار” ويبلغه أن “الموجي” بدأ تلحين القصيدة وسيشدو بها قريبا بعد تغيير بعض الكلمات، ورحب “نزار” بذلك، وبدأت اتصالات تليفونيه بين الشاعر والمطرب لتغيير بعض الكلمات، إلى أن خرجت القصيدة للنورفي نهاية عام 1976 .
فيروز والموال الدمشقي
في نهاية السبعينات وفي معرض دمشق الدولي، كان لقاء “الأخوين رحباني” و”نزار” الرابع من خلال قصيدة “الموال الدمشقي”، حيث غنت فيروز فألهبت الحضور بصوتها قائلة: “لقد كتبنا .. وأرسلنا المراسيلا …. وقد بكينا .. وبللنا المناديلا”
وكما حدث لكثير من قصائد نزار التى لحنت مرتين فقد قام الموسيقار “نصير شمه” بتلحين نفس القصيدة من سنوات قليلة، وقام بغنائها المطرب “رشيد غلام”.
خالد الشيخ وعيناك
بعد رحيل “عبدالحليم حافظ” ظلت أشعار وقصائد “نزار قباني” بعيدة عن الجمهور، حتى فؤجئنا في نهاية الثمانينات بالمطرب البحريني المثقف “خالد الشيخ” يدق باب “نزار قباني”، ويلحن ويغنى له قصيدة “عيناك”، ويعتبرهذا العمل من أجمل أغنيات المطرب، لكنه لم يلق شهرة واسعة في ذلك الوقت.
أسألك الرحيلا واللقاء الأخير
في نهاية الثمانينات كان اللقاء الأخير بين العظماء الثلاثة “نزار وعبدالوهاب ونجاة” في قصيدة “أسألك الرحيلا” التى تعتبر آخر ما لحن “عبدالوهاب”، الطريف أن مطربة سورية إسمها “روزانا” قامت بغناء هذه القصيدة قبل نجاة بعامين من خلال الإذاعة السورية من تلحين الموسيقار السوري الكبير “سعيد قطب” الذى لحن أيضا لنزار قصيدة “لماذا تخليت عني” التى غنتها المطربة رائعة الصوت “ربا الجمال”، قبل أن تغنيها المطربة “غادة رجب” بلحن “كاظم الساهر” بأكثر من عشر أعوام.
ماجدة الرومي سيدة القصيدة
في بداية التسعينيات كانت الساحة الغنائية تشهد وتعاني من انتشار الأغنية الشبابية التي كانت تتعرض لهجوم قاسي، لكنها تتمتع بقاعدة جماهيرية أغلبها من الشباب والمراهقين الذين لم تكن القصائد المغناة باللغة الفصحى تستهويهم إلى أن قامت المطربة اللبنانية “ماجدة الرومي” بغناء قصيدة “كلمات”، ألحان “إحسان المنذر”، فحققت نجاحا ساحقا، مما جعلها تكرر التجربة لنفس الشاعر في كل ألبوم جديد تطرحه فقدمت فى ألبومها ” أبحث عني” قصيدة ” مع جريدة” ألحان وتوزيع “جمال سلامه”، وفي ألبومها ” أحبك وبعد” غنت من تلحين “كاظم الساهر”، قصيدة ” طوق الياسمين”، وفي ألبومها “اعتزلت الغرام” شدت برائعتها “أحبك جدا” من تلحين “مروان خوري”، وفي آخر ألبوماتها “غزل” أسعدتنا برائعته “وعدتك” ألحان “كاظم الساهر”، هذا بخلاف رائعتها الوطنية “بيروت يا ست الدنيا” ألحان “جمال سلامه”.
كاظم الساهر الأكثر غناءا
يعتبر كاظم الساهر هو أكثر المطربين غناءا لـ”نزار قباني”، فبعد نجاحه الكبير في غناء قصيدة ” إني خيرتك فاختاري” عام 1994 ، حرص على أن يتضمن كل ألبوم جديد له على قصيدة أو أكثر للشاعر، حتى بلغ عدد القصائد التى قام بغنائها 25 قصيدة هي “فى مدرسة الحب، زيديني عشقا، إلاأنت، الحب المستحيل، وإنى أحبك، تحركي، يدك، صباحك سكر، هل عندك شك، الرسم بالكلمات، حبيبتي، أحبيني بلا عقد، كبري عقلك، إلى تلميذة، حبيبتي والمطر، التحديات، قولي أحبك، أكرهها، ممنوعة أنت، كل عام وأنت حبيبتي، ” مع بغدادية”، ” يوميات رجل مهزوم”.
وحققت معظم القصائد التى قام بغنائها القيصر نجاحا كبيرا، مماجعل عدداً كبيراً من الفنانين يغنون قصائد الشاعر السوري، من هؤلاء المطرب العراقي “إلهام مدفعي” الذى غنى قصيدة “بغداد”، وشدا “عاصي الحلاني” بقصيدة “القرار”، أيضاً استهوت قصائد “نزار” الفنان “هاني شاكر” الذي وقع خلاف بينه وبين “كاظم الساهر”على قصيدة”يوميات رجل مهزوم”، التى كانت سببا في معرفة المطرب اللبناني “رابح رباحي” بها، فقام بغنائها، لكن القيصر رجع وأعاد تلحينها وقام بغنائها.7
لطيفة “تلومني الدنيا”
شجع نجاح تجربتي “كاظم الساهر”، و”ماجدة الرومي” في التسعينات، المطربة التونسية “لطيفة” على خوض تجربة الغناء لـ”نزار قباني” فقدمت عام 1998 ألبوم بعنوان “تلومني الدنيا” يتضمن ثلاث قصائد من تلحين كاظم الساهر، هي “تلومني الدنيا، العاشقين، الإنسان”، كما قدمت قصيدة وطنية بعنوان “دمشق”، وقداختارت المطربة الأبيات التي يخاطب فيها “قرطاجة”، ويعبرمن خلالهاعن حبه لـ “تونس”، فيذكر ىالاحتفال بتأسيس جامعة الدول العربية.
أصالة وجها لوجه مع نزار
كررت أصالة تجربة الغناء لأبن بلدها مرة ثانية، حيث وقع اختيار المخرج السوري باسل الخطيب عليها عام 2003 لتغني مقدمة ونهاية حلقات المسلسل التليفزيوني “نزار قباني” الذى يحكي قصة حياة الشاعر الدمشقي، ويومها غنت أصالة رائعته التى يقول في مطلعها:
“هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ… وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لوشرحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ”
حبلي تنسب ” لينا” للفيشاوي
في عام 2007 دار صراع بين ثلاث مطربات عربيات على غناء قصيدة “حبلى” التى قام بتلحينها الموسيقار “صلاح الشرنوبي”، هؤلاء المطربات هن الجزائرية “فلة”، والسورية “ميريام عطا الله”، واللبنانية “رولاسعد”، وأصبح غناء القصيدة في فترة من الفترات الشغل الشاغل للجمهورالعربي، خاصة أنها تسببت فى نسب الطفلة ” لينا ” إبنة “هندالحناوي” إلى والدها الفنان “أحمد الفيشاوي، عندما قرأ القاضي المستشار “أحمد رجائي” كلماتها قبل النطق بالحكم، وسجلت المطربات الثلاث القصيدة، لكنها خرجت للنور أولا بصوت “فلة” بعد أن قامت بتصويرها بطريقة الفيديو كليب، وتسربت بعد ذلك على الإنترنت بصوت “رولا”، و”ميريام”.
ومازالت قصائد نزار قباني رغم مرورحوالي 22 عاماعلى رحيله، مضيئة بدواوينه، وإشعاعا يدخل القلوب والعقول والبيوت من دون إستئذان عبرأصوات المطربيين والمطربات.