رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عبدالوهاب: نزار ملك، وشعره لا يحتاج للغناء

مع عبد الوهاب ومعه زوجته بلقيس

لحن الموسيقار الكبير”محمد عبدالوهاب” للشاعر السوري الكبير “نزار قباني” العديد من القصائد العاطفية والوطنية، وفي كتابه أو في خواطره الخاصة التى صرح بها للشاعر الكبير “فاروق جويده” ونشرت بعد وفاته مباشرة في كتاب بعنوان “عبدالوهاب وأوراقه الخاصة”، صرح عبدالوهاب برأيه في شعر نزار قباني فقال:

الشاعر “نزار قباني” ينظم الشعر بعينيه لا بقلبه، فهو مصور، أشعاره لوحات جميلة بأسلوب جذاب بسيط رشيق، لم أشعر في شعره بانتفاضة قلبه، أو بمأساة عاشها، أو مشكلة مر بها وأعتصرت قلبه وصاغها شعرا بل أنه مصور، وقد كشف هو عن نفسه، فقد أصدر ديوانا من الشعر عنوانه “الرسم بالكلمات”، أنه عندما ينظم قصيدة بلسان المرأة فإنه يرى مشاكلها ويراقبها بدقة ويصورها نظما، لأنه يحس بإحساس المرأة بصدق.

وأنا لم أقرأ له شعرا حزينا أو به من الشجن ما يجعلني أحس بأنه إلتاع وسهر وبكى، أنه رسام بالكلام كما قال هو، إن “نزار” عندما يعاني مشكلة ينفصل منه “نزار” آخر يرقبه في محنته ويسجل عليه تصرفاته، ثم بعد ذلك ينضم اليه ليصبح “نزار” الشاعر يكتب ما رأه شعرا، إن “نزار” يخاطب المرأة والحب كأنه امبراطور يأمر فيطاع، وأنه ينفصل على الحب والمرأة بما يجود به، لم أشعر ولم أتصور ابدا أن “نزار” يركع على قدمي محبوبته أو أن يتذلل لها، أنه أرفع من هذا انه ليس بإنسان يلتاع ويهيم أنه ملك!.

عبد الوهاب يدندن “ايظن”

والفرق بين “نزار قباني” وغيره من الشعراء القدامى أن شعر “نزار” ببساطة أسلوبه وألفاظه أصبح شعرا جماهيريا لا يحتاج إلى غنائه مثل الشعر القديم الذى كان لا يصل للجماهير إلا عن طريق الغناء، ولا شك أن شعر “نزار” وصل للناس بدون غناء قبل أن يزيده الغناء جمالا، أي أن “نزار” قرأ شعره من أجله لا من أجل أي مغني يغنيه، والشعر قبل “نزار قباني” كان لا يقرأه ويفهمه ويستمتع به إلا المثقفون، وجاء “نزار” ونظم شعرا يقرأه ويفهمه ويستمتع به المثقفون وغير المثقفون على السواء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.