كان شيخ الملحنيين “سيد مكاوي” من الفنانيين القريبين من الرئيس “محمد أنور السادات” وحرمه السيدة الفاضلة “جيهان السادات” التى كانت ترسل في طلبه لآستشارته فيما يتعلق بالفن والغناء، وتوطدت هذه العلاقة بعد زيارة السادات لإسرائيل وتوقيع معاهدة كامب ديفيد، في هذا الوقت انقسم المثقفين والفنانيين بين مؤيد ومعارض لهذه الاتفاقية، ويومها أطلق “سيد مكاوي” أغنية بعنوان “تعيش يا سادات”، كلمات الشاعر الراحل كمال عمار يقول مطلعها:
كان قلبى معاك طول مانت هناك
ناطق وياك بإيمان وثبات
الله يخليك ويبارك فيك
ويخلينا ليك أحباب واخوات
وتعيش يا سادات”.
وفى إحدى المرات وبعد زيارته للسيدة “جيهان السادات”، رجع لمنزله حزينا، فسأله أحد أصدقائه – الذى روى الواقعة في كتاب بعنوان “حبيب عمري”- عن سر حزنه، فقال له الشيخ سيد: “تصور السيدة جيهان قالتلي أيه، قالتلي والله انت خسارة يا أستاذ سيد، مصر مش حسه بقيمتك، لكن بعد ما حتموت هيقولوا كان عندنا سيد مكاوي!”.
وتحشرج صوت الشيخ سيد وتنهد وأضاف دامعا: ” بزمتك كلامها يزعل ولا لأ! طيب يا ست جيهان مادام انتي عارفة كده وأنتي زوجة رئيس الجمهورية مش مفروض إنك تعملي حاجة!”.
فسأله صديقه: هل تريد مالا أو جاها يا أستاذنا؟! فقال له الشيخ سيد: لأ الحمد الله مستورة مش عايز مال ولا جاه، لكن يهمني تقدير الدولة لي، لأننى لم أحصل حتى الآن على أي تقدير أو تكريم من بلدي، إلا من تكريم واحد من الرئيس “جمال عبدالناصر” الذى قلدني وسام العلوم والفنون مِن الدرجة الأولى عام 1967″!.
جدير بالذكر أن الشيخ سيد حصل بعد هذه الواقعة على العديد من الأوسمة والتكريمات مثل الوسام الثقافي من تونس عام 1979 ،ووسام صدام للفنون مِن الدرجة الأولى في العراق، ودبلوم الشرف فى الموسيقى من معهد الموسيقى عام 1990، وشهادة تقدير من نقابة الصحفيين العرب الأمريكية عام 1994، ونال شهادات تقديرمِن جهات فنيّة عديدة فى مصر كالإذاعة المصرية، وإذاعة الإسكندرية، وشهادات خاصة فِي مناسبات وأعياد مختلفة كعيد الطفل وعيد المسرح، كما أطلق اسمه على شارع طنطا بحي العجوزة الذى كان يسكن فيه.