كان سيد مكاوي أكثر الملحنيين انتاجا بعد نكسة يونيو1967، وأثناء حرب الاستنزاف قدم العديد من الأغنيات الوطنية التى ابتعد فيها عن الصراخ والعويل، وقدمها في شكل أقرب إلى الأغنية العاطفية، وتعتبر هذه الأغنيات علامات بارزة في تاريخ الأغنية الحماسية منها “بحبك يا بلدي” كلمات مجدي نجيب، وغناء حورية حسن، “لأ وتراب الوطن الحر لاتخافى يا أرض الأجداد”، كلمات عصمت الحبروك، غناء المجموعة، ” كل حي” كلمات فؤاد حداد، غناء فهد بلان، ولنفس المطرب “هز الهلال يا شعبنا” كلمات عصمت الحبروك، فضلا عن البرنامج الغنائي “من نور الخيال وصنع الأجيال” الذى يتضمن 30 أغنية.
ومن أهم روائعه الوطنية في هذه الفترة أغنيته “لموا الكراريس” تأليف رفيق دربه وتؤأم روحه “صلاح جاهين”، وغناء صوت مصرالعظيمة شادية، حيث لحنها مباشرة بعد علمه بمجزرة “بحر البقر” على يد العدو الصهيوني، حيث صعدت إسرائيل في هذا الوقت الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف، وقبول مبادرة “روجرز” وزير الخارجية الأمريكى، وقامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية والأمريكية الصنع فى الساعة التاسعة والعشرون دقيقة من صباح يوم الأربعاء الثامن من شهر أبريل لعام 1970 بقصف مدرسة بحر البقرالإبتدائية المشتركة بقرية “بحر البقر” بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، ونتج عن هذا العدوان الغاشم 77 شهيدا وجريحا من المدنيين وإصابة 4 من العسكريين.
وبعد ساعات قليلة من حدوث المجزرة كتب صلاح جاهين رائعته “الدرس انتهى لموا الكراريس”، مسجلا تلك المجزرة فى ذاكرة الشعر العربى والأغنية العربية، ولحنها سيد مكاوى، وبعد أيام قليلة حملها صوت الفنانة شادية لضمير العالم .. وتقول كلمات القصيدة :
” الدرس انتهى لموا الكراريس
بالدم اللى على ورقهم سال
فى قصر الأمم المتحدة
مسابقة لرسوم الأطفال
ايه رأيك فى البقع الحمرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لطفلة مصرية وسمرا
كانت من أشطر تلاميذى
دمها راسم زهرة
راسم رايـة ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جباره
راسم نار، راسم عار
ع الصهيونية والاستعمار”
وحتى تحدث الأغنية تأثيرا كبيرا على مستوى العالم، اقترح “صلاح جاهين” أن تغني مطربة الأوبرا المصرية “منار أبوهيف”، هذه الرائعة باللغة الإنجليزية، وبالفعل قامت “أبوهيف” في شهر مايو بتسجيل الأغنية التى أحدثت دويا عالميا، مما جعل صحف وجرائد العالم تكتب عن هذه المجزرة، وتدين الحادث البشع الذى قامت به إسرائيل، خاصة أن واحدة من أشهر مطربات العالم التى لا يحضرني إسمها الآن غنت أيضا هذه الأغنية.