الأبنودي توقع الأحداث الحالية فى”حروف الكلام” !
كتب : أحمد السماحي
من قبيل المصادفة أن جاء رحيل الخال “عبدالرحمن الأبنودي” في نفس يوم رحيل الشاعر العبقري “صلاح جاهين”، والملحن الكبير الشيخ “سيد مكاوي”، اللذين كانا لهما الفضل في لمعان موهبة الراحل، فالشاعر”صلاح جاهين” سانده ووقف بجواره في بداية مشواره وكان سببا في خروج أول أغنياته “إنجد قطنك م الدودة” للمطربة “فاطمة علي” للنور، والشيخ “سيد” قدم معه العديد من الأعمال المتميزة، من أهمها البرنامج الجميل المجهول الذى قدمه الخال فى الإذاعة بعنوان “حروف الكلام”، والذى كان يذاع عام 1975 على شبكة البرنامج العام، من إخراج المخرج المتميز “فتح الله الصفتي”.
كان البرنامج عبارة عن قصيدة يلقيها شاعرنا الراحل، ورغم أن مدة البرنامج لا تتعدى الـ “خمس دقائق”، لكنه حقق نجاحا كبيرا بسبب موهبة الأبنودي الكبيرة فى إلقاء شعره، والألحان المتميزة المكثفة التى صاغها بمهارة شديدة الشيخ سيد، وفى هذا البرنامج قدم “الأبنودي” مجموعة من الأشعار المتميزة جدا والنادرة جدا، ننشر هنا الحلقة الأولى كاملة نظرا لأن كلماتها تشعرنا كإنه كتبت اليوم عن ما يحدث هذه الأيام فى عالمنا العربي.
يبدأ البرنامج بالتتر الذى يغنيه سيد مكاوي ويقول :
علمتيني الحرف،علمتيني حروف الجر
وعلمتيني حروف العطف
وعلمتيني الحب، وعلمتيني العطف
وعلمتيني مخفش وأكون قدام الصف
علمتيني حاجات حلاوتها تفوق الحصر
علمتيني ده كله وأكترمنه يا ااااا مصر”
وبعد هذه المقدمة يدخل الأبنودي يلقي قصيدة يقول فيها:
ألف .. أكيد
لكن أكيد ورا الآلم فيه عيد / وراء الضلمة دي قمر جديد
يمكن ما زال بعيد / يمكن طريقه ممتلي بحجاره وبغيوم
لكني سامع صوته فى اليقين / داخل ضمير الغيب ورحم السنين
ولابد فيه ميلاد لكون جميل / من صلب هذا العالم الشهيد
ولولا موكن بده ايه اللي هيخليني أقول كده وأزن فيه وأعيد
ومهما زاد اليأس يعلا فى يقيني الهمس يصبح نشيد
ممكن يكون الهم مالي الأمس وأد كده حسيته كان بليد
لكني بستنى اللي بستناه واللي فى سر السر عايش معاه
وخلاص عرفت اتعلم الإبتسام وأنا بنز الآه
الدنيا يا أخ ما كنتشي ومكناش عشان تبقى فخ
إحلم ببكره وإنتى بتقول أخ، وفى عز ذمتة الحياة أحلم بكون سعيد
وهيجيي مهما كان الفؤاد موجوع وعيونا ساهمه
أقلها أنا فاهم، وعارف أن الدنيا فاهمه
عمر الضلام ما يدوم ، وعمر ما ثبتت فى السما الغيوم
وعلى الحياة تضئلنا المستقبل، وتنفي عن نفسها التهمة وعن أمسها التهمة
يا حبيبتي أنا مؤمن بيكي، صاعد مدمية مني القدم، متخدل الساعد
لكني شايف الهم متباعد، ده أنا مواعد الحياة على ميعاد طيب
وسعيله مش قاعد.
وبعد انتهاء الأبنودي من إلقاء قصيدته يدخل الشيخ سيد يغني تتر النهاية الذى يقول :
” شيلتك فى كتفي يمامه
شيلتك فى صدري ابتسامه
وبشيل حبلك وأعاني
تعبت معايا الأغاني
ولابد يا مصر تاني
نوصل لبر السلامه”
وبهذه المناسبة نطلب من شركة صوت القاهرة المملوكة للدولة طبع هذا البرنامج على سي دي وطرحه لعشاق الراحل.