سعاد حسني .. بين “نادية” و”مني”
كتب : شهريار النجوم
كتب محرر مجلة “الكواكب” في عددها الصادر بتاريخ 25 مارس 1969، مقالا تحليليا حول كيفية تصرف النجمة سعاد حسني بين دوريها في فيلم “نادية”، والذي جسدت فيها شخصيتي الشقيقتان المتناقضتان تماما “نادية” و”منى” بنعومة وبراعة فائقة في الأداء على مستوى الشكل والمضمون، وجاء التحليل النقدي للمحرر على النحو التالي:
في الفترة الأخيرة، بدأت سعاد حسني تتعامل مع السينما بمنطق جديد .. سعاد لم تعد تقبل كل الأفلام التي تعرض عليها، بل أصبحت تعطي عناية خاصة لاختيار أدوارها السينمائية.
ومنذ بداية الموسم السينمائي عرض لسعاد فيلمان .. “شيئ من العذاب” .. و”فتاة الاستعراض” .. وبدأت سعاد في كل منهما مختلفة تماما عن الآخر.. وفيلم سعاد الثالث “نادية” قصة يوسف السباعي، وآخر ما أخرج المرحوم بدرخان يتميز بطابع خاص منفرد.
في قصة يوسف السباعي العاطفية الحالمة “نادية”، مثلت سعاد حسني دورا مزدوجا .. دور التوأم “نادية” و”منى” وكلتا الشخصيتين على طرق نقيض .. نادية هادئة رصينة متزنة، تكاد لكثرة اتزانها تصبح منطوية عن الناس والعالم، ومنى مرحة ضاحكة لا تترك لحظة لا تدفع فيها نفسها إلى زحام الحياة .. حتى في الحب .. نادية وقورة تتلمس لقلبها الطريق في حذر وحياء، ومنى تنطلق لاهية ضاحكة في غمار الحياة كأنما تريد أن تصرخ في الناس بحبها.
والسؤال : كيف اجتمعت الشخصيتان “نادية ومنى” في واحدة هى سعاد حسني .. لقد كانت سعاد في حاجة إلى كل لحظة من وعيها الفني، وبذلت أقصى ما تملك من موهبة لكي تؤدي كل شخصية منها في النطاق الذي رسمة يوسف السباعي في قصته ، وقد يبدو من السهل على فنانة تقف أمام الكاميرا أن تظهر مرة كنادية ومرة كمنى، ولكن كيف يحدث عندما تلتقي الشقيقات معا، وما أكثر ما التقيا في البيت وفي النادي، وفي رحلتهما إلى الخارج!!. بل كيف يمكن أن نقبل سعاد حسني نفسها عندما تلتقي الشقيقتان بعد غيبة!!
لقد كانت سعاد فعلا في تجربة صعبة تتطلب كل موهبتها، وكان عليها أن تضاعف مجهودها الذي تبذله أمام الكاميرا، وكانت في حاجة إلى أن تغير من طريقة أدائها وطريقة مكياجها وملابسها لتتلاءم مع نادية أو منى في نفس الوقت.
وربما كان هذا المجهود هو السبب في أن سعاد تهتم اهتماما خاصا بهذا الدور، وهذا الفيلم .. وإن كان هذا الموسم بالنسبة لسعاد يضم عددا من أفلام كبيرة اختارت سعاد أدوارها فيها بعناية منها “زوجتي والكلب” و”بئر الحرمان”.
مجلة الكواكب 25 مارس 1969.