كتب : شهريار النجوم
في حواره الأخير قبل وفاته مباشرة، أكد الشاعر الغنائي الكبير الراحل “صلاح فايز” للإعلامي “أيمن عدلي” على موقع “أخبار مصر” الإلكتروني من خلال حلقته الأخيرة التي أعادها قبل يومين فور رحيله، أن الأغنية المصرية ستظل هى المتصدرة رغم تراجعها بعض الشيء، ولكن لدينا قوة في الكلمة واللحن والأصوات، وذلك تعقيبا على سؤال البرنامج عن حال الأغنية في الوقت الراهن، في ظل ما شهدته من حالات من التردي، بفضل ظهور المهرجانات وغيرها من أشكال غريبة على الأغنية المصرية والعربية.
وأضاف “فايز” في نفس الحوار الكاشف عن مناطق جديدة في حياته الفنية، أن أجمل لحظات حياته وهو يبدع لأنه شاعر الفكرة المختلفة معتزاً بعلاقته بمحرم فؤاد وشادية ومحمد فوزي، وغيرهم من رواد الطرب المصري الرصين في عصر الفتوة، وزمن الفن الجميل، خاصة أنه يفتقد مثل هؤلاء المطربين الذين كانوا يتمتعون بحس فني ووطني كبير، فضلا عن أخلاق رفيعة كانوا يتسمون بها.
وحول مستقبل الإبداع والمبدعين، أكد الشاعر الغنائي الكبير أن التعليم الجيد هو الحل ومن ثم يصبح التحدى الحقيقي لنا في المستقبل أن يكون لدينا تعليماً يخرج لنا المبدعين والمثقفين، مشيرا إلى أن تقدم الدول في كافة المجالات يبنى على قاعدة علمية قوية أساسها التعليم بمراحله المختلفة، والتي من شأنها اكتشاف المواهب في كافة المجالات ومنها بالطبع المجال الأدبي والفني بلإضافة للمخترعين في مجال العلوم التطبيقية.
جدير بالذكر أن البرنامج اسمه المقترح “كنوز الوطن”، ويرأس تحريره الكاتب الصحفي أحمد أيوب، ويذاع أسبوعيا على الموقع الالكتروني لأخبار مصر، ويغلب عليه الطابع الحواري بشكل وثائقي، وهو يعنى بعرض سير وإنجازات المثقفين والعلماء والقادة العسكريين وخبراء علم النفس والاجتماع والسياسيين والاقتصاديين الكبار في مصر بما يمثلونه من قيمة في حياتنا المعاصرة، حيث يقوم بإجراء حوار عميق يسلط أضواء كاشفة في صورة تكريمية على تلك الشخصيات ومدى تأثيرها في الوجدان المصري خلال سنوات عمرهم التي قضوها في البحث والتأمل والإبداع في صوره المختلفة.
هذا وقد أجرى الإعلامي “أيمن عدلي” اكثر من ٣٠٠ حوار خاص مع رموز السياسة والفكر والثقافة والفن، حوارات لم تكن لرصد الذكريات، وإنما لتقديم خبرات أجيال تمتلك رصيدا ضخما من التجارب على مدى عقود كما تمتلك الفكر والرؤية.
ومن جانبه يرفض “عدلى” وصف حواراته بأنها تكريم لمن حاورهم، وإنما يفضل اعتبارها مهمة وطنية يقوم بها لينقل خلاصة تجارب العظماء فى كل مجال كى تكون أمام الجيل الحالى والأجيال القادمة مسجلة وموثقة.
وأكد الإعلامي أيمن عدلى، أنه لا يختار ضيوفه عشوائيا وإنما يدرس كل شخصية وما يمكن أن تقدمه من إضافات حقيقية للأجيال الجديدة ، كما يسعى فى اغلب الحالات الى الصامتين أو الذين لم يتحدثوا كثيرا ولم يقدموا ما لديهم من مخزون خبرة، وأضاف أن ما حظيت به تلك الحوارات من متابعة وقبول لم يكن يتوقعه خاصة من الشباب يعكس اهتمام هذه الفئة بالاطلاع على التجارب الملهمة والناجحة مشيرًا الى أنه سيواصل البحث عن اصحاب التجارب لمحاورتهم كى يكمل رسالته فى تحقيق التواصل الخبراتى بين الأجيال.