* حسني صالح طلب مني نسيان كل ما قدم عن الصعيد و تقديم تجربتي الخاصة
* لا يوجد أغنية صعبة في المسلسل، فالعمل كانت “قرفته حلوة”، لكن “التترات” حملتني مسئولية
* تسجيل الأعمال في الخارج ينبغي أن يكون للضرورة فقط
* أحب تجاربي المختلفة مثل “كفر دلهاب، أبو علي، واحد من الناس، آسف على الإزعاج، المصلحة”
* أتمنى عمل حفلات “لايف” للجمهور لكن هذا يحتاج وقت، والأعمال الفنية لا تترك لي الوقت.
* كنت أتمنى أن يكون الخال ” عبدالرحمن الأبنودي” موجود ليسمع أشعاره
حوار : أحمد السماحي
مؤلف موسيقي شاب يتعامل مع الفن بطموح، ومع نفسه ببساطة، ومع أحلامه بواقعية، لم يحقق شهرته بضربة حظ أو نصف موهبة أو مصادفة، وإنما بموهبة كاملة وعمل دائم وإحساس صادق، وتفكير واع، وقبل كل ذلك بمشاعر حب لا توصف للموسيقى التى يؤلفها.. إنه “عمرو إسماعيل”، الذي يعمل في صمت، ولايبرع في الترويج لأعماله كما يفعل غيره، أو إحاطة نفسه بالدعاية والأضواء والأخبار والشائعات والعلاقات.
قدم العديد من الأعمال الفنية على امتداد عمره الفني الذي اقترب من الـ 20 عاما وكل عمل يقدمه يضيف إليه حضورا فنيا مميزا يترك أثره العميق لدى المشاهدين، فموسيقاه توحي بالوعي والأمل بالمستقبل، لهذا استقبلها الشباب بحب، والكبار باحترام.
في الأيام الماضية خاض تجربة هامة جدا في مشواره الفني من خلال مسلسل “بت القبايل” تأليف شاذلي فرح، إخراج حسني صالح، وبطولة حنان مطاوع، عمرو عبد الجليل، منة فضالي، محمد رياض، مفيد عاشور، وغيرهم من النجوم، وقدم موسيقى لافتة تحمل الكثير من الشجن والأحاسيس والمشاعر، فضلا عن مجموعة كبيرة من الأغنيات التي أكدت على عمق التراجيديا في قلب الدراما فجعلتها أكثر حيوية وعمقا، ربما بسببها تلافت بعض عيوب السيناريو.
عن هذا العمل تحديدا، وبعض الذكريات، وبعض المشاريع القادمة كان لنا هذا الحوار…
ماهى ظروف اشتراكك فى مسلسل “بت القبائل” الذي انتهى عرضه منذ أيام؟
بداية حدثني عن هذا المسلسل المخرج الكبير “حسني صالح”، والذي تشرفت بالعمل معه منذ فترة طويلة ولظروف معينة تم تأجيل العمل فترة، لكن منذ حوالي ستة أشهر كلمني “حسني صالح” وجدد العرض مرة ثانية، وطلب مني الاشتراك في هذا المسلسل الضخم الذي يتكون من 47 حلقة، وعن طريقة طرحه المختلفة والجديدة عن الأعمال الصعيدية التى قدمت من قبل، وكانت المفاجأة السارة بالنسبة لي، عندما قال لي: أن لديه نصوص أشعار كثيرة جدا كتبها صديقه الشاعر الراحل الخال “عبدالرحمن الأبنودي”، فسعدت جدا بهذه المفاجأة التى سيقترن فيها اسمي باسم واحد من عمالقة الشعر فى بلدي، وشعرت بثقل مسئولية أن يقترن اسمي باسم هذا الشاعر العظيم، الذي سبقني في التعاون معه أساتذة كبار في مجال الموسيقى.
وبالفعل أرسل لي 60 صفحة فيهم كم كبير من الأشعار، وطلب مني أن ننتقي من بين هذا الكم من الأشعار مجموعة من الرباعيات التى تعكس روح العمل، حيث كتب “الخال” أشعاره على أساس حدوتة تم حكيها له، لكن بعد كتابة السيناريو والحوار، الوضع اختلف، وتطلب تكثيف الأشعار، فاستقرينا على 30 أغنية بخلاف تتر البداية والنهاية.
من الجهة التى اختارت المطربة الجديدة “ياسمين علي” لغناء أغنيات المسلسل؟
المخرج “حسني صالح” كان في ذهنه صوت “ياسمين علي” منذ البداية، وكانت وجهة نظره: “أنه سهل أن يأتي بأكبر نجوم الطرب للغناء فى المسلسل، لكنه تعاون مع الكثير منهم خاصة في الأعمال الصعيدية التى يعتبر رائدا من روادها، ولا يريد التكرار، خاصة أن فكرة موضوع المسلسل جديدة ويلزمه صوت جديد أيضا، وعندما رشح لي “ياسمين” رحبت على الفور لأنها صوت واعد ومبشر، والحمد الله أنها أدت الأغنيات بشكل جميل جدا.
كيف اشتغلت على الموسيقى والأغنيات، خاصة أنك أول مرة تقدم اللون الصعيدي؟
سبق وقدمت اللون الصعيدي من قبل، لكن بشكل كوميدي من خلال مسلسل “الكبير أوي” للفنان “أحمد مكي ودنيا سمير غانم”، وكانت فكرة جديدة وقتها لم يسبقني إليها أحد، لكن هنا الموضوع مختلف وجديد وشكل ملحمي، ومنطقة جديدة بالنسبة لي.
خاصة أنني أول مرة أتعاون مع المخرج “حسني صالح”، الذي قال لي: لا تتأثر بالأعمال الصعيدية التى قدمت من قبل، وحاول أن تقدم تجربتك الخاصة، لقد أستعنت بك لأننى أريد أن يكون كل شيئ في هذا المسلسل جديد ومختلف، وأضاف: “عايز أسمع عمرو إسماعيل بشكل مختلف لم يقدم من قبل، والتناول الموسيقي الغنائي يأخذ شكل جديد بعيدا عن الشكل التقليدي الذي سبق واستمعنا إليه”.
وعلى هذا الأساس بدأنا العمل فكانت المرحلة الأولى اختيار النصوص التى ستغنى فى العمل، وتغطي كل مساحة الدراما، وفي نفس الوقت لا نكرر الرباعيات، بمعنى “الخال” كاتب 10 رباعيات عن الظلم، فاخترنا منهم واحدة تمثل الظلم، وهكذا في باقي الرباعيات.
وبعد انتقاء الأشعار المناسبة للعمل وهذا أخذ وقت كبير، جاء دور الموسيقي والغناء، حيث سجلنا على مدى 10 أيام بشكل يومي منتظم، وهذا وقت كبير بالنسبة للتسجيل، يوم جعلناه لتسجيل العازفين للموسيقى التصويرية للمسلسل ككل، وثلاث أيام للكورال، ويومين للمطربة “ياسمين علي”، وهكذا كانت باقي الخطوات.
المسلسسل مليئ بالأغنيات الجميلة العذبة المحملة بالشجن، ما هي الأصعب من بين هذه الأغنيات؟
الحقيقة لا يوجد أغنية صعبة، فالمسلسل كانت “قرفته حلوة” كما يقولون، ومر على خير، لكن تظل للتترات مسئولية كبيرة لأن الناس تسمعها يوميا وبشكل منتظم، وأكثر من مرة فى حالة عرض المسلسل على أكثر من قناة، ولابد أن تكون جاذبة وتحمل رسالة العمل.
ماذا عن طبيعة تعاملك مع شركة الجابري المنتجة للعمل ؟
كانت رائعة والناس لم تبخل على في شيئ، وقدروا المجهود المبذول فى الموسيقى، ولم يكن هناك أي مشكلة.
ماذا يمثل مسلسل “بت القبايل” لعمرو إسماعيل؟
أي عمل جديد أشترك فيه أشعر أنه تجربة جديدة علي وفرصة للتعلم منها، وأحاول قدر الإمكان تقديم شيئ مختلف من خلال هذا العمل الجديد فما بالك بعمل مثل “بت القبائل” ضخم ويتضمن أسماء كبيرة جدا، سواء فى الإخراج أو الأشعار أو الإنتاج أو التمثيل، فبالتالي أضاف لي “بت القبايل” الكثير جدا في مشواري.
أي المدارس التى تتبعها عندما يعرض عليك عمل فني لوضع الموسيقى التصويريه له، هل تقرأ السيناريو أم تكتفي بمشاهدة العمل؟
كل مجال فني وله طريقته، لكنني بصفة عامة من أنصار مشاهدة العمل الفني، لأنني جربت في بداية مشواري قراءة العمل، فاكتشفت أن جرس الباب دق، ووجدت “جبل ورق” دخل على لمسلسل 30 حلقة، كل حلقة عبارة عن كتاب، ففضلت بعد ذلك الجلوس مع المخرج لأنه صاحب الرؤية الأولى والأخيرة فى العمل وأعرف طلباته، وأكتفي بقراءة المعالجة الدرامية أو ملخص الأحداث، فضلا على أن معظم المسلسلات الآن تصور على الهواء مباشرة، والورق يكتب أثناء التصوير.
أما في السينما فالعمل فيها مختلف تماما عن الدراما، لهذا لابد أن أشاهد العمل في نسخته النهائية، لأن الموسيقى لابد أن تكون دقيقة جدا وبالثانية.
بعض زملاءك من مؤلفي الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات يحبون تسجيل أعمالهم في الخارج، هل تري ضرورة حتمية لذلك؟، وما رأيك في هذه الظاهرة؟
هذا يرجع لطبيعة العمل الفني وشكله، فبعض الأعمال تتطلب فعلا التسجيل في الخارج لإفتقارنا لبعض تكنيك وأساليب العزف، هنا لابد أن يسجل العمل في الخارج كما فعلت أنا في مسلسل “كفر دلهاب”، لكني ضد تسجيل الأعمال في الخارج “للمنظرة أو الأستعراض”، أو لمجرد التسجيل في الخارج، فبعض الأعمال سافر أصحابها للخارج وعندما استمعت إليها وجدت إنها لا تتطلب السفر للخارج نهائيا!.
قدمت أعمال سينمائية وتليفزيونية كثيرة هل ما زلت تتذكر أول عمل فني قمت بتأليف موسيقى تصويريه له؟
ضاحكا: طبعا فيلم “إزاي البنات تحبك” عام 2003، بطولة “هاني سلامه، سمية الخشاب،هند صبري، نور”، إخراج أحمد عاطف، بعده قدمت فيلم حقق نجاحا جماهيريا كبيرا وهو “الباشا تلميذ” لكريم عبدالعزيز، وإخراج وائل إحسان، يليه لنفس البطل فيلم “أبوعلي” الذي يعتبر محطة رئيسية في حياتي الفنية.
من بين كثير من الأعمال ما أحب هذه الأعمال إلى قلبك؟
كثير منها والحمد الله، لا أحب ذكر عمل حتى لا أنسى آخر، لكني أحب أكثر التجارب المختلفة مثل مسلسل “كفر دلهاب”، لأنه كان تجربة مختلفة على كافة الأصعدة، كما أحب جدا تجربة فيلم “أبو علي” الذي كان يتضمن أغنية وموسيقى تصويرية، وفيلم “واحد من الناس”، وفيلم “آسف على الإزعاج”، وفيلم “المصلحة” الذي قدم بعد ثورة يناير 2011، وكان موضوعا قويا ويجمع لأول مرة بين “أحمد عز، وأحمد السقا”، وحملني مسئولية كبيرة، والحمد الله نجحت فيها.
هل ندمت على اشتراكك في عمل فني؟
إطلاقا حتى الآن لم يعرف الندم طريقه إلى، حتى لو لم يحقق هذا العمل النجاح فأنا جزء من كتيبة وصناع هذا العمل الذي لم يحق نجاحا جماهيريا لسبب من الأسباب، حتى هذه الأعمال التى لم تنجح أضافت لي، ولست نادما عليها.
لديك الآن عدد ضخم الآن من الأعمال الموسيقية، ألا تفكر في عمل حفلات موسيقية خاصة بك؟
أتمنى عمل هذا، لكن فكرة العزف “لايف” تحتاج مجهود كبير وفرقة كبيرة محبة لك تصاحبك حتى تظهر النتائج جيدة، وقبل احترافي للتأليف الموسيقي في الأعمال الفنية، قدمت أعوام”1999، 2000، 2001″ حفلات على مسرح دار الأوبرا المصرية وكانت مرهقة جدا، والآن لو حدث وأقمت حفلات لدي فعلا وكما ذكرت أنت رصيد ضخم، لكن هذا يحتاج وقت والأعمال الفنية لا تترك لي وقت لعمل مثل هذه الحفلات.
ما مشاريعك الموسيقية في شهر رمضان القادم الذي أصبح على الأبواب؟
انتهيت من تسجيل الموسيقي لمسلسلي “فرصة تانية” لياسمين صبري، و”تيمون وبومبا” لأحمد فهمي وأكرم حسني، والاثنين مختلفين تماما عن بعضهما، فالأول رومانسي درامي، والثاني كوميدي فارس.
هل كان سهل في ظل ظروف الحظر الراهنة تتم عملك بسهولة؟
الحقيقة لا!، حيث وجدت صعوبة كبيرة جدا في جمع العازفين وإقناعهم بالتسجيل والجلوس بجوار بعضهم في غرفة واحدة، في ظل الخوف والهلع المسيطر على الجميع بسبب انتشار فيروس كورونا، لكن الحمد الله أنني أستطعت بعد صعوبة في إقناع بعض زملائي الذين أعتز بالعمل معهم للحضور والتسجيل، والحمد الله أنجزنا العمل، وأنا الآن في مرحلة المكساج والماستر للموسيقى، وأقوم بتجهيزها فى الاستديو الخاص بي في منزلي.