أعز الله مولانا الخليفة!
بقلم : سامي فريد
كانت المرة الأولى التى أرى فيها الفنان محمود فرج خارج شاشات السينما في أوائل الستينيات عندما كنت في زيارة لخالي حسين موسي رئيس حسابات وحدة هيئة النقل المائي الداخلي بالمنيل..
فوجئت به داخلا علينا المكتب بج؟؟؟؟؟ الضخم وملامحه الصارمة.. ألقى الفنان محمود فرج التحية على الحاضرين فهب خالي واقفا يحييه قائلا: أعز الله مولانا الخليفة!
وابتسم محمود فرج..
كانت ابتسامته مرحبة وودودة.. ورد التحية..
أهلا يا حسين..
ثم بدأ العمل مع خالي عندما سأله عن حساب العوامات على شاطئ النيل بين العجوزة وامبابة.. وأيضا البواخر بين قصر النيل والقناطر..
وجلست أنا مندهشا عندما علمت بعد ذلك أن الفنان محمود فرج كان يشغل وظيفة مراقب حسابات الهيئة..
قمت أصافحه وهو يغادرنا وكل جسمي يرتعش خوفا منه بعد ما رأيته من أدوار الشر التي كان يؤديها بجسمه الضخم وملامحه القاسية..
ثم كان لقائي الثاني به على غير ما كنت أتمنى..
كنت قد توقفت لأؤدي صلاة الجمعة في أحد المساجد في منطقة عابدين في امتداد شارع التحرير بين ميدان باب اللوق والقصر..
المسجد صغير وقديم فصلينا خارج المسجد على الحصير المفروش، وجلسنا نستمع إلى خطبة الجمعة عندما ظللتني غمامة كبيرة حجبت نار الشمس عني. التفت لأفسح مكانا لمن جاء يصلي إلى جواري فإذا بي أراه هو.. نعم هو محمود فرج بجلباب أبيض.. ثم انحنى الفنان محمود فرج ليجلس فيختل توازنه ويسقط فوقي.. أحسست لحظتها أنني قد سقطت فوقي شرفة أو بلكونة من أحد المنازل من حولنا. وسمعت أصوات المصلين من حولي يهتفون: يا ساتر.. يا ساتر.. وقام بعضهم يرفع محمود فرج عني بعد أن كادت أنفاسي أن تزهق..
اعتدل فرج جالسا ثم ربت على ظهري معتذرا: ما تآخذنيش يا بني.. غصب عني معلش.. سامحني..
تمتمت كلاما لم أسمعه ولا عرفت ماذا أقول غير أنني تمنيت في تلك اللحظة لو أنه لم يعتذر فقد كانت ربتاته على ظهري كلكمات حتى كدت أصرخ..
وتذكرت يوم رأيته لأول مرة في مكتب هيئة النقل المائي وهو يبتسم سعيداً وهو يسمع جملة: أعز الله مولانا الخليفة.. وتذكرت أيضا أناقته بعيدا عن الجلبات الأبيض.. كما تذكرة المرة الأولى التي كنت قد شاهدته فيها على شاشة السينما في أحد الأدوار الصغيرة في فيلم “أيامنا الحلوة” الذي شارك في بطولته فاتن حمامة وعمر الشريف وعبدالحليم حافظ وأحمد رمزي وزينات صدقي..
كان محمود فرج هو بطل الجامعة (في الفيلم) زميل أحمد رمزي الذي اتفق معه على أن يلعب أمامه مباراة في الملاكمة يهزمه فيها أحمد رمزي كالاتفاق ليفوز بأعجاب فاتن حمامة الساكنة أمامهم على السطوح..
لكن عبدالحليم حافظ يدير مقلبا فيتفق مع محمود فرج بطل الجامعة في الملاكمة على تلقين أحمد رمزي درسا فيضربه ويصرعه على الحلبة مقابل جنيه كامل يدفعه له عبدالحليم..
ويفاجأ رمزي فوق السطوح وفي الحلبة التي أقامها بنفسه يهزم فيها فرج.. فؤجئ بلكمات حقيقية حاول معها أن يذكر فرج باتفاقهما دون جدوي..
ثم توالت أفلام محمود فرج بعد ذلك.