* أحمد رجب : هو ابتسامة سعادة على فمي وفمك
* نادية لطفي: اخترته رفيقا لدربي وكفاحي، ليس في الحقل الفني والإنساني فقط، بل في ميدان العمل الإجتماعي
* حسن يوسف : طفل “ملظلظ” يحركه قلب أبيض كالحليب
* حسن عبدالسلام: الصدق والالتزام والفن الراقي، هوالأمين على إخراج أي مخرج
* البهجوري: عندما اقتربت من هذا الفنان أحببته، والتقيته بالأحضان
* يوسف معاطي: جورج هو الوحيد الذي يخلف الريحاني في الكوميديا الراقية
كتب : شهريار النجوم
كان النجم الراحل “جورج سيدهم” يصوغ من مشاعره لغة ينفرد بها وإحساس يتميز به، وطريقة تحدد اتجاهه، ويضع إحساسه المرهف المحب في خدمة موهبته ليقدم فنا مميزا بخصوصيته، لهذا جاءت شهادات كل نجوم الكتابة والفن الذين اقتربوا من عالمه الفني والإنساني محملة بعطر المحبة، ومطرزة بالنبل والصدق والأحاسيس الرقيقة.
قال عنه الكاتب الساخر “أحمد رجب”: الفنان الكبير “جورج سيدهم” هو ابتسامة سعادة على فمي وفمك، وشيئ غريب أن الذين يمنحونا السعادة بسخاء، لا يملكونها فى معظم الأحيان، فلنسعدهم بحفلة حب وتكريم دائم في قلوبنا.
صديق الحياة المخلص
قالت عنه النجمة “نادية لطفي” إذا كان المثل العربي يقول: اختر الرفيق قبل الطريق، فأنا أخترت “جورج سيدهم” رفيقا لدربي وكفاحي، ليس في الحقل الفني والإنساني فقط، بل في ميدان العمل الإجتماعي التطوعي الوطني إبان حربي الإستنزاف وأكتوبر المجيدة عام 1973، فـ “جورج” زميل الفن الوفي وصديق الحياة المخلص، وهو من القلائل الذين رأيت فيهم التميز في الفن، وفي الإخلاص لأصدقائه، فهو فنان صادق مبدع، أمين، وصديق محبب للجميع، وأثناء حرب أكتوبر أغلق مسرحه، وكان يدي اليمين، والنجمة نجلاء فتحي يدي الشمال في الأعمال التطوعية والخيرية.
شخص نادر كإنسان وفنان
أما المخرج المسرحي الكبير “حسن عبدالسلام” فقال عنه: “جورج سيدهم” الإنسان النادر الذي لا مثيل له ولا يتكرر في هذا العصر، وهو الأخ الحبيب والصديق الوفي، الإنسان الكريم الذي لا يأكل وحده على مائدته، ولكن دائما الكثيرون يطعمون معه من طعامه، هو الذي لا يترك إنسانا في ضائقه إطلاقا، والذي يساند الفقير والضعيف وطالب الحاجة، هو الإنسان ذو القلب الكبير والذي يسع هموم الناس وآلام الناس، والذي في بؤرته معنى التسامح والصفح.
أما جورج الفنان فهو الصدق والالتزام والفن الراقي، هو الأمين على إخراج أي مخرج، لايشوه إخراج المخرج، ولا يعبث به بل هو أمين عليه حتى نهاية العرض، هو الملتزم الذي لا يتعدى الميعاد بل يأتي قبله، وهو الملتزم بالنص فلا يحرفه ولا يفسده، وهو الذي لم يركب موجه ولم ينزلق إلى ابتذال فيما يسمى بالإضافات اللفظية.
أما جورج المنتج فهو الشرف، فجورج المنتج الذي يمضي عقده بكلمة الشرف فكلمته أكبر من العقود، وهو الذي يعطي الحقوق قبل مواعيدها مع كلمة رقيقة حانية شاكرة، حتى لو كان الذي يقدم له حقوقه المادية وكلمته الجميلة لا يعمل سودى دورا صامتا.
طفل ملظلظ يحركه قلب أبيض
ويقول النجم الكبير حسن يوسف: جورج سيدهم اسم مميز في عالم الكوميديا، استطاع مع رفاقه ثلاثي أضواء المسرح أن يغيروا شكل الكوميديا في مصر، والعالم العربي، زاملته في كثير من الأفلام فكان نعم الزميل والصديق، لن أتحدث عنه كثيرا كفنان فهو غني عن هذا، ولكني سأتحدث عنه كإنسان، فهو كما أنه فنان جميل فهو إنسان أجمل، هو طفل “ملظلظ” يحركه قلب أبيض كالحليب، يحب الحياة ويعيشها بالطول والعرض ويشيع البهجة في مجالسه، يحب كل من يعرفهم وحسن النية بهم ويثق قيم ثقة عمياء، لا يعرف الكراهية ولا الحقد ولا الشر.
تملكني الغيظ منه ثم أحببته
أما الفنان التشكيلي الكبير “جورج البهجوري” فيقول عنه: عندما ظهر اسم النجم “جورج سيدهم” تملكني الغيظ منه، فلم يكن في الساحة الفنية سوى إسم “جورج” واحد هو أنا، أصررت أن أحتفظ به في توقيع رسومي الأولى، وعندما اقتربت من هذا الفنان أحببته، والتقيته بالأحضان، وشعرت بالفخر بتردد الاسم على شاشة التليفزيون، وخصوصا أن بريقه كنجم فاق كل النجوم، وأصبحت فخورا باسم “جورج سيدهم”، وأصبحت ثلاثة مكرر من ثلاثي أضواء المسرح، بدليل أني نشرت رسوما أولى له في مجلة “صباح الخير” لأحييه على فنه الضاحك علينا وعلى نفسه وهى أرقى علامات السخرية.
عندما أرسمه أبدأ بالدوائر والكرات الأكروباتية كأنها في يد لاعب بهلوان سيرك يقدم نمرته وأختار غمزته الخاصة الجانبية من عينيه الواسعتين وهى خطوط بدون زوايا وبدون خطوط المسطرة الرسمية الجادة، لذلك يبقى “جورج سيدهم” شكلا ضاحكا أكثر من تمثيله، وتمثيله ضاحك أكثر من دوائر وكرات جسمه ووجهه.
خليفة الريحاني
المؤلف والكاتب “يوسف معاطي” تعاون مع الفنان الراحل “جورج سيدهم” في مسرحية “الحب في التخشيبة” وعنه يقول: كان أبا للجميع في المسرح، يعاملنا جميعا كأننا أسرته، وتكشيرته قناعا زائفا يخفي خلفه طيبة وحنانا وعطاء للكل، كأنه كان يخشي أن نعرف أنه طيب جدا.
عبقرية جورج سيدهم فى تلك الازدواجية العجيبة من أن يكون أبا حنونا وطفلا في نفس الوقت، بل إنه كما قال في المسرحية ذلك الأفيه الذي ضجت له الصالة بالضحك “أنا حاسس بالأمومة”، ولذا كان ملكا في الكوميديات الإنسانية، في “موسيقي في الحي الشرقي”، كان هو تقريبا الدادة التى تعتني بالأطفال وفي “جوليو ورومييت” كان لصا، ولكنه كان يتقطع شفقة بالطفل اليتيم، وفي “التخشيبة” كان صول في القسم ولكنه يستمع لمشاكل العساكر ويتعاطف معهم ويحب “الضابطة الرائد شيرين” في صمت.
إن جورج هو الوحيد الذي يخلف الريحاني في الكوميديا الراقية وفي الإنسانية الصادقة النابعة من قلبه.
كل هذه الشهادات من كتاب “ملاك البسمة” للزميل “طاهر البهي”.