كتب : شهريار النجوم
أجرى الكاتب الساخر “جليل البنداري” حوار صحفيا خفيفا مع الفنان الراحل “جورج سيدهم” في منتصف الستينات في “مجلة الكواكب”، ثم أعاد نشره الكاتب الصحفي “طاهر البهي” في كتابه “ملاك البسمة”، و نعيد نشره لطرافة الحوار.
بدأ “البنداري” حديثه الصحفي قائلا: في ندوة من ندوات مسرح “الحكيم” التى يعقدها الدكتور “رشاد رشدي” ويحضرها عدد كبير من نجوم المسرح والنقاد، وعدد أكبر من الجمهور، وأعضاء نادي الحكيم، كان من بين الحاضرين “فؤاد المهندس، أبوبكر عزت، عبدالمنعم مدبولي” وأعتذر “محمد عوض” عن حضور هذه الندوة بسبب المرض، والحقيقة إنه أعتذر بسبب وجود “فؤاد المهندس” تمشيا مع المثل القديم الشائع الذي يقول أن الدبورين لا يزنان في عش واحد.
وفي هذه الندوة قلت أمام ” فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي”، أن “مدبولي” يعيش كمخرج مسرحي على فتات مائدة “نجيب الريحاني”، وترزي بدل قديمة تخصص في شراء بدل “الريحاني” من سوق “الكانتو” ليقلبها ويقوم بتفصيلها من جديد على مقاس “فؤاد المهندس”، و”نجيب الريحاني” لم يكن يعتمد فى إضحاك الناس على خفة دمه وحدها، وإنما كان يعتمد فى إضحاكهم على الصناعة والتجربة والخبرة، وكان ” الريحاني” خبيرا بالناس وعقول وقلوب الناس، ولهذا رسم طريق صناعة الضحك، ومشى “فؤاد المهندس، ومحمد عوض، وربما أبوبكر عزت في نفس الطريق، طريق صناعة الضحك.
ويستكمل البنداري كلامه قائلا: ولقد ظللت أبحث بملقاط عن ممثل خفيف الظل لم يتأثر بمدرسة “الريحاني” ولا بروضة “ساعة لقلبك”، ويمكن أن يخلق شخصية مضحكة جديدة تعيش فى واقعنا، فلم أجد سوى ذلك المهرج المشهور الذي اسمه “جورج شفيق سيدهم”، أو جورج “أبيس” الذي عين بعد تخرجه من كلية الزراعة في ” أبيس” الظهير الريفي لمدينة الإسكندرية، مشرفا على مزرعة للإنتاج الحيواني، عاش مع الغنم والجاموس والحمير والأرانب والخنازير، وتعلم الصبر من الحمار، والطيبة من الجاموس، والأكل الكثير من الخنزير، والتمثيل من الأرانب، واليوم أقدم لكم هذا النجم الجديد على مسئوليتي ، من خلال هذا الحوار السريع.
البنداري: من هو أعظم ممثل كوميدي؟
جورج: شارلي شابلن.
وفي المصريين؟
نجيب الريحاني.
وبعد نجيب الريحاني؟
عبدالمنعم إبراهيم.
لماذا؟
لأنه الممثل الوحيد الذي يؤدي دوره بجدية فيضحك الناس.
والباقون؟
يتصنعون.
ماهو السائد فى إضحاك الناس؟
خفة الدم.
وبعد ذلك؟
الأداء.
ماالفرق بين شابلن والريحاني؟
هناك ملامح كثيرة في شخصية الريحاني وشابلن معا، فالشخصية التى اختارها كل منهما تكاد تكون واحدة، فالفقر والصعلكة والسخرية من نظام الطبقات، كل هذه الملامح موجودة فى الشخصيتين، أما الفرق بينهما فى وسائل إضحاك الناس، فإن شابلن يعتمد على الحركة، أما الريحاني فكان يعتمد على النكتة والقفشة.
ماذا تعلمت من الحمير؟
الصبر.
ومن الجاموس؟
التسامح.
ومن الخنزير؟
أن أعيش أعزب
ومن الأرنب؟
التمثيل.