كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
كان من المعروف عن العندليب الأسمر حبه للسهر حتى الصباح خوفا من أن يفاجأه نزيف حاد يقضي عليه، وكان يعوض سهره بالنوم طيلة النهار والاستيقاظ عند الخامسة مساء، لكنه كان يكسر هذه القاعدة، ويصحو ظهرا، عندما يكون هناك مبارة بين فريقه المفضل الذى يشجعه “الأهلي”، وبين فريق آخر، لكن حبه للنادي “الأهلي” وتشجيعه له لم يمنع صداقاته مع رموز نادي الزمالك مثل “عصام بهيج وحماده إمام”، وغيرهم.
وكان يخفي انتمائه للنادي الأهلي حرصا على جمهوره من الزملكاوية، خاصة أن كثير من أصدقائه المقربيين مثل المطرب والملحن “سيد إسماعيل”، والإذاعي “وجدي الحكيم”، والكاتب الصحفي “عصام بصيله”، والإعلامي الكبير “كامل البيطار”، والشاعر”محمد حمزه”، والموسيقار “حلمي بكر”، هؤلاء جميعا كانوا من محبي ومشجعي نادي الزمالك.
وهذا الأسبوع قررنا في باب “سيلفي النجوم” التوقف عند صورة ليست من فيلم أو مسرحية، ولكنها لـ “حليم” مع فريق الاتحاد السكندري، الذي عزمهم في منزله، والتقط معهم هذا الـ “سيلفي”، ولهذ الـ “سيلفي” حكاية نترك من عاصروها يحكوا لنا عنها:
يذكر طبيبه الخاص الدكتور “هشام عيسى” قصة طريفه فى هذا المجال، وينسبها الإذاعي الكبير “فهمي عمر” لنفسه هو الآخر فيقول: كنا نتبادل النقار كلما لعب الأهلي مع الزمالك، وحدث مرة أن وصل للمباراة النهائية لكأس مصر كل من النادي الأهلي، ونادي الاتحاد السكندري، فأعلن حليم أنه سوف يدعو الفريق الفائز للعشاء فى منزله، في سهرة مسجلة يرعاها المرحوم نجيب المستكاوي، وكان الأحتمال الغالب أن الأهلي سوف يكون المنتصر، فقد كانت فرقته تضم كوكبة من الموهوبين صغار السن مثل “الخطيب، مصطفى عبده”، بينما ضم الاتحاد “شحته الإسكندراني، والجارم، وسمير مخيمر، وحدثت المفاجأة فاستطاع الاتحاد أن يهزم الأهلي ويحصل على كأس مصر، فدعاهم حليم بكل روح رياضية إلى السهرة وأكرم وفادتهم، بينما كنا نحن أنصار الزمالك نمارس دورنا فى إغاظته سرا.