بقلم الدكتور: طارق عرابي
المرض والموت لا يُصنفان البشر:
الملياردير إدوارد كول (الممثل جاك نيكلسون Jack Nicholson) وميكانيكي السيارات كارتر تشامبرز (الممثل مورجان فريمان Morgan Freeman) هما شخصان مختلفان تماماً من النواحي الاجتماعية والفكرية والعقائدية ، لكن القدر ممثلاً في المرض يجمعهما في غرفة واحدة بإحدى المستشفيات، وإذا كان المرض لم يفرق بين الملياردير والميكانيكي، فما الذي يضطر الملياردير لمشاركة غرفة مع شخص آخر؟!
“قائمة الدلو” فيلم كوميدي يُضحِكُنا ويُبكينا ويوقظ فينا مكامن الجمال الإنساني:
قائمة الدلو The Bucket List تعني عملياً “لائحة الأمنيات” وهي قائمة تضم الأهداف أوالأمنيات أوالإنجازات التي يريد شخصٌ ما تحقيقها خلال فترة حياته في الدنيا.
بداية الفيلم هي نهايته!، حيث نسمع صوت الراوي كارتر تشامبرز (مورجان فريمان) بينما نرى رجلاً يسير فوق جبل ثلجي هائل لا تظهر لنا حدوده، صوت الراوي كارتر يخبرنا عن وفاة الملياردير إدوارد كول (جاك نيكلسون) ، ثم يستمر صوت الراوي ليطرح علينا بعض الفلسفات المتعلقة بحياة الإنسان وقيمتها:
“من الصعب علينا أن نفهم حياة شخص ما ، فالبعض يقيس حياة الإنسان وقيمتها بما تركه من بعد رحيله ، وهناك من يقيسونها على قدر إيمان صاحبها، وآخرون يرون قيمتها في مساحة الحب بحياة صاحبها، وكذلك هناك من يرون أنه لا معنى للحياة على الإطلاق .. أما أنا (صوت كارتر) فإنني أعتقد أن قياس قيمة حياة شخص ما يجب أن يكون من خلال الأشخاص الذين أدركوا وعرفوا قيمة حياتهم من خلال ذاك الشخص ، وعليه فإنني أستطيع وبكل يقين أن أقول لكم: إن إدوارد كول قد شهد في آخر أيام حياته ما لم يشهده كثيرٌ من الناس على مدار حياتهم بالكامل”
وسوف يتعجب المشاهد عندما نعود بنظام “الفلاش باك” لقصة الملياردير إدوارد كول والميكانيكي كارتر تشامبرز ، لنجد في نهاية القصة أن الراوي “كارتر” قد مات قبل “إدوارد” الذي يخبرنا عن وفاته! والسؤال الذي لا ينبغي لأحدٍ بعينه الإجابة عليه بالنيابة عن الآخرين هو: كيف لراوٍ قد مات أن يحكي لنا عن رحيل شخصٍ مات من بعده؟! فالإجابة عليه أمرٌ متروك لفكر وخيال كل مشاهدٍ حسب مفاهيمه وفلسفته الخاصة الفاصلة بين الحياة والموت!
كارتر .. الميكانيكي المثقف:
نشاهد كارتر أثناء عمله في ورشته الخاصة بميكانيكا السيارات، والذي نبدأ قراءة بعض ملامح شخصيته وثقافته من خلال إجاباته على أسئلة أحد الشباب العاملين معه والحامل كتاباً بين يديه ، وظل كارتر يجيب على أسئلة ذاك الشاب إلى أن ظن الشاب أنه قد أعجز كارتر حينما وصف كارتر السؤال بأنه صعب بعدما سأله الشاب عن إسم مخترع جهاز الراديو، ثم يتفاجأ الشاب أن كارتر يشرح له فيما تكمن صعوبة السؤال ويخبر كارتر الشاب أنه إن كان يقصد اسم المخترع ذائع الصيت فهو “ماركوني” الذي نال جائزة نوبل عام 1909 عن هذا الاختراع، أما إذا كان يريد اسم المخترع الحقيقي لفكرة الراديو فهو “نيكولا تيسلا” الذي سجل فكرته لجهاز الراديو عام 1896 وظل يحارب “ماركوني” إلى أن توفى “نيكولا تيسلا” عام 1943، وهو نفس العام الذي حكمت فيه المحكمة العليا ببطلان براءة إختراع “ماركوني” واعتماد “تيسلا” المخترع الحقيقي لجهاز الراديو.
أثناء ذلك يستقبل كارتر مكالمة هاتفية وهويدخن سيجارته ، ويبدو أن الطرف الآخر على الهاتف قد أخبره بأمر جلل جعله يُسقط السيجارة من بين أصابعه وبدا وجهه محسوراً. وسيتضح لاحقاً أن الأمر كان يتعلق بمرضه الخطير.
إدوارد كول .. ملياردير مجنون:
نرى الملياردير إدوارد كول وبجواره محاميه أمام لجنة رقابية على نظام المستشفيات وصلاحيتها في تقديم الخدمات للمرضى ، ويتحدث إدوارد إلى اللجنة التي تعتلي منصة القاعة مدافعاً عن قرارته فيما يخص نظام الخدمة الطبية بها وجعل جميع غرف مستشفياته تحتوي على سريرين لمريضين، مبرراً ذلك بأنه يدير مستشفيات لا منتجعات صحية، وأثناء تلك الجلسة يَسْعُلُ (يكُح) إدوارد بحدة متزايدة حتى يُفاجأ أن منديله قد امتلأ بالدماء المصاحبة لسُعاله.
إدوارد مع كارتر في غرفة بسريرين:
يجمع قدر المرض إدوارد وكارتر في غرفة واحدة بإحدى مستشفيات الملياردير إدوارد كول ، ويقبل إدوارد على مضض تواجده مع كارتر بنفس الغرفة نظراً لأنه هو من قرر هذا النظام بمستشفياته قبل أن يمرض.
وتبدأ العلاقة بين إدوارد وكارتر بانطباعات سيئة تجاه بعضهما البعض.
الراوي كارتر يعود إلينا بصوته متحدثاً عن إدوارد الذي يخضع حالياً لعملية خطيرة بالمخ ، ويخبرنا بأن الأطباء قد قالوا إن نسبة بقائه على قيد الحياة لا تتخطى 5%.
زوجة كارتر “فرجينيا” تزوره بالمستشفى وتجري حواراً مع زوجها بينما إدوارد راقداً بسريره بنفس الغرفة كالمومياء الميتة الملثمة ويبدو أنه قد عاد تواً من غرفة العمليات ، وبعدما تنصرف “فرجينيا” يندهش كارتر من أن إدوارد كان يتابع حوارهما رغم حالته الصعبة ، ويتحدث إدوارد إلى كارتر ويخبره من خلال خبرته بأن المريض يموت بسبب زواره أكثر من موته لسبب مرضه.
وتبدأ العلاقة بين إدوارد وكارتر تتحسن تدريجياً من خلال الحوارات التي تدور بينهما ، حتى تحسنت كثيراً بحوارهما معاً بعدما انتهت زيارة الإبن الأكبر لكارتر له بغرفة المستشفى ، ويدور الحوار بين إدوارد وكارتر حول العائلة ويخبر كارتر إدوارد عن إبنه الأكبر الذي يعمل محامياً للضرائب وعن إبنه الآخر الذي يعمل مهندساً وعن ابنته الصغرى التي تعمل عازفة كمان مع إحدى الفرق الموسيقية. ويرد إدوارد على ذلك ويخبر كارتر أنه تزوج 4 مرات في حياته، ولكنه فضل حياة العذوبية التي يحبها، وأخبره بأن أفضل زواج حدث له في حياته هو زواجه بعمله حيث أنه تعلم جني المال منذ أن كان في السادسة عشر من عمره، ويستمر تبادل أطراف الحديث بينهما ويخبر كارتر إدوارد أنه أراد أن يكون أستاذاً في التاريخ وأنه دخل الكلية لهذا الغرض ولكنه بعد شهرين اضطر لمغادرة الجامعة والسعي ليحظى بفرصة عمل لائقة كي يتمكن من إعالة زوجته ومولوده الأول الذي أوشك آنذاك على القدوم.
لاحظ إدوارد ذات مرة أن كارتر يدون شيئاً ما بإحدى ورقات دفتره الخاص فساقه فضوله ليسأل كارتر عما يكتبه لكن كارتر تهرب من الإجابة بأن الأمر فقط هو مجرد “شخبطة” على الورق.
ثم يدخل طبيب إدوارد ليخبره بأن نتائج وفحوصات حالته تقول إنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر أو سنة إن كان محظوظاً. وهنا يعود إلينا صوت الراوي كارتر”: ذات مرة كان هناك استطلاع رأي سألوا من خلاله ألف شخص ما إذا كانوا يفضلون معرفة موعد موتهم مسبقاً أم لا، وجاءت نتيجة الاستطلاع .. 96% قالوا لا .. حينها كنت ميالاً لإجابة الـ 4% وظننت أن معرفة ما تبقى لي من وقت في الحياة سيحررني، ولكن تبين لي أن الأمر ليس كذلك وأنه ليس لدينا خيارات عِدة”.
ونرى كارتر يقطع ورقته من دفتره ويُطبق عليها بقبضته وكأنه يقول إنه لا فائدة لتلك الأمنيات.
ورقة كارتر بيد إدوارد:
بينما يرقد كارتر نائماً على سريره بغرفة المستشفى ، يدخل مساعد إدوارد “توم” ويلتقط الورقة المطبقة عن أرض الغرفة وقبل أن يهم برميها في سلة المهملات يطلبها إدوارد بشغف ليعرف ماذا كتب بها كارتر.
وبينما يطالع إدوارد ورقة كارتر يصحو كارتر من نومه وينزعج من وقوع تلك الورقة بين يدي إدوارد ويطلب منه إعادتها له ، فيرفض إدوارد ويُلح على رغبته في معرفة ما بداخلها ، ويجيبه كارتر أخيراً ويخبره بأنها طريقة قد تعلمها من أستاذ الفلسفة خلال الشهرين اللذين قضاهما بسنته الأولى في الجامعة ، حيث طلب أستاذ الفلسفة من الطلبة التمرين حول التفكير المسبق لما تريد إنجازه وأنه أسماها قائمة الدلو “لائحة الأمنيات” The Bucket List ،، ويستطرد كارتر قائلاً: “ومن المفترض أن ندون بها لائحة الأمور التي نرغب القيام بها في حياتنا قبل أن …” ويصمت كارتر ويرد إدوارد مكملاً: “قبل أن نموت” ، ثم يخبره كارتر بأنه أراد أن يعيد تجربة لائحة الأمنيات مرة أخرى.
ويعجب الأمر إدوارد ويبدأ في إضافة بعض الأمنيات الأخرى بلائحة كارتر التي حوت التالي: رؤية شيءٍ مهيب – قيادة موستانج شيلبي – الضحك حتى البكاء – وأمنيات أخرى.
ويضيف إدوارد إلى هذه الأمنيات: القفز بالمنطاد – تقبيل أجمل فتاة في العالم – عمل وشم على الجسم
وقد حوت لائحة كارتر وإدوارد أمنيات أخرى من بينها زيارة بعض البلدان والمدن والمعالم التاريخية حول العالم ، وقد كان لأهرامات مصر نصيباً في تلك اللائحة.
لائحة أمنيات كارتر وإدوارد قيد التنفيذ:
وتبدأ رحلة تنفيذ لائحة أمنيات كارتر وإدوارد أمنية تلو الأخرى، وعندما يصلون لأهرامات مصر ينبهر إدوارد ويخبر كارتر أن مشاهدة أهرامات مصر تحقق أمنية أخرى يجب شطبها من اللائحة، وهي “رؤية شيء مهيب” ويصف إدوارد المنظر عند أهرامات مصر بأنه لا شيء سيكون أكثر مهابة من ذاك المشهد. ويخبر كارتر، عاشق التاريخ، إدوارد أن القدماء المصريين لديهم عقيدة مذهلة حول ما يحدث للمرء بعد الموت وهي أنه بوصول أرواحهم عند باب الجنة يتم استجوابهم بسؤالين وإجابة الميت هي التي تحدد إن كان سيدخل الجنة أم لا، ويسأله إدوارد عن السؤالين فيرد كارتر: “السؤال الأول: هل وجدت السعادة في حياتك؟”، ويطلب كارتر من إدوارد الإجابة على السؤال ويجيبه إدوارد: نعم، ثم يذهب كارتر للسؤال الثاني: “هل جلبت حياتك السعادة للآخرين”؟، ويطلب كارتر من إدوارد الإجابة كذلك على هذا السؤال ، فيبدأ إدوارد في سرد قصة مأساته مع إبنته الوحيدة “إيميلي” التي تزوجت بشخصٍ أحبته وألحق بها أشد الأذى لاحقاً ، تزوجته رغم رفض إدوارد له ، والتي اعتبرت والدها “إدوارد” ميتاً بالنسبة لها. وينهي إدوارد حواره لكارتر حول ابنته بالإجابة على سؤال المصريين القدماء قائلاً: “… ، وعليه فإنني لن أدخل جنة المصريين لأن ابنتي تكرهني”.
في رحلتهما لهونج كونج يرسل إدوارد إلى كارتر، دون علمه، إمرأة سمراء جميلة تُدعى “أنجيليكا” لتتعرف إليه بشكلٍ طبيعي أثناء جلوسه على طاولة البار في حانة الفندق ويدور بينها وبين كارتر حوار فلسفي راقي ينتهي بأن تعجب به “أنجيليكا” وتدعوه للصعود معها إلى غرفتها بالفندق ،، لكن كارتر يرفض عرضها بمنتهى الرُقي وقد بدا لها أن السبب هو حبه وإخلاصه لزوجته فردت “انجيليكا” واصفة زوجة كارتر بأنها إمرأة محظوظة للغاية ويرد كارتر بأنه يفضل أن يقول إنه هو المحظوظ بزوجته. وقد فهم كارتر لاحقاً أن إدوارد هو من أرسل “أنجيليكا” إليه.
وتستمر رحلة تحقيق لائحة أمنيات كارتر وإدوارد إلى أن يطلب كارتر قطع استكمال رحلة الأمنيات والعودة إلى موطنهما بالولايات المتحدة ،، ويعودان في طائرة إدوارد الخاصة.
العودة للوطن تبدأ بأزمة بين كارتر وإدوارد:
لاحظ إدوارد أن سيارته الخاصة التي أقلتهم من المطار تأخذ مساراً مختلفاً عن المسار إلى بيته حتى توقفت السيارة أمام منزل إبنته “إيميلي” التي حكى عنها لكارتر ، وبينما يبدأ إدوارد توبيخ مساعده “توم” الجالس بالمقعد الأمامي المجاور لسائق السيارة يخبره كارتر بأنه صاحب الفكرة ، وتبدأ ثورة غضب من إدوراد تجاه كارتر صارخاً في وجهه: “إن سرد قصتي عليك لا يعني دعوتك لأن تكون جزءً منها”. فيرد كارتر متعجباً: “أوه .. مثل السيدة التي أرسلتها لي بالحانة؟ ويرد إدوارد على كارتر بأن هذا الأمر مختلف ومازال إدوارد متحدثاً إلى كارتر وهو في قمة غضبه: “أنت لا فكرة لديك عني وعمن أكون!، أنا بنيت تجارة بمليار دولار من العدم ، الرؤساء يطلبون استشارتي ، جلست أتناول الطعام على موائد عائلات ملكية ،، والآن ماذا يُفترض بي أن أفعل؟ هل أقوم بالتمثيل عليك بأن رحلتك معي قد عنت لي شيئاً؟!، وأنني بهذه الرحلة قد تغيرت؟ كيف ترى الأمر الآن يا كارتر مع ابنتي؟، أقرع بابها فتفتح وتتفاجأ بي وهي غاضبة فأقول لها كم أحبكِ وكم اشتقت إليكِ؟ ثم أخبرها بأنني سأموت قريباً؟ وها أنا ذا أعاود التواصل معكِ لأنني أخشى أن أموت وحيداً؟!”، ويرد عليه كارتر مؤكداً: “الجميع يخشى أن يموت وحيداً” ،، فيرد عليه إدوارد صارخاً: “أنا لست كالجميع”
وينتهي الموقف بانصراف إدوارد في سيارته وترك كارتر والمساعد “توم” في الشارع أمام منزل إبنة إدوارد.
كارتر يعود إلى بيت عائلته وتستقبله زوجته “فرجينيا” ثم نراه في جمع عائلي مبهج على مائدة العشاء يضم زوجته وأولاده وأحفاده ، كل أعضاء العائلة تتضافر أياديهم ويتلون دعاء الطعام قبل تناوله.
على الجانب الآخر نرى إدوارد وحيداً في مملكته يحاول تحضير قهوته ويبدو على وجهه الحزن والغضب.
نعود لمنزل كارتر لنجد لحظات حميمية بين كارتر وزوجته “فرجينيا” اللذان يبدآن رقصة رومانسية رائعة.
وننتقل إلى إدوارد لنجده وحيداً يبكي.
زوجة كارتر تخرج من غرفة النوم بعد أن تخبره بأن لديها شيئاً خاصاً تريد أن تعود إليه به ، وعندما تعود في زي نسائي رائع تتفاجأ بأن كارتر ملقياً على أرضية الغرفة يرتجف بعنف إثر نوبة حادة انتابته ، ومن خلال الاتصال الذي استقبله إدوارد بغرفة اجتماعات شركته نعلم أن كارتر قد نُقلَ إلى المستشفى في حالة حرجة.
إدوارد يزور كارتر بالمستشفى ويدخل الغرفة ليجده راقداً وموصولاً بأجهزة المتابعة والعناية الطبية، ويبدو أن كارتر نائماً أو غائباً عن الوعي حيث لا حراك بأي جزء من جسده، ويجد إدوارد زوجة كارتر جالسة على مقعد بجوار سريره فيسألها عن حاله وتجيبه بأنه بخير، ثم تُخرج فرجينيا مغلفاً من حقيبتها وتناوله لإدوارد وتخبره بأنه “كارتر” قد أوصاها أن توصله له بعد رحيل كارتر.
يستيقظ كارتر، وتخرج زوجته لإحضار مشروب الليمون له ، فنجد كارتر يسأل إدوارد عما إذا كان مازال يشرب قهوته الفاخرة، ثم يمد يده ليلتقط ورقة إعلانية من الطاولة المجاورة لسريره ويناولها لإدوارد ويطلب منه أن يقرأها عليه، فيبدأ إدوارد في قرائتها ونكتشف أنها تدور حول قهوته الفاخرة والتي يُصدم إدوارد بأنها تستخلص من فضلات قطط الأشجار البرية بعدما تتغوطها ويتم تجفيفها، وينفجر كارتر بالضحك ويتبعه إدوارد ويستمران في ضحكهما ، ويطلب كارتر من إدوارد أن يناوله قلماً فيفعل ، ثم نرى كارتر يمسك بورقة لائحة الأمنيات ويشطب بها أمنية “الضحك حتى البكاء”، ثم يناولها لإدوارد قائلاً: “هذه اللائحة لم تنته بعد” ، ويرد إدوارد: “إنها ليست صفقة لرجلٍ واحد” ،، فيجيبه كارتر وكأنما يشعر باقتراب ساعة موته: أعتقد أنه ينبغي أن تكون كذلك. وينصرف إدوارد.
رحيل كارتر وعودة صلة الرحم لإدوارد:
وبينما يدخل كارتر غرفة العمليات لإجراء جراحة خطيرة ،، نرى إدوارد جالساً في سيارته أمام منزل إبنته “إيميلي” ويفتح المغلف الذي تركه له كارتر ، ويُخرج الرسالة التي يقرأها ونسمعها بصوت كارتر:
“لقد ترددت كثيراً محاولاً أن أقرر ما إذا وجب علي كتابة هذه الرسالة لك أم لا ،، وفي نهاية الأمر أدركت أنني سأندم إن لم أفعل ، ففعلت. أعلم أن آخر مرة كنا فيها سوياً لم تكن الأفضل – (نرى عائلة كارتر جالسين جميعهم خارج غرفة العمليات بانتظار النتيجة) – بالتأكيد لم تكن تلك هي النهاية التي تمنيتها لرحلتنا معاً – (نرى إدوارد أمام باب منزل إبنته حاملاً باقة زهور، تفتح ابنته الباب وتندهش، ولكن يبدو على وجهها أيضاً أنها لا تمانع إعادة صلة الرحم مع أبيها) – أعتقد أنني المسئول عن ذلك وأنا آسفٌ لك، ولكن وبكل صدق إن عادت الكَرة لفعلت ذلك ثانية. لقد أخبرتني فرجينيا أنني غادرتها كغريب وعدت إليها كزوج، وأنا مدينٌ لك بذلك، ولا سبيل لي أن أرد كل ما فعلته أنت من أجلي، لذا وبدلاً من محاولتي ذلك أردت فقط أن تفعل أمراً من أجلي .. أن تجلب السعادة إلى حياتك – (الأجواء تتحسن بين إدوارد وابنته) – لقد قلت لي يا إدوارد إنك لست كالجميع – (الطبيب يخرج من غرفة العمليات ويخبر أسرة كارتر بوفاته) – نعم إنك لست كالجميع، ولكن الجميع هم الجميع كما هم ج – (حفيدة إدوارد تتجه نحوه بابتسامة الطفلة الجميلة) – إن راعي – أبرشيتي – يقول إن حياتنا كالينابيع تصب في نهر واحد باتجاه الجنة الكائنة خلف الشلال – (إدوارد ينحني نازلاً تجاه حفيدته ليعانقها ويقبلها من خدها) – لذا عليك يا إدوارد أن تجد المتعة والسعادة في حياتك – (نرى إدوارد يشطب أمنية – تقبيل أجمل فتاة في العالم) – يا صديقي العزيز إدوارد – (كارتر ميتاً في سريره وفرجينيا تمنحه قبلة الوداع) – أغمض عينيك ودع مياه النهر تأخذك إلى بيتك.”
كانت آخر شهور حياته هي أسعد أيام حياتي:
ثم نرى في المشهد التالي إدوارد متحدثاً في مناسبة تأبين كارتر بقاعة كبيرة بها حضور كبير يضم أفراد عائلته، يوجه إدوارد كلامه للحضور قائلاً:
“طاب نهاركم، إسمي إدوارد كول، في الحقيقة لا أعلم ما ينبغي أن يقوله الناس في مثل هذه المناسبات التي وبكل صدق حاولت أن أتجنبها طوال حياتي – (ينظر إلى صورة كارتر عن يمينه ثم يعود بوجهه للحضور مكملاً حديثه) – أبسط الأمور هي أنني أحببته وأفتقده – (إدوارد يحاول مقاومة البكاء الذي يهاجمه) – لقد شاهدت أنا وكارتر العالم سوياً – (يُخرج ورقة لائحة الأمنيات ويضعها أمامه على منصة التحدث) – وإنه لأمرٌ رائع عندما تفكر أنه وقبل ثلاثة شهور فقط كنت أنا وكارتر غرباء تماماً – (إدوارد يشطب في اللائحة أمنية رقم 2 لكارتر – مساعدة غريب للأفضل) – آملُ ألا أبدو أنانياً عندما أقول إن آخر شهور حياته كانت أفضل شهور حياتي – (نرى شخصاً يسير فوق جبل جليدي – وهو عودة إلى مشهد بداية الفيلم) – وقد عرف كارتر ذلك قبل أن أدرك أنا ذلك، وإنني فخورٌ حقاً بأن هذا الرجل – (الدموع تغلب مقاومة إدوارد لها وتبدو بعينيه) – قد رأى أن الأمر يستحق أن يتعرف إليْ، من المنصف أن أقول إن كلانا قد جلب السعادة للآخر، لذا يوماً ما عندما أذهب إلى مكان الراحة الأبدية وحدث أن أفقت وحولي حائط ما وبوابة فإنني أتمنى أن أجد كارتر بجانبي، ليشهد لي، ولكي يريني الحِبال عند طرفها الآخر.”
نعود لمشهد الجبل الجليدي ونكتشف أن الشخص الذي رايناه عن بعد منذ البداية هو “توم” مساعد إدوارد ونقترب لنجده يفتح حقيبة ويُخرج منها علبتين من عُلب البن الفاخر ولكن يبدو أنهما يحويان رماد جثة إدوارد التي يقوم “توم” بدفنها فوق الجبل الجليدي .. ونسمع صوت الراوي “كارتر” كما كان في بداية الفيلم:
“إدوارد بيرمان كول، توفى في شهر مايو وكان ذلك في عصر يوم أحد ….. كان يبلغ من العمر 81 عام – (توم يُخرج من الحقيبة ورقة لائحة الأمنيات ويشطب على أمنية – مشاهدة أمر مهيب) – لا أستطيع حتى الآن الإدعاء بأنني أفهم معنى الحياة، ولكني أستطيع أن أقول إن إدوارد عندما رحل كانت عيناه مقفلتين وكان قلبه مفتوحاً ، وإنني على يقين أنه كان سعيداً بمكان راحته الأبدية لأنه دُفن فوق الجبل .. وهذا مخالف للقانون”.
كتب السيناريو لفيلم The Bucket List جاستين زاكام Justin Zackham وأخرجه روب راينر Rob Reiner وتم عرض الفيلم بالسينمات الأمريكية في بداية عام 2008.