رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

دماغ الشيخ “سيد درويش”

بقلم : سامي فريد

موقف من أحد مواقف صبوة الإسكندرية الشيخ “سيد درويش” حكاه الفنان المطرب كروان مصر في ذلك الوقت “حامد مرسي”، الذي قال إن الشيخ درويش حكي له أنه كان ينتظر موعد قطار السكة الحديد العائد إلى الاسكندرية فجلس في مقهي خمسة باب بمنطقة كلوت بك حتى يحين موعد القطار فاذا به يسمع صراخ امرأة خارج المقهي والتفت الشيخ سيد حوله ليري أي رد فعل على جمهور المقهي فوجد أنهم وكأنهم لم يسمعوا شيئا فنادي جرسون القهوة ليلفت نظره إلى صراخ السيدة في الخارج ليقول الفتى وكأن الموقف لا يعنيه: يا عم واحنا مالنا.. خلينا ف حالنا.. ويرد أحد الجالسين إلى جوار الشيخ سيد: وهى إيه اللي يخرجها ف ساعة زي دي؟!..

ولم يستطع الشيخ سيد السكوت وهو الإسكندراني الجدع فخرج يستطلع الأمر فوجد عددا من عساكر الانجليز يهاجمون امرأة من بنات البلد سحبوا ملاءتها اللف من فوقها وراحوا يعبثون يجسدها محاولين تقبيلها واحتضانها فيما كانت هي تصرخ مستغيثة.

وثارت الدماء في عروق الشيخ سيد فخرج إليهم ليمنعهم عنها وهو يلعنهم ويلعن أيامهم السوداء فالتفت إليه أحد الجنود ليدفعه بعيدا وهو يوجه إليه أقذر الألفاظ التي تلقى ردا فوريا عليها “روسية” من الشيخ سيد انكسرت لها أنفه فنزف دما كثيرا أصابه بالذعر فانطلق يجري هاربا وأسرع زميلاه يجريان هاربين خلفه..

التقط الشيخ سيد ملاءة السيدة من على الأرض وناولها لها وهو يطلب منها الإسراع بالعودة إلى بيتها..

وعاد الشيخ سيد إلى القهوة ليجد كل روادها على الباب ينظرون إليه مندهشين من جرأته وساخطين أنه قلب الليلة غما. وقال صاحب القهوة وهو يطلب من الجرسون إغلاق الأبواب:

اقفل يا بني القهوة بسرعة في دي الليلة اللي مش حتعدي على خير..

ثم موجها كلامه للشيخ سيد:

منك لله.. دلوقتي عربيات الإنجليز حتيجي وحتفتش البيوت عشان تعرف مين اللي اتجرأ وضرب العسكري الإنجليزي.. واحنا يا خويا والبركة فيك مش حنفتح قبل أسبوع على الأقل لحد ما ولاد الكلب دول ينسوا اللي حصل..

عيب نسألوهم

وحكاية أخرى يحكيها الفنان حامد مرسي عن سيد درويش فيقول ان الشيخ يونس القاضي، مؤلف كلمات معظم أغاني سيد درويش، قد قال ذات مرة وهو ينبه الشيخ سيد إلى أن فرق المسرح في مصر تستخدم ألحانه في مسارحها دون إذن منه وأن له بذلك حقوقا مالية مقابل هذا ونصحه بالسفر إلى مصر لمقابلة أصحاب هذه الفرق والاتفاق معهم..

ثم التقى الشيخ يونس القاضي بعد ذلك بالشيخ سيد درويش ليسأله ماذا فعل في مصر.. وهل التقى بأصحاب هذه الفرق؟

وقال الشيخ سيد:

أنا رحت آه.. لكن يا أخي ما لقيت كلام .. انكسفت نتكلم معاهم.. يا أخي دول كاتبين في الإعلانات على باب المسارح تأليف الموسيقار سيد درويش.. وأنا كنت ح أسأل بعد دا كله على فلوس؟، ليه بعد كل الاحترام والتقدير ده.. عيب!..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.