جدة – شهريار النجوم
في تظاهرة سعودية لافتة أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منذ أيام قليلة عن افتتاحه في 12 مارس القادم عبر بوستر يحمل صورة عارضة أزياء سعودية، وذلك بمشاركة أكثر من 100 فيلم من مختلف دول العالم، كما أعلنت إدارته عن استضافة معرض “عندما حلم فيليني ببيكاسو” خلال دورته الافتتاحية، وذلك احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد المخرج الإيطالي الكبير فيدريكو فيليني حيث ستنطلق فعاليات المعرض في الـ 14 من مارس 2020 بالتعاون مع وزارة الثقافة السعودية و السينماتيك الفرنسي ولمدة شهرين.
ويأتي هذا الإعلان متوافقا مع هدف المؤسسة في إلقاء الضوء على منتجات التراث السينمائي الإنساني العالمي، التي تقيم حوارا بين الماضي والحاضر وتبرز وجهات نظر متنوعة، وذلك في إطار توجهات ولي العهد العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” بالانفتاح على العالم، خاصة في مجالات الثقافة والفنون باعتبارها قوى ناعمة لعا تأثيرها على مجريات السياسة العالمية.
معرض “عندما حلم فيليني ببيكاسو ” سيلق الضوء على عدد من أفلام فيليني المستوحاة من لوحات بيكاسو، وكان هذا المعرض قد عقد للمرة الأولى العام الماضي في فرنسا بتنسيق من السينماتيك الفرنسي، كما يحتوي المعرض على إكسسوارات فيليني الفريدة الخاصة بأفلامه مثل البوسترات، والملابس والصور التي سيتم عرضها في المساحة الخاصة بالمعرض في المجلس البلدي بمنطقة البلد بجدة.
ومن جانبه، قال محمود صباغ مدير المهرجان: “منذ زرت المعرض للمرة الأولى في باريس شعرت بضرورة إحضاره الى جدة وإلى جمهور “مهرجان البحر الأحمر السينمائي” في دورته الافتتاحية، تزامناً أيضا مع ذكرى مئوية الراحل فيليني.
وأضاف “صباغ” : نحن نعمل جاهدين على إيجاد بيئة خصبة تحفز الإبداع والخيال السينمائي، وهذا المعرض كفيل بتقديم ذلك لكل زائريه”، حيث يجمع بين فنون السينما والفن التشكيلي في وعاء ثقافي واحد يخاطب الخيال لدى حضور المهرجان.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يتبنى شعار “تغيير السيناريو”، حيث يكرّس دورته الافتتاحية للاحتفاء بروح التغيير والتجديد السينمائي ويكرّم ثلاثة من رواد التغيير، هم “جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، كيم دونغ-هو، مؤسس مهرجان بوسان السينمائي في كوريا الجنوبية، ودانييلا ميشيل المديرة المؤسسة لمهرجان موريليا السينمائي الدولي بالمكسيك”، ويصب هذا التكريم – بحسب مدير المهرجان محمود صباغ – في صميم أهداف المهرجان في تقدير الموروث الشخصي والمؤسسي لرواد عالم صناعة السينما، الذين أسهموا في اطلاق قدرات فنية وروائع سينمائية لأجيال كاملة”.
وأضاف “صبّاغ”: “كما أن لهذا التكريم أهمية أخرى، كونه يتزامن مع اللحظة التأسيسية لقطاع السينما في بلادنا، وما يمكن ان يضيفه تقديم مثل هذه النماذج العالمية الى حوار تأسيس قطاع السينما لدينا، وسوف يتم تقديم ثلاث جوائز يُسر ذهبية للشخصيات المكرّمة، على مجمل مسيرتها العملية، في حفل الافتتاح المزمع إقامته في جدة في يوم 12 مارس 2020.
جدير بالذكر أن المهرجان يقدم جوائزه على النحو التالي: “جائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل وقيمتها 100 ألف دولار، جائزة اليُسر الفضي لأفضل مخرجة وقيمتها 50 ألف دولار، جائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم قصير وقيمتها 50 ألف دولار، مع مكافأة بقيمة 50 ألف دولار تمنح للمخرج(ة) كمساهمة في مشروع فيلمه الطويل الأول، إلى جانب برنامج إقامة فنيّة لمدة 3 أشهر في جدة التاريخية، جائزة اليُسر الفضي لأفضل سيناريو وهى عبارة عن كأس، كما يمنح المهرجان كأس اليُسر الفضي لأفضل مساهمة سينمائية، وكأس اليُسر الفضي لأفضل ممثل وممثلة، فضلا عن جائزة لأفضل فيلم سعودي بالتعاون مع أحد الرعاة.
ويفتتح المهرجان بفيلم سعودي في عرضه العالمي الأول هو الفيلم الروائي”شمس المعارف”، للمخرج فارس قدس، والذي يحكي إنه في عام ٢٠١٠، وفي ذروة نشاط روّاد اليوتيوب في السعودية، يجد الطالب الثانوي حسام نفسه مهتماً بعالم إنتاج الفيديو و المحتوى. ينضم إليه صديقه المقرّب معن، عدوهما السابق إبراهيم، والمدرس الشغوف بصناعة الأفلام عُرابي. وخلال آخر سنة لهم في المدرسة الثانوية، يقرر الفريق إنتاج فيلم رعب بدون ميزانية، وهي مغامرة كبيرة لا يدركون تبعاتها! هذا الفيلم هو نظرة على بدايات حركة صناعة السينما في السعودية، والطاقة والحماس التي دفعت بجيل الشباب في هذا المجال. وهو الحماس نفسه الذي دفع بالأخوين قدس (المخرج والمنتج) من بدايات الانطلاق على يوتيوب، وحتى وصولهما إلى عالم السينما. من أعمالهما السابقة الفيلم القصير “من كآبة المنظر” (٢٠١٦) والمسلسل الرمضاني “كوكب آخر”
فضلا عن هذا الفيلم سيشارك أكثر من 100 فيلم من مختلف دول العالم وقد اخترنا منها أولا : الأنجولي “مكيف هواء” أول الأعمال الروائية الطويلة للمخرج فراديك، يقدم من خلال حبكتها السريالية تفاصيل حياة مجموعة من الشخصيات تعيش وسط أنقاض الحياة والذكريات، ومدينة أنهكتها جراح الحرب الأهلية. هناك، يرحل ماتاكيدو في الشوارع والأزقة في محاولة لاستعادة جهاز تكييف مديره، وتم تأليف الفيلم وإنتاجه وتصويره بالكامل في أنغولا من قبل مجموعة جيل الثمانين الأنغولية.
ثانيا : “نظرة شارلز” والذي يحكي قصة “تشارلز أزنافور” مطرب وملحن، وواحد من أهم كتّاب الأغاني في العصر الحديث، صوّر بأغانيه التي تزيد على ١٢٠٠ أغنية لأكثر من ٧٠ عاماً مستجدات القرن الماضي، ويروي الفيلم بصوت الممثل الفرنسي روماين دوريس قصة مليئة بالحياة والثقافة، فيما تأخدنا عدسة أزنافور إلى عالم آسر يتسم بدقة الملاحظة، وتعدد التفاصيل. هناك، نشاهد ونشهد على فنان عملاق، فيما تواجهنا رؤيته الشخصية للحياة، والفيلم من ، والفيلم من إخراج الفرنسي “مارك ديدومينيكو”.
ثالثا : “أيام أحلى للمخرج القدير “ديريك تسانغ”، والذي يضرب برقة على الوتر الحساس، ويعود من جديد في دراما رومانسية معاصرة تستعير شيئاً من “روميو وجولييت” والقليل من “بوني وكلايد” يجتمعون في حبكة تدور أحداثها في مدرسة ثانوية بالصين. هنا، لا يتواني تسانغ عن تصوير العنف بواقعية صرفة، بل متوحشة أحياناً، مسلطاً الضوء على الآثار الجسدية والنفسية على جيل الشباب المعاصر، فيكشف النقاب عن جراح غير مرئية، يواجهها ضحايا العنف وسوء المعاملة، ويذهب الفيلم في مغامرة ملحمية مؤثرة، يحارب أبطالها من أجل حياة أفضل، وأيام أحلى!