رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مصطفى حجاج .. مطرب يؤكد أن مصر ولادة !

يختار الكلمات والألحان بعناية
كتب : أحمد السماحي

من الأصوات التى ظهرت فى الفترة الأخيرة وتعطينا بارقة أمل في بكره، وتؤكد أن مصر ولادة بالأصوات “الحلوة”، المطرب “مصطفى حجاج” الذي يمكن أن نطلق عليه ونحن مرتاحي الضمير كلمة “مطرب”، فهو يمتلك صوتا عذبا واسع المساحة، يمكن أن يغنى كل القوالب الموسيقية وهو مرتاح ودون بذل أي مجهود، كما أنه يمتلك ميزة أخرى وهى قدرته على غناء كافة الألوان، بمعنى أن باستطاعته أن يغني اللون الشعبي بتمكن، وهذا حدث عندما غنى فى ألبومه الأول “زحمة حياتي” أغنيته الشعبية  “يا بتاع النعناع يا منعنع”، والتى كانت بطاقة تعارف بينه وبين الجمهور، وغنى”يا لوز مقشر”، وفيما بعد “خطوة”، وأيضا قدرته على الغناء اللون الرومانسي كما فعل فى “ما بحنلهاش”، وهذه الميزة لا تتوافر إلا لمطرب “صايع غنا”، أي “مترمط” فى الأفراح والغناء فى الشوارع وعلى السطوح، فهذه المعالة لم يستطع كثيرين تحقيقها بالجمع بين الغناء الشعبي والعاطفي إلا قلة قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة من بداية الغناء لعل أبرزهم عمنا “محمد قنديل”.

و”حجاج” مطرب يرسم فى خيال من يسمعه صور كثيرة للقرية والمدينة والحب والليل والقمر والنسمات المنطلقة فى الفجر  وفى أول المساء، عندما استمعت إليه شعرت منذ أول لحظه بقوة صوته وجماله، وشعرت بأن هذا الصوت سوف يعيش طويلا وسوف يبقى فى الحياة الفنية ويزداد لمعانا وبريقا وجاذبية مع الأيام.

الطريق

سكن الفن خيال “مصطفى حجاج” منذ الطفولة فسعى بما منحه الله من موهبة لأن يحقق هذا الحلم الذي بدأه وعمره ثمانية أعوام، ومن هذا العمر الصغير ألتحق بمدارس أساطين الغناء وتتلمذ على أيديهم فكان “عبدالوهاب، وأم كلثوم، وعبدالحليم، وورده،  ونجاة” وغيرهم  مدرسته التى تخرج منها بنجاح كبير، لهذا لم يدرس الموسيقى دراسة متخصصة، فالحياة وأساطين الغناء ومدارسهم المختلفة كانت أكبر معلم له.

ويخطئ من يظن أن طريق المطرب الشاب كان سهلا أوممهدا، أومعبدا مفروشا بالورود، بالعكس فقد تعب كثيرا وغنى كثيرا، غنى فى كل مكان، وكان يغني بالساعات الطويلة دون كلل أو ملل، وعندما يعود فى الليل يجد أهله يحيطونه بكل الحب والرعاية والدعوات، فيخفف هذا تعبه، كانت كل كلمة حلوة يسمعها عن صوته تزيده إصرارا على تكملة المشوار، حتى يصنع لنفسه مكانا محترما، ومع ذلك فخلال مشواره لم ينج من حملات المغرضين، لكن كانت موهبته تحميه من كل هذه الحملات.

أغانيه تحمل البهجة في طي الوعاناة

هاني محروس

شب الطفل الصغير وأصبح شابا ووسط كل هذه الصعوبات والغناء فى كل مكان يغني أغنية من ألحانه بعنوان “الوجع” كلمات ناصر جلال، وتوزيع أشرف البرنس، فتحقق نجاحا كاسحا، مما جعل المنتج الذكي “هاني محروس” يتصل به، ويطلب التعاون معه وإنتاج ألبوم خاص به.

 فرح “حجاج” بثقة منتج محترف وشاطر يفهم جيدا في “الأصوات”، ويستطيع التفريق بين “الدهب” و” القشرة”، وعلى مدى سنتين هى مدة الإشتغال على الألبوم، قدم صاحب “خطوة” مجموعة من التنويعات الغنائية المختلفة، وجمع بين أكثر من شكل غنائي من خلال ألبومه الأول ” زحمة حياتي” الذي تضمن 10 أغنيات هي “يا منعنع” كلمات وألحان “عزيز الشافعي”، توزيع أسامة عبدالهادي، “ما بحنلهاش”  و”وحشوني” كلمات هيثم سليم، ألحان ياسر أنور، توزيع يحيي يوسف،”ما تدعيش عليا” كلمات محمد شكري، ألحان محمد النادي، توزيع وسام عبدالمنعم، “سكت” كلمات وألحان تامر عاشور، توزيع آسر عاشور، “دهب” كلمات ملاك عادل، ألحان مادي، توزيع وليد شراقي، “زحمة حياتي” كلمات صابر كمال، ألحان شريف بدر، توزيع وسام عبدالمنعم، “يا لوز مقشر” كلمات حسن عطية، ألحان أحمد العتباني، توزيع أسامة سامي، “يارب تممها” كلمات ملاك عادل، ألحان محمد النادي.

غني في عمر صغير ليبرع في عمره الكبير

وفى كل هذه الأغنيات، والأغنيات الأخيرة التى قدمها تجد “حجاج” مهما حدث من جانب حبيبه متفائلا لا يسد الطريق أمامك ولا يقول لك أبدا إن الحياة رديئة وصعبة ولا أمل فيها، بالعكس يعطيك أمل وتفاؤل، لا يشكو ولكنه يسامح، عندما يغني يجف عرق المتعبين، ويبتهج الشقيانيين فى معركة الحياة، عندما يغني يزداد حب الإنسان للحياة وتزداد رغبته فى العمل، وتزداد قوته وقدرته وإرادته على أن يحقق السعادة لنفسه وللآخرين.

“حجاج” بشخصيته الحساسة وموهبته الخصبة يعرف أننا أبناء الشعب العربي لا نبكي وإنما نحن نعرق، ويعرف أننا نتعب ولكننا لا نشكو، ولا ننهار، فأغانيه هى أغانى الحياة والصدق والمعاناة، الراضية بالمقسوم، وأغانيه هى أغاني الحب الحقيقي ليس الحب الذى تبيعه راقصة لأحد السكارى فى أحد النوادي الليلية، ولكنه الحب الذى تحمله ” حنان أو زينب أو فاطمة” الإنسانة البسيطة لحبيبها الذى يكافح ويعمل ويعرق، إن الحبيبة تقول أحبك وهى تمسح العرق عن جبين الحبيب فيكون لكلمة الحب معنى حقيقي كبير، معنى صادق أصيل، و”الحبيبة” هى كل بنت فى بلدنا تعمل بشرف وتحب بصدق وتنظر للمستقبل الطيب وتفكر فيه.

من أجل كل مامضي نراهن على “حجاج” بقوة من خلال “شهريار النجوم”، ونؤكد أنه قادم بقوة أكثر ليعتلي عرش الطرب، ونتمنى من الله أن يبعد عنه الغرور وأصدقاء السوء، ويصون موهبته ويشتغل على حاله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.