خفة ظل (أم كلثوم) مع سيد مكاوي و إسماعيل ياسين والضباط الأحرار !
كتب : سامي فريد
كانت (أم كلثوم) ظريفة من ظرفاء العصر، وتعرفت وصادقت كل ظرفاء عصرها، بداية من (محمد بك البابلي، والشاعر خفيف الظل عبدالحميد الديب، مرورا ببرم التونسي، وزكريا أحمد، ووصولا إلى الشاعر مأمون الشناوي).
* فمن الطرائف التى تذكر عنها، أن أحد أصدقائها اعتذر عن حضور حفلة في منزلها لأن صديقا له يعمل لحاما مات فجأة، فقالت (أم كلثوم)، طيب عذرك مقبول، وكلنا لها، وصاحبك اللحام الله يلحمه !
* ونذكر حكاية (ثومة) الشهيرة مع الشيخ (سيد مكاوي) عندما بدأ في تلحين أغنيتها (يا مسهرني)، وكان معروفا عن السيدة (أم كلثوم) أنها تحترم مواعيدها ومواعيد كل من يعمل معها جدا ولا ترضى بمخالفة المواعيد.
وعند أول موعد للشيخ (سيد مكاوي)معها تأخر عن الحضور بشكل أزعجها وأغضبها، فلما حضر بادرته بعتاب شديد وسألته (أم كلثوم) لماذا تأخر قائلة أنها تكره التأخير وكل من يتأخر.
وكان رد (الشيخ سيد) مضحكا ضحكت له كوكب الشرق وسامحته.
قال الشيخ سيد: وأنا كنت ح أعمل إيه يا ست؟.. ما هو أنا اللي كنت سايق!
* ونادرة ثانية كانت لها مع جار لها عرف بالحاحه الشديد رغم منصبه الكبير ومطاردته لها في كل مكان كانت تذهب إليه لشدة تعلقه بها، وحدث أن (أم كلثوم) كانت مدعوة لحفل استقبال في إحدي السفارات العربية بالزمالك.
وكان جارها معها لا يفارقها فسمحوا لها بالدخول ومنعوه هو فصاح الرجل: أنا مع الست.. أنا جارها فقالت (أم كلثوم) على الفور: سيبوه دا جار ثومة !
(أم كلثوم) وسيد مكاوي
ويذكرنا هذا الموقف وتلك القفشة بقفشة أخرى عندما كان الشيخ (سيد مكاوي) معها لحضور حفل استقبال كبير لها وأثناء صعودها على درجات سلم الفندق انقطع التيار الكهربي عن المنطقة كلها التي غرقت في ظلام كامل.
فأسرعت (أم كلثوم) لتمسك بذراع الشيخ (سيد مكاوي) إلى جوارها منتهزة فرصة الظلام لتقول له: آدي احنا بقينا ف ملعبك.. اسحبنا إنت بقى يا شيخ سيد !!
* فى أحد الأيام كان الشاعر الغنائي (مأمون الشناوي) فى منزلها وقضى أكثر من ساعة وهو يستخدم تليفونها فى الاتصال بأصدقائه، وعندما انتهى (مأمون) أرادت أن تتصل بأحد معارفها، ولكنها اكتشفت أن الحرارة قد انقطعت عن التليفون، فنظرت “ثومه” إلى “مأمون” بهدوء وقالت: أنت خلصته، فضحك الشناوي عاليا.
* ولم يسلم جمهور(الست) من خفة ظلها، ففي إحدى الحفلات أزعجها أحد الحضور أكثر من مرة، وكان ذا شارب ضخم ومميز، فأسكتته بقولها: “تصدق شنبك متربي أحسن منك؟!”.
* وفي مرة أُخري كان أحد الحضور يقاطعها بقوله (ياجاموس الفن) قاصدا أن يقول (يا قاموس الفن)، فردت عليه قائله: (بس فين العجول”اللي تفهم)؟!
* ومن أحب الأكلات إلى (أم كلثوم) كانت تعشق الفسيخ وتفضل صنف (السهلية)على ما عداه، وأهداها صديق من دمياط صفيحة (سهلية”)، ولكنها فوجئت بأنها (سهلية)غريبة جدا، أكبر حجما من اللازم، ولونها أسود من اللازم، فاتصلت بصاحب الهدية وقالت له: أنت نسيت تبعت اللي قولتلك عليه، فرد الرجل: أبدا يا ست، أنا بعتلك الصفيحة إمبارح، فقالت له أيوه ولكن أنا قلتلك (سهلية) مش (سحلية) !
* وفى فترة من الفترات ارتبطت (أم كلثوم) بصداقة وطيدة بالشاعر (كامل الشناوي)، ومرة كانت تجلس معه، وكان قد شرع فى كتابة دراسته عن الشاعر (أبونواس)، وراح (كامل)يستعرض لها مجون (أبونواس) وجنونه، وسألته الست: (واشمعنى ما خترتش غير أبونواس يا كامل؟)، فصمت (كامل)، فأضافت: (انت لازم عندك شذوذ شعري) !
* ذهبت (أم كلثوم) لتغنى في فرح صديقها الموسيقار (رياض السنباطي)، وحضرت مع فرقه كبيره وغنت حتى الصباح، ورغبة منها في تحية (السنباطي) غنت له أحد ألحانه غنت له (ياطول عذابي)، وقال الناس: ماهذا؟، ياساتر يارب، ولما سألوها قالت: طبعاً يا طول عذابك الذي سوف تراه في زواجك !
(أم كلثوم) ووزير الزراعة
* في إحدى المرات كان برفقتها صديقها الشاعر (أحمد رامي) في حفل، وأراد مطرباً ردئ الصوت أن يغني أمام (أم كلثوم)، وما إن شرع في الغناء حتى أدارله (رامي) ظهره، لكن الست أبت أن تفعل هى الأخري كما فعل صديقها، فقالت لصاحبها: (اتعدل يا رامي لحسن الغنا ييجي في ضهرك)!
وبالرغم من أن رامي اكتوى بـ (قافية) الست (م كلثوم) عدة مرات، إلا أنه حذرها من سرعة بديهة (إسماعيل يس)، حتي لاتتورط معه في (قافية) لن تكون نتيجتها في صالحها، لكنها لم تستمع لنصيحته، إذ التقت بـ (سمعة) في صيدلية بمحطة الرمل في الإسكندرية إلي جوار الميزان، فسألته عن وزنه، فأجاب 78 كيلوجرام.
فبادرته: (لازم وزنت من غير بقك)، فطلب منها (إسماعيل) أن تصعد على الميزان ولم تكذب هى خبراً، ولما وزنت نفسها رد إليها دعابتها بقوله: (لازم وزنتي من غيرصوتك)، غيرأن الست تقبلت الدعابة برحابة صدر وشاركت الجميع الضحك.
* ذات ليلة كانت (أم كلثوم) غنى أغنيتها (أهل الملاح والسماح فين أراضيهم؟)، وكان صديقها (محمد البابلي) يجلس فى الصف الأمامي فهب واقفا وصرخ بأعلى صوته (حاجز عليهم البنك يا ست).
وفي إحدى الأيام كانت تجلس مع المرحوم (ديشة الجزار)، الذى كان يملك روحا ساخرة وسألته أفرطلك رمان يا ديشة؟ وأجابها المعلم خفيف الدم: (فرطيلي في عرضك).
ولم يكن الفنانون وحدهم هم المعرضون لخفة ظل (أم كلثوم)، فضباط جيش، وأعيان وباشوات، ووزراء كذلك لم يسلموا من سرعة بديهتها، وردودها الحاضرة.
ففي مرة تقابلت مع أحد الضباط الأحرار وكان بدينا، وبدا أنها لا تذكر اسمه، وعندما سألها كيف لا تذكر اسمه، خرجت من الموقف بصنعة لطافة قائلة: وهى تتحسس جسده البدين: (هفتكرإيه ولاإيه؟!) في إشارة إلى وزنه الزائد.
* وذات يوم كانت تحضرمباراة كرة قدم إلي جوار أحد الباشوات، وعندما فتحت حقيبتها، أطال النظرفيها بشكل ملفت، فأثنته عن ذلك بقولها: (حاسب يا باشا لتقع في الشنطة).
* وفي مرة أخرى كانت تحضرزفاف أحد أقرباء وزيرزراعة سابق قد أسرف في أكل الجرجير، فبادرته قائلة: (يعني معاليك عاوز تفهمنا إنك وزيرزراعة؟).