بقلم محمد حبوشة
(شريف سلامة) واحد من الممثلين الذين يندمجون بكل طبيعته اندماجا إيجابيا فيما يقوم به من أدوار تمثيلية، ولهذا السبب يكرس نفسه كلها على مستوى الجسد والروح للدور الذي يؤديه، لأنه لابد أن يحس بالدافع أو المادة ليستطيع بطريقة انعكاسية أن يؤثر في طبيعتنا الجسدية ويدفعها إلى العمل.
وهذه الملكة ذات أهمية عظمى في مهارته الفنية العاطفية، من أجل هذا فكل حركة يقوم بها وكل كلمة ينطق بها هى نتيجة للحياة الصحيحة لخيالنا الباعث على الإبداع.
النجم الشاب (شريف سلامة) هو ذئب التمثيل المصري، صاحب الموهبة المميزة والإطلالة الأنيقة، والذي تمكن خلال فترة قصيرة من إظهار قدراته وإمكاناته في عالم التمثيل، كما تمكن في الوقت ذاته من اكتساب شهرة واسعة ساعدته للحصول على العديد من الأدوار المهمة في مختلف الأعمال التلفزيونية والسينمائية.
ولهذا يعتبر (شريف سلامة) واحدا من أبرز الوجوه الشبابية في الساحة الفنية المصرية حاليا، ولا يزال مستمرا في تقديم الأعمال الناجحة في التلفزيون والسينما.
(شريف سلامة) فنان يسعى إلى التجديد
نعم (شريف سلامة) فنان يسعى إلى التجديد وتغيير جلده بصفة مستمرة في كل عمل يقدمه، ومن هنا فهو يفضل الغياب عن الساحة إذا فشل في العثور على عمل فني يحترم عقول الجمهور.
فهو الرومانسي العاشق في (الخطيئة) والإرهابي في (السهام المارقة) والضابط في (الخروج)، وهو نفسه الذي خطف الأنظار في الأيام الماضية (آدم) في شخصيته الهادئة التي تميل إلى الانتقام لأحيه في مسلسل (العودة) الذي يعرض الآن على منصة (وواتش إت) الإلكترونية، وهو الأكاديمي الذي يعلم فنون التمثيل في (ورق التوت) الذي انتهى مؤخرا.
يختار (شريف سلامة) تجارب جديدة سواء فى السينما أو الدراما، حيث وضع بصمة خاصة له مؤخرا، إلا أنه ركز فى الفترة الماضية على الأعمال الدرامية التى رغم عدم توزيعها بشكل جيد إلا أنه سعيد بنجاح التجارب التى تعتبر جديدة على السياق الدرامى الذى يسير عليه أغلب المسلسلات ويعوض غيابه دائما عن الموسم الرمضانى.
وذلك على جناح تحقيق نسبة مشاهدة عالية، ودائما ما يسعى للحصول على أدوار مناسبة بعيدًا عن صراعات البطولة الأحادية، وهذا ما يؤكد عليه دوما بأنه لا يشغله تحمل مسؤلية البطوله المطلقه بقدر حرصه على إرضاء ذوق جمهوره الذي يحترمه من خلال دور يترك بصمة في أذهانهم.
(شريف سلامة) و(إمراة من زمن الحب)
في القاهرة، ولد (شريف سلامة) لأسرة فنية جدا، فوالده هو المخرج المسرحى الراحل (سلامة حسن)، وشقيقته الفنانة (منال سلامة)، زوجة المخرج المعروف عادل أديب،، ودرس شريف بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج سنة 2003.
في أثناء قيامه بالدراسة في المعهد رفض تماما الظهور بأعمال تليفزيونية أو سينمائية وفضل البداية من وراء الكاميرا، فعمل كمصور ومساعد مصور واشترك في تصوير إعلانات كتير وفيديو كليبات، واستمر بالعمل حتى أصبح مساعد مخرج لمدة استمرت أكثر من ثلاث سنوات.
أول أعمال (شريف) التليفزيونية كان عبارة مشهد في مسلسل (إمراة من زمن الحب) مع الفنانة الكبيرة والقديرة (سميرة أحمد)، وبعد ذلك اشترك في مسلسل (عائلة عابدين) حلقات منفصلة، وغاب مرة أخرى للدراسة والتعليم والاستفادة أكتر من خلف الكاميرات حتى عاد سنة 2002 بمسلسل (البنات).
وغاب ثانية لمدة عامين وكان قد انتهى من دراسته واشترك في مسلسل (يا ورد مين يشتريك) مرة أخرى مع الفنانة سميرة أحمد سنة 2004.
وفي نفس العام اشترك في مسلسل (محمود المصري) مع النجم محمود عبد العزيز، وفي عام 2005 اشترك في مسلسل (أرض الرجال ) مع الفنان صلاح السعدني، وأيضا قدم في نفس العام في عيد الفطر فيلم (درس خصوصي) وفي عيد الأضحى لنفس العام فيلم (دم الغزال).
شريف سلامة و(حضرة المتهم أبي)
في عام 2006 شارك (شريف سلامة) في مسلسل (حضرة المتهم أبي) مع الفنان نور الشريف، ومن إخراج رباب حسين، وفي عام 2007 شارك في فيلم (مرجان أحمد مرجان) مع الزعيم عادل إمام وميرفت أمين ومن إخراج علي إدريس.
وعام 2008 شارك في سيت كوم (العيادة) الجزء الأول مع أحمد زاهر ومن إخراج عمرو عرفة، أما عام 2009 فكان انطلاقة كبيرة له حيث شارك في مسلسل (حرب الجواسيس)، ومسلسل (جنة إبليس) وفيلم (مقلب حرامية)، وفي عام 2010 شارك في مسلسل (ملكة في المفنى) ومسلسل (العار).
عام 2011 قام (شريف سلامة) ببطولة سيت كوم (الباب في الباب) الجزء الأول مع كارولين خليل وليلى طاهر ومن إخراج أسامة العبد، وفي عام 2012 قدم الجزء الثاني من سيت كوم (الباب في الباب).
كما شارك في مسلسل (نابليون والمحروسة) مع ليلى علوي وسون بدر ومجموعة من الفنانين المصريين والعرب ومن إخراج شوقي الماجري، وفي عام 2014 شارك النجمة العربية نسرين طافش بطولة مسلسل (تحالف الصبار).
(شريف سلامة)..مسيرة فنية متميزة
استمر (شريف سلامة) بمسيرته الفنية، وفي عام 2015 لعب الدور الرئيسي أمام الفنانة سيرين عبد النور في الفيلم الرومانسي الكوميدي (سوء تفاهم)، تبعه في العام التالي مشاركته مع درة وياسر الطوبجي في الفيلم الكوميدي الدرامي (الباب يفوت أمل) للمخرج أحمد البنداري.
وفي نفس العام شارك بالمسلسل الدرامي الرومانسي (مدرسة الحب)، ومسلسل الغموض والدراما (الخروج) الذي تقاسم بطولته مع ظافر العابدين ودرة، وفي عام 2017 ظهر بشخصية شمس بدران في الجزء الثاني من المسلسل التاريخي (الجماعة) مع المخرج شريف البنداري.
وفي العام التالي لعب دور البطولة مع دينا يوسف وشيري عادل في مسلسل التشويق والإثارة (السهام المارقة) الذي تناول العديد من القضايا الحساسة.
أما في عام 2019 فقد لعب (شريف سلامة) دور مصطفى في الجزء الثالث من المسلسل الدرامي الرومانسي (نصيبي وقسمتك)، كما كان له ظهور في مسلسل الدراما والجريمة في (كل أسبوع يوم جمعة) الذي عُرض في يناير من عام 2020.
وشارك (شريف سلامة) مشاركة كبيرة وفعالة في مسلسل (أسود فاتح) الذي كان من بطولة الفنانة هيفاء وهبي، وإخراج كريم العدل.
وعن مسلسل (أسود فاتح) يقول: كان التحدي الجديد هو تجسيد الشخصية نفسها وصعوبتها، فالدور مختلف وغريب تماما عن ما قدمته من قبل، وبالنسبة لى تغيير لجلدي، كما دفعتني شخصية (سيف) لفعل أشياء غريبة لم يتعود الجمهور على فيها، فأجبرتني الشخصية على عمل (تاتو) ووضع حلق في أذني وأشياء غريبة أخرى فوجئ بها الجمهور.
وقد احتاجت الشخصية مني تحضيرات كثيرة لمعرفة تفاصيلها وأبعادها على جميع المستويات، حيث استعنت بدراسة بعض الكتب ومشاهدة العديد من الأعمال الفنية من نوعية تلك الشخصيات المركبة الغريبة، بالإضافة إلى تجاربي في الحياة ساعدتني من كافة النواحي لأجسّد الدور على النحو المطلوب تماما.
(شريف سلامة) و(أسود فاتح)
وأضاف الفنان (شريف سلامة): إن شخصية (سيف) التي يجسدها في مسلسل (أسود فاتح) متمردة وذكية وجذابة بشكل كبير لأي ممثل يتمنى التغيير، ومن هنا فقد لاحظت نضج (شريف سلامة) في هذا المسلسل بما امتلكه من تكنيك خاص في تجسيد شخصية محورية بالمسلسل.
خاصة أنها تجمع عدة صفات أهمها النجاح والذكاء والتمرد، وقد ظهر ذلك خلال الأحداث بالإضافة لجاذبيتها للممثل لأنها تتضمن طابعا نفسيا خاصا تجعله يتحكم في تصرفاته بحزم، ومن ناحيته كممثل حاول تقديمها بشكل مختلف كي تصل إلى الناس بصدق.
وربما ساهم في ظهور الإحساس والمصداقية والتلقائية مع الجمهور على هذا النحو عندما تفاعل مع الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، حيث قال: (العمل معها كان رائعا فهي فنانة جميلة وشخصية سلسلة وبسيطة وكواليس العمل شاهدة على ذلك).
ومن ناحية أخرى أكد النجم الشاب (شريف سلامة) أنه لا يشعر بالقلق بعد عرض المسلسل على إحدى المنصات الرقمية قائلاً: (مستقبل الدراما سيكون في المنصات الرقمية، فنحن نعيش في تطور تكنولوجي كبير ومفرح، ويجب استخدامه بشكل كبير لمواكبة التطور.
بالإضافة إلى سهولة متابعة العمل عبرها بأشكال متنوعة، ويصف (سلامة) وجوده الفني حالياً بـ (الحذر) ويقول: أختار أدوار البطولة بعناية وحتى في الأعمال التي أظهر فيها كضيف شرف أشدد كذلك على أهميتها، فدوري في مسلسل (السهام المارقة) على سبيل المثال وضعني في قالب تقديم الأدوار المتنوعة.
واختياري لدور بعد هذا العمل حتم على بالضرورة التدقيق، فإذا وضعنا شخصية (سيف) في (أسود فاتح)، وشخصية (عمار) في (السهام المارقة) في لوحة واحدة فسيكون هناك اختلاف كبير بينهما وهو المطلوب بالنسبة لي.
وفي النهاية لابد لنا من تحية نقدم تحية تقدير واحترام من جانب بوابة (شهريار النجوم) للفنان والنجم الشاب (شريف سلامة) الذي أثبت أنه ذئب تمثيل مصري قادم على الطريق الصعب في الأداء.
ومن ثم وضعناه (في دائرة الضوء) لتسليط أضواء كاشفة على حياته ومشواره وتألقه الذي بدا مؤخرا ليؤكد على موهبته الكبيرة في التجسيد الدرامي الحي كما تجلى ذلك في مسلسله الرائع (أسود فاتح)، ومؤخرا في مسلسلي (العودة) و(ورق التوت) اللذين قدم من خلالها دورين مركبين يعكسان موهبته فائقة الجودة في الأداء الجاد.