
بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
على إحدى المحطات الألمانيه وأنا أبحث متجولاً كعادتي اليومية للبحث عن أخبار لما يحدث في العالم، شاهدت حواراً جاذباً عن (الذكاء الاصطناعي) وخطورة استخدامة التي تصل لحد ارتكاب الجرائم.
لم يعد (الذكاء الاصطناعي) مجرد أداة لتحسين جودة الحياة أو تسريع نمط الابتكارالعلمي، فالعالم اليوم يقف على حافة مرحلة جديدة يصبح فيها الاستخدام شريكاً محتملاً في تنفيذ الجرائم المعقدة.. اعتدلت أتابع في فضول فهو ينفذ ذلك ليس من حيث التخطيط، بل وصل إلى التنفيذ المباشر، وهذا ما قدمه مسلسل ألماني حين ناقش فكرة استخدام (الذكاء الاصطناعي) في إيقاف القلب البشري بدقة قاتلة.
هذه الفكرة وإن بدت درامية إلا أنها تستند إلى مخاوف حقيقية ترتبط بتطور تقنيات التحكم عن بعد والاختراق الحيوي وتحليل البيانات الجسدية، وتأتي الخطورة حين تلتقي القوة الحاسوبية لـ (الذكاء الاصطناعي) وتندمج مع الأجهزة البيومترية، مثل منظمات ضربات القلب او مضخات الأنسولين وأجهزة قياس النبض المزروعة.
فتلك الأجهزة تعتمد على برمجيات يمكن إختراقها إن لم تصمم بمستويات عالية من الأمان ومع دخول (الذكاء الاصطناعي) إلى دوائر الاختراق تصبح القدرة على تحليل الثغرات وتنفيذ هجوم دقيق لإيقاف جهاز طبي امراً ممكناً وخطيراً.
انتهت الحلقة وانتقلت إلى مخدعي محاولاً النوم.. عبثاً فقد تكاثرت الإسئله في رأسي: إلى أين يتجه العالم؟، وما هو القادم؟، وماذا بعد المسيرات وأحدث لبنان والقتل عن بعد لمن يحمل البيجر؟، وسباق جنوني في استخدامات (الذكاء الاصطناعي).
وهذا الحوار الذي انتهيت منه يؤكد خطورة القادم.. إلي أين تتجه البشرية؟، وهل أصبح جنون القوة مسيطراً؟.. ثم أين نحن وكما أعرف الخطورة في هذا الصراع هو تحكم المبتكر والصانع في تلك الاختراعات، أما المستخدم فهو ينتظر مشاهداً وهرب النوم.

أدوات الحروب المدمرة
استيقظت بعد محاولات فاشلة واتصلت بإبن اختي مهندس متخصص في علوم الكومبيوتر ليطمئن قلبي وأعرف إلى اين تتجه ثورة (الذكاء الاصطناعي)، وكيف تؤثر على اختراعات أجهزة وأدوات الحروب المدمرة، وخطورة أن تصل الي الاستخدام في الجرائم؟
تأكدت مخاوفي بعد مكالمة مع المتخصص.. نعم إنه صراع بين الدول العظمى والكبرى لكي تكون الحروب في المستقبل بأقصى درجات استخدام (الذكاء الاصطناعي)، ويقل استخدام البشر والجنود في الحروب وتصبح الربوتات هى من تحارب ويستغل العقل في صناعة بديل البشر لقيمة الفرد لديهم!
والسؤال: هل سيقف العالم أمام خطورة القادم؟، وهل البشرية تقترب من أمن وسلام ام مزيد من صراعات وسيطرة القوة ومن يمتلك القوة يمتلك معها مزيد من جبروت وأطماع؟.. ما مصير ثروات الشعوب وكيفية تأمين المواطنين؟
أسألة كثيرة تبحث عن إجابات تصبح فيها الإجابة واضحة جلية، فما حدث ويحدث في غزة وسوريا ولبنان وتوحش المحتل الصهيوني ومحاولات استقطاع أجزاء من أوطان حوله هو أكبر إجابة على السؤال الصعب: (أين يتجه العالم وماتأثير القوة على مزيد من صراعات إقليمية وعالمية).
لعل ما يحدث حولنا يجعل المواطن المصري يدرك خطورة ما يعيشه العالم، ويعرف أن مصر قرأت المشهد العام فهي تتابع بيقظة، وكان أهم قرار هو بناء جيش قوي يحافظ على أرضه ومكتسباته التاريخية.. جيش لم يعتدي، ولم تكن له أية أطماع، جيش للردع والحماية وطني يعرف قيمة الأرض والوطن والعرض.
وأعظم ما أثلج قلبى أنه وبعد متابعة تجليات (الذكاء الاصطناعي)، والبحث والقرأة لكل ما يتعلق بما وصلت إليه الدول الكبرى في الصناعات العسكرية والمسيرات، تأكدت أن مصر تتابع عن كثب وإدراك لخطورة القادم، فأدخلت كل مفردات علوم الحداثة وعلوم التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في الكليات العسكرية.
واهتمت بأن تكون متابعه لكل جديد لكي تكون الصناعات العسكرية بأحدث تقنيات كل جديد وحديث، وكان تنوع مصادر السلاح من أكثر الدول تقدماً في الصناعات العسكرية هو اكبر دليل لأهمية أأأأنأن نتعرف بكل جديد، بل ونستورد ونصنع ويضيف رجالنا وشبابنا تعديلات وإضافات تلائم احتياجتنا.
إنها مصر ومحبيها يا سادة مصر التي تعمل في صمت، وتدرك ما حدث حولنا في عالم اقترب كل عاقل أن يدرك أننا أصبحنا نعيش صراعات وأطماع للبعض تستدعي اليقظه واللحمة الوطنية.

الشعب السوداني ما زال يعاني
صراعات حولنا أكدت أن المنظومة الدوليه وما أنتجته من هيئات ومنظمات أصبحت عاجزة أمام طموحات محتل أو أطماع للبعض كما حدث في في غزة، لبنان والسودان الشقيق.
ما حدث للمواطن السوداني وما فعلته الأطماع في خيراته من تشريد ومعاناة ودماء تسيل وفقط شجب وتنديد، والواقع المؤلم أن الشعب السوداني ما زال يعاني، إنه صراع القوة وسباق امتلاك الأحدث من الاسلحة، بل والسعي للأسلحه النوويو
وها نحن نتابع حتي أوروبا تعاني وتشارك في تجنب ويلات حرب عالمية ثالثه قد نتخيل بدايتها، ولكننا لا نستطيع أن نعرف نتائجها، وكأن العالم تجاهل مهازل الحرب العالمية الثانية.
إنها دعوة لليقظة والحفاظ على تنمية وعي المواطن المصري حتى نحافظ على وطن عريق يستحق، في زمن عجيب أصبحت القوة والاستعانة بكل مهارات العقل وتجليات (الذكاء الاصطناعي)، فهى أكبر داعم للبقاء فلم أخش فقط استخدامها للجرائم الفردية، فالأخطر أنها أصبحت قابلة لتدمير الأوطان ودمار البشرية.. حفظ الله مصر التي تنطلق واعية وتستحق.