بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
الإعلام المصري الرسمي والموازي والخاص، دخلوا جميعا بوابة التنظيم منذ حراك 2011 ومرحلة التغيير في النظام السياسي، والتحول الحاصل بعدها، واجتمعت لجان الخبراء المشكلة من أساتذة (الإعلام) وخبراء الإعلام الرسمي والمستقل.
وعلى مدار عام ونصف من البحث والمقارنة والنقاش والاختلاف والعصف الذهني والصياغة، والتي أفرزت مشروعات نظم ولوائح وقوانين التنظيم وهيئات (الإعلام) المقترحة، ثم دخلت هذه المقترحات لجان الحكومة المتخصصة وخرجت لتصدر قوانين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وهيئتي الإعلام والصحافة؟
ومرت سنوات من الانتظار لتنظيم المشهد وانتظرنا ولم ينتظيم مشهد (الإعلام)، بمعني أن يتم تنظيم الشبكات ووضع هوية ملائمة لكل شبكة وقناة وبرنامج، ويتم ضبط خرائط البث ومنع التكرار والتشابه ومراعاة أوقات المشاهدة وتصنيف الجمهور المستهدف.
ومراجعة المحتوى، وتنافسيته، ومدى تطابق رسائله مع أهداف الوطن وأهله، ومدى إضافته لقوى مصر الناعمة، وإصدار مواصفات كل منتج، وأكواد المشاهدة، وآليات المتابعة وسبل ضمان حقوق المشاهدة، وضمان تنوع (الإعلام) والعدالة الإعلامية في المحتوي والضيوف ومقدمي الخدمة والمناطق عبر ربوع الوطن.
وضمان تولي صناع المحتوى ريادة المشهد، مرت التشريعات والمجلس والهيئات والنقابات ولم ينتظم المشهد، واستمرت المسيرة تحت شعار المسئولية المجتمعية للإعلام أمام وطنه وأهله وتلك مسئولية القائمين على المشهد وصناع محتواه وكوادره ومقدمي الخدمة وخبراء المجتمع.
ولكن مسار (الإعلام) لم يكتمل بشكل مهني صائب، فغاب عن الإنتاج ماغاب من إنتاج عصري للأطفال وللشباب وللأسرة وللفئات المهمشة ولأطراف الوطن.. وغاب إنتاج تنموي يجسد إنجازات الوطن، وإنتاج ثقافي تنويري وغاب إنتاج لأبنائنا في الخارج.. وغاب الإنتاج الديني والتاريخي والوثائقي.
تشويه وإساءة وبلطجة
وتقدمت شاشات علينا، وتقدم إنتاج عنا، وتصارعت دول المنطقة على بسط النفوذ والقوي الناعمة، وترهل وتشابه وتقوقع محتوانا، ولم يكترث أحد بهذا الترهل والتراجع، واهتم القائمين على أمر (الإعلام) بتنمية علاقاتهم وتعظيم استثماراتهم، وتمكين معارفهم، وإقصاء ذوى الخبرة…وتخوين البعض الآخر.. وإهمال المحتوى.. وغض البصر عما يذاع حولنا.. وتهميش حاجة الوطن وأهله.
ثم جاءت الدراما بما جاءت من تشويه وإساءة وبلطجة وخيانة وقتل وتجارة الممنوعات حتى وجب التنبيه بإصلاح المسار، وجاءت دعوتي السيد الرئيس بتهذيب الدراما وتطوير الإعلام – رغم مشاغله ومهامه الجسيمة – ولم نر ورقة عمل إصلاح الدراما بعد عامل كامل من دعوة السيد الرئيس.
وها قد أنهت لجان التطوير جلساتها ونقاشاتها وأفرزت فكرا للتطوير سيتم رفعه للسيد رئيس الوزراء ومن ثم للسيد الرئيس صاحب دعوتي الإصلاح، فهل سيتم الآن إصلاح مسار الدراما وتطوير (الإعلام) أم نتجه إلى مابعد التنظيم والتطوير والمسئولية المجتمعيه إلي الحوكمه الذاتيه لكل شبكة وقناة ومقدم خدمة، ليكون كل كادر بضميره رقيبا علي أدائه وعلي رسالته وعلى مهنيته وعلى حقوق الوطن ومشاهديه.
فهل وصلنا إلى الحوكمة الذاتية المهنية والاقتصادية، أم مازال هناك أمل في مسيرة التطوير والإصلاح بعد فشل حوار التنظيم الذاتي والمسئولية المجتمعية.. نتمني ونتطلع ونتوق وننتظر خطة إصلاح (الإعلام) والدراما، وملامح إعلام الغد ودراماه ومحتوى مصري عصري تنافسي متنوع يلائم قيمة مصر وقامتها وإعلامها وريادتها وحق الوطن وطموح المواطن.
ويناسب خبرات وكوادر مصر في المجال الإعلامي والدرامي.. فهل آن الأوان لمشهد إعلامي وطني عصري مسئول؟.. وهل جاءت لحظة اجتماع أبناء مصر في الداخل والخارج أمام شاشات إعلامهم.. وهل حانت لحظة إستكمال ماغاب من إنتاج مهم.. وهل سنرى تغييرا في الوجوه.. وتغييرا في الكوادر.. وتغييرا في جودة المحتوي؟
وهل نعود لريادتنا ولقوانا الناعمة.. وهل يعود (الإعلام) وأهله إلى رشدهم.. تلك أمنية وطنية خالصة.. وأمل ينتظره أهل مصر وقيادتها.. وكلنا أمل في أن القادم أفضل بفضل الله وعزيمة أبناء مصر.. ومتابعة القائد لكل قطاعات العمل الوطني.. اللهم آمين.. حمى الله مصر وتحيا دوما مصر المحروسه بفضل الله.