تكريم الدكتور (إبراهيم أبو ذكري) في لحظة فخر تتوارثها الأجيال

كتب: محمد حبوشة
في لحظة فخر تتوارثها الأجيال عن كثب، شهدت الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر العلمي التاسع لكلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات (MTI) لحظة إنسانية لا تُشبه سواها في زخمها ودلالتها الرمزية.. ففي أجواء مفعمة بالهيبة والامتنان والعطاء، لحظة تكريم الدكتور (إبراهيم أبو ذكري)..
لحظة تاريخية تحمل عمق التجربة الإعلامية الكبيرة للمكرم صاحب التاريخ العريض الدكتور (إبراهيم أبو ذكري)، الذي عمل طويلا على امتداد العالم العربي – بحكم منصبه كرئيس لاتحاد المنتجين العرب – في تلك اللحظة امتزجت في تلك اللحظة مشاعر الأبوة بالفخر، والعطاء بالامتداد لمسيرة إعلامية تصل إلى أكثر نصف قرن من العمل الدؤوب في مجالات الإنتاج الفني والصحافة والإعلام.
وقف الدكتور (إبراهيم أبوذكري) يشهد تكريمه في المنصة ذاتها التي صعد إليها ابنه (كريم إبراهيم أبوذكري) لينال تكريمه في اليوم نفسه، والساعة ذاتها، والمناسبة عينها.. كانت تلك اللحظة أشبه بعبور جميل بين جيلين.
جيل بذل واجتهد وترك بصمة مضيئة في عالم الإعلام والإنتاج، وجيل يسير على الطريق ذاته بحلم أكبر وخطى أكثر ثباتا، ليكتب التاريخ مشهدا لا يتكرر كثيرا: أبٌ يُكرم على مسيرته الطويلة في الإنتاج الفني.. وولد يُكرم بجواره، شاهدا على ثمرة القيم التي تربى عليها، وفي دأب وإصرار يواصل السير على نفس الطريق الصعب.

تكريم الفنان محمد صبحي
وقد قامت أ.د/ ألفت كامل رئيس الجامعة، وبمشاركة أ.د/ سامي الشريف عميد كلية الإعلام ورئيس المؤتمر، بتكريم نخبة من رموز الفن والإعلام والإنتاج، تقديرا لإسهاماتهم في دعم صناعة الإعلام والترفيه وتعزيز المسؤولية المجتمعية، وكان من بين هذا الصف المضيء الدكتور (إبراهيم أبوذكري)، وابنه المنتج الشاب كريم إبراهيم أبوذكري.
كان التكريم التاريخيّ بين الأب (إبراهيم أبو ذكري) وابنه (كريم) ضمن نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة في مجالات الإنتاج والفنون، على مقدمتهم الفنان (محمد صبحي)، والدكتورة (غادة جبارة) رئيس أكاديمية الفنون.
إلى جانب السفير (أحمد رشيد خطاب) الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، ولفيف من الشخصيات العامة من صُناع المحتوى والإعلاميين والمهتمين بالشأن الأكاديمي، في مشهد يؤكد أهمية المؤتمر كمنصة تجمع بين الخبرة العملية والرؤية العلمية لتنوير دروب هذا الوطن الكبير من المحيط إلى الخليج تحت راية إعلامية واحدة تنمو وتكبر يوما بعد يوم.
لحظة في مشهدٌ جمع بين الرؤية والخبرة، وبين الحلم الذي بدأ.. والحلم الذي يستمر.. لحظة تسلم الدكتور (إبراهيم أبوذكري) درع التكريم لم تكن مجرد احتفاء بمسيرة غنية بالإنجاز.. بل كانت لحظة تفيض بالعاطفة، حين امتد البصر ليجد ابنه يقف على المنصة ذاتها، يحمل درعه هو الآخر – وكأن القدر كتب للفرحة أن تتكرر في القلب مرتين.. مرة بذكرى العمر، ومرة بزهرة الامتداد.
اختلطت الدموع بالابتسامة لحظة تكريم الدكتور (إبراهيم أبو ذكري).. وامتلأت القلوب بسلامٍ عميق، حين شعر الأب أن رسالته لم تنتهِ، بل انتقلت في أجمل صورها إلى الجيل الذي يحمل اسمه، ويمضي به بثقة ومسؤولية وإبداع في نفس مجال الإنتاج الفني.

حين تلتقي بالمهنة بنفس الطريق
لقد جاء تكريم الدكتور (إبراهيم أبو ذكري) ليجسد معنى العائلة حين تلتقي بالمهنة ذاتها والطريق نفسه، وونفس الرسالة حين تُورّث، والعمل حين يتحول إلى إرثٍ إنسانيّ يتناقله الزمان عبر مساحات من الإبداع الفني الذي يبني في زمن الإغتراب الفني الحالي.
أُقيمت فعاليات المؤتمر بحضور (أحمد رشيد خطاب) الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، وضمن إطار فكري يسعى لتعزيز دور الإعلام في صناعة الترفيه وتأثيره على الوعي العام والقيم المجتمعية، تحت رعاية أ.د/ ألفت كامل رئيس الجامعة، وبرعاية معالي أ.د/ أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وإشراف أ.د/ سامي الشريف، وأمانة أ.د/ ميرال مصطفى وكيلة الدراسات العليا والبحوث.
وهكذا سيبقى هذا اليوم محفورًا في الذاكرة.. يومٌ وقف فيه الأب والابن على منصة واحدة.. وتصافحت فيه التجربة مع الأمل.. وتوحد فيه الفخر بين القلبين اللذين يصبان في خدمة الفن المصري العريق.. تحية تقدير واحترام للدكتور (إبراهيم أبو ذكري).. متعه الله بالصحة والعافية، وأمد في عمره ليجسر طرق من الإبداع الفني والإعلام الذي يبقى راسخا في الذاكرة الجمعية لهذا الوطن.