رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
فيلم سينمائي مهترئ السيناريو، مليئ بالإفلاس والتزييف الفني!
أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
أحمد السماحي

بقلم الكاتب الصحفي: أحمد السماحي

الشعور الأول الذي يخرج به المشاهد من فيلم (الست) الذي يجسد أو يستوحي أحداثه من قصة حياة أسطورة الغناء (أم كلثوم) هو الغيظ الشديد، والكثير من التساؤلات حول جدوى تشويه صورة هذه الإنسانة والفنانة العظيمة التي أخلصت لوطنها بسخاء، وللإنسانية بصفاء فنها الراقي الذي يهذب القلوب والعقول.

ولعل مصدر الغيظ الشديد بسبب أن مجموعة النجوم المحبوبة أصحاب فريق عمل فيلم (الست) أضاعوا فرصة ذهبية توفرت لهم بسبب الإنتاج السخي الذي لم يحدث من قبل، ليدفعوا لنا بفيلم سينمائي مهترئ السيناريو، مليئ بالإفلاس والتزييف الفني!

هل يعقل أن (أم كلثوم) أميرة الظرف التى حكى عن ظرفها عشرات ممن عاشروها وارتبطوا بعلاقات صداقة بها، وكانوا يقولون عنها (بنت نكته)، تظهر في فيلم (الست) بهذا الشكل المتجهم الكئيب، ولا نرى أسنانها مرة واحدة وهى تضحك، ضحكة واحدة؟!

وهل يعقل أن نرى كل هذا الكم من الأخطاء التاريخية والمغالطات دون أن تكون هناك جهة محترمة من المؤرخين والباحثين الفنيين لمراجعة الأحداث والتواريخ؟!

وكيف سمح مؤلف الفيلم (أحمد مراد) لنفسه بخيال مصنوع أن يظهر والد أم كلثوم بهذه الصورة، التى تؤكد جشعه للمال في حين أنه كان متحضرا جدا، وسابق عصره، وسمح لابنته بالغناء، وكان كريما، وأمينا عليها، يحرص أن تأخذ حقوقها من متعهدي الحفلات.

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
من أبرز الأخطاء التاريخية في فيلم (الست) موقف التحدي الذي لجأت إليه لأبيها

تحدي أم كلثوم لوالدها

من أبرز الأخطاء التاريخية في فيلم (الست) موقف التحدي الذي لجأت إليه (أم كلثوم) على لسان (منى زكي) لأبيها في بداية استقرارها في القاهرة، وتحقيق النجاح، عندما طعنتها مجلة (المسرح) في شرفها، فقرر الوالد العودة مجددا إلى قريتهم (طماي الزهايرة).

ظهر في الفيلم أن (منى زكي) تحدت والدها بشكل مستفز، وأصرت على البقاء، مهددة له بأنه في حال عودتها لـ (طماي الزهايرة) ستجلس في البيت، وستنقطع عن الغناء، وبالتالي لن يجني من ورائها أي عائد مادي!

في حين أن (أم كلثوم) كما جاء في مذكراتها مع الكاتب الكبير (محمود عوض) قالت عن هذه الواقعة: (رحت استنجد بأصدقاء أبي، أرجو منهم أن يحضروا لإقناعه بالعدول عن الهجرة من القاهرة، ورفض أبي وساطة هذه الوفود.

وعندها استسلمت للأمر الواقع، جاء صديق العائلة عازف العود (أمين المهدي) الذي ربطت بينا وبين عائلتي صداقة وطيدة، وقال لأبي: إن معنى مغادرتكم القاهرة أن الخبر الذي نشرته مجلة (المسرح) صحيح، فالناس تهرب من الحقيقة ولا تهرب من الأكاذيب، وأقتنع أبي بكلامه ولم نرجع للقرية).

أي معنى هذا أن (الست) استسلمت للأمر الواقع، ولجأت للأصدقاء، ولم تتمرد ولم تتحدى والدها كما ظهر في الفيلم!

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
ليس صحيحا أنها كانت بخيلة وتعامل والدها بصلف

جشع الوالد وبخل أم كلثوم

من الأخطاء التاريخية الكارثية حقا، أن نرى (الست) دون مبرر تتصرف تصرفات لا يقرها عقل، فهي تتخذ موقف البخيلة التى تحاسب والداها وشقيقها على كل مليم، دون أن يكشف السيناريو عن هذا التحول في سلوكها الأخلاقي من والدها وشقيقها.

كيف تكون أم كلثوم بخيلة وهى التى قالت في مذكراتها المكتوبة والمسموعة: (شاءت الظروف أن أمسك بأصابعي ألوف الجنيهات، ولكن هذه الألوف لم تهزني، ولم تبهرني، كنت أراها مجرد ورق؟.

وكيف يصور السيناريو العلاقة بين الشيخ (إبراهيم البلتاجي) وابنته أم كلثوم على أنها علاقة مادية بحتة خالية من المشاعر والأحاسيس والعاطفة والحنو، في حين أنها كانت عكس ذلك تماما كما ذكرت أم كلثوم بنفسها في كل أحاديثها وحوارتها.

حيث قالت: (كان أبي رجلا فقير الثقافة، معدوم الثروة، ولكنه أعطاني أكبر ثروة، أعطاني حنانه، واهتمامه، وأعطاني إصراره على أن أنجح، وأن أتعب قبل أن أنجح، ولقد تعلمت من أبي أشياء كثيرة غير مجرد الغناء.

كان أبي يتمسك دائما بأن يؤدي واجبه، في الواقع إن ضميره كان في حالة صحوة مستمرة، وبسبب يقظة ضميره هذه اضطررت مرة إلى الغناء في حفل عام بلا جمهور، حتى لا نأخذ فلوس دون أن نعمل بها.

وعندما جئنا إلى القاهرة أول مرة أصر على أن نسكن في فندق (جوردون هاوس) بشارع فؤاد، وكان فندقا غاليا، وأصر على أن يأتي لنا الطعام جاهزا من محل (سان جيمس) الذي كان من أغلى محلات القاهرة.

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
ترويسة مجلة آخر ساعة التي تثبت عدم ملكية التابعي لها
أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
سخرية من أم كلثوم كولومبوس في آخر ساعة
أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
زينب صدقي تكتب لأخر ساعة
أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
حوار أم كلثوم مع آخر ساعة في العدد 11
أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
يوسف وهبي يكتب لآخر ساعة

أم كلثوم وآخر ساعة

من الأخطاء التاريخية الساذجة أيضا، ظهور الكاتب الصحفي الشاب (محمد التابعي) وهو ينتظر أم كلثوم حتى يأخذ منها حوارا، وتقترح عليه أن يؤسس مجلة خاصة به، ـ تقصد (آخر ساعة) التى ظهر أول أعداها يوم 15 يوليو عام 1934ـ، وتعطيه 6 ألاف جنية.

هذه الواقعة غير صحيحة تماما، كما أنها لم تحدث على أرض الواقع، لأن مجلة (آخر ساعة) كان صاحبها ورئيس تحريرها المسئول عنها (محمد عفيفي شاهين)، وكان (محمد التابعي) يشترك في التحرير.

والدليل على عدم صحة هذه الواقعة أنني عندما اطلعت على أعداد مجلة (آخر ساعة) الأولى، وجدت أن أول ما نشر عن أم كلثوم كان حوارا، أجريّ معها في العدد رقم 11 أي بعد مرور شهرين ونصف تقريبا على صدور المجلة.

في حين نشرت المجلة أخبار معظم نجوم الغناء والتمثيل في هذه الفترة مثل (محمد عبدالوهاب، يوسف وهبي، فاطمة رشدي، زينب صدقي، نادرة، علي الكسار، عزيز عيد، عزيزة أمير) وغيرهم في أعداها الأولى.

ولو كانت (أم كلثوم) هى الممولة لمجلة (آخر ساعة) لم تكن المجلة سخرت منها في بعض أعدادها وأطلقت عليها (أم كلثوم كولومبس) بحكم سفرها لباريس، وكانت المجلة حرصت على نشر أخبارها بصفة منتظمة، كما كانت تفعل مع (زينب صدقي، ومحمد عبدالوهاب، وفاطمة رشدي، وسليمان نجيب).

أما مسألة كتابة (أم كلثوم) لمقالات في مجلة (آخر ساعة)، تناقشها فيها الملكة (نازلي) كما جاء ضمن أحداث فيلم (الست)، فهذا عبث، واستخفاف بعقول الجمهور، جراء عدم الدقة والمصداقية في التوثيق لكوكب الشرق.

ربما بالفعل ساهمت (أم كلثوم) في الكتابة للصحافة عموما، ومنها مجلة (آخر ساعة) بشكل مقتضب، وما كتبته كان تقليد تقوم به المجلة، ـ وغيرها من المجلات في استكتاب مجموعة من نجوم الفن في هذه الفترة ـ وقد كتب معهم (محمد عبدالوهاب، ويوسف وهبي، وزينب صدقي) وغيرهم، وقد كتبت (أم كلثوم) في نفس الفترة أيضا لمجلة (الصباح).

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
ظهور (منى زكي) يوم 23 يوليو، وقت إذاعة بيان الثورة الذي ألقاه، الرئيس محمد أنور السادات يجافي الحقيقة

حقيقة منع ثورة يوليو لأغنياتها

أما كارثة كوارث الأخطاء التاريخية في فيلم (الست)، هو ظهور (منى زكي) يوم 23 يوليو، وقت إذاعة بيان الثورة الذي ألقاه، الرئيس محمد أنور السادات، في الإذاعة المصرية، و(الست) تجري بروفات على أغنية (جددت حبك ليه).

هنا وقع صناع الفيلم في أكثر من خطأ، أولا: أن بيان الثورة إذيع في السابعة صباحا يوم الأربعاء 23 يوليو، ولايوجد بروفات في هذا الوقت أصلا.

ثانيا: أغنية (جددت حبك ليه) سجلت أول مرة في الأول من فبراير عام 1951، أي قبل قيام ثورة يوليو بعام ونصف تقريبا، وتم غنائها طوال عام 1952.

أرى الآن أحد القراء يقول: (وإيه المشكلة ماهو معروف أن (الست) كانت تغني الأغنيات الجديدة كثيرا في حفلاتها، ويمكن أن تغنيها في أي وقت؟!).

وأرد عليه قائلا: كلامك صحيح.. (بس خد القاضية): أم كلثوم يوم 23 يوليو عام 1952 كانت خارج مصر، وهذا وضح من تحقيق أجرته مجلة (المصور) وأخذت رأي مجموعة كبيرة من نجوم التمثيل في قيام الحركة المباركة ـ يقصدون ثورة يوليو قبل أن يطلق عليها ثورة ـ وأين كانوا وقت قيامها.

ويومها أرسلت أم كلثوم برقية لمجلة (المصور) تتمنى للحركة المباركة النجاح، والتوفيق للضابط الأحرار، أما المشاهد الكثيرة التى ظهرت لـ (منى زكي) تعاني من منع ثورة 23 يوليو لأغنياتها فهذه فرية غير صحيحة.

وأؤكد أن كل ما جاء من حكايات عن منع ثورة يوليو لأغنيات (أم كلثوم) غير صحيح بالمرة، وحكاية المنع هذه كانت من خيال وتأليف الكاتب الصحفي (مصطفى أمين)، ولكن لهذه الحكاية أصل، وهذا المنع وراءه قصة طريفة جدا يجب أن تروى، قصة حكى لى فصولها الإعلامى الكبير (أحمد سعيد) مؤسس إذاعة (صوت العرب)، وشاهد عيان على ما قامت به ثورة يوليو فى الإذاعة المصرية.

 فقبل رحيله بشهور اتصلت به لأتحقق من موضوعين مهمين الأول هو منع الإذاعة لأغنيات (الست) فى بداية عهد الثورة، وثانيا حقيقة تمثيل الرئيس الجزائرى (أحمد بن بيلا) لمسلسل إذاعى مع الفنانة (زيزى البدراوى)، فأكد لى معلومة المسلسل.

 وسعدت جدا بما ذكره لى من تفاصيل، وأعتبرت هذا انفرادا ونشرته فى في  جريدتي (الأهرام) وقتها، وبعد نشر موضوع (أحمد بن بيلا) نشرت الجزء الخاص عن منع الثورة لأغانى (الست)، والموضوعين تم نشرهما على متقاربة فترات في جريدة (الأهرام)، وموجودين منذ نشرهما على الإنترنت.

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
رقيب معدوم الذكاء.. جاهل بالشعر

الرقيب الجاهل بالشعر

والحكاية كما رواها لى الإذاعى الكبير أحمد سعيد: (أن الثورة بعد فترة قليلة من قيامها عينت (رقيب) مهمته مراقبة الأغنيات والبرامج والحوارات التى تذاع طوال اليوم، ويكتب تقريرا عن ما سمعه أو تم بثه عبر الإذاعة لمجلس قيادة الثورة.

وكان هذا الرقيب معدوم الذكاء، وفى أحد الأيام كان (فتحى الديب) ضابط المخابرات المصرية فى زيارة لمبنى الإذاعة لمقابلة (أحمد سعيد) للتشاور فى إنشاء إذاعة موجهة للعالم العربى، بحيث تتابع وتذيع كل ما هو عربى.

وفى أثناء مروره فى أحد أدوار المبنى سمع ضحكا بصوت عال ينبعث من أحد المكاتب، فتتبع مصدر هذه الضحكات فوجد ثلاثة مذيعين من الشباب هم (جلال معوض، ونادية توفيق، وهمت مصطفى) يتبادلون النكات والغمز واللمز حول آخر ما فعله الرقيب.

 وبعد أن عرفهم بنفسه، علم منهم أن السيد الرقيب منع إذاعة قصيدة (نهج البردة) كلمات أحمد شوقى، ألحان رياض السنباطى، غناء أم كلثوم لأن فى أحد أبياتها تقول:(لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللَهِ يَغتَنِمِ).

وعنف الرقيب يومها، المذيع الشاعر (أحمد خميس) المسئول عن إذاعة القصيدة لأنه لم يعرض كلماتها عليه لأخذ رأيه فى كلماتها، فقال له المذيع الشاب: هذه قصيدة معروفة ومشهورة فى مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وتذاع من سنين طويلة باستمرار.

فطلب منه الرقيب إحضار كلمات القصيدة، وبالفعل أحضر (خميس) كلماتها وعندما قرأها رسم بقلم فى يده دائرة حمراء على كلمة (أمير الأنبياء) وقال له: (ألم أتعلم يا فندى أن الثورة ألغت الملكية وألقاب الأمراء!.. فكيف نذيع نحن أغنية تقول أمير ومعرفش إيه؟!!.. هذه الأغنية يجب عدم إذاعتها مرة ثانية)!

وثار (أحمد خميس) لهذا التعنت والغباء، وذهب يشتكى لصديقه الشاعر (صالح جودت) الذى كان مراقب الأغانى فى الإذاعة، وبدأ الخبر ينتشر فى الإذاعة على سبيل الدعابة.

وبعد انتهاء المذيعين الشباب من سرد حكايتهم قال الديب: (دى مصيبة ما تخطر على بال!، وعلى الفور ذهب لزميله (جمال عبدالناصر) وحكى له ما حدث، فأمر (عبدالناصر) بفصل هذا الرقيب، وتعيين زميله البكباشى (عبدالمعنم السباعى) لأنه يكتب الشعر والأغانى، وسيكون على دراية وفهم لما يجب أن يذاع، أولا يذاع.

هذه هى القصة باختصار، أى أن كل ما تم منعه، هو قصيدة (نهج البردة) فقط، ولأيام، ولم أكتفي بما حكاه لى مذيعنا الراحل (أحمد سعيد) خوفا من أن يكون ذكر هذا لحبه للرئيس (جمال عبدالناصر)، وثورة يوليو.

فبرجوعى لسجلات الإذاعة المصرية منذ أول يوم لقيام ثورة يوليو 1952 وحتى نهاية عام 1953، وجدت أن أغنيات (أم كلثوم) لم تنقطع يوما واحدا عن البث فى الإذاعة المصرية.. ومن هنا أتحدى أحد يرجع لسجلات الإذاعة المصرية، ولا يجد إسم أو واحدة من أغنيات أم كلثوم بصفة منتظمة وشبه يوميه في الإذاعة المصرية.

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
هل يعقل أن تهددهم، وتحتفظ بالمنصب لسبع دورات متتالية

أم كلثوم ونقابة المهن الموسيقية

قبل أن انتهي من الأخطاء التاريخية يهمنى أن أسأل صناع فيلم (الست) سؤالا: ظهر في فيلم (الست) أن أم كلثوم فازت بمنصب نقيب المهن الموسيقية، نظرا لتهديدها الموسقيين، وأعضاء فرقتها: هل يعقل أن تهددهم، وتحتفظ بالمنصب لسبع دورات متتالية.. ما يعكس الثقة في أدائها النقابي؟.. أليس لديكم عقل واع يدرك الحقائق الدامغة في تاريخ هذه السيدة العظيمة التي ضربت أروع الأمثلة في الإنسانية مع زملائها؟

أخطاء فيلم (الست) التاريخية.. زيفت حكاية (آخر ساعة، وثورة يوليو)، ورسخت لجشع والدها (2/2)
كفانا عبث ومهانة وتزييف لحقائق التاريخ الحي لسيرة سيدة الغناء العربي (أم كلثوم)

النهاية:

في النهاية ما هو موقف نجوم بحجم أبطال فيلم (الست) الآن تجاه هذا السيناريو الضعيف المليئ بالأخطاء التاريخية، والتشوية والتزييف، وعدم الإقناع؟!.. ودسم السم في العسل بفعل درامي رجيم؟!

ماذا بعد أن واقعت الكارثة واتضح أن هذا الفيلم يبدو من وقائعه المزيفة أنه عمد بشكل مقصود، بل وفي تحد سافر تشويه أيقونة وأسطورة الشرق العربي كله (أم كلثوم)؟.. تبا لتلك الأيدي الآثمة التي تضمر شرا لمصر.

ياسادة: في السير الذاتية والتوثيق لشخصيات بارزة في الحياة العامة لا يصح أن نطبق مبدأ (فن للفن)، فنحن أمام حقائق لا يصح إغفالها في التوثيق تحت هذا الزعم، وفي حالة فيلم (الست) لا نملك إلا أن نقول: (سينما يا سينما) كم من الموبقات ترتكب في حقك، ولا يدركون أنك صانعة التاريخ الفني الحقيقي للنجوم.

كفانا عبث ومهانة وتزييف لحقائق التاريخ الحي لسيرة سيدة الغناء العربي (أم كلثوم)، وللنتبه أن روح (مصر الجديدة) الآن تبني على أساس ماضيها وتراثها الحضاري العريق، ولا تهدم رموزا مثل (الست) التي لعبت دورا عظيما في تاريخ مصر.. وطنها الذي ساندته في أوقات الشدة، وعظمت من قدره في أوقات الفرح.. رحم الله أم كلثوم وجعل مثواها الجنة بقدر ما قدمته لهذا البلد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.