رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: في فيلم (الست).. (بخت المتعوس يروح البرد ييجي الناموس)!

محمد شمروخ يكتب: في فيلم (الست).. (بخت المتعوس يروح البرد ييجي الناموس)!
من المفروغ منه أنه لكى يتم إنتاج فيلم عن حياة؛ أو أجزاء من حياة؛ شخصية مثل شخصية أم كلثوم

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

ماذا حدث لفيلم (الست)؟!

أولاً: ليس لدى أى تعليق على ما ذكره مؤلف الفيلم الأستاذ أحمد مراد، غير أن ما جاء على لسانه، لا أظنه متعمداً مس الدين من قريب أو بعيد، غير أنى لا أراه إلا نوعاً من الإصابة بداء (العي).

فما يعرف بداء العي، هو عدم اختيار الكلمات المناسبة للتعبير السليم، فترى المصاب بهذا الداء، يختار أسوأ التعبيرات ليعلم الناس بما يجيش في نفسه، أو يضرب أمثلة لا علاقة لها بما يقصده، أو يرمي بالكلمة ينزلق بها لسانه فيهوى به إلى مهاوٍ ما لها من قرار!

تسمعه ينطلق بالألفاظ التى يشيب لها الولدان في مهادهم.. وتتحاكي بحماقتها الركبان في ترحالهم حتى، يمسي حديث الخلان في مسامراتهم!.

وللتقريب والاختصار، يمكن تعريف (العيي) بالعامية المباشرة، بأنه (الراجل المدب)، وهو إللى (بيدب في الكلام دب) يعنى.. بيهلفط في الحديت.. يعنى.. بيهرتل في أى هبد.. يعنى.. الكلمة إللى تيجى على لسانه يخبطها واللي فيها تجيبه!

والإنسان (العيي) غالباً ما يكون خجولاً جداً إلى درجة الانطواء، فتراه لا يرغب في مواجهة الآخرين ويفضل الوحدة ويهرب ما استطاع من اللقاءات العامة، فإذا ما اضطرته الظروف إلى التحدث أمام حشد من الناس في ندوة أو مؤتمر أو أى تجمع بشري، يحاول أن يبدو أمامهم رابط الجأش، شديد البأس، واثق الخطوة، لكنه ما أن يشرع في الكلام حتى يأتى بالغرائب والأعاجيب!.

لكن غرائبه وأعاجيبه لا تبهر الناس، بل تصدمهم وتصيبهم بالذهول!

وليس شرطاً أن يكون الإنسان العيي، جاهلاً أو تافهاً، فهذه نقرة وتلك نقرة أخرى، إذ يمكن أن يكون هذا العيي عبقرياً في مجاله، متمكناً في تخصصه،، ولكنه إذا تكلم ليُمتع، إذا به يُفزع!

ومنهم مشاهير في تاريخ وحاضر الإنسانية ولم يكد يخلو منهم مكان من الأمكنة، ولم يعدم وجوده زمن من الأزمنة!

محمد شمروخ يكتب: في فيلم (الست).. (بخت المتعوس يروح البرد ييجي الناموس)!
من ذا الذي كلف الأستاذ أحمد مراد بكتابة فيلم (الست) عن أكبر وأشهر مطربة في تاريخ الأمة العربية قديمًا وحديثًا؟!

جملة ركيكة وهشة

ويمكنك أن تراجع الجملة التى تفوه بها الأستاذ (أحمد مراد) مؤلف فيلم (الست)، والتى أغضبت منه المشرقين وأهالت عليه المغربيين، فإنك ستراها جملة ركيكة وفي تركيبها هشة في دلالتها، حتى أنك لتتساءل: ماذا دهاه الذي دهاه وماذا دعاه؟!

ولا أظنه أنه فكر قبل أن ينطق لكى يُصَور للناس ما كان يشعر به من ثقل المسئولية لتأليف فيلم عن (الست) أم كلثوم، غير أنه ـ وياللحسرة – لم يجد إلا أن يقارن بين تكليفه بكتابة فيلم عن أم كلثوم، وبين أن يكلف بكتابة فيلم عن (رسول!).

وقد بدت الجملة مبتورة ناقصة المبنى فاقدة المرمى، لكن نريد أن نسأل بمنتهى الجدية: من ذا الذي كلف الأستاذ أحمد مراد بكتابة فيلم (الست) عن أكبر وأشهر مطربة في تاريخ الأمة العربية قديمًا وحديثًا؟!.

ونأتى إلى ثانياً: من المفروغ منه أنه لكى يتم إنتاج فيلم عن حياة؛ أو أجزاء من حياة؛ شخصية مثل شخصية أم كلثوم، سبق أن تجسدت في كل مراحل حياتها، من الطفولة وحتى الممات، في مسلسل مازال حتى الآن في مقدمة الأعمال الدرامية القابلة للإعادة مراراً وتكراراً دون كلل أو ملل.

إلى درجة أنه يمكنك البحث عنه الآن في محيط القنوات الفضائية لتجده على إحداها، خاصةً لو كانت قناة جديدة تريد أن تجذب المشاهدين، فلابد أن يأتى هذا الفيلم بمواقف وأحداث لم يتطرق إليها المسلسل بوضوح.

إذن فنحن بحاجة إلى فريق من المؤرخين الفنيين والسياسيين والاجتماعيين، للبحث عما يجعل من فيلم (الست) عملاً فنياً متميزاً، حتى لا يقع في مقارنة مع عمل درامي سابق، وضع جنباً إلى جنب مع كلاسيكيات التلفزيون التى لا نملها صباحاً ومساءً!

وما ظنى أن كاتباً واحداً يمكن ان يضلع نفسه بحجم وثقل هذه المسئولية، إلا إذا كان متسرعاً لا يعبأ بما يمكن أن يلقاه إذا فشل هذا العمل!

محمد شمروخ يكتب: في فيلم (الست).. (بخت المتعوس يروح البرد ييجي الناموس)!
يجب أن نضع في اعتبارنا أنه لا يكفى أن يتم إسناد بطولة فيلم (الست) إلى ممثلة في نجومية (منى زكي)

نجومية (منى زكي)

كما أنه يجب أن نضع في اعتبارنا أنه لا يكفى أن يتم إسناد بطولة فيلم (الست) إلى ممثلة في نجومية الأستاذة (منى زكي)، لتحمل المسئولية وحدها، بينما هى – كما أظن – تخوض الآن اختباراً صعباً في انتظار ردود أفعال عرض الفيلم في دور السينما المصرية.

إذ أن هذا الفيلم بالخصوص ولأسباب كثيرة، نصبت له محاكمات فيسبوكية ضجت بالقضاة وممثلى الادعاء، بينما لا تكاد تجد محامياً واحداً، لاسيما في غيبة الشهود الذين لم يحضروا حتى الآن، إلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي!

فهناك تنمر وتربص وترقب وترصد لعرض فيلم (الست)، خصوصًا وأن الجماهير ترفع في طريقها إلى قاعات السينما، صحيفة سوابق فنية للنجمة الكبيرة (خاصةً المشهد إياه بتاع الفيلم إياه!).

(إيه يا جدعان.. هو فيه ايه؟!.. اشمعنى غفرتوا لنجمات أخريات راحلات وحاليات في السينما المصرية، مشاهد ذات دلالات أكثر جرأة وإباحية من مشهد الفيلم إياه؟!.. (قطع وقطعت سيرته) على رأي الحاجة ستوتة).

عموماً الفيلم كان منحوس ودمه يلطش ومحاولة مكشوفة لزرع بذور في تربة غير معدة لإنباتها، على الرغم ما في التربة من بلاوى مسيحة، لكن يظهر إن النحس انتقل للفيلم الجديد، حتى أنه بعد الاستقبال الحافل الذي قوبل به طاقم فيلم (الست) الحاضرين في مهرجان مراكش.

إذا بكلمة الأستاذ (مراد) تسقط عليهم لتزيد المريض علة والطينة بلة.. حتى أصبح مستقبل الفيلم غامضاً ومريباً وكئيباً وتجسيداً للمثل الشعبي (ما يقطع بك يا متعوس.. يروح البرد يجيك الناموس)!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.