
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
منذ دعوة السيد الرئيس في إفطار العائله المصريه منذ عام تقريبا ،بضرورة إصلاح مسار (الدراما) المصريه، وأن تكون مرآه لمجتمعنا وألا تكون مسيئه لصورة مصر واهلها وقيمها، ومن يومها وتوالت التصريحات وتم عقد المؤتمرات واللقاءات في مجلس الوزراء ووزارة الثقافه والهيئه الوطنيه للإعلام، وذلك بمشاركة بعضا من صناع المشهد الدرامي.
ومضت الأيام ولم تخرج للنور توصيات هذه لجان (الدراما) أو أي ورقة عمل تحدد ملامح دراما رمضان 2026 حسب رغبة أهل مصر وقيادتها، ودارت عجلة إنتاج (الدراما) للموسم القادم، وبدأنا نسمع عن أجزاء تاليه لمسلسلات سبق إذاعتها بنفس الموضوعات ونفس الأشخاص وكأن شيئا لم يكن؟!
ثم جاءت إشارة السيد الرئيس إلي زيادة نسب الطلاق في مجتمعنا نتيجة لما تقدمه (الدراما) من حياة فاخرو ليست لكل أهل مصر، مما يثير تذمر بعض الأسر ورفضهم لواقعهم والإتجاه إلي الطلاق، ومايترتب عليه من خراب للبيوت وتشرد للأطفال وإثارة الحقد بين فئات الشعب.
ناهيك عن حواديت الخيانات الزوجيه، وعقوق الوالدين، وعدم البر والتواصل العائلي، وغياب القدوة، وإحترام الكبير، والترويج للكسب السريع الحرام، وغيرها من مساوئ وسلبيات (الدراما).
ويبدوا أن التوجيه الرئاسي الثاني كان صارما، أي انه لن تذاع مثل هذا الأفكار الهدامه في دراما رمضان القادم، واضطرب المشهد الدرامي كثيرا، فالبعض كان قد أنجز جزءا من أعمال رمضان القادمة متضمنة ما طالب بمنعه أهل مصر من تشويه لمجتمعنا وقيمه ومبادئه.
ولأن التوجيه كان صارما، بعد مهلة عام كامل لتصويب الأخطاء، فقد تم إبلاغ جهات الإنتاج والبث أنه لن يذاع شئ سلبي هذا العام، وبدأت شركات الإنتاج تراجع وتحذف وتضيف حتي تختفي أثار التشويه لقيم مصر، وأضافوا مشاهد احترام الكبير وقيم المجتمع والأسرة.

التدخل في إبداع (الدراما)
ولأن كل ماحدث كان شفهيا عبر أصحاب القرار في انتاج المحتوي وبثه، فقد ثارت زوبعه حول التدخل في إبداع (الدراما)، وهل هذه توصيات الرقابه علي المصنفات الفنيه والتي نفت ذلك، أم هى توصيات لجنة الدراما بالمجلس الأعلي للإعلام والتي نفت أيضا ذلك تماما.
وتحول المشهد إلي خلط بين الرقابه علي الإبداع والمتاجرة به وبين صورة المجتمع وأهله وتشويهها والمساس بها، وبدون نقاش مصر، وأهلها، وقيمها، وأبنائها في الخارج وصورتهم أهم بكثير من شطحة مؤلف أو مصطلح ممثل أو أي من فلتات الدراما المدمرة.
ونحن في انتظار دراما رمضان 2026 نظيفة كصورة مصر نقية كشعب مصر، معبرة عن وطن مثابر طموح ينتظر غد أفضل على أيدي أبنائه المخلصين للوطن ومبادئه وأهله.
وبمناسبة عصر (الدراما) النظيفه التي تحاكي واقع مصر ولا تختلق سلبيات لتشويه المشهد المصري، انطلق أيضا برنامج (دولة التلاوة) كبرنامج جاد نظيف يساهم في إرساء منظومة القيم المصريه ويرسخ أقدام مصر في صدارة دولة التلاوة، ويذكي التنافس بين شبابها وأطفالها فيما هو مفيد وليس ضارا مشوها.
ومع سطحية معظم مايذاع من برامج وجودة محتوي (دولة التلاوة) قوبل البرنامج بترحاب كبير يستحقه هو ولجنة التحكيم فيه، والتي أرجوا منها أن تعمل كل قواعد القراءة والترتيل والتجويد والإلقاء والمخارج الصوتية، ولكن مسألة المقامات فالمتسابقون ليسوا دارسي الموسيقى، وإن كان ولابد فليتم تأهليهم علي دراسة المقامات الصوتية.
ولنبحث عن طريقه للاستفاده من الأصوات الجميله التي تخرج من السباق إما في موسم آخر يكونوا قد أصلحوا هناتهم لأن أصواتهم رائعة، وأمر آخر هو: لماذا لانفكر في إضافة معلومات للمذيعه للربط بين المتسابقين مثل أسباب نزول بعض الآيات، أو الناسخ والمنسوخ أو معلومات عن أشهر القراء والقراءات وقواعد الترتيل أو التجويد، المهم ان يكون للمذيعه إضافة لموضوع الحلقات.
ونتمني أن نري برنامجا مشابها لدولة الابتهالات والتواشيح والإنشاد والدعاة والخطابة والمديح، ولنكتشف هوية مصر الوسطية المعتدلة وشعبها المتسامح المتدين، وبهذا النوعية من البرامج سنطرد السفه والتسطيح والملاسنات وسوء الحوار وقلة أدابه.
وستعود صورة مصر إلي ريادتها ووسطيتها وستعود معها الجماهير إلى شاشاتنا، بل وسيسارع المعلنون إلي رعاية هذه البرامج الجماهيرية، وعندها يعتدل مسار المشهد الإعلامي ليطابق مايتمني مشاهدوه وما تنادي به القيادة السياسية.
وتعود منظومة القيم قويه لتجابه هذا السيل من جرائم الصغار وضد الصغار وحالات الإنفلات القيمي لدي شرائح كثيره من الشعب.. حمي الله مصر، وأصلح حالها، وتحيا دوما مصر.. آمين.