رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

معاناة (عزة).. الفتاة التي تمردت علي عادات المجتمع السعودي بكل قوة!

معاناة (عزة).. الفتاة التي تمردت علي عادات المجتمع السعودي بكل قوة!
(عزة) قررت ألا تخضع  لهذا الواقع القهري المأساوي وطلبت الطلاق بكل مالديها من قوة
معاناة (عزة).. الفتاة التي تمردت علي عادات المجتمع السعودي بكل قوة!
أميرة أنور عبد ربه

بقلم الناقدة: أميرة أنور عبدربه

إن معاناة كل امرأة عربية في الحصول علي الطلاق قدتكون واحدة في جميع المجتمعات العربية  تختلف من بلد إلى آخر وفق التقيد  بالعديد من والعادات والتقاليد  والموروثات الثقافية التي تحجمها، وتجعلها أسيرة لتلك العادات التي يرفضها مجتمعها حتي لو كان ذلك علي حساب صحتها النفسية والجسدي، مثل الفيلم السعودي (عزة).

 في فيلم (عزة) تتمرد بطلة القصة (عزة الشريف)، وتقرر التحرر من تلك القيود وترفض أن تكمل  حياتها أسيرة لهذا الفكر  النمطي الاشبه بالموت البطئ لكل من يخضع له رغما عنه.

فحياتها بعد الزواج  وهى في سن الـ 16 عاما كان أمراً غصبا عنها فرضته  التقاليدمع سيطرة  وقسوة أب علي ابنته لتجد بعد الزواج حياة  أخري وواقع أكثر قسوة  بين عنف وقهر وتحكم من زوجها   حيث تعرضت مرات عديدة للضرب.

ولكن (عزة) قررت ألا تخضع  لهذا الواقع القهري المأساوي وطلبت الطلاق بكل مالديها من قوة وأصرت عليه حتي تحقق لها ما أرادت تأتي هذه الأحداث في  فيلم (عزة) الذي تم  عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 46 ضمن قسم أفاق عربي.  

وهو العرض الأول للفيلم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمخرجة الألمانية (ستيفاني بروكهاس) التي تأخذنا في رحلة مع (عزة الشريف) والمجتمع السعودي، والتي تواجه فيه المرأة السعودية خاصة في حياه الصحراء بما فيها من جمود وقوة وثبات اكتسبتهم (عزة) بحكم تلك الطبيعة الجافة والقاسية  في سماتها  الشخصية.

حيث بدأت معاناتها وهى في سن الـ 16 عاما، عندما أجبرت علي الزواج في تلك السن الصغيرة بضغط من والدها  ورغم رفضها الشديد الا وافقت بعد ان  رفع عليها السكين  !

ويبدأ الفيلم الوثائقي مع (عزة) وسرد حياتها وظروفها للتحرر من زواج أصبح عبئا نفسيا لا تستطيع الأستمرار فيه ورغم القيود والعادات وعدم وجود أي داعم لها إلا أنها تحدت الظروف، كما قالت وخرجت من المنزل بسيارة زوجها وقامت بمقاضاته بإعادة السيارة له ولكن في مقابل  الحصول على حريتها وطلاقها.

معاناة (عزة).. الفتاة التي تمردت علي عادات المجتمع السعودي بكل قوة!
الذي يشاهد الفيلم يري إصرار وثقة كبيرة  في إمكانتها وقدراتها

العمل كمدربة لقيادة السيارات

وقد تحقق لها ما كان وتركت بناتها لحين ترتيب أمورها ومن هنا بدأ التحدي  الأول في عدم قدرتها  علي الحصول  علي وظيفة جيدة لأنها لم تستطع استكمال دراستها بسبب والدها ولذلك لم تستطع الحصول علي وظيفة جيدة فقررت العمل كمدربة لقيادة السيارات.

والذي يشاهد الفيلم يري إصرار وثقة كبيرة  في إمكانتها وقدراتها، بل إنها أكدت أنها  تعلم جيدا  بإنه سيكون  لها الأكاديمية الخاصة بها بمنتهي  الأصرار والتحدي والقدرة علي معرفة الذات وقدراتها، وهذا ظهر  بشكل كبير  في سمات وكلام تلك المرأة القوية من وجهة نظري والتي تظهر في طريقة كلامها وتعبيرات وجهها.

عندما تتحدث عن معاناتها رغم القسوة والعنف التي عاشتها طوال حياتها بالإضافة إلى عائق آخر واجهها، حيث كان القانون السعودي يمنع لأي امرأة إمكانية تأجير شقةحتي  عام 2016، ولكن الأمر تغير بعد ذلك  .

وبكاميرا المخرجة تمكنت ببساطة دون ملل وهذا يحسب  لها ولطريقة السرد والتنقل في أماكن مختلفة خاصة في الهواء الطلق بالصحراء كرمز للتحرر من القيود مع المرور بشريط ذكرياتها، وتذكر طفولتها البريئة  واللعب هناك وانها كانت اللحظات الوحيدة السعيدة لها، والتي تشعرها بحريتها كطفلة لم  تكن تدرك وقتها  بعد القيود التي ستعانيها بعد ذلك! ،فقد كانت الصحراء واللعب فيها هي المتنفس الوحيد لها.

(عزة) نموذج نسائي ملهم قوي فيه اصرار وصبر وقوة وارادة خارقة لسيدة رفضت الانصياع لعادات وتقاليد عقيمة كان من الممكن أن تحولها لامرأة محبطة يائسة ولكنها استفادت من الظروف لصالحها وقررت أن تثق بقدراتها المتاحة علي قدر تعليمها  في التغلب علي واقع مرير تعاني منه سيدات كثيرة في مجتمعاتنا العربية لايزالوا مقيدين بعادات وتقاليد وموروثات مجتمعية عقيمة.

ففيلم (عزة) صرخة حرة وجريئة  للتحرر وإعطاء فرصة  للنساء الذين يعانون من عنف أزواجهم ومن زواج فاشل للتحرر والعيش بسلام نحو حياة أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.