رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أنغام).. صوت قادر على إذابة جليد المشاحنات والكراهية !

(أنغام).. صوت قادر على إذابة جليد المشاحنات والكراهية !

(أنغام).. صوت قادر على إذابة جليد المشاحنات والكراهية !
سيدة الإحساس الراقي (أنغام)

بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة

أدهشتني تلك الحملة المسعورة على المطربة سيدة الإحساس الراقي (أنغام)، جراء مشاركتها في موسم الرياض هذا العام، برغم تصريحات (تركي آل شيخ) سابقا بخلو المصريين في هذا الموسم، ومع ذلك لم يلتفت الجمهور السعودي وأقبل علي حفل (أنغام) بشكل منقطع النظير، حتى أن الجمهور لم يشعر بموسم الرياض سوى بظهور (أنغام) بزي يحمل روح الحضارة المصرية.

تصدرت الفنانة الاستثنائية (أنغام) اهتمام الصحف السعودية، عقب إحيائها حفل غنائي بموسم الرياض مساء الخميس الماضي، حيث شهد مسرح الحفل جمهور كامل العدد، وقدمت (أنغام) خلال الحفل باقة من أشهر أغانيها والتي تفاعل معها جمهورها ومحبيها، وكان من أبرزها (سيبتلي قلبي)، التي طرحتها مؤخرًا ولاقت نجاحًا باهرًا فور طرحها بموقع (يوتيوب).

يأتي حفل (أنغام) بموسم الرياض بعد حفلها على مسرح قصر المؤتمرات في باريس، الذي أحيته قبل أيام، وكذلك حفلها في القاعة الملكية بالمسرح الإنجليزي الشهير (ألبرت هول).

ظني أن غضب بعض من الجمهور من (أنغام) بسبب مشاركتها في موسم الرياض هو من سهام في تعميق الأزمة في العلاقة بين مصر والسعودية، وخاصة في ظل تصريحات (آل شيخ) المستفزة والمضطربة في الوقت ذاته، فتارة يسخر من المصريين بأن نسبة الأمية أكبر من السعودية، وتارة أخرى يتهكم على الحضارة المصرية في ليلة افتتاح (المتحف المصري الكبير) بكلام مبطن بالسم.

لقد بالغ البعض، ومن منهم الفنان (مجدي الزقازيقي) – الذي أعتب عليه – بوصفها أنها: (وقفت مع اللى بيشتم ويهين بلدها وبيعاير زملائها الفنانين ويدعى أنه ولى نعمتهم.. فضلت الدولارات بدل ما تدافع عن سمعة بلدها والشتائم والإهانات من (شوال الرز آل الشيخ).. انت مش صوت مصر.. أنتى صوت السعودية ما تخليكى هناك أحسن لك يا وطنية يا خليجية).

وذهب آخر قائلا: (على فكرة الشعب المصرى يرفض أن تلقبى بصوت مصر)، ولست أدري من هذا الذي نصب نفسه وكيلا عن الشعب المصري في سحب لقب (صوت مصر) من مطربة الإحساس (أنغام) صوت مصر رغم أنف كل الموتورين، وكارهي النجاح.

(أنغام).. صوت قادر على إذابة جليد المشاحنات والكراهية !
(أنغام) علمت (تركي آل شيخ) درسا عمليا على أنه لا يستطيع أن ينكر قيمة الفن المصري

أنغام قدمت درسا عمليا

ربما هنالك كثيرون مستاءون من موقف حضور (أنغام) حفل موسم الرياض بعد ما قل (تركي آل الشيخ) أدبه واستفز المصريين، لكن لم ينظر هؤلاء إلى الجزء الملآن من الكأس،  بالعكس حفلة واحدة من جانب مطربة مصرية هى (أنغام) علمت (تركي آل شيخ) درسا عمليا على أنه لا يستطيع أن ينكر قيمة الفن المصري.

وأكد على رسوخ (أنغام) في وجدان الجمهو رغم أنفه  وفلوسه وعلى موسم الرياض بكامله، فلم نسمع عن الموسم هذا العام سوي بصعود (أنغام) على خشبة المسرح لتقدم أكثر من 3 ساعات من المتعة بالغناء والشجن الذي تتطاير في سماء الرياض ليلة الخميس الماضي.

أعجبني جدا في (أنغام) قررها بالمشاركة.. إنها ذكية وحكيمه فى نفس الوقت، سواء اتفقت معها أو اختلفت على حضورها الحفل، لكنها ظهرت بحنكة مصرية صافية، لتعكس جوهر الفن المصري الحقيقي عندما يحلق في الآفاق عاليا، مؤكدا عظمة هذا الفن العابر للحدود والزمن.

ألم يلاحظ الجمهور الغاضب أنه كان قبل (أنغام) حفل (كاظم الساهر)، ورغم أنه فنان كبير وله احترامه الكبير في نفوسنا جميعا، لكنه لم يسجل ذات الحضور الذي حدث في حفل (أنغام)، فقد مر حفله دون أي صدى يذكر، ولم تهتم به الصحف السعودية بذات زخم حفل (أنغام.)

ربما لم ينسى (تركي آل شيخ) تشبيه الجمهور المصري له بشوال الرز، فراح ينفي غضبه بالمبالغة في الثناء على (أنغام) كنوع من التكفير بالذنب الذي ارتكبه في حق الفن المصري، رغم وصف الجمهور لأنغام بأنها وقفت فى الجانب الخطأ من الصراع الدائر بين بلدها والسعوديين.

(تركي آل شيخ) حاول التراجع عن تصريحاته المستفرة بين الحين والآخر، فمن قبل خرج علينا بتصريحات غير مسئولة في فترة حساسة للغاية على المستوى السياسي، ومن ثم رأي أن انحيازه لـ (أنغام) من باب الحفاظ على شعرة معاوية بينه وبين الفن المصري الذي – على رغم تحفظي الشديد على ما كان يقدم في المواسم السابقة – قد أثبت أنه لايمكن الاستغناء عنه في أية تظاهرة عربية.

وفي الخلفية سلط المأفون (تركي) تركي كتائبه الإلكترونية لدق إسفين بين (أنغام) والجمهور المصري، حيث ظهرت منشورات على الفيس بوك على لسان (أنغام) تقول فيها: (أنا بنت السعودية من زمان وبأدي اللهجة من طفولتي، وأضافت: ارتباطي بالممكلة جزء كبير من مسيرتي الفنية بيني وبين الجمهور السعودي علاقة قديمة وحافظين الأغاني بتاعتي).. وهو كلام عار عن الصحة على الإطلاق، بل إنها أكدت لمصدر قريب منها أن هذا لم يرد على لسانها أبدا.

أغلب الظن من وجهة نظري الشخصية أن هناك أصابع خفية ولها نوايا شريرة تحاول الوقيعة بين (أنغام) وجمهورها المصري الغاضب من ذهابها لموسم الرياض، في ظل حالة الاضطرات الحاصلة في العلاقة بين مصر والسعودية حاليا.. نعم هناك من يضمر شر واستغل وجود (أنعام) ليشعل فتيل بين البلدين، على حساب فنانة أخلصت لفنها وبلدها، ولبت دعوة للغناء في بلد شقيق.

(أنغام).. صوت قادر على إذابة جليد المشاحنات والكراهية !(أنغام) ستبقى (صوت مصر)، وتاجا مرصعا بألماس المجد في الغناء المصري الرصين

الفن المصري لا خوف عليه

من جانبي أوكد أن الفن المصري لا خوف عليه من (تركي آل شيخ) أو غيره، سواء استعان بنفر أو أكثر مثل (أنغام) أو غيرها، فقد سجل حضوره على مر التاريخ في (الغناء، السينما، المسرح، الدراما التلفزيونية)، وسيظل راسخا في وجدان الجمهور السعودي والعربي.. باختصار لأن مصر هى بلد حضارة عظيمة منذ فجر التاريخ، وهى من علمت البشرية الفنون الرفيعة.

أما (أنغام) فستبقى (صوت مصر)، وتاجا مرصعا بألماس المجد في الغناء المصري الرصين، رغم أنف كل كارهي موقفها من موسم الرياض.. ومن ثم أكان عليها أن تعتذر عن الحضور للسعودية متغاضية عن كل هذا الحب والتقدير من جانب جمهور يتعطش لفنها الحقيقي، الذي هو في الأساس نابع من التربة المصرية المشبعة بالحضارة التي بنيت على ضفاف النيل.

أغلب الظن أنها اختارت الصح عندما لبت دعوة الجمهور السعودي، لتؤكد للجميع أن الفن ليس له وطن واحد محدد بقواعد الجغرافيا، بل لابد أن يكون رسالة محبة وسلام لكافة شعوب الأرض، كما قالت في إحدى فواصل غنائها.. لذا كفوا عن وضع (أنغام) في خانة التشكيك المريب في وطنيتها وحبها لبلدها، وذلك على جناح تفسير أقوالها على هوى المهوسيين من رواد السوشيال ميديا.

تحية تقدير واحترام للمطربة الكبيرة (أنغام) التي أكدت على مصريتها التي تغمرها بالوطنية الخالصة لفنها ووطنها في أي مكان تتجه له على وجه الأرض.. صوت عابر للأزمات مبطن بالشجن المحبب الذي يقوى على إذابة جليد الكراهية والغضب، لو أدرك ذلك العاقلون!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.