إبراهيم رضوان يكتب: الدكتور (حمدي بلاط).. رائد جبر الخواطر

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

هو ابن نبروه الدكتور (حمدي بلاط).. كنت أعرف أنه من أكبر رجال الخير في مصر و منذ فترة طويلة وأنا أتمنى أن أرتبط معهم، أذكر أنني لم أدخل حزبا في حياتي.. وكنت أرفض صداقه أي عضو..  في أي حزب موجود في مصر.. مهما كانت مكانته أو وضعه، الحزب الوطني حاول معي كثيرا.. وعرض على شخصي مناصب كثيرة.. وأموال كثيرة.. ومع ذلك رفضت تماما أن انضم إليه أو إلى غيره من الأحزاب.

كما أذكر فقط أن بعد الموافقه على الحزب التقدمي.. كانت الاستمارة الأولى خاصه بالفنان كمال الطويل.. أخبرته أنني أريد أن أكون عضوا في الحزب  وأن تكون الاستمارة الثانية باسمي، لكنه رفض وأخبرني أن الهدف من الحزب وإعلانه حتى حضرتك يستطيعوا تجميعنا ومعرفة عددنا ليتم القبض علينا، وأنه قادر على حماية نفسه ولكنني لن أستطيع ذلك.

وتمر الأيام وتمر الليالي ويخبرني أحد الأصدقاء أنه عضو في حزب اسمه (المستقلون الجدد)، قلت له: من هو رئيس الحزب؟، قال لي النائب الأول لرئيس الحزب هو ابن نبروه الدكتور (حمدي بلاط).. كنت أعرف أنه من أكبر رجال الخير في مصر و منذ فترة طويلة وأنا أتمنى أن أصرح معهم.

إنه لا يترك مريضا بدون زيارة وأدوية.. من الأجزخانة التي أسسها في جمعيته الخيرية التي تسمى بجمعيه البر والتقوى، قال لي صديقي أن الدكتور (حمدي بلاط) يريد مقابلتي ليس بهدف ضمك للحزب، ولكن لأنه يعلم جيدا أنك عاشق لمصر مثله تماما وهو يحب كل من يحب مصر.

الغريب في الأمر أنني أيضا كنت أرغب في معرفه هذا الرجل الذي سمعت عنه وكنت أسعى لمعرفته والتعرف عليه وعلى شخصيته التي سمعت عنها كثيرا، وهو رجل كما يقول الجميع يملكون هيبة في مصابه وفي كلامه، وفي كل شيء يخصه.. أقول أنني عرفت من البعض كثيرا عن شخصياتي التي كانوا يتحدثون عنها كثيرا إلى درجة أنا البعض سماهم القديس.

حزب المستقلين الجدد

قلت في نفسي سأذهب إلى حزب المستقلين الجدد من أجلي، وفي اليوم المحدد ذهبت إلى هناك على صفحتي بموعد الزيارة، وكانت المفاجاة.. عشرات المئات نبقى أصحاب والأصدقاء والمحبين حضروا حتى تتحول الجلسة إلى ندوة شعرية في حضور الدكتور (حمدي بلاط).

قبلها كان الدكتور (حمدي بلاط) لم يصل بعد ورغم أنني غير مؤمن بالأشياء التي لا تصدق، إلا أنني أقسم بالله العظيم أنني لمحت نورا على أول الشقه قبل دخوله.. دخل الدكتور (حمدي بلاط)، وهو يرتدي ملابسه الرسميه في الوقت الذي كنت أرتدي أنا فيه القميص والبنطلون..

بعد دخوله إلى صالة الشقة نظر إلى كل الموجودين بالقاعة إلى أن تسمرت عيناه على وجهي من وسط المئات رغما أنه لن يشاهدني قبل ذلك.. وقابلته في منتصف الطريق وأخذني في أحضانه وظل العناق بيننا أكثر من ربع ساعة.

بعد هذه اللحظة التي جمعتنا معا جلسنا على المنصة.. أمسك بالميكروفون ليقول لهم أن أمنيته كانت أن يلتقي بالشاعر (إبراهيم رضوان)، وأن الأمنية تحققت في هذه اللحظه الذي أسعدته والتي كان يحلم بها.

أخذت منه الميكروفون قبل أن يكمل وقلت للجميع أن الكلام الذي قاله الدكتور (حمدي بلاط) هو نفس الكلام الذي كنت أريد ـن أقوله عنه، وأنني كنت أسمع كثيرا عن هذا الرجل الذي لم يترك فقيرا دون أن يمد له يد المساعدة.. ولا مريضا الا عالجه وصرف له الدواء على حسابه الخاص..

وأنني كنت أعلم أن الدكتور (حمدي بلاط) رجلا  بمعني الكلمة ومحب جدا لي خصوصا أننا كنا نعرف بعضنا الآخر عن طريق السمع، وتعددت اللقاءات.. كنت اليه لكل المناسبات التي يقيمونها في مدينتي نبرو لتقولها فرصته في توزيع لا يمكن توزيعه من أطعمه وملابس ونقود.

في أحد المرات ذهبت إليه في مدينته نبروه من أجل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. وكانت المفاجأة.. عشرات المئات الذين كانوا يجلسون في القاعه الخاصه بنقابة التجاريين التي كان يرأسها خرجوا جميعا وفي يدي كل واحد منهم علبه حلوى أو أكثر.

وكانت المفاجاة الكبيرة هى أن القسيس الكبير الذي كان يجلس بجانبه، وبجانبي  خرج من النظوع هو ومن كان معه من أبناء الكنيسة، وهم يحملون حلوى مولد النبوي الشريف.. لقد كان يربطه بالكنيسة وسيادة القسيس الكبير وكل من ينتمي إليهم صداقة شريفة.

المفاجأة الكبيرة أن حلوى مولد النبوي الشريف كانت من أفخم وأغلى المحلات الموجودة في المنصورة.. كان منظرا جميلا حجز خرج عشرات الموجودين في الحفل وفي يد كل منهم علبة حلوى أو أكثر.

رائد جبر الخواطر

المفاجأة الكبرى أن البابا أعلن في الندوة أن الدكتور (حمدي بلاط) ساعده في بناء وترميم أجزاء كثيرة من الكنيسة، وأنه قام بحماية الكنيسه في فترة الإخوان المسلمين، وأنه يساعدهم وبكل ما يملك في سبيل إسعادهم.. وأنه أول من يشاركهم في أعيادهم من عادتي أن أكتب عن كل شخص أحبه، فكتبت قصيدة عن مزاياه.. هذه الكثيرة.

أو بطريقه  أصح  عن بعض مزاياه الكثيرة، ثم قصيدة أخرى عن ميزة أخرى وهكذا حتى اكتمل كتابا أو ديوانا كبيرا جاهزا.

ماذا أسمي الديوان؟ اتفق كل أصدقائي على أن أسميه

الدكتور (حمدي بلاط) ..رائد جبر الخواطر

وهو اسم على مايسمى بالفعل ..

فهو لم يترك شخصا إلا و جبر بخاطره..

يحمل بنفسه حقائب التي بها كل أنواع الطعام ليسلمها لكل من يحتاج وكل من يعلم أنه بحاجة إلى مساعدهة، لقد عاهد نفسه أن يكون مسؤولا عن إطعام كل من يحتاج ليقدم له بعض الأشياء الناقصة، الغريب في الأمر أنه كان يذهب إلى رؤساء مجالس المدينة في نبروه وكل المجالس المحلية بالقرى المجاورة يطلب منهم أن يرسلوا كشفا بكل العاملين يرسل لكل منهم حقيبة ومبلغا من المال.

إنها أسرة طيبة وصالحة.. شقيقته الدكتورة هدى بلاط متفرغة للأعمال الإنسانيه  وشقيقه يشاركه الإشراف على الجمعية، ولا يقبل أن يشاركهما أي شخص آخر.. لقد وهبت الدكتورة هدي بلاط كل وقتها للأعمال الخيرية.

أذكر أنها عندما كانت تشغل منصبا في المحافظة اختاروني أن أكون شاعر الحفل الذي سيحيه الفنان (إيهاب توفيق) الذي لا تربطه بادي أي علاقه أو معرفة، وحاولت أن أهرب من الموقف لأنني لم أجرب أن أقول شعرا تمدد أنام أي مسؤول لأنني احترم نفسي. ولم يكن أمامي إلا أن أطلبها مبلغا كبيرا جدا..

قالت الدكتورة هدي بلاط للمندوبة التي أرسلتها أن (إيهاب توفيق) سيأخذ أجره.. وإبراهيم رضوان ابن محافظة الدقهلية.. وقالت مها لها المندوبة أن (إيهاب توفيق) الذي سيتقاضى 150 ألف جنيه يعتبر ابن من أبناء محافظة الدقهلية أيضا..

وافقت الدكتورة هدى على المبلغ الذي حددته.. في الأستاد وأمام  آلاف المشاهدين كان وقوفي لمدة ثلاثة دقائق فقط، بعدها حضره  (إيهاب توفيق) ومعه حدعشرات البودي جارد الذين رافقوه حتى المسرح.

بطبيعتي أخاف من الكلاب

شكرت يومها أنني بعد أن غادرت المسرح حاولت أن أتحاشى السلام على (إيهاب توفيق) لأنني لا أحبه.. هذه عائله محترمه جدا وتعتبر من العائلات الكبيرة على مستوى مصر كلها بالامانه و الصدق  وجبر الخواطر.

يقوم (حمدي بلاط) لكل من لا يستطيع عمله من أعضاء المجلس الذين لا يعملون، حيث يتولى حل كل المشكلات التي تصادف أي أحد من أبناء الدائرة التي لم يرشح نفسه فيها حتى لا يتعطل عن خدمة الجميع.

الغريب في الأمر أنني كلما مشيت معه في أي مكان من الشارع تسير خلفنا مئات القطط والكلاب، وأنا بطبيعتي أخاف من الكلاب.. يشير لهم بيده حتى يبتعدوا قليلا عني.. متابعة من بعد إلى أن يصل نادي التجاريين الموجود به الجمعية حتى ياخذون حقهم من الطعام والشراب.

 هذا هو الدكتور (حمدي بلاط) الذي كان يبدأ خطابه بتحيته لي قائلا: لقد كرمت كل وزراء مصر وكل المحافظين الذين حضروا إلى المنصورة وكل المسؤولين، ولم يكرمني أحد إلا هذا الرجل.. لقد قدم لي الكثير والكثير.. ثم يحتضنني أمام كل الموجودين ثم يأخذني في أحضانه.

أصبحنا متلاصقين حتى أنه في يوم من الأيام قاعدة على شخص أن يعيدني على نفقتي الخاصة، لكنني أبلغت أنها مستورة أسطورة أقسمت له أن معي أكثر من اللازم ومعي ما يكفيني ويزيد.

 الدكتور (حمدي بلاط) أثناء وجودي في المستشفى كان يبدأ كل ندواته ثم الدعاء في الشفاء.. لقد كتبت عنه ند في مجلة شهريار التي يقراها ملايين القراء حوالي 11 حلقة.

كتاب عن سيرته الذاتية

وهذه الحلقة التي بين أيديكم هى الحلقه رقم (12)، وننتظر إكمال بقية الحلقات الذاتية حتى يكتمل كتابا كاملا عن سيرته الذاتية، رغم أنه لا يميل إلى الإعلام والشهرة وكل هذه الأشياء لاتهمه.. إنسان متواضع جدا مع كل أصدقائه  شخص مهذب.

وأشهد أمام الله أنه يساعد عشرات الحالات التي أبلغه عنهم في الدقهلية، أو في المحافظات الأخرى، رغم مشاغله مع ابنه عبد الرحمن في السفر الدائم من أجل علاجه.

و

حروف اسم

دكتور (حمدي بلاط)

الحاء.. حرير قلبك.. ولي..

بمشاعر العارف ضياه

عثمان.. بلال.. سيدنا على..

والشمعه نازفة للي تاه

الميم.. ميدانك في العطاء..

تعطي اللي عايش في احتياج

تملك جبال من كبرياء..

والحب فوق الجبهه تاج

الدال.. داريت دمعة وجع..

قدام طفولة معذبة

اللي خرج لله.. رجع..

راكب معاك المركبة

الياء.. يا باصص ع السما..

بعيون بتنهج بالدموع

جبر الخواطر.. أوسمه..

وشفاعة.. لو آن الرجوع

الباء.. بداية الألف ميل..

تبدأ بخطوه للي عاز

قلبك لكل جميل يميل..

ولا عمر بيتك كان قزاز

اللام.. لا يمكن يوم تتوه..

وانت الدليل للتابعين

حمدي بلاط.. شوف الوجوه..

عاشقاك ومليانه حنين

حرف الألف.. إنسان جميل..

فيك الأصاله مركزة

طبطب على القلب العليل..

واحمي الفقارة م الأذي

الطاء.. طريقك من زمن..

هو طريق سيدنا النبي

لأجل الفقير انت الوطن..

يا فكر.. ضد اللولبي

وللحديث بقية..