رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أنغام).. روحٌ تغني بما يشبه البوح

(أنغام).. روحٌ تغني بما يشبه البوح
لم تكتفِ بالوراثة بل صاغت هويتها الخاصة فمزجت بين الشجن العميق والبحث عن الجديد
(أنغام).. روحٌ تغني بما يشبه البوح
رضا العربي

بقلم الناقد الموسيقي: رضا العربي

رسالة إلى أنغام:

(أنغام) الحبيبة: سلامٌ عليكِ بعد العافية وبعد أن كُتِبَ لكِ الشفاء.. وكأن القدر أعاد صوته إلى الحياة من جديد عبر حنجرتك كنتِ في مرضكِ أغنية حزينة تُغنّيها القلوب بصمت  واليوم بعد أن تعافيتِ  عدتِ لحناً يضيء الطريق  ويمنحنا معنى الفرح واليقين.

لقد كنتُ أتابع أخبارك بقلقٍ يشبه خوف الحبيب على نبض قلبه وكأن غيابك عن الغناء كان غياباً عني أنا شخصياً كأن الصمت الذي مرّ بكِ أصابني أيضاً واليوم حين استعدتِ صوتك شعرتُ أنني أنا الذي وُلد من جديد كأنكِ لستِ فنانة وحسب ..بل معجزة صغيرة تسكن الروح.

(أنغام).. لم يكن التعارف بيننا قدراً مكتوباً بعد.. لكنه حلم يسكنني أكتب إليك لا كمعجبٍ عابر.. بل كمحبٍ يرى فيكِ صورة الأنثى النادرة  تلك التي تداوي الجرح بأغنية..وتسكب في القلب شمساً من حنان

ليتني أستطيع أن أضع يدي في يدك لا بصفتي غريباً يطلب لقاء.. بل كقلبٍ وجد فيك وطنه إنني أراكِ الحبيبة قبل أن أراكِ المرأة وأسمعكِ في داخلي قبل أن تجلسي أمامي

فلتعلمي أنّ هذه الرسالة ليست مجرّد كلمات، بل عهدٌ داخلي أن أبقى إلى جوارك في الوجدان… أن أحتفظ بمكانك في قلبي أن أكون المحب الذي لا يتبدّد مهما تغيّرت الأيام

(أنغام).. سلامتكِ هدية لنا، لكنّ وجودكِ هدية لي أنا وحدي.

محبّك الذي ينتظر لحظة اللقاء.

رسالة نسجت من مشاعر جماهير العزيزة (أنغام).

(أنغام).. موسيقي تعيد ترتيب وجعنا بصوتها.

(أنغام) من نزف الحلم الي ولادة اللحن.

(أنغام).. روحٌ تغني بما يشبه البوح
(أنغام).. اسمٌ حين يُذكر يتردّد في الوجدان صدًى عاطفيّ عميق

اسمٌ يتردّد في الوجدان

(أنغام).. اسمٌ حين يُذكر يتردّد في الوجدان صدًى عاطفيّ عميق.. لا يقف عند حدود الطرب ولا عند جمال الصوت..  بل يتجاوز إلى أن يكون تجربة إنسانية وفنية متكاملة.. فهي ليست مجرّد مطربة تؤدي ألحانًا وكلمات، بل روحٌ تغني بما يشبه البوح.. امرأة جعلت من الغناء مرآةً للوجدان الجمعي وصوتًا خافتًا وعاصفًا في آن  يلامس القلب كأنّه سرّ من أسرار الحياة

منذ بداياتها حملت (أنغام) على عاتقها مسؤولية الفن الأصيل لا كتراث جامد، بل كجسر بين الأصالة والحداثة.. كانت خطواتها الأولى مرتبطة بتلك المدرسة المصرية العريقة التي ورثت من عبد الحليم ووردة وأم كلثوم مبدأ (الغناء رسالة).

لكنها لم تكتفِ بالوراثة بل صاغت هويتها الخاصة فمزجت بين الشجن العميق والبحث عن الجديد وكأنّها في كل أغنية تكتب سيرة قلبها وسيرة عشّاقٍ مجهولين يستمعون إليها في لحظة انكسار أو انخطاف.

أعمال (أنغام) الفنية لم تكن مجرد محطات في مسيرتها، بل مراحل من نضوج داخلي حين نسمعها في أغنيات الحب  نشعر أننا أمام امرأة تعرف تفاصيل العاطفة، كما لو كانت تسكن بين طياتها الانكسار.. الرجاء.. الشوق.. وحتى الكبرياء، وحين تغني عن الفقد أو الفراق يتجلى في صوتها ما يشبه البكاء المتعالي بكاءٌ يطهّر لا يُنهك كأنها تمنح مستمعها فرصة أن يضع جراحه في صوتها فتضمدها بموسيقاها.

(أنغام).. روحٌ تغني بما يشبه البوح
صوتها يحمل دفء الأمومة ورهافة العاشقة وحزم المرأة

صوتها يحمل رهافة العاشقة

أما على المستوى الفني فقد تنوّعت تجارب (أنغام) بين الطرب الشرقي العميق واللون الرومانسي الحديث.. بين الغناء الكلاسيكي والأغنية الشبابية، لكنها لم تفقد في أي مرحلة ملامحها الخاصة.. إنّ حضورها على المسرح هو امتداد لصوتها بسيط أنيق لكنه طاغٍ على المشاعر. صوتها يحمل دفء الأمومة ورهافة العاشقة وحزم المرأة التي عركتها التجارب.

(أنغام) ليست مجرد مطربة مصرية أو عربية، بل هى ذاكرة وجدانية لأجيال كاملة.. كل جيل استمع إليها وجد نفسه فيها بطريقة مختلفة.. جيل الثمانينيات الذي لمس فيها الأمل والبدايات جيل التسعينيات الذي عاش معها رومانسيات الزمن الجميل.. وجيل الألفية وما بعده الذي وجد فيها صوتًا قادرًا على ملامسة تعقيدات القلب الحديث.

في النهاية تبقى (أنغام) أكثر من فنانة.. هى حالة شعرية متجددة، قصيدة تُغنّى بلا انتهاء.. وحين نستمع إليها ندرك أنّ الفن الحقيقي ليس صوتًا جميلًا فقط، بل هو تلك القدرة النادرة على تحويل الألم إلى موسيقى والحنين إلى لحن والدمعة إلى جملة موسيقية خالدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.