أكاديمية الفنون تستعد للاحتفال بمئوية المخرج العالمي (يوسف شاهين)

كتبت: سما أحمد
تحت رعاية وزارة الثقافة تستعد (أكاديمية الفنون)، برئاسة الأستاذ الدكتور (غادة جبارة)، للاحتفال بمئوية المخرج العالمي (يوسف شاهين)، الذي ولد يوم 25 يناير عام 1926، ويُعد أحد أعمدة السينما المصرية والعالمية.
يأتي هذا الاحتفال تقديرًا لإسهامات (يوسف شاهين) الكبيرة في عالم السينما، والتي تجاوزت الحدود الجغرافية والثقافية.
هذا وقد أكدت (جبارة) أن الأكاديمية تستعد لتنظيم احتفالية كبرى لتكريم اسم المخرج العالمي، حاصد الجوائز (يوسف شاهين)، وذلك بحزمة من الأنشطة والفعاليات الفنية المتنوعة.
وستشمل الاحتفالية العديد من الفعاليات التي ستسلط الضوء على إرث (يوسف شاهين) الفني وتأثيره على السينما المصرية والعالمية
وأضافت أن (يوسف شاهين) أحد أكثر المخرجين تأثيرًا وجموحًا في تاريخ السينما المصرية، وقد درس لسنوات طويلة بالمعهد العالى للسينما ألهم فيها بفنه العديد من الأجيال.
وستظل أعماله مثل (باب الحديد، والأرض، والناصر صلاح الدين، وعودة الابن الضال، والمهاجر، والمصير، وسكوت حنصور)، وغيرها، علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية.
ويأتي هذا الاحتفال في إطار حرص وزارة الثقافة على الاهتمام بمبدعيها وتقديرًا لدورهم في تعزيز الهوية الثقافية والفنية للشعوب.
من المعروف أن المخرج (يوسف شاهين) سحرنا بأفلامه المتنوعة التى أنبت لها جناحي فراشة، ولونها بألوان قوس قزح، وزين صدرها ورأسها بريش الطاووس الملكي، حيث كان يملك بين أصابعه أقواسا سحرية يعزف عليها أنغاما تجعلك تنسى نفسك فترقص ألما أو فرحا.

معزوفة سينمائية متكاملة
وسينما (يوسف شاهين) معزوفة سينمائية متكاملة تحقق اكتفاء فنيا ذاتيا، وتشكل عطاءا سينمائيا له أبعاد متعددة متناسقة، يزداد هذا العطاء عمقا وحساسية ووهجا عندما يمسك بأطراف فيلم غنائي متكامل يتغلغل فيه بأسلوبه كما تتغلغل دودة الحرير في شرنقتها.
وأفلامه كانت تثير الجدل، وتوقظ الوعي، بدأها بفيلم (بابا أمين) واختتمها بـ (هى فوضى)، وما بين الفيلمين 33 فيلما روائيا متنوعا ومختلفا تماما عن بعضها.
فضلا عن ست أفلام قصيرة هى (عيد الميرون، سلوى، الإنطلاق، القاهرة منورة بأهلها، 11 سبتمبر، 11 دقيقة و9 ثوان وكادر)، كما قام بإخراج مسرحية (كاليجولا) التى قدمها مع فرقة الكوميديا الفرنسية.
و(يوسف شاهين) على المستوى الإنساني كان شخصا ذكيا جدا، ومثقفا، وحالم، وسريع الحركة، وسريع الكلام، وساخر من طراز رفيع، ومثير للجدل، بأرائه الصريحة، ومواقفه الحاسمة الحازمة عندما يتطلب الأمر.
كما فعل عندما رفض أن يكون عضوا في لجنة تحكيم مهرجان (كان) إلى جانب المنتج الإسرائيلي (ناحوم جولدمان)، واضطر إدارة المهرجان إلى إبعاد المنتج الإسرائيلي عن لجنة التحكيم في حادثة فريدة من نوعها، عرضتها لإنتقادات شديدة.
وتظاهر ضد حرب العراق، وسجل موقفه في فيلمه التسجيلي (11 سبتمبر)، وكان دائم الإنتقاد لسياسة إسرائيل، والتأييد الغربي لها، وغيرها من المواقف التى لا تنسى.
رحم الله المثير للجدل يوسف شاهين!