رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب

عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب
هو (علي ابن عربي) في مسلسل (مقامات العشق)
عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب
أحمد السماحي

بقلم الكاتب والناقد: أحمد السماحي

(يوسف الخال) نجم لبناني موهوبا بقوة، ووضحت موهبته المدعومة بالثقافة من خلال أعمال فنية متنوعة ومختلفة تماما عن بعضها، حولها بفضل موهبته إلى معزوفة حوارية مليئة بالحيوية والواقعية الإنسانية.

المتفرج وهو يشاهد (يوسف الخال) لا يشاهده في الأدوار التى يقوم بها، ولكن يشاهد الشخصية التى يجسدها، حيث يحقق الإندماج المدروس للشخصية التى يؤديها.

 ولو حاولنا استعراض الأدوار التى قام بأدائها سنجد أننا أمام عالم هائل وحافل بالشخصيات المتنوعة المتناقضة التى تحترم عقل المتفرج وثقافته.

 فهو (علي ابن عربي) في مسلسل (مقامات العشق)، وهو أدهم بيك في مسلسل (أدهم بيك)، وهو عمر الخيام في (سمرقند)، وهو آدم في (تشيللو) وجاد في (لو)، وقيس في (ظل)، ودكتور فادي في (الحب جنون) وكريم في (خاتون) وهو وهو وهو..

يمتلك (يوسف الخال) قواما ممشوقا، سرح، رياضي، متناسق الأعضاء، كفرسان ألف ليلة وليلة، وعينين معبرتين، كل عين منهما أشبه بعدسة الكاميرا تشعر أن الظاهر منهما أقل من الغاطس في بئرين عميقيين.

وتتدفق النظرات من هاتين العينين كما يتدفق الماء من عيون الساقية، كلها نظرات غير فضولية، فاحصة، متمعنة، متأملة، إنها نظرات الفنان المسكون بالقلق، تستعمره الأفكار والتيمات والخواطر.

 نظرات تجمع بين الرصانة، والشعننة، الهدوء، والنزق، الحماسة، والسأم، المشاعر المفعمة بالأمل والعدمية في آن معا.

عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب

عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب
نظرات (يوسف الخال) يوظفها في الأعمال الفنية التى يقوم ببطولتها

نظرات لصالح التوظيف الدرامي

نظرات (يوسف الخال) يوظفها في الأعمال الفنية التى يقوم ببطولتها فتجدها مستقرة واعية تعرف ماذا تريد على وجه الدقة واليقين، فيبهرنا بتوظيفه لها التوظيف الذي يخدم الشخصية التى يؤديها.

 فنظرات (علي ابن عربي) الصامتة لـ (ست الحسن) في (مقامات العشق) قالت ما تعجز عن قوله كل كلمات الدنيا.

ونظرات الزوج (آدم) المليئة بالمشاعر المتناقضة لزوجته (ياسمين) في (تشيللو) تسللت إلى مشاعرنا، وعرفنا من خلالها أنه زوج تسكنه براكين من الشك والحيرة والغيرة، والحب أيضا تجاه زوجته.

 ونظرات (غدي) المليئة بالحب والقلق والتوتر لـ (هيا) في (بيوت من ورق) رسمت بخطوط حالمة شعرية مدينة سحرية وجوا رومانسيا، هذه النظرات كانت وراء متابعتنا لهذا المسلسل المتعثر فنيا!.

عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب

عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب
(يوسف الخال) كحال كل الموهوبين لا يعرف الزيف ولا الخداع ولا النفاق

يوسف الخال الموهوب الحالم

(يوسف الخال) كحال كل الموهوبين لا يعرف الزيف ولا الخداع ولا النفاق، الموجودين الآن بكثرة في الساحة الفنية، فهو يحترم نفسه وموهبته، ويفضل القراءة، وسماع الموسيقى الكلاسيك.

ولأنه حالما أعتقد أن موهبته التى تفجرت أمامنا كالشهاب الناري مليئة بالحساسية والصدق في كثير من الأعمال الفنية كافيه للعمل، ولجذب المنتجين والمخرجين إليه، ولكنه كان واهاما!، لا يعلم أن الموهبة وحدها الآن ليست كافية للعمل! لابد أن يكون بجانبها أشياء لا يمتلكها (يوسف الخال)!

خاصة في لبنان الذي لا يوجد فيه صناعة فنية بقدر ما فيه (شللية) ومجموعة من الشركات الفنية القليلة التى ُصنعت لأغراض بعضها فنية، والآخر بعيدا عن الفن!.

(يوسف الخال) الذي نثر أحاسيسه وعواطفه من خلال أعماله، وصنع بموهبته شخصيات خالدة، خرجت من تفكيره، وأحشائه، وعذاباته، وصنع عالما وضعه أمامنا بكل بساطه وبراءة وعفوية، وفجر البسمة، والدمعة في مآقينا، غير موجود اليوم على شاشات الفضائيات كممثل، ولا أحد يعرف السبب ا؟!

عدم مشاركة (يوسف الخال) في أعمال جديدة وصمة عار لكل المنتجين اللبنانيين والعرب
يمتلك الوسامة والحضور والجاذبية والذي يتمتع بكاريزما عالية، وإحساس عفوي صادق

سر عدم وجود يوسف الخال

السؤال الذي نطرحه ما سر عدم وجود (يوسف الخال) الآن على الفضائيات رغم وجود مئات من الأعمال الدرامية التى تٌنتج وتقدم كل عام في لبنان ومصر وسوريا والسعودية وباقي الدول العربية؟!

(يوسف الخال) الذي عرف من خلال أعماله الفنية كيف يضحك وكيف يبكي، وكيف يحب، وكيف يناضل، كيف يقف في وجه موجه عاتية، وكيف يستسلم لعاطفة هوجاء تأكل قلبه وشرايينه وضميره وجسده، غير موجود في الأعمال الفنية اللبنانية والعربية؟!

(يوسف الخال) الذي عرف كيف يمكن أن يرقص في الشارع، ويحب على السلالم، ويثور ويضم قبضته أو يسبل عينيه حياء وقد مس سهم الحب قلبه، لا يقدر موهبته هذه كثير من المنتجين بفعل فاعل!

(يوسف الخال) الذي عرف كيف يرى الماضي ويدخله في مرآته السحرية، وكيف يلعب بما حدث قبل سنين فيجعله أوراقا أخرى يرميها في هواء مجنون فتتطاير حوله وحولنا كموجه من العصافير البيضاء الصغيرة في عصر يوم ربيعي مشرق غائب بقوة عن دراما رمضان، والمواسم المختلفة؟!

(يوسف الخال) الذي يمتلك الوسامة والحضور والجاذبية والذي يتمتع بكاريزما عالية، وإحساس عفوي صادق، وطاقة فنية متفجرة ابتعاده المقصود عن التمثيل وصمة عار على جبين كل منتجي العالم العربي عامة، ولبنان خاصة!

في النهاية هذه كلمة حق في حق فنان لبناني وعربي موهوب ومثقف وجاد أخلص لمهنته وعمله واحترم فنه، فاحترمه الجمهور، وافتقد وجوده في سيل الأعمال الفنية التى تقدم كل عام، فهل من مستجيب؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.