رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كمال زعلول يكتب: مسرح (المحبظين).. (3)

كمال زعلول يكتب: مسرح (المحبظين).. (3)
يستغيث الفلاح بالناظر قائلا: (وشرف ذيل حصانك يا بك!

بقلم الباحث المسرحي الدكتور: كمال زغلول

بعد استعراض مسرح (المحبظين) نظريا، أورد نموذجا من تمثيلهم كما ورد عن إدوارد لين، وأورد صورة للعرض مستنبطة من حديث لين.

عرض الفلاح عوض، وهذا العرض يتحدث عنه (لين) بقوله: (وإني أورد نموذجا من تمثليهم: قطعة صغيرة من رواية مثلت أمام الباشا، أثناء الاحتفال بختان ولد من أولاده. والعادة في تلك المناسبة أن يختن كثير من أولاد العظماء.

وكان أشخاص الرواية: ناظرا أي مدير إقليم، وشيخ بلد وخادمه، وكاتبا قبطيا، وفلاحا مدينا للحكومة وزوجة وخمسة أشخاص آخرين يظهرون أولا في هيئة موسيقيينَ وراقِصَينِ.

وبعد قليل من الطبل والزمر والرقص يظهر الناظر وبقية الممثلين، فيقول الأول: (كم قرشا دين عوض بن رجب؟، فيجيب العازفون والراقصان، الذين يقومون الآن بأدوار فلاحين، مر النصراني بالبحث في السجل)، ويحمل الكاتب النصراني دواة كبيرة في حزامه، ويلبس لباس الأقباط ويعْتَمُّ بالعمامة السوداء.

فيسأله شيخ البلد: كم على عوض بن رجب؟، فيجيبه: (ألف قرش) فيسأله كم دفع؟، فيقول: خمسة قروش).. فيخاطب الفلاح قائلا: (يا راجل، لماذا لم تحضر النقود؟)، فيجيبه: (ليس عندي نقود)، فيصيح شيخ البلد: ليس عندك نقود ؟ اطرحوه.. فيأتون بجزء من معي منفوخ على شكل سوط ويضربونه به.

يستغيث الفلاح بالناظر قائلا: (وشرف ذيل حصانك يا بك!، وشرف سروال زوجك يا بك! وشرف عصابة رأس امرأتك يا بك!.. وينتهي بعد عدة صيحات، ثم يقاد إلى السجن. وتحضر امرأته لتطمئن عليه، فيرجو منها أن تأخذ قليلا من الكشك والبيض والشعرية وتذهب إلى منزل الكاتب، وتستعطفه ليخلصه.

فتذهب الزوجة بالهدية إلى منزل الكاتب، وتسأل من هناك عن المعلم حنا الكاتب، فيدلونها عليه. فتقول له: (يا معلم حنا، تفضل بقبول هذه الهدية وانقذ زوجي، الفلاح المدين بألف قرش، فيقول: (أحضري عشرين قرشا أو ثلاثين رشوة لشيخ البلد) فتنصرف وسرعان ما تعود بالنقود، وتسلمها إلى شيخ البلد.

فيأخذها ويقول: (حسنا جدا.. اذهبي إلى الناظر، فتنسحب وقتا لتتكحل وتتخصب، ثم تفصد الناظر وتحييه. فيسألها عما تريد فتخبره أنها زوجة عوض المدين بألف قرش)، فيقول: (وماذا تريدين؟، فتجيب: (إن زوجي مسجون وأستنجد بمروءتك لتخلصه) وتبتسم، وهى تلح في طلبها، وتظهر أنها راغبة في مكافأته على هذا المعروف.

فيقبل ذلك، ويقوم بالدفاع عن الزوج، ويخرجه من السجن. وقد مثلت تلك الهزلية أمام الباشا لتنبه إلى سلوك القائمين على أمر الضرائب “

وإذا قمنا برسم صورة توضيحية لهذا العرض، سوف نلاحظ أنه عرض ينتمي إلى العروض الحديثة التي نقوم بإنتاجها في مسارحنا الآن، ويحمل قضية نقدية للعصر الذي أنتج فيه.

كمال زعلول يكتب: مسرح (المحبظين).. (3)
احتوى عرض (المحبظين) على مجموعة من الشخصيات الرئيسية

شخصيات العرض

احتوى عرض (المحبظين) على مجموعة من الشخصيات الرئيسية  وهى:

ناظر الإقليم

شيخ البلد

الكاتب القبطي

خادم شيخ البلد

عوض بن رجب

زوجة عوض بن رجب

خمس شخصيات تمثل فرقة موسيقية وراقصين

كمال زعلول يكتب: مسرح (المحبظين).. (3)
قامت فرقة (المحبظين) بإخراج العرض بافتتاحية شأن العروض الحديثة

افتتاحية العرض

لقد قامت فرقة (المحبظين) بإخراج العرض بافتتاحية شأن العروض الحديثة، قدمت فيه فاصلاً من الرقص والغناء، تبع ذلك الدخول في منطقة التمثيل، أي أن هذه الافتتاحية كانت بمثابة التمهيد والتعريف بموضوع العرض، وهي في ذات الوقت تمثل براعة استهلالية قام بها مخرج العرض، لكي يجذب أنظار المُشاهِدين لرؤية العرض.

كمال زعلول يكتب: مسرح (المحبظين).. (3)
ظهرت الشخصيات في العرض مرتبة وفق مجموعة من المَشاهِد متفقة مع موضوع العرض

ظهور الشخصيات

ظهرت الشخصيات في العرض مرتبة وفق مجموعة من المَشاهِد متفقة مع موضوع العرض وهى:

المشهد الأول

ظهور(عوض الفلاح، والناظر، وشيخ البلد، والكاتب القبطي)، وتحويل مجموعة الراقصين والعازفين إلى أدوار فلاحين، ويدور المشهد حول دَيْنٍ على (عوض) للحكومة بألف قرش وينتهي بضربه وذهابه إلى السجن.

المشهد الثاني

يصور هذا المشهد الزوج في محبسه، وقد ذهبت زوجته لتطمئن عليه، فيطلب منها أن تأخذ هدية من الكِشْك والبيض والشعير وتذهب بها إلى بيت الكاتب، وتستعطفه أن يخرجه من السجن.

المشهد الثالث

تأخذ الزوجة الهدية وتذهب بها إلى الكاتب، وهى في الطريق تسأل المارة عن بيت الكاتب فيدلونها عليه، وتنادي على الكاتب وتطلب منه أن يقبل الهدية ويفرج عن زوجها من السجن، فيخبرها أن تحضر عشرين أو ثلاثين قرشا وتذهب إلى شيخ البلد، لكي يفرج عن زوجها.

المشهد الرابع

الزوجة تحضر المبلغ وتذهب إلى شيخ البلد، فيقابلها ويأخذ منها الرشوة، ويخبرها أن تذهب إلى ناظر الإقليم، ثم تنصرف الزوجة.

المشهد الخامس

الزوجة تذهب وتتزين وتتجمل لمقابلة الناظر.

المشهد السادس

الزوجة تقابل الناظر ويسألها ماذا تريد، فتخبره أن زوجها مسجون بألف قرش، وتخبره أنها تريده أن يفرج عنه، وتأخذ في إغرائه بالضحكات ويفهم الناظر من ذلك أنها سوف تقدم له شيء كبير مقابل الإفراج عن زوجها.

 المشهد السابع

يقوم الناظر بالدفاع عن عوض، ويخرجه من السجن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.