رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم أبوذكري يكتب: حكايتي مع (الإعلام) وصناع الإعلام (24)

إبراهيم أبوذكري يكتب: حكايتي مع (الإعلام) وصناع الإعلام (24)
كان جهدًا مهدرا من طرفه يهدف إقصائي من مشهد (الإعلام) في بلادي

* لم تكن منافسة إيجابية بل ظل يحمل همَّ التفوق وإقصائي حتى النفس الأخير!

بقلم الدكتور: إبراهيم أبو ذكري

في رحلتي مع (الإعلام) وصنّاعه، التقيت بنموذج فريد من نوعه.. في عالم يبدو فيه التنافس غالبًا محصورًا ضمن سقف معين، فإن تجربتي معه كانت مختلفة تمامًا.. هناك أشخاص قد تتباعد آراؤهم وقد يختلفون لفترة، لكنهم في النهاية يتصافحون وينهون المنافسة دون ضغينة.

أما هذا الشخص، فقد كان يمثل نوعًا مختلفًا من المنافسة، حيث لم يكن الأمر مجرد سباق نحو النجاح، بل كان جهدًا مهدرا من طرفه يهدف إقصائي من مشهد (الإعلام) في بلادي.  

كنت متخيل أنه من الممكن أن نجتمع سويا إلى الارتقاء بالمستوى العام في هذه الصناعة متوجا بالتعاون الذي يتحول فيه التنافس إلى جزء لا يتجزأ من رحلتنا نحو التفوق، دون أن نسمح بتخريب العلاقات أو إيذاء الآخرين.

هذه المنافسة الإيجابية كنت أحلم أن تتميز بكونها مستدامة، تُظهر كيف يمكن لنا أن نتنافس بكرامة؛ حيث كنا نعمل معًا لتحقيق الأفضل للجميع، مع الاحتفاظ بالحد الأدنى من النزاع.

هذه العلاقة التي تستند إلى الاحترام المتبادل والفهم، كان من الممكن أن تشكل جزءًا عميقًا من مسيرتي وتاريخه المهني، وجعلتني أؤمن بأن هناك دائمًا مساحة للتعاون في عالم (الإعلام).

كان أحدهم منافسًا حاضرًا في كل محطة من محطاتي، حتى حين أقعده المرض ووضعه في غرفة العناية المركزة، ظل يحمل همَّ التفوق وإقصائي، قبل وفاته بأيام قليلة، حاول أن يعطّل مشروعًا كنت أعمل عليه ولم يحقق نجاحًا ملحوظًا.

تلك اللحظة لم أرها فقط كفعلٍ موجّه ضدي، بل كصورة إنسانية معقّدة تُظهر كيف قد يظل شغف البعض بالمنافسة قائمًا حتى وهو يقترب من مقابلة الله وهو في النفس الأخير من حياته.”

إبراهيم أبوذكري يكتب: حكايتي مع (الإعلام) وصناع الإعلام (24)
حققت نجاحا ساحقا في الدورتين الاولي 1993/1994

والقصة تبدأ

بعد أزمتي مع ماسبيرو عام 1993 وما تبعها بالدورة الثانية للمهرجان عام 1994 وبعد ان حققت نجاحا ساحقا في الدورتين الاولي 1993/1994 ترك هذا النجاح غصة في صدر أحد المقربين لي، وظل متربص بي رحمة الله عليه وعلى الرغم من اللقاءات الحميمية التي تمت بيننا بعد ذلك خلال فترات طويله وخدمات متبادلة.

لكن كانت لديه عقدة من نجاحاتي في العديد من المبادرات التي أطلقتها ومنها المهرجان والملتقيات التي أطلقها، وخاصة مؤخرا المونديال العربي للإعلام الذي اخترق سقف النجاح لأي تظاهرة اعلاميه عربيه على ارض المحروسة.

ومن علاقتنا الطيبة والتي كانت تقطن تحتها نار الغضب والحقد على نجاحاتي المستمرة، فكانت له حكايات لها في ظاهرها العلاقات الطيبة ولكن في الحقيقة كانت تخفي وراءها رغبه في هدم ما أقدم عليه،

صحيح أننا نختلف كثيرا في بعض الأمور المهنية، لكني عمري لم أرد الإساءة أو الاعتداءات التي كانت تتوالى منه تجاهي فقط لأني ناجح وبدون إمكانات الدولة أحققها تسابق نجاحات بعض القيادات الإعلامية بالدولة فكانت هذه العقدة. 

بدايتها كانت في حفل الافتتاح الدورة الأولي التي نظمتها مع وزارة الإعلام، وكان (صفوت الشريف) رحمة الله عليه كان يعلم مدي مجهودي واختياري منصب الأمين العام للمهرجان.

وأيضاً للجنة العليا لتكن جميع الخيوط في يدي وكنت أقدم جواز (جواد مرقة) عن نفسي واضعه في الصدارة بحكم سنه وصغر سني في هذا التوقيت وكان هذا أكثر أزعجا لصديقنا هذا

المهم وزعت الأدوار في الكلمات وصعود المسرح وفي الحقيقة لم تكن لي رغبة أن يكون لي دور على المسرح، فليس من المعقول أن يكون لي كلمة ورئيس الاتحاد موجود، فلا يليق أن ألقى أنا كلمة اتحاد المنتجين.

ففي غياب (جواد مرقة) وبجلسات التحضير بوجود صفوت بك الشريف تم الترتيب لكل كلمات الافتتاح من رئيس المهرجان ورئيس اللجنة العليا ورئيس اتحاد المنتجين العرب ورئيس لجنة التحكيم ثم ينادي علي الوزير لتسليم الجوائز

إبراهيم أبوذكري يكتب: حكايتي مع (الإعلام) وصناع الإعلام (24)
صفوت الشريف

الوزير صفوت الشريف

فللتاريخ اقترح الوزير صفوت الشريف أن صعود الوزير علي المسرح لتسليم الجوائز بنفس هذا النص (يتفضل معالي الوزير صفوت الشريف والأستاذ إبراهيم ابوذكري لتقديم الجوائز) ونصعد سويا تكريما لي منه لمجهودي الذي قمت به

صديقنا هذا توجه لزينب سويدان وهو يعلم أن صعودي المسرح مع الوزير قادم وهى مقدمة الحفل وقبل أن تعلن عن قدومنا أنا الوزير قام بشطب اسمي فنادت (زينب سويدان) علي اسم الوزير فقط.

ووقف الوزير من جانبي متأهبا للصعود وأشار إليّ يدعوني لأقوم بصحبته ولكني رفضت الصعود معه لأن المذيعة لم تقم بتقدم اسمي مع الوزير والتي كان المفروض أن ينادي علي مع الوزير كما كان متفق ومكتوب في البرنامج، نظر لي الوزير معاتبا وتردد لبرهة بالصعود من غيري ثم صعد وحده عندما طالت وقفته بانتظاري.

وقبل أن يبتدئ مراسم تسلم الجوائز حدث على المسرح هرج ومرج واحتجاج من (جواد مرقة) رئيس الاتحاد وهو يشاهدني جالسا لم اصعد مع الوزير واضعا رجل على رجل أفكر كيف أرد على هذا المقلب الغادر.

أشار (صفوت) إلى المذيعة أن تنادي على وفور النداء وهى تقول ويتفضل الأستاذ إبراهيم أبوذكري أمين عام المهرجان واللجنة العليا لتقديم الجوائز جعلتني أعلى تواجدا من الوزير في استقبال الجمهور لي، واهتزت القاعة من التصفيق غير المسبوق حتى من طاقم صديقنا هذا وكان هذا التصفيق ليس لي بالقدر انه شعر الحاضرون بمدي الظلم الواقع على والانتصار الذي حدث.

انتهت أيام المهرجان بين شد وجذب لوجيستي ووضع بعض العراقيل ولم نتفق حتى علي المعلنين وتقيم الاموال ورفضت كل الإيرادات القادمة من خلاله لكيلا تكون نقطه خلاف بيني وبينه، وانتهي المهرجان ويبدو انه ترك ثأر بيني وبينه هذا الخلاف المهني ترسخ لديه شاهدته في الحروب الشرسة لمحو الدورة الاولي من الذاكرة.

ومزيدا من السواد تم مسح جميع شرائط الافتتاح والختام وأشياء أخرى كثيرة نالت كثيرا من مسيرتي مع الإعلام الرسمية، لكنها جعلت مني منافسا دائما لهذا المبني العريق في نظره ونظر بعض من أتوا بعده باستثناء بعض الرموز الواثقة بمهنيتها ونجاحاتها فكان لنا تعامل رائع لصالح مصر، وتمر السنين ويظهر مونديال الإعلام بثوب جديد

وفي إحدى الدورات التي كانت في عصر (عصام الأمير)، وهو من أحد الشرفاء الذين جلسوا على هذا الكرسي ببساطته المعهودة فيه وتمكنه من مهنته، أنفقنا سويا علي التعاون وأن يشارك التليفزيون المصري في كل الأنشطة دون دفع مليم واحد، وبالمقابل يذيع فيلم إعلانات المونديال البرومو بالقنوات الفضائية المصرية، وفور إذاعة أول إعلان اتصل بي صديقنا هذا:

ايه يا أخ إبراهيم انت بقي اسمك كبير ومؤسستك من أكبر المؤسسات العربية وتنتج هذا الفيلم مواصلا حديثه عن البرومو مستواه وحش قوي يا إبراهيم.. نصيحتي بقوله حفاظا على اسمك اسحبه من التليفزيون واعمل واحد بسرعة بدلا من فيلم الكرتون دا.. استقبلت مكالمته وطبعا كان يريد رفع الإعلان ويضيع مني الوقت وانشغل بصناعة فيلم جديد واهتم بما قاله فلم ألتفت إليه لأن لم يبقي على الافتتاح في أسبوع.

إبراهيم أبوذكري يكتب: حكايتي مع (الإعلام) وصناع الإعلام (24)
عصام الأمير

عصر (عصام الأمير)

وتمر الأيام وفي دورة أخرى كانت أكثر نجاحا وتأتي بعد ثلاث سنوات من المكالمة الأولي حول فيلم الدعاية ومحاولته تعطيلي وأتلقى أيضا مكالمة وقبل فتح الستار بساعة بالضبط من موعد رفع الستارة عن افتتاح مونديال القاهرة للإعمال الفنية والإعلام.

وجري الحديث التالي بيني وبينه

  • ألو ابراهيم
  • أهلا يا فلان
  • انت عارف يا إبرهيم قد ايه أنا بحبك
  • عارف والله يا فلان 
  • الحقيقة فيه حد من مكتبك جالي ومعاه مستندات بأنك أخدت مليون دولار من شخص للتكريم
  • مين الشخص دا يا فلان؟

. انت عارف المصدر الصحفي احنا بحافظ عليه

  • وواصل الحديث انت عارف ان موعد مقالتي بجريدة كذا بكره، أنا مش عاوز اكتب أي حاجه إلا مع الرد بتاعك علي الاتهام دا
  • أنا مش فاهم يا فلان الموضوع ايه ومقال ايه؟
  • يعني انت بتبيع التكريمات ودا مش كويس وعاوز منك رد عشان انشر اللي جالي وردك عليه يمكن تكون الاموال دي كانت موجهه لحاجه تانية غير التكريمات مخالفة للقانون ودي فيها نيابات وتحقيق وفساد وغسيل اموال
  • انت عارف اني طالع المسرح بعد دقاق نتكلم بعدين
  • لا الموضوع ما بستحملش الانتظار كلها نصف ساعة تكتب لي الرد وترفق لي بعض المستندات الي تأيد كلامك
  • وعلي الفور والدنيا من حولي مقلوبه دقائق وتطلع اقول كلمتي بالافتتاح المهم
  • قلت له مبدئيا الموضوع كله ما عنديش فكرة عنه ومع ذلك نتكلم في الموضوع بعدين
  • طيب عموما اعذرني لما انشر الكلام دا وبعدين انت تكتب لي الرد
  • ماشي يا فلان اعمل اللي انت شايفه وبعدين نتكلم 
  • واغلقت الخط وتذكرت تاريخه مع منذ 1993 بأول دورة من مهرجان التليفزيون والذي وضعت مكانه بيدي وما قام به تجاهي وموضوع البرومو الرسوم المتحركة وما دار بيننا من معارك
إبراهيم أبوذكري يكتب: حكايتي مع (الإعلام) وصناع الإعلام (24)
سيد حلمي

سيد حلمي

وتذكرت ايضا عندما استلم عصام الأمير اتحاد الإذاعة والتليفزيون واتفق معي علي رعاية المونديال وأذاع لي الإعلانات الخاصة بالمونديال وحديثه مع في آخر لحظه وطلب مني تغيير الفيلم.

وكان يجلس معي الكاتب (جابر عبد السلام) – رحمة الله عليه وكان له معارك ضاريه بينه وبينه وسألني ماذا دار بينك وبين فلان فحكيت له فقال لي خد بالك هو عارف أنك طالع على المسرح تقول كلمتك وتوزع التكريمات وعاوز يلخبط كيانك وتطلع الناس تضحك عليك وانت متأكد ان الموضوع دا ليس له أصل ولا وجود له اي مصداقية.

وعدت أتصل به أكثر من مره وكان الجواب Answer machine، وفي آخر اتصال بعد محاولات يائسة للحديث معه مباشر سجلت له رسالة سب وقذف من الكلمات الجارحة الخارجة والتي يحاسب عليها القانون، وقلت له لماذا تطاردني وتحاول إفشال مساعينا في النجاح.

وتمر الأيام وينتهي فاعليات المونديال وفي صباح يوم بعد أسبوع فقط من هذه المكالمة الغريبة تلقيت تليفون من الراحل جابر عبد السلام وقال لي تصور مين اللي مات اليوم

لا إله إلا الله مين؟

قال لي: فلان اللي من ايام كان بكلمك

لم اصدق الخبر فمازال صوته في أذني فدخت على جوجل لأستوثق الخبر

فوجدت اخبار من أكثر من مصدر يشيرون عن معاناته التي كانت بالعناية المركزة التي استمرّت أكثر من خمسه عشر يوما قبل أن يواجه رب كريم ووضعت تاريخ يوم الافتتاح والذي يوافق يوم ميلادي ويوم وفاته وجدتها سبعة ايام بالتمام بمعني انه وهو يعاني من المرض وهو يواجه الموت رحمة الله عليه لم بنسي معركته مع نفسه في هذا المجال ويبدوا انه شاهد إحدى القنوات او المواقع وتابع موعد الافتتاح،

جلست مع نفسي اتذكر التاريخ والحديث ومدي قوته وعناده وما تم تسجيله من طرفي على جهاز التسجيل وتأكدت ان المكالمة تمت وهو موجود بالعناية المركزة بالرمق الأخير

حزنت كثيرا عليه وحزنت أكثر عما صدر مني وتم تسجيله من سب وقذف له ومسجل علي     Answer machine.

وفي صباح اليوم التالي اتصل بي سيد حلمي رئيس مدينة الانتاج الإعلامي في ذلك الوقت يطلب من مصاحبته الي الجنازة التي ستقام توديعا له وحاولت مع نفسي التغلب عن حزني وصدمتي فيه وآسفي عن هذه الحادثة الغريبة فلم أستطع واعتذرت له بشده فقال لي طيب أتركك لكي تهدي ونشوف يوم العزاء تكون هديت مع نفسك

وفعلا يوم العزاء تكالب عليا الأصدقاء وعلى رأسهم سيد حلمي وذهبنا جميعا الي العزاء

واستقبلنا ابنه على قمة المستقبلين المعزيين وسلم على الجميع دون ملاحظات وجاء دوري لأقدم له العزاء فاستوقفني ليؤكد لي حب والده الجم لي وتقديره على جهودي في صناعه الإعلام وأدركت انه يحاول ان يعتذر عن والده الذي حاربني يكل قواه لإفشال فيما لم يستطع الاعلام المصري كله تحقيقه بكل امكانياته وشعرت انه سمع ما تم تسجيله علي جهاز تليفونه

رحمة الله علي الجميع وغفر لهم وانا من قلبي مسامحه فلم نختلف إلا على غيرة المهمة وحب النجاح فلا أنكر انه أحد الرموز التي اعتز بها بعيدا عن عقدة المهرجان التي توارثها أبناء ماسبيرو عندما يجلسون علي كراسي القرار اما قبل هذا الجلوس فهم أبنائي وتلامذتي وعلاقتي بهم غايه في الحب والاحترام فقط يجلسون علي هذا الكرسي فورا وبدون سابق إنذار يتملكهم مس من الشيطان ولا يروا انفسهم كيف هم اقزام يدارون نقصهم في العداء لكل ماهو ناجح وساطع .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.